مع هلال ربيع الأول من كل عام، وفى ذكرى مولد رسولنا الحبيب المصطفى ﷺ، تتباري المنابر والأقلام والعقول والقلوب والألسنة في إطلاق العنان للمشاعر، والتي بدورها تتحول إلى كلمات وجمل ومقالات ودراسات ومستخلصات وعبر وعظات، تحيي بها الذكرى العطرة لمولد خير البرية وخاتم الرسل ﷺ، فتثير البهجة والفرحة في قلوب المسلمين، وتُعمِّق الانتماء، وتُجدِّد الأجواء بنسمات الحب لمن تشرفت الأمة بالانتساب إليه وإلى رسالته، التي ستظل نورًا يهتدي بهديه الناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
في ذكرى مولده، ومع صيرورة الأمة إلى حال من الفرقة والاختلاف والبعد عن تعاليم الإسلام، ما جعلها هدفًا لطعنات الأعداء، تصبح تربية الأمة على هدي نبيها ملاذًا وأولوية من أهم أولويات الاحتفال بذكرى ميلاد النبي العطرة، وهذا ما ينبغي أن يكون مستهدفًا من أي احتفالية من احتفاليات المسلمين، على اتساع رقعتهم واختلاف مشاربهم ولغاتهم.
مولد النبي ﷺ كاحتفالية خاصة نقدمها بين يدي القارئ في ملف خاص عن الذكرى العطرة نتناول فيها أثر النبي ﷺ في حياة الناس، ولمساته في التربية التي ما زال يتعلم منها المعلمون ويهتدي بهديها المربون، كما سنتناول إرشادات حول الطريقة المثلى للاحتفال بالمولد النبوي بغير شطط ولا بدع؛ حتى نخرج منها وقد استفادت النفس قربًا ومعرفة واقتداءً وتعلمًا وليس العكس!