Business

الحوار والنقاش...من فقه التربية النبوية

كان النبي ﷺ يستخدم وسائل عدة ومتنوعة لتوصيل ما يريد من أفكار تربوية، أو تثبيت ما يبتغي من مبادئ وقيم نبيلة، أو للنهي عن منكر أو للأمر بمعروف، وكانت الروعة النبوية تتمثل في استخدام الوسيلة والرسالة التربوية التي تناسب نفسية وبيئة ونمط تفكير المتلقي وقناعاته.

وحول الأساليب المتنوعة التي استخدمها النبي ﷺ في التربية، كانت دراسة الدكتور منير الجعفري، الأستاذ بكلية العلوم الشرعية، موضحًا فيها كيف كانت الوسيلة التعليمية حاضرة في حديثه، لما لها من مكانة في عملية التعليم؛ متبعًا عليه الصلاة والسلام طرقًا متنوعة لتوصيل الرسالة التي يريدها.

وكان النقاش والحوار واحدًا من أهم الأدوات والوسائل التربوية والتعليمية التي استخدمت بوفرة في التوجيه النبوي لمن يستهدفهم من خطابه التربوي، وقد أثبت العلم الحديث أهمية وفعالية نظام الحوار كوسيلة تربوية حديثة في توصيل المعلومات وتثبيت المبادئ، وكان لها نتائج مبهرة دحضت النظريات القديمة التي تكلمت عن التلقين المباشر كأهم وسائل إيصال المعلومات والمبادئ في العملية التعليمية والتربوية.

 

أهمية المناقشة والحوار

  1. هي نظام للتفاعل اللفظي بين المعلم والمتعلمين، وبين المتعلمين أنفسهم، وهذا يساعد المعلم على التخلص من الدور المركزي القائم على التلقين.
  2. بناء الثقة في نفوس المتعلمين من خلال المناقشة والحوار، وشعورهم بالاستقلالية في تعلمهم، والتفكير لأنفسهم.
  3. يساعدان على تأمين التواصل، وتبادل الآراء والأفكار بين المعلم والمتعلم.
  4. مساعدة المتعلمين على حسن التكيف والتوافق الاجتماعي من خلال العمل في مجموعات، والتعاون مع عناصر عملية التدريس جميعًا.

 

الأحاديث النبوية في المناقشة والحوار

وردت عن النبي ﷺ مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة والتي تدل على أسلوب المناقشة والحوار، ومن هذه الأحاديث:

أولًا: تصويب التصورات الخاطئة:

عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: مر رجل على رسول الله؛ فقال لرجل جالس عنده: ما رأيك في هذا الرجل؟ فقال: رجل من أشراف الناس، هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع. قال: فسكت رسول الله، ثم مر رجل آخر؛ فقال رسول الله: ما رأيك في هذا؟ فقال: يا رسول الله. هذا رجل من فقراء المسلمين حري إن نكح ألا ينكح، وإن شفع ألا يشفع، وإن قال لا يسمع لقوله. فقال رسول الله: هذا خير من ملئ الأرض من هذا.

ثانيًا: اتباع أسلوب الإقناع العقلي:

عن أبي أمامة الباهلي– رضي الله عنه- أن غلامًا شابًا أتى رسول الله؛ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا؟ فقال رسول الله: أتحبه لأمك؟ قال: لا. قال: وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم. أتحبه لابنتك؟ قال: لا. قال: والناس لا يحبونه لبناتهم. قال: أتحبه لأختك؟ قال: لا. وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم. قال: أتحبه لعمتك؟ قال: لا. فوضع رسول الله يده على صدري، وقال: اللهم كفر ذنبه، وحصن فرجه.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم