Business

{إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ}

لقد حفلت السيرة النبوية الشريفة بالكثير من محاولات المشركين واليهود والمنافقين النيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن الله كفاه شرهم حيا وميتا.

يقول راشد الزهراني: لقد حاول مشركو مكة أن يئدوا دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- في مهدها، فسخِروا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستهزؤوا بخير البرية، فقالوا:( إن محمدا أبتر)؛ لما مات أبناؤه الذكور، فانتصر الله -جل وعلا- لنبيه من فوق سبع سماوات، فقال -جل وعلا-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) [الكوثر: 1- 3].

وحينما وقف صادعا بالحق وداعيا له، قال له عمه: تبا لك! ألهذا جمعتنا، فجاء رد الله سبحانه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}.

 

كيف تنصر نبيك صلى الله عليه وسلم؟

إن نصرة محمد -صلى الله عليه وسلم- واجبة، وهو أمر ليس مستحبًا فقط، بل هو أمر افترضه الله -جل وعلا- علينا، من رأى نبيه -صلى الله عليه وسلم- يُزدرى به ويُنتقص من مكانه، ولا يُوضع في مكانه الذي يليق به ولا يتحرك قلبه ولا تدمع عيناه فليراجع إيمانه؛ لأن نبينا -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وأهله وولده والناس أجمعين).

فانظر إلى المرأة المسلمة التي سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل في غزوة أحد، فخرجت مسرعة تقتفي الخبر وقابلت الجيش فقالوا لها: عظّم الله أجرك في زوجك وأخيك، قالت: أخبروني ماذا فعل رسول الله؟ قالوا: هو هناك يقبل، فقالت: يا رسول الله أوما قد رأيتك سالما، فكل مصيبة بعدك هينة.

  • فيجب أن نظهر محبتنا وغيرتنا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

  • يجب أن نمتثل لأوامره وأن نستجيب له في جميع أموره؛ صغيرها وكبيرها، وأن يكون قائدنا وقدوتنا: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} [آل عمران31].

  • إن المحبة ليست رموزًا تُقال، ولا كلمات تُرمى في الخيال، ولكنها أقوال تسطرها الأفعال ومواقف تسطرها الأقوال، كيف لا وقد قال الأُول:

لو كان حبك صادقًا لأطعته إن المُحبّ لمن يحب مطيع

ومن محبتنا ونصرتنا لنبينا -صلى الله عليه وسلم- أن ننشر سنته في الملأ، وبين الناس جميعًا، وأن نكون نموذجا طيبا خاصة في دول الغرب حتى يتعرفوا على حقيقة ديننا وطبيعة نبينا وأخلاقه الحميدة الطيبة.

  • تربية الأبناء على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على منهجه والدفاع عنه بالحسنى والأخلاق الطيبة، ونشر سيرته بين زملائهم.

  • نعيش عصر التكنولوجيا فيجب أن نستغل جميع الوسائل الحديثة في التعريف بنبي الإسلام وصفاته ورحمته وأخلاقه حتى تصل لسكان الأرض جميعا، ولا تترك بيت مدر ولا وبر إلا دخلته سيرة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

  • يجب أن يحيا المسلمين وحكامهم في بلادهم بالعدل الذي نادى به رسول الله، والحرية التي حث عليها رسول الله، والإخاء والتكافل حتى لا يتجرأ حتى على إهانة نبينا زاعما أننا من شوه سيرته وصورته.

  • إنتاج أفلام بلغات عدة تبين أخلاق رسول الله وصفاته منذ الصغر حتى وفاته وكيف كان يعامل الضعيف والعدو والفقير والصغير والكبير لقوة تأثيرها في النفوس.

وفي قول فولتير الذي عرف حقيقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تأكيد للعمل بالحسنى لتعريف الناس بخلق رسول الله، فيقول فولتير سنة 1772م: (إن دينه حكيم ومستقيم وعفيف وإنساني؛ حكيم لأنه لم يقع في ربط الإله بأي فكرة غبية ولأنه لا يحوي ألغازاً، ومستقيم لأنه يحرم القمار والخمر والكحول ويأمر بالصلاة خمس مرات في اليوم، وعفيف لأنه يحد عدد الزوجات بحد أقصى هو أربعة، وقبله كان لا حد له كما يشهد على ذلك بلاطات أمراء الشرق، ودينه إنساني لأنه يأمر بالزكاة قبل الحج إلى مكة نفسها، وأضف لذلك صفة الصدق والتحمل للآخر).

 

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم