طلاب غزة يواجهون القصف بالتعليم

طلاب غزة يواجهون القصف بالتعليم

طلاب غزة تحت القصف

تقرير بقلم المحرر

مشاهد الطلاب وهم ذاهبون إلى مدارسهم وجامعاتهم في بداية العام الدراسي الجديد تأخذنا إلى حيث لا مدارس قائمة على أصولها، ولا يوجد أبسط الأدوات والوسائل التعليمية، ولا نراوح مكاننا بعيدًا عن قطاع غزة الذبيح، ورغم كل هذا القصف المتواصل إلا أن الغزاويين مصرون على المقاومة الشعبية بكل أشكالها، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم، فهم باقون وصامدون. 

دخل قطاع غزة للعام الثاني على التوالي بلا مدارس، في حين أن عدد طلاب القطاع المحرومين من حقهم في التعلم بلغ (600) ألف. وبعيداً عن مقاعد الدراسة، يرقد معاذ وميار في غرف العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان الطبي، يصارعون الموت وسط اجهزة طبية، بدلا من انطلاق عامهم الدراسي كأقرانهم من الأطفال في العالم.

للعام الثاني على التوالي يحرم العدوان الصهيوني أطفال في غزة من حقهم في التعليم.. طوابير الدراسة الصباحية تحولت الى اخرى لتعبئة المياه والحصول على الطعام وجمع الحطب.

وفي تحّد لآلة التجهيل والتدمير الصهيوني للقطاع التربوي تصر المربية الغزية إسراء أبومصطفى على تعليم الأطفال في خيمة قماشية فوق ركام منزلها في خانيونس، بعدما حرمهم العدو من العودة الى مقاعدهم الدراسية.

وقد ظهرت لقطات متداولة عددًا من طالبات الثانوية في مدينة غزة شمالي القطاع، وهن يفترشن الأرض لمواصلة تعليمهن. (بثتها قناة الجزيرة). 

فيما أطلق عدد من المعلمين في شمال غزة مبادرة لإكمال تعليم الأطفال بعد توقفه في المدارس الرسمية رغم استمرار الحرب أطلقوا عليه اسم "مركز طوفان الأقصى".

وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في ضياع العام الدراسي الماضي (2023-2024) بالكامل على طلاب القطاع.

ووفق أرقام الأمم المتحدة، فإن نحو ستمئة وخمسة وعشرين ألف طفل في غزة حرموا بالفعل من عام دراسي كامل تقريباً، فيما تغلق جميع المدارس أبوابها في غزة، بسبب تدمير 90% منها في العدوان الصهيوني المستمر على القطاع.

ورغم كل هذا انتشرت في محافظات غزة العديد من المساحات التعليمية التي توفر خدماتها للطلاب، سواء الجامعيين أو طلبة الثانوية العامة.

وتحولت هذه المساحات إلى متنفس علمي ومجتمعي يضمن استمرارية التعليم، ويمنح الطلبة بيئة تساعدهم على التحصيل الدراسي وتقديم الامتحانات، رغم كل ما يحيط بهم من ظروف قاسية. 

أسباب الحرمان من الدراسة

الدمار الواسع للبنية التحتية للمدارس، والجامعات، ومراكز التدريب، إضافة لنزوح عشرات الآلاف من الطلبة مع أسرهم إلى مناطق غير مجهزة للتعليم ولعدة مرات، وعدم الاستقرار في منطقة معينة لفترة طويلة بسبب اشتداد الحرب، حال دون متابعة الطلبة لمسيرتهم التعليمية.

وكذلك لاستخدام ما تبقى من المدارس كملاجئ للنازحين، إضافة لانقطاع التيار الكهربائي، وضعف وانقطاع الإنترنت، وعدم توفر الكتب والمواد التعليمية والبيئة التعليمية المجهزة لاستقبال الطلاب وعمل المدرسين، علاوة على الخطر الأمني المستمر الذي يحول دون انتظام التعليم.

خوف من ضياع جيل كامل

بدأ العام الدراسي الجديد في الأراضي الفلسطينية رسميا اليوم الإثنين (التاسع من سبتمبر / أيلول 2024) لكن جميع المدارس مغلقة في قطاع غزة وسط حرب مستمرة منذ 11 شهرا في غياب أي مؤشر على اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقالت وزارة التعليم الفلسطينية إن جميع المدارس في غزة أغلقت وإن 90 بالمئة إما تهدم أو انهار كليا بسبب حرب غزة. وحولت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تدير ما يقرب من نصف مدارس غزة، أكبر عدد ممكن من هذه المدارس إلى ملاجئ تؤوي آلاف الأسر النازحة.

وقالت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في الأونروا لرويترز: “كلما طالت فترة بقاء الأطفال بعيدا عن المدارس، زادت صعوبة تعويض ما فاتهم من تعليم وصاروا أكثر عرضة لأن يصبحوا جيلا ضائعا”.

وبالإضافة إلى 625 ألف طالب في غزة مسجلين بالفعل ولم يبدأوا العام الدراسي الجديد تقول وزارة التعليم: إنه كان من المفترض أن يلتحق 58 ألف طفل في السادسة من العمر بالصف الأول ليبدأوا مشوارهم الدراسي.

وأطلقت الأونروا الشهر الماضي برنامج (العودة إلى التعلم) في 45 من مراكز اللجوء التابعة لها، حيث قام معلمون بإعداد ألعاب وقصص وأنشطة فنية وموسيقية ورياضية للمساعدة في تحسين الصحة النفسية للأطفال.

وتقول وزارة التربية والتعليم الفلسطينية: إن 10490 طالبا مدرسيا وجامعيا استشهدوا منذ بداية الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما قُتل أكثر من 500 معلم في المدارس والجامعات.

يشار إلى أنه أُجبر جميع سكان غزة تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على ترك منازلهم مرة واحدة على الأقل واضطر بعضهم إلى النزوح 10 مرات.

وفي بطن هذه المحنة منح ربانية تترآى لكل ذي عينين، ومن هذه المنح ما أذاعته الشاشات عن إتمام البراء معتز رجب حفظ النصف الأول من القرآن بإشراف والده الشهيد رحمه الله، ثم أصر على إكمال المشوار فقد أتم حفظ القرآن كاملا بعد استشهاد والده. 

.

قراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم