لقد كان للإخوان دور ملموس في شتى مجالات الأدب شعرًا ونثرًا، يثرون به الحياة الأدبية، ويخدمون به الفكرة الإسلامية، ويوجهون به المجتمع نحو الإصلاح في اتجاهاته المختلفة.
فقد قدم الإخوان كثيرًا من القصائد الشعرية التي نظمها كبار وشعراء وأدباء الإخوان، حيث برز من شعرائهم وزجاليهم أكثر من واحد أمثال الشيخ أحمد حسن الباقوري، وعبد الحكيم عابدين، وعبد الرحمن الساعاتي، والشيخ طنطاوي جوهري وغيرهم.
حيث كانت لهم في كل مناسبة أكثر من قصيدة كانت تلقى في المناسبات قبل أن تجمع في ديوان، ومن هذه المناسبات التي اهتموا بها المولد النبوي الشريف، حيث تبارى الشعراء في التعبير عنها بما جادت بهم قريحتهم من شعر، والذي حرصت صحف الإخوان على نشره.
فقد كتب الأديب حسن خطاب الزيني– الموظف بنيابة المنصورة الكلية- قصيدة بعنوان: «في مولد رسول الله ﷺ»، جاء فيها:
تزينت الآفاق وانشرح الصدر وتنتعش الأزهار إذ ينزل القطر
وزخرفت الأرجاء بالعز والمنى وجاءت شموس الأنس إذ طلع الفجر
تمسك أخا الإسلام بالعروة التي هي الحب والتوحيد حقًا هما السر
وسر سير أرباب الكمال ولا تمل عن المنهج الأسمى وإن بعد الغير
وأهدى صلاة في الختام لأحمد كذا الآل والأصحاب ما شعشع البدر (1)
وفي قصيدة بعنوان: «نفحة نبوية»، للأستاذ طلبة محمد عبده؛ قال فيها:
غفت الجزيرة بعد طول عناء وتلفَّعت بغلالة الظلماء
جهدت وأُجْهِد أهلُها فتساقطوا عند الدجى مرضى من الإعياء
وأتوا على الأخلاق وهي حصانة للنفس تعصمها من الأخطاء
قلبوا حقائقها فصارت بينهم وبفعلهم خطرًا على الأحياء
باتت بليل ما أجل صباحه تنتظر البشرى بكل رجاء
وتنفس الفجر الضحوك مبشرًا بطلوع فجر الرشد بعد خفاء
وتكشفت ظلماء مكة عن سنا هو نور أحمد ما لي إلا رجاء
فسرى مع الصبح البشير إلى الورى قد جاءكم قبس من الصحراء
وأراد ربك فاصطفاه لدينه دين الرقى ودين كل إخاء
فأتى إلى الكون الضليل بشرعة هي شرعة الإنصاف دون مراء
وصار من ألفوا التفرق إخوة نبذوا بفضل الله كلَّ عداء
يوم مولد أحمد لبست بك الـ أيام ثوب نضارة وبهاء
تنتظر الدنيا قدومك مثلما ينتظر الظمآن عذب الماء
ذكرى تعيد إلى النفوس فخارها عن عزة وحمية ومضاء
ذكرى محمد الذي أحيا النفو س وطهَّر الدنيا من الأقذاء(2)
وكتب الأستاذ إمام عبد الله يوسف قصيدة بعنوان: (يوم مولد المصطفى ﷺ) قال فيها:
هبت على الغي ريح الرشد فانصدعا فاستمسك الرشد بالإسلام وارتفعا
نور من الله لما هلّ طالعُه في أفق مكة راح الشرك وانقشعا
ما الشمس والبدر إلا فيض بهجته في الصبح والليل للأبصار قد لمعا
وكتب آخر يقول:
هذا النبي محمد شمس الهدى بزغت تنير بضوئها الألباب
هذا النبي محمد سحر النهى أو قرأت حديثه الخلابا
هذا النبي محمد وحي السما ما حاد عن سنن الهدى أو حابا
شعري فديتك كيف تبلغ قدره بالمدح مهما رمت فيه صوابا (3)
المصادر
- جريدة الإخوان المسلمين: العدد 12، 11من ربيع الآخر 1355هـ الموافق 30من يونيو 1936م.
- مجلة الإصلاح: السنة الرابعة، العدد 202، 9 ربيع الأول 1360هـ / 7 أبريل 1941م، صـ4.
- جريدة الإخوان المسلمين: العدد 13، 8من ربيع الآخر 1354هـ الموافق 9من يوليو 1935م.
.