سر ترتيب الأولويات المالية من الفوضى إلى النظام

سر ترتيب الأولويات المالية من الفوضى إلى النظام

بقلم د. علي شيخون

راتبي لا يكفي أبداً!

هذه الجملة تتردد يومياً في آلاف البيوت حول العالم الإسلامي. لكن ماذا لو قلت لك أن المشكلة ليست في قلة المال، بل في ترتيب الأولويات؟

محمد موظف براتب محترم، يعيش في شقة جميلة، يملك سيارة حديثة، وهاتفًا من أحدث الإصدارات. لكنه في نهاية كل شهر يجد نفسه يقترض لشراء الخضار أو دفع فاتورة الكهرباء.

المشهد مألوف، أليس كذلك؟

نشتري ما نريد بأموالنا، ونشتري ما نحتاج بأموال الآخرين. نبدأ الشهر بالكماليات وننهيه بالاقتراض للضروريات. نخطط للرحلات قبل أن نخطط للطوارئ.

السؤال الحقيقي: متى سنتعلم أن النجاح المالي لا يبدأ بزيادة الدخل، بل بحُسن ترتيب الأولويات؟

ديننا الحنيف وضع لنا منهجاً واضحاً لتنظيم شؤوننا المالية، ولكننا نسيناه وسط زحمة الحياة العصرية.

في السطور القادمة، ستكتشف سر التوازن المالي الذي يجعل راتبك - مهما كان - يكفي لحياة كريمة مطمئنة.

ماذا يعني ترتيب الأولويات؟ 

ترتيب الأولويات المالية ليس مجرد جدولة للمصروفات، إنه فلسفة حياة تحدد ماذا نقدم وماذا نؤخر، ماذا نختار وماذا نتجاهل.

ببساطة: هو أن تعطي الأهم قبل المهم، والمهم قبل الأقل أهمية. لكن كيف نحدد ما هو أهم؟ هنا تكمن المشكلة الحقيقية.

 

الأخطاء الخمسة القاتلة

الخطأ الأول: تقديم الرغبات على الحاجات

سامي يحلم بهاتف جديد بـ 3000 دينار، يشتريه بالتقسيط. وفي نفس الوقت يؤجل علاج أسنانه للشهر القادم منذ ستة أشهر! هذا الخطأ الأشهر: نشبع رغباتنا ونجوع حاجاتنا.

الخطأ الثاني: العيش بلا وسادة أمان: 

الطوارئ لا تحدث لي - هكذا يفكر معظمنا حتى تأتي اللحظة الحرجة. عطل السيارة، فاتورة طبية، فقدان الوظيفة.. ثم نكتشف أننا نقف على حافة الهاوية المالية.

الخطأ الثالث: تجاهل حقوق الله والناس: 

خطط لكل شيء إلا الزكاة والصدقة. نحسب تكلفة الرحلة والسيارة الجديدة، لكن ننسى أن لله حقاً في أموالنا. وعندما يحين وقت الزكاة، نبحث عن مصدر آخر لها!

الخطأ الرابع: سباق الاستهلاك الأعمى: 

جاري اشترى سيارة جديدة، زميلي غير أثاث منزله، أختي تسافر كل شهر.. ونحن نلهث خلف إنجازات الآخرين الاستهلاكية، ناسين أن لكل إنسان ظروفه وأولوياته.

الخطأ الخامس: مرض سأبدأ قريباً:  

سأبدأ التخطيط المالي الشهر القادم، سأفتح حساب توفير عندما يزيد راتبي، سأتعلم الاستثمار عندما أجد وقتاً..

التسويف في الأمور المالية كالتسويف في العلاج - كلما تأخرت، صارت المشكلة أعقد.

 

إشارات الخطر

إذا كنت تشعر بواحدة من هذه العلامات، فأولوياتك تحتاج إعادة ترتيب فوري:

تستخدم بطاقة الائتمان (دين) لشراء الطعام

تقترض من أحد لدفع فاتورة أساسية

تشعر بالقلق المستمر حول المال

لا تعرف بالضبط كم تنفق شهرياً

مدخراتك السنوية أقل من راتب شهر واحد

الخبر الجيد: كل هذه المشاكل قابلة للحل. والحل يبدأ بفهم المنهج الإسلامي الصحيح لترتيب الأولويات..

 

المنهج الرباني في تنظيم المال

لم يترك الإسلام تنظيم أمورنا المالية للصدفة أو التجربة الشخصية، بل وضع أسساً واضحة كالشمس. فعندما يقول الله تعالى": وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا"، فهو يعطينا منهجاً كاملاً: الهدف الأسمى هو الآخرة، لكن دون إهمال الدنيا. توازن مُحكم لا إفراط ولا تفريط.

والنبي يعلمنا بالمثال، تخيل معي هذا المشهد: رجل جاء للنبي ﷺ يريد أن يتصدق بكل أمواله. موقف نبيل، لكن النبي منعه وقال: "ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل شيء فلذي قرابتك"

هذا ليس مجرد حديث، إنه منهج اقتصادي كامل.

نفسك أولاً (ليس أنانية، بل حكمة)، أهلك ثانياً (مسؤولية شرعية)، الأقربون ثالثاً (تكافل اجتماعي)، ثم الأبعد فالأبعد (نظرة شاملة)

هذا ترتيب إلهي محكم: نفسك أولاً (الحاجات الأساسية)، ثم أهلك (الزوجة والأولاد)، ثم ذوو القربى (الوالدان والأقارب)، وهكذا في دوائر متوسعة حتى تشمل المجتمع والأمة.

 

الميزان الشرعي للإنفاق

وهنا يأتي التوجيه الإلهي الدقيق" وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا"القوام - هذه الكلمة الذهبية تعني التوازن المثالي. لا إسراف يضيع المال، ولا تقتير يضيع الحياة.

وعلماء المقاصد حددوا خمس ضروريات يجب أن تكون في مقدمة أولوياتنا: حفظ النفس (الطعام والشراب والسكن والعلاج)، وحفظ الدين (أداء الزكاة والحج)، وحفظ العقل (التعلم وتعليم الأطفال)، وحفظ النسل (النفقة على الأسرة)، وحفظ المال (الاستثمار الحلال وحماية رأس المال).

ويأتي الحديث الشريف ليضع المسؤولية في إطارها الصحيح" كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت". 

وفي النهاية، يعلمنا النبي ﷺ المنهج العملي "اعقلها وتوكل" ليس التوكل ترك التخطيط، بل التخطيط الحكيم مع الاعتماد على الله. خطط لمالك، رتب أولوياتك، ادخر للمستقبل، استثمر بحكمة، ثم توكل على الله في النتائج.

هذا هو المنهج الإسلامي عملي وروحاني، متوازن وشامل، واقعي ومُلهم. والسؤال الآن: كيف نحول هذه المبادئ العظيمة إلى خطة عمل يومية؟ 

 

خطة عملية لترتيب الأولويات

البداية الصادقة، التخطيط المالي يبدأ بمواجهة الحقيقة بلا مجاملات. اجمع كشوف حسابك وفواتيرك للثلاثة أشهر الماضية، واكتب كل مصروف - حتى كوب القهوة الصغير. ثم صنف هذه المصروفات إلى أربع فئات: الضروريات التي لا يمكن العيش بدونها، والواجبات الشرعية والأدبية، والحاجيات التي تحسن الحياة، والكماليات التي يمكن تأجيلها.

ستكتشف مفاجأة صادمة، معظمنا ينفق الجزء الأكبر من دخله على الكماليات، بينما يقترض أو يتأخر في دفع الضروريات. هذا الاكتشاف وحده كفيل بأن يغير طريقة تفكيرك في المال.

الحل يكمن في إعادة توزيع الدخل حسب الأهمية الحقيقية. ابدأ بتخصيص 50-60% من دخلك للضروريات الأساسية، الطعام والشراب الأساسي، الإيجار أو قسط المنزل، فواتير الكهرباء والماء، العلاج والأدوية الضرورية، والمواصلات للعمل. هذه قاعدة البقاء، ولا يجوز المساومة عليها مهما كانت الإغراءات.

ثم خصص 15-20% للواجبات المالية: الزكاة (2.5% من المال المدخر حولاً كاملاً)، سداد الديون والأقساط، النفقة على الوالدين المحتاجين، وصلة الرحم للأقارب. هذه التزامات شرعية وأخلاقية لا يمكن تجاهلها.

وخصص 20-25% لبناء مستقبلك: صندوق الطوارئ (هدفك ادخار ما يناسب ست أشهر من المصروفات الأساسية)، والادخار طويل المدى، والاستثمار الحلال والآمن. أما ما تبقى (5-15%)، فهو للتحسينيات والترفيه المطاعم والرحلات، الهوايات، الهدايا، وتطوير المهارات.

التطبيق الفوري

النظرية جميلة، لكن التطبيق هو التحدي الحقيقي. ابدأ بفتح أربعة حسابات بنكية منفصلة أو استخدم نظام المغلفات القديم والفعال لكل مستوى من المستويات. عند استلام الراتب، وزع المبالغ فوراً حسب النسب المحددة قبل أن تنفق أي شيء. هذا التوزيع المبكر يمنع الخلط والإنفاق العشوائي.

اعتمد قاعدة الـ24 ساعة، أي شراء فوق 200 وحدة نقدية يحتاج تفكير يوم كامل. وتعود على طرح ثلاثة أسئلة قبل كل عملية شراء، هل أحتاجه فعلاً؟ هل يمكن تأجيله؟ هل له بديل أرخص؟ هذه الأسئلة البسيطة ستوفر عليك مئات الوحدات النقدية شهرياً.

 وضع قاعدة ذهبية: حساب الطوارئ مقدس، لا يُمس إلا للطوارئ الحقيقية.

المراقبة والتطوير

سجل مصروفاتك يومياً بطريقة بسيطة في تطبيق هاتف أو دفتر صغير. المراقبة تخلق الوعي، والوعي يخلق السيطرة. ضع تذكيرات في هاتفك لمراجعة الميزانية كل أسبوع - خمس دقائق فقط كافية لحماية مستقبلك المالي.

راجع أداءك أسبوعياً: أين نجحت؟ أين أخفقت؟ ما الصعوبات التي واجهتها؟ عدل النسب إذا لزم الأمر، لكن لا تتخل عن المبدأ الأساسي. تذكر أن الهدف ليس الكمال من اليوم الأول، بل التحسن التدريجي والثبات على المنهج.

الآن لديك الخطة الواضحة.. لكن ماذا لو واجهت عقبات وتحديات في طريق التطبيق؟

مخاطر وتحديات ومواجهتها

التحدي الأول: راتبي لا يكفي للأولويات الأساسية

هذا أصعب التحديات وأكثرها واقعية. عندما تكتشف أن دخلك لا يغطي حتى الضروريات، فأنت أمام مفترق طرق حاسم.

الحل الأول والأهم، ابحث عن مصدر دخل إضافي فوراً. عمل جزئي، مهارة تستطيع تحويلها لمال، خدمة يمكنك تقديمها. لا تنتظر الحل المثالي، ابدأ بأي شيء حلال يدر عليك دخلاً إضافياً.

الحل الثاني أعد النظر في الضروريات. أحياناً نعتبر أشياء ضرورية وهي في الواقع كماليات تنكرت في زي الحاجات. السكن الواسع، الطعام الفاخر، وسائل الراحة المتعددة - كلها قابلة للمراجعة والتقليص.

الحل الطارئ قلل مؤقتاً من المستوى الرابع (الترفيه) حتى تستقر أوضاعك. هذا ليس حرماناً دائماً، بل تضحية مؤقتة لإعادة ترتيب الأوراق.

 

التحدي الثاني: المقاومة من الأسرة

لماذا هذا التقشف المفاجئ؟ أصدقاؤنا يعيشون بشكل أفضل منا! هذا التنظيم متعب ومعقد! - جمل ستسمعها كثيراً من أفراد الأسرة.

المواجهة الذكية تبدأ بالشفافية والإشراك. اجلس مع أسرتك واعرض عليهم الوضع المالي الحقيقي بوضوح تام. أشركهم في وضع الأولويات والأهداف. عندما يشعرون أنهم جزء من الحل وليس العقبة، ستقل المقاومة كثيراً.

طبق التغيير تدريجياً، لا تصدم الأسرة بنظام جديد جذرياً من يوم واحد. ابدأ بالأهم فالمهم، ودعهم يتكيفون مع كل مرحلة قبل الانتقال للتالية.

التحدي الثالث: الطوارئ التي تدمر الخطة

عطل السيارة، مرض مفاجئ، فقدان الوظيفة، حاجة عائلية ملحة - الحياة مليئة بالمفاجآت غير السارة التي تضرب خططنا المالية في مقتل.

هنا يظهر الهدف الحقيقي من صندوق الطوارئ. ابدأ ببناء هذا الصندوق ولو بـ50 وحدة نقدية شهرياً. أي مبلغ صغير أفضل من لا شيء. وعندما تضطر لاستخدامه، أعد بناءه فوراً قبل أي إنفاق آخر.

في حالة الطوارئ الكبيرة، أعد ترتيب الأولويات مؤقتاً. احتفظ بالضروريات فقط، وأجل كل شيء آخر حتى تتجاوز الأزمة. ثم عد للنظام الأصلي تدريجياً.

التحدي الرابع: ضعف الإرادة والإغراءات

الإعلانات في كل مكان، العروض المغرية، ضغط الأصدقاء، رغبات النفس التي لا تنتهي - كل هذا يحاول جرك بعيداً عن خطتك المالية.

الحل النفسي تذكر أهدافك باستمرار. اكتب هدفك المالي وضعه في مكان تراه يومياً. تخيل نفسك وقد حققت الاستقرار المالي، واستحضر هذا الشعور عندما تواجه الإغراءات.

الحل العملي تجنب أماكن الإغراء بلا ضرورة. لا تتجول في المولات بلا هدف محدد، ولا تتصفح مواقع التسوق في وقت الفراغ. اجعل الشراء مهمة محددة وليس نشاطاً ترفيهياً.

التحدي الخامس: التضخم وغلاء المعيشة

الأسعار ترتفع باستمرار، والراتب يبقى ثابتاً أو يزيد بنسب أقل من التضخم. هذا تحدٍّ حقيقي يواجه الجميع.

المواجهة الذكية تكون بالمرونة والتكيف. راجع أولوياتك كل ستة أشهر، وابحث عن بدائل أرخص للضروريات دون التضحية بالجودة الأساسية. اشترِ بالجملة للأشياء التي لا تفسد، واستفد من المواسم والعروض الحقيقية.

النصيحة الذهبية: استثمر جزءاً من مدخراتك في أدوات تحميك من التضخم، كالاستثمار في الذهب أو العقار أو الصناديق الاستثمارية الآمنة.

 

التحدي السادس: ثقافة العيب الاجتماعي

عيب أن تقول لا للعزومات، عيب ألا تساهم في الهدايا الجماعية، عيب أن تشتري أشياء رخيصة أمام الناس - هذه الضغوط الاجتماعية تدمر أقوى الخطط المالية.

المواجهة تحتاج شجاعة أدبية. تعلم أن تقول لا بلباقة دون تبرير مطول. آسف، ظروفي المالية لا تسمح حالياً جملة كافية وشافية. الناس الحقيقيون سيتفهمون، والباقون ليسوا أولوية في حياتك.

التحدي السابع:  الأطفال وكله لأجل الأولاد

أولادي يستاهلون الأفضل، ما أقدر أقول لهم لا، خليهم يعيشوا طفولتهم - مشاعر نبيلة لكنها أحياناً تدمر الأسرة مالياً.

الحكمة الحقيقية: أفضل هدية تقدمها لأطفالك هي الاستقرار المالي للأسرة وتعليمهم قيمة المال. الطفل الذي يحصل على كل ما يريد لا يتعلم الاختيار والأولويات، ويصبح شاباً مدمناً على الاستهلاك.

التحدي الثامن: الديون الصغيرة القاتلة

200  من هنا، 500 من هناك، 300 من المحل، 150 من الزميل - ديون صغيرة متناثرة تتراكم وتصبح جبلاً. لأنها صغيرة نتجاهلها حتى تخنقنا.

العلاج الفوري اجمع كل الديون الصغيرة في قائمة واحدة، ستصدم من المجموع! ضع خطة لسدادها جميعاً خلال 3-6 أشهر، ولا تستدين أي مبلغ صغير بعدها مهما كان السبب.

التحدي العاشر: الوظيفة غير المستقرة

العمل الحر، الوظائف المؤقتة، الراتب غير الثابت - واقع يعيشه ملايين الناس. كيف تضع خطة مالية والدخل متذبذب؟

الاستراتيجية: اعتمد على أقل راتب تحصل عليه، واجعل أي زيادة مكافأة إضافية للادخار أو سداد الديون. بناء صندوق الطوارئ هنا ليس رفاهية بل ضرورة حياة أو موت.

كل هذه التحديات طبيعية ومتوقعة. لا تيأس من أول عقبة، ولا تتخلى عن خطتك بسبب أول إخفاق. النجاح المالي رحلة طويلة فيها صعود وهبوط، والمهم هو الاتجاه العام وليس اللحظة الحالية.

النهاية التي هي بداية

وصلنا إلى نهاية رحلتنا مع ترتيب الأولويات المالية، لكنها في الحقيقة بداية رحلة جديدة في حياتك. رحلة تبدأ اليوم وتستمر مدى العمر.

تعلمنا أن ترتيب الأولويات المالية ليس مجرد تقنية محاسبية، بل عبادة خفية وحكمة عملية تنظم حياتنا وتحقق السعادة الحقيقية. وأن النجاح المالي لا يبدأ بالبحث عن راتب أعلى، بل بتنظيم الراتب الحالي وفق منهج صحيح. هذا التوازن الإسلامي الذي تعلمناه قادر على أن يحقق لنا السعادة في الدارين.

دعوة صادقة للبدء

الآن حان وقت العمل. لا تغلق هذا المقال وتقول سأبدأ غداً أو عندما يزيد راتبي. أخرج قلماً الآن واكتب مصروفاتك الأساسية. ابدأ بخطوة واحدة صغيرة، لأن الرحلة الأطول تبدأ بخطوة واحدة. التخطيط المالي لا ينتظر الظروف المثالية، بل يخلقها.

وتذكر أنك لست وحدك في هذه الرحلة، فالله معك. ادع بصدق: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار. البركة في المال أهم من كثرته، والتوفيق الإلهي أعظم من أي خطة بشرية.

إذا طبقت هذا المنهج بصدق وانضباط لثلاثة أشهر فقط، أعدك أن ترى تحسناً واضحاً في وضعك المالي وحالتك النفسية. ستنام براحة أكبر، وستستيقظ بثقة أعلى. ستكتشف أن راتبك - الذي كنت تشكو من قلته - قادر على تحقيق أحلامك إذا أحسنت توزيعه.

الحقيقة الأخيرة

أولوياتك المالية مرآة صادقة لأولوياتك في الحياة. إذا كان معظم مالك يذهب للكماليات، فهذا يعكس اهتماماتك الحقيقية. وإذا كنت تبدأ بالضروريات وتنتهي بالتحسينات، فأنت تعيش وفق منهج سليم يحترم الحياة والمال معاً.

ابدأ الآن.. فالوقت لا ينتظر أحداً. 

طالع المقالة الأولى من هذه السلسلة: https://tarbyaa.com/article-124637

 

.

قراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم