فى كتابه الماتع: (السيرة النبوية.. عرض وقائع وتحليل أحداث) لمؤلفه الدكتور علي محمد الصلابى، يرى أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، يمثّل أفضل القدوة التى يجب أن يحتذى المربون بها فى التربية، فكان مربيًا تهوى إليه الأفئدة، واستطاع إيجاد تغيير جوهري فى سلوكيات أصحابه فى سنوات قليلة، وعلى المربيين قراءة سيرته صلى الله عليه وسلم، والوقوف على مدرسته فى تربية الصحابة على المنهج الإسلامى، آخذين منها العبر والدروس وتحويلها إلى واقع عملى.
فى بيعة العقبة الثانية قال الرسول للأنصار: «أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبًا ليكونوا على قومهم بما فيهم». فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبًا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس. فقال لهم رسول الله عليه الصلاة والسلام: «أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي».
إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعين النقباءَ إنما ترك طريق اختيارهم إلى الذين بايعوا، فإنهم سيكونون عليهم مسئولين وكفلاء، والأولى أن يختار الإنسان من يكفله ويقوم بأمره، وهذا أمر شوري وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يمارسوا الشورى عمليًّا من خلال اختيار نقبائهم.
اختيار النقباء ليكونوا مسئولين عن سير الدعوة فى المدينة وعن أحوال المسلمين هناك يوضح مدى اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر الفرد وأحواله وأنه يأتى ضمن أولويات الجماعة المسلمة.
وعلى النقباء فى كل زمان استشعار حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم وعلى القيادة تحرى الدقة عند اختيار هؤلاء النقباء.
.