معالم ونماذج الجهود التربوية للإخوان في الريف المصري

 

إعداد: عبده مصطفي دسوقي

اهتم الإخوان المسلمون منذ نشأتهم بالريف في مصر وأولوه رعاية خاصة ظهرت فيما بعد تعليميا ودعويا وتربويا.

ولأن فكر الإخوان يستمد من الإسلام شريعة وعقيدة ومنهاج فيعتمد الحوار أسلوب حضاري، وسبيل للإقناع والاقتناع بالحجة، والمنطق، والبينة والدليل.

ويرتكز معالم هذا الفكر على عدة أهداف ومنها: إصلاح الفرد لنفسه حتى يكون: قوي الجسم، متين الخلق، مثقف الفكر، قادرًا على الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة، مجاهدًا لنفسه، حريصًا على وقته، منظمًا في شئونه، نافعًا لغيره، ثم تكوين البيت المسلم، ثم إرشاد المجتمع، بنشر دعوة الخير فيه والعمل على تربيته، وتحرير الوطن بتخليصه من كل سلطان أجنبي، وإصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق. ([1]).

 

حسن البنا والريف

من هذا المرتكز انطلقت الجماعة في كل مكان تنشر الفهم الصحيح للإسلام فلم يكن تعامل الإمام الشهيد في هذا الميدان مجرد تصور نظري، وإنما حوله إلى واقع عملي فيما قدمته الجماعة وقامت به في إصلاح المجتمع ومواجهة مشاكله، وكذلك في منهجية تربية أفرادها وتدريبهم للعمل مع المجتمع وأداء الخدمة العامة للناس.

يقول الدكتور محمد عبد الرحمن: ومع تمايز مستويات ونوعيات الأفراد المنضمة أو المنتسبة للجماعة، إلا أن منهج التربية والتكوين كان حريصا على تعميق هذا الجانب المجتمعي، ويصبح توظيف الأفراد فيه كل حسب ظروفه واستعداده الشخصي مع اشتراك الجميع العمل في هذا الميدان واعتباره جزءًا أساسيًّا من دعوته وأهدافه العامة، وإصلاح الفرد هو نقطة البداية والانطلاق.

اهتم الإمام الشهيد بالمجتمع المصري ومواجهة كل صور الظلم والجهل والفساد المتفشي فيه، وكانت سياحته في قرى ونجوع مصر كلها عاملًا أساسيًا في تعرفه على هذا الواقع واختلاطه بكل هذه الطبقات وماذا تعاني.

 

الجهود التربوية للإخوان داخل الريف

1- الاهتمام بالريف ذاته والانتشار فيه.

لم ينظر حسن البنا وأتباعه للريف على أنها لا قيمة له بل كان اهتمامه بالريف كاهتمامه بالحضر ومن ثم كون فيه الشعب وفرق الجوالة وجميع الأقسام بل خصص في المركز العام قسم يتابع ويشرف على شئون الفلاحين، حتى رأينا من المزارعين من وصل لمنصب المرشد العام دون حرج متمثلا في الأستاذ محمد حامد أبو النصر.

2- العناية بالتربية الدينية

لقد انتشر الإخوان في الريف يمحون أميته الدينية والتي كانت تملؤها الخرافات وقصص الأساطير والدجل، حتى أنهم تعجبوا من شباب يلبسون البدل والطرابيش وينطلقون وسطهم يذكرونهم بالله وحقيقة الدنيا والآخرة فكانوا مثار دهشة وإعجاب الجميع، فقد كان الدعاة ينتشرون ويربون والأمثلة كثيرة يرويها الدكتور يوسف القرضاوي وغيره من خطباء ووعاظ الإخوان المسلمين.

3- الاهتمام بالجوانب العملية (الرياضة والجوالة)

اعتمد مجلس الشوري الثالث للإخوان لائحة الجوالة وألزم المناطق والشعب بتكوين فرق الجوالة وبالفعل انتشرت فرق الجوالة في كل مكان وسارع كثير من أبناء الريف للانضمام إليها لما رأوا فيها من نظام وانضباط وعملوا على مساعدة أهل الريف في أزماتهم مثلما حدث أثناء اجتياح وباء الملاريا لمحافظة أسوان وأثناء اجتياح وباء الكوليرا لمصر كلها خاصة منطقة القرين بالشرقية عام 1947م انتفضت الجوالة بمساعدتهم حتى أن الإخوان تلقوا خطاب شكر على ذلك من وزير الصحة إسكندر باشا آنذاك، كما أنشأوا (الأجزخانات) الأهلية لتوفير الأدوية الجاهزة والمركبة للمرضى([2]).

4- الاهتمام بالرعاية الصحية

قامت المناطق والشعب المختلفة بافتتاح المستوصفات الطبية لتقديم خدماتها لأبناء الريف، كما حدث في نجع حمادى([3])، وأيضا ما قامت به فرق الجوالة في الريف المصري عام 1943م، حيث قامت بأعمال كنس الطرقات والشوارع وحث القرويين على التردد على المستشفيات والعيادات الطبية، وتقديم الإسعافات الأولية([4]).

ومن أمثلة ذلك ما قامت به العيادة المجانية للإخوان بالمنصورة، حيث بلغ عدد المرضي المترددين عليها خلال شهري يونيو ويوليو عام 1938م نحو 2060مريضًا منهم 1000طفل، و600امرأة، و357رجلًا، و54مريضًا بالأسنان، و35مصابًا، وأجرت 14عملية جراحية([5]).

وهكذا انتشر مستوصفات الإخوان لمعالجة مرضى الشعب المصري في كافة أنحاء القطر من الإسكندرية إلى أسوان.

5- الاهتمام بالجوانب الاجتماعية

لقد حارب الإخوان مظاهر انحلال المجتمع وعلي رأسها انتشار البغاء ومظاهره حتى أن تقرير الأمم المتحدة في صيف 1927م جاء فيه: لقد ثبت أن الديار المصرية عبارة عن سوق بغاء عظيمة للنساء والفتيات من جميع الأجناس، ولا سيما موسم السياحة (في وقت الشتاء)([6]).فاهتم الإخوان بذلك وكونوا اللجان التي انتشرت في كل مكان تحذر الناس من مخاطر البغاء وأثر الأليم على الأسرة والمجتمع ولم يتوان الإخوان عن ذلك.

ومن الجهود العملية في هذا المجال إنشاء دار التائبات بمدينة الإسماعيلية، ومساندة كل جمعية تحارب البغاء.

ولم يقتصر الأمر على البغاء بل عمد الإخوان لمحاربة الظلم الواقع على الفلاحين فمثلا كان حادث كفر البرامون دقهلية نموذجا لتسلط الإقطاع وعمد ومشايخ القري على الفلاحين وحيث وقعت حادثة بين الأهالي ورجال الشرطة أسفرت عن قتيلين من الأهالي، وقد نقلت جريدة الإخوان المسلمون اليومية بتاريخ 25 من فبراير 1948 رأي المركز العام للإخوان المسلمين في الحادث، وأيضا حادث سخا حتى بلغ الأمر بمقتل أحد الإخوان المناصرين للفلاحين ضد الإقطاعيين وهو عناني أحمد عواد رئيس شعبة الإخوان بكفر نجم بالشرقية والذي ناصر الفلاحين فما كان من الإقطاعيين سبيل سوي قتله([7]).

6- التصدي للتبشير ومظاهر الخلل العقدي

منذ ظهر الإسلام وانتشر وقد حقد عليه الأعداء من كل الملل والنحل، ولذا أخذوا على عاتقهم فتنة المسلمين في دينهم، وما تقع الأمة الإسلامية فريسة التشرذم حتى ينقض عليه هؤلاء الأعداء لتمزيق جسدها ومحاولة طمس هويتها التي تتمسك بها، فكانت الحملات الصليبية والهجمات التترية والغزو الغربي الذي صحب المنصرين الذين استغلوا فقر وبؤس الناس فحاولوا صرفهم عن دينهم أو على الأقل تركهم دون وعي أو دراية بدينهم، فكانت المرأة في الريف من أعظم حقولهم، وكان هذا مصدر انطلاق للإخوان في التصدي وحماية بنات بلادهم، فكانت قرارات مؤتمر مجلس الشوري العام الثاني المنعقد في مايو 1933م كلها حول التبشير وطرق التصدي له،فقد قامت فرقة الوعظ والإرشاد بالرحلة إلى الأسواق الريفية ونهي الناس عن الاستماع لهم أو تناول كتبهم.

كما أنهم أنقذوا العديد من فتيات المحمودية وبورسعيد والمنزلة دقهلية من أيدي المبشرين، بل فتحوا المدارس في القري من أجل الفتيات حتى لا يلتحقوا بمدارس الإرساليات التبشيرية، وعمد الإخوان لفضح أهدافهم الاستعمارية، والرد على افتراءاتهم، والتحذير من تقليدهم وانتشار مدارسهم.

7- العناية بالمرأة والشباب في الريف

انطلاقا من الدور الواقع على عاتقهم ورؤيتهم للإسلام اهتم الإخوان بالمرأة والشباب في الأرياف، ونجد هذا الملخص في المقال الذي كتبه الأستاذ البنا بعنوان (أيتها الشبيبة المصرية اسمعي) حذر فيه من فقدان الطبقة المتعلمة من الشباب للأخلاق الإسلامية الأساسية، وذكر أن سائحًا إنجليزيًا وصف ذلك بقوله: «إن مصر لا تستحق الاستقلال إلا إذا أصبح المتعلمون بها في الأخلاق والفضائل والشفقة والرحمة وحب الوالدين والأقارب كطبقة الفلاحين.. إني رأيت الفلاحين موصوفين بصفات الكرم والسماحة والإخلاص.. والعبادة والصلاة والصوم والإحسان، أما الطبقة المتعلمة في مصر فإن هذه الأخلاق قد سلخت منها..»، ودعاهم في نهاية المقال بالتحلي بأخلاقنا والتمسك بها والدعوة إليها حتى نكون خير أمة أخرجت للناس([8]).

وكان لاهتمام الإخوان بالمرأة إنشاء قسم يهتم بأمورهم ويدافع عنهم والواقع يؤكد نتاج هذه التربية في كل مكان في ريف مصر وغيرها.

ولم يتوقف الأمر على الجوانب النظرية أو الإعلامية بل تعداه للجوانب العملية فقد أنشأ الإخوان منذ فجر دعوتهم مدرسة خاصة بتعليم البنات في الإسماعيلية وأطلقوا عليها مدرسة أمهات المؤمنين، لأن المرأة ما هي إلا مشيرة الزوج وطبيب العائلة ومواسية المريض، وقد نشطت نساء الإخوان في محو أميتها وتعريفها بحقوق زوجها وسلامة بيتها وتطبيب أمراضها وتثقيفها بحقوق زوجها وحقوقها([9]).

8- الاهتمام الإعلامي

اهتم الإخوان المسلمون بالفلاح وقضاياه، وكان من مظاهر اهتمامهم تكوين قسم خاص بالفلاحين يقوم بنشر الفكرة الإسلامية في أوساطهم، ووضع برنامج عملي لحل مشكلة الفقر بين الفلاحين وما يتصل بها من مشكلات الملكية الزراعية والعلاقة بين المالك والمستأجر، كما أن من مهام القسم دراسة نواحي الإصلاح الريفي صحيا وزراعيا واقتصاديا، وتوجيه الفلاحين إلى إتباع الأصول الفنية.

وكان من مظاهر اهتمام الإخوان بالفلاحين؛ تخصيص ركن خاص باسم (ركن الفلاحين) و(في سبيل المستضعفين) بمجلة الدعوة كما ناقشت صحف ومجلات الإخوان مشكلات الفلاحين المعيشية وساندت قضاياهم ضد الإقطاعيين وقد استطاع الشيخ عبد البديع صقر – رحمه الله – وهو المسئول عن تحرير ركن الفلاحين أن يعبر بصدق عن مشكلات الفلاحين وقضاياهم ومن أهمها الغلاء.

ولقد كتب الإمام البنا يدافع عن الفلاحين تحت عنوان (صوت من الريف) فقال: «أين أعين الوزراء والزعماء وكبار الموظفين وسادتنا المترفين لتري هذا البؤس المخيم وهذا الشقاء الجاثم على صدر الفلاح»([10])

وقدمت أيضًا الأخت عائشة مصطفي صورة أخري من صور هذا الظلم في مقال بعنوان (رفقًا بالفلاح المسكين.. يا قومنا رحمة به.. ضريبة فادحة) والقانون قاس لا يرحم([11]).

 

المردود التربوي لهذه الجهود

 1- انتشار الوعي لدي الريفيين

كان من نتيجة التربية التي عمد الإخوان إلى غرسها في نفوس الفلاحين أن اعتز كل واحد منهم بكرامته فلا بعرضها للمهانة ومع ذلك غرسوا فيهم الجد والاجتهاد والإخلاص في العمل فكان الفلاح يجبر صاحب العمل أن يحفظ كرامتة، فلا يضعه موضع الذليل المسخر، أو العبد المهان، وفي الإسلام وحياة عظمائه كثير مما يؤيد ذلك الأصل الكريم. فقد كان رسول االله صلي الله عليه يأكل مع الأجير ويساعده في احتمال أعباء ما يقوم به من عمل، كما لا يصح أن يضرب صاحب العمل العامل أو يتعدي عليه.

2- انتشار الفضيلة والمعرفة

كان من نتاج جهود الإخوان التربوية في الريف انتشار الفضيلة وحسن الأخلاق وحفاظ الفلاح على كرامته والجد في العمل، كما انتشر الشباب المتعلم وسط محافظات الأقاليم.

3- دحر البغاء والتعرف على مخاطرة

كان لجهودهم في ذلك الأثر الكبير حتى أن الإمام البنا تنازل عن الترشح لمجلس النواب عام 1942م نظير إلغاء البغاء والخمر وبالفعل استجاب النحاس باشا فألغي البغاء في الريف وتواصلت الجهود حتى صدر تشريع يحرم التصريح للبغاء عام 1956م.

4- انتشار الحجاب والزي الإسلامي

كان لاهتمام الإخوان بالمرأة وشئونها أن حافظت المرأة الريفية على عفتها وحجابها فلم تنكسر أمام موجات التغريب بل نشط قسم الأخوات في ذلك وبذل جهود عظيمة أمام ما كانت تقوم به حركات التحرر النسائي، وفي الوقت الذي غيب فيه الإخوان في السجون تحررت المرأة حتى أنك لا تكاد تري الحجاب على رؤوس النساء إلا شاذا حتى كانت عودة الإخوان في السبعينيات وانتشارهم وسط الطالبات فعاد الحجاب والذي انتقل للأرياف.

5- الفهم الصحيح لمعاني الإسلام وترجمتها عمليا

كان التدافع عظيم على تسجيل الأسماء التي تريد السفر لفلسطين للدفاع عنها وكان معظم المتقدمين من الفلاحين حتى رأينا من يبيع جاموسته من أجل أن يوفر نفقة أولاده ووالديه ثم اشتري بالباقي بندقية يستطيع أن يحارب بها، وإذا نظرنا في شهداء حرب فلسطين والقنال لوجدنا أغلبهم من الريف لتعمق تأثير التربية فيهم.

6- محو أميتهم

اهتم الإخوان بالفلاح فأنشئوا دور محو الأمية لتعليم من فاتته الفرصة للتعليم، وقد نجح فيها الإخوان نجاحا عظيما فقد أقام الإخوان في كل شعبة مدرسة ليلية هدفها الأساسي محو الأمية الدينية والأمية التعليمية حيث تتجمع الفئات المختلفة من العمال والفلاحين في تلك المدارس الليلية.

وكانت أول مدرسة في ذلك السبيل هي مدرسة التهذيب التي أقامها الإمام الشهيد في الإسماعيلية وقد أقيمت مدارس ليلية لتعليم الكبار في أغلب شعب الإخوان في فترة الثلاثينيات كان منها شعب أو صوير والسويس وميت مرجا سلسيل والمنزلة بالدقهلية شعب كوم النور ودمنهور وطنطا ومليج وفرشوط وششتا ورأس غارب وغيرها وتتابعت حتى شملت كل شعب الإخوان في أنحاء البلاد.

كما أنشأ قسم البر والخدمة الاجتماعية معهدا للدراسات الشعبية في شعبة عابدين، احتوى هذا المعهد على فرع لمكافحة الأمية وفصول لتحفيظ القرآن الكريم وبلغ عدد المتقدمين إليه ما يزيد عن 300 دارس.

7- التعرف على الحقوق والواجبات وعدم الرضوخ للظلم

لقد أثرت تربية الإخوان في المجتمع حتى أن الجميع يشعر بذلك فقد هبت الأرياف في وجه المعتدين والباغين ورأينا أثر هذه التربية جيلا بعد جيل حتى الآن ولو تركت الساحة للاختيار الصحيح لحمل أبناء الريف الإخوان إلى الأماكن التي يستطيعون الإصلاح فيها لأنهم رأوا النماذج التربوية العملية فقد وجدوا الدكتور والمهندس والمربي والفلاح والعامل الأمين الذي يؤدي العمل بهمة ونشاط، ويتقن العمل المكلف به، والذي يتجنب الغش في معاملاته، بالإضافة إلى أنه حسن الأخلاق لطيف المعشر.

اجتهدت الجماعة من خلال أكثر من 500 فرع لها تابعين لقسم البر والخدمة الاجتماعية في مساعدة الفلاحين.

وقد قدم الإخوان نموذجية عملية للإصلاح الريفي في تحقيق الاستقلال الاقتصادي والقضاء المبرم على الجهل والمرض والفقر وبدأ تنفيذ مقترحاتهم في عزبة بنواحي أسيوط بأرض أحد الإخوان، وقد اجتهدوا أن يجعلوها نموذجا لمقترحاتهم وأفكارهم من فصل مبيت الإنسان عن حظائر الحيوان، ووضع نظام لجمع فضلات الحيوان والإنسان لاستخدامها كأسمدة، وتشييد منازل الفلاحين بمساحات تسمح بمزاولة الأعمال اليدوية المختلفة، وعمل نظام للأفران يجنب المساكن ويلات الحريق، ونظام للمياه لإمداد المغاسل والحمامات بها، وعمل خزانات بجوار الأفران لتسخين المياه إذا لزم الأمر، مع توفير الخدمات الصحية ومخازن المحاصيل بشكل يستوعب أكبر كمية منه، واستخدام المواد البيئية مثل جريد النخل في تأثيث المنازل([12]).

وقد أعلنت الجماعة في بيانها الذي أعلنته في 2 أغسطس 1952 (أي بعد ثورة 23 يوليو) ضرورة تحديد حد أعلى للملكية الزراعية، وبيع الزائد للفلاحين المعدمين بأسعار معقولة على أجل طويل([13]).

 

نماذج من البرامج التثقيفية والتربوية لأفراد الفلاحين

1- الحفظ والتفسير:

أ- حفظ جزء عم + شرح مبسط للمعاني والمفردات.

ب- تفسير الآيات الآتية:

  • (وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون..) (التوبة: 105)
  •  (لقد كان في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) (الأحزاب: 21)
  •  (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم * قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين) (آل عمران: 31: 32)
  • (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) (الإسراء: 23، 24)

2- الحديث:

أ- العشرة أحاديث الأولي من الأربعين النووية مع الشرح المبسط.

ب- الأحاديث الخمسة التالية:

  • عن عمر بن الخطاب رضي الله عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا» (رواه الإمام احمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم، وقال الترمذي: حديث صحيح (49 جامع العلوم والحكم)، «ما أكل ابن آدم طعاما خيرا من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده» (رواه البخاري)
  •  «طلب الحلال فريضة بعد الفريضة» (رواه البخاري)
  •  «لأن يأخذ أحدكم حبله، فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه» (رواه البخاري)
  •  «اليد العليا خير من اليد السفلي، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله» (رواه البخاري)

3- السيرة:

أ- سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم من كتاب (نور اليقين) للخضري.

ب- سيرة بعض الصحابة (خباب بن الأرت – الزبير بن العوام – سلمان الفارسي – على بن أبي طالب – سعد بن أبي وقاص) وذلك من كتاب (صور من حياة الصحابة).

4- الفقه:

أ-  الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج، من كتاب (الفقه الميسر) أو (منهاج المسلم) إحاطة فقط بالأحكام.

5- الإيمانيات:

أ-  ذكر بعض ما ورد في أمر الجنة والنار.

ب- أبواب من رياض الصالحين (الإخلاص – المراقبة – اليقين والتوكل – التقوى- المجاهدة).

6- الدعوة:

 كتاب (ماذا يعني انتمائي للإسلام ؟) الجزء الأول([14]).

 

نماذج من نتاج تربية الإخوان

نسوق بعض نماذج الفلاحين الذين أثرت فيهم تربية الإخوان وأصبح شامة وسط مجتمعهم بل وسط العالم أسره بما خلفوه من بصمات تربوية عليهم وعلي من تعامل معهم.

1- محمد حامد أبو النصر ذلك الفلاح الذي أصبح يقود أكبر جماعة دعوية وهي جماعة الإخوان المسلمين، ومن المعروف أنه حصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة، ثم تفرغ لرعاية أملاك الأسرة، فاهتم بالزراعة حتى أن انتشار دعوة الإخوان بأسيوط جاءت مصادفة لعبارة فلاح اهتم بالغرس حينما سأله الإمام البنا– رحمه الله –: هل الأرض صالحة؟ فكان جوابه: نعم، وتنتظر البذر، ولقد انضم للإخوان عام 1933م وانضم للنظام الخاص واختير مسئول مكتب إداري أسيوط والهيئة التأسيسية ثم عضوا بمكتب الإرشاد، وكل ذلك لم يصرفه عن عمله والانتشار وسط الفلاحين وظل يعتز بهذا الأمر حتى وقت أن كان مرشدا عاما حتى وفاته يوم السبت 20 يناير عام 1996م.

2- حسني أحمد عبد الباقي المليحي الذي ولد في قرية الرقة القبلية مركز أطفيح بالجيزة، حصل على الكفاءة، ثم خرج منها وعمل مزارعا حيث كان أخوه عمدة البلدة، تعرف على الإمام البنا مبكرا واختير عضوا في الهيئة التأسيسية، واختير عام 48م ليكون عضوا بمكتب الإرشاد، التحق بالنظام الخاص، اعتقل عام 48م و54، و65م وخرج بعد وفاة عبد الناصر وعمل على عودة الجماعة وانتخب في برلمان 84م وظل عضوا بمكتب الإرشاد حتى توفي في 24 مايو 1990م، وكان محبا لخدمة أهل بلده وترك أثرا وسط الناس بل وسط محافظته كلها لما قام به([15]).

3- رزق حسن إسماعيل كفر المرزاقة مركز قلين – كفر الشيخ ربما لا يعرفه الكثير لكن من يسأل عنه حتى الآن يتذكره الجميع بكل خير للأثر الطيب الذي تركه في نفوس كل المزارعين رغم أنه قبض عليه في 4/ 8/ 1955م واستشهد في المذبحة التي قام بها عبد الناصر ضد المعتقلين العزل في ليمان طره في 1 يونيو 1956م إلا أنه كان مثالا تربويا حيا يمشي وسط الناس([16]).

 

 

 

المراجع:


([1]) رسائل الإمام الشهيد حسن البنا

[2] -أحمد البس: الإخوان المسلمون في ريف مصر, دار التوزيع والنشر الإسلامية, ص18.

([3]) مجلة الإخوان المسلمين – السنة الثالثة – العدد 63 – صـ18 – 3شعبان 1364هـ / 12يوليو 1945م.

([4]) ريتشارد ميتشل: الإخوان المسلمون، مكتبة مدبولي، ص(452).

([5]) مجلة النذير، العدد (12)، السنة الأولي، 19جمادي الآخرة 1357ﻫ/ 15أغسطس 1938م، ص(24).

([6]) جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الثانية – العدد 33 – صـ15 – 6رمضان 1353هـ / 20ديسمبر 1934م.

([7]) جريدة منبر الشرق، 29/ 6/ 1951م

([8]) جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الثالثة – العدد 31 - صـ3، 4 – 15شعبان 1354هـ / 12نوفمبر 1935م.

([9]) أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، جمعة أمين عبد العزيز، دار النشر والتوزيع الإسلامية، جـ3

([10]) جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الثالثة – العدد 19 – 21جماد الأول 1354هـ / 20أغسطس 1935م.

([11]) جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الخامسة – العدد 3 – 25ربيع الأول 1356هـ / 4يونيو 1937م.

([12]) جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (33)، 16/6/1946.

([13])إبراهيم زهمول، الإخوان المسلمون – الإخوان المسلمون – أوراق تاريخية، دار نبل – سويسرا بدون تاريخ.صـ211-212.

([14]) جمعة أمين عبد العزيز، أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

([15]) عمالقة في زمن النسيان، عبده مصطفي دسوقي، منارات للنشر والتوزيع.

([16]) أحمد البس، الإخوان في ريف مصر، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم