لا شك أن للدعوة إلى الله بركة، يلحظها الدعاة المخلصون فى كل شئ حولهم، فى أرزاقهم وأوقاتهم وأولادهم، ولا يخلوا عصر من هؤلاء المخلصين، الذين يبذلون اغالى والنفيس من أجل دين الله.
على مائدة الإفطار في أحد أيام رمضان المبارك دار حديث مع عدد من الشباب من خريجي الجامعة حول معنى الإيمان، فتحدث كلٌّ منهم عما يعرفه من أركان الإيمان ونواقضه، وما إلى ذلك.
حتى انتهى الحديث إلى الحاج إبراهيم سلمو، فتحدث حديث الدعاة المخلصين العاملين فقال عليه رحمة الله: "في أربعينيات القرن الماضي كان وجود الأطباء في الأقاليم نادرًا وفي القرى منعدمًا، فمرض طفل لي واشتد عليه المرض فسألت عن الطبيب المقيم في مدينة دمياط فعلمت أنه مسافر، فاحترت ماذا أفعل؟ فهديت إلى أن أتقرب إلى الله عزَّ وجلَّ بعمل لعله يكون خالصًا فيتقبل دعواتي بشفاء الولد.
وفعلاً ذهبت إلى قرية لم يكن فيها شعبة للإخوان بنية فتح شعبة بها، فصليت مع أهل القرية الظهر في المسجد وجلست مع الشباب أحدثهم حتى انشرحت قلوبهم للدعوة، وتعاهدنا للعمل معًا، وصليت معهم صلاة العصر واتفقنا على موعد آخر قريب.
وعدت إلى بيتي فوجدت الولد يجري في البيت، فسألت أمه ماذا حدث؟ فأخبرتني أنها لما احتارت أسقته كوب ماء بالسكر والليمون فشربه وبدأ يعود إلى طبيعته حتى انطلق يلعب في أنحاء البيت".
فكان درسًا تعلَّم منه الشباب أن الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح، فالإيمان ليس كلمات ولكنْ واقع يتحرك به الداعية في حياته.. (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ) (الأنعام: من الآية 163).
يُذكر أن الحاج إبراهيم محمد بشير سلمو ولد في قرية عزبة اللحم بمحافظة دمياط عام 1919م، لأب مزارع، وإخوة كرام، وقد توفي والده بعد عمر اقترب من سن 90 عام وكان رجلاً متدينًا حافظاً لتاريخ الخلافة الإسلامية.
لم يتلق الحاج إبراهيم أي نوع من التعليم وساعد والده في زراعة أرضه والتي كانت المصدر الوحيد للرزق، وحينما التحق بالنظام الخاص عمل بالتجارة حتى تسهل حركته. تزوج الحاج إبراهيم ورزقه الله بخمسة من الأولاد.
التحق بجماعة الإخوان المسلمين بعد تعرفه على الإمام الشهيد حسن البنا عام 1934م، وشارك فى حرب فلسطين عام 1948، وحرب القنال عام 1951، وشارك في تأمين المنشآت أثناء قيام ثورة يوليو عام 1952م.
توفي الحاج إبراهيم سلمو يوم الاثنين الموافق 2006/6/3م. وهو فى طريقه إلى دعوة الله التي عاش لها.
.