العصف الذهني هو طريقة لتوليد أو الحصول على أكبر قدر ممكن من الأفكار، ويركز فيها على الكم وليس على النوع من خلال تداعٍ حر للأفكار والخواطر والآراء.
تعريف العصف الذهني
العصف الذهني أو القدح الذهني (بالإنجليزية: Brainstorming)، هو أحد أساليب الإبداع الجماعي حيث تحاول المجموعة إيجاد حل لمشكلة ما عن طريق تجميع قائمة من الأفكار والحلول التي يساهم بها أفراد المجموعة بشكل عفوي.
بمعنى آخر: اجتماع مجموعة من الأشخاص من أجل إيجاد فكرة جديدة أو حل لمشكلة ما ولكن بطريقة مختلفة نوعا ما، تقوم هذه الطريقة على مبدأ العفوية والابتعاد عن النقد والمُعيقات، حيث يُسمح للجميع بطرح الأفكار والحلول التي تخطر ببالهم دون الخوف من الانتقاد أو الرفض، ثم يتم تدوين جميع هذه الأفكار ومن ثم تقييمها في محاولة للوصول إلى حل.
أهداف العصف الذهني
1- حل المشكلات حلا إبداعيا.
2- إيجاد مشاريع جديدة.
3- تحفيز وتدريب تفكير وإبداع المتدربين.
أشكال العصف الذهني
من حيث العدد:
فردي: يستطيع الفرد استخدامه لوحده كطريقة تفكير أو البحث عن حلول أو النظر في قضية ما.
جماعي: نستطيع استخدامه ضمن العمل في مجموعات.
من حيث نوع المثير:
معنوي «مجرد»: يكون المثير مجردا، مثل: طرح تساؤل، أو الطلب من المجموعة التفكير بحل.
مادي «حسي»: يستخدم المثير عمليا من خلال حواسنا كأن نستخدم الرسومات، الأدوات، الألعاب.
من حيث الأسلوب:
شفهي: من خلال جلسات الحوار والنقاش وطريقة التداعي الحر للأفكار.
كتابي: كتابة جميع الأفكار وتدوينها بحيث يراها جميع المشاركين.
من حيث طريقة التنفيذ:
مباشر: مسئول المجموعة يثير سؤالا ثم يدون مباشرة الاستجابات وردود الفعل.
متدرج: يمر العصف الذهني في مراحل متدرجة، فردي ثم ثنائي أو مجموعات صغيرة ثم مشاركة في المجموعة الكبيرة.
القواعد الأساسية للعصف الذهني
1- ضرورة تجنب النقد للأفكار المتولدة: أي استبعاد أي نوع من الحكم أو النقد أو التقويم في أثناء جلسات العصف الذهني، ومسؤولية تطبيق هذه القاعدة تقع على عاتق المعلم وهو رئيس الجلسة.
2- حرية التفكير والترحيب بكل الأفكار مهما يكن نوعها: والهدف هنا هو إعطاء قدر أكبر من الحرية للمتعلم في التفكير في حلول للمشكلة المعروضة مهما تكن نوعية هذه الحلول أو مستواها.
3- التأكيد على زيادة كمية الأفكار المطروحة: وهذه القاعدة تعني التأكد من توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار المقترحة، لأنه كلما زاد عدد الأفكار المقترحة من قبل المتعلمين زاد احتمال بلوغ قدر أكبر من الأفكار المعينة على الحل المبدع للمشكلة.
4- تعميق أفكار الآخرين وتطويرها: ويقصد بها إثارة حماس المشاركين في جلسات العصف الذهني من الطلاب أو من غيرهم لأن يضيفوا لأفكار الآخرين، وأن يقدموا ما يمثل تحسينا أو تطويرا.
شروط نجاح العصف الذهني
يعود نجاح عملية العصف الذهني إلى جملة من المحددات والشروط التي ينبغي مراعاتها والعمل بموجبها، ومنها أن:
1- يكون موضوع النقاش محددا.
2- تكون القضية المطروحة أو التساؤل يحتمل تنوع الآراء والاختلافات.
3- يطرح الموضوع بأسلوب جذاب وشيق.
4- يؤجل الحكم على الأفكار وتقييمها إلى مرحلة لاحقة.
5- يتم تدوين جميع الأفكار واحترامها.
6- تقبل الأفكار الغريبة والتي قد تبدو لنا للوهلة الأولى سخيفة.
7- يتم توزيع الأدوار على المشاركين بحيث لا يُسمح لمشارك أو شخص واحد بالسيطرة على الجلسة.
8- يسود الجلسة جو من خفة الظل والمتعة.
9- يتم اجتناب عبارات قتل الأفكار، مثل: لا داعي لهذه الأفكار، جربنا ذلك من قبل، لا نستطيع تنفيذ هذه الأفكار، لا يمكن.، وغير واقعي… و ما شابه من الكلمات.
مراحل العصف الذهني
تتكون طريقة العصف الذهني من ثلاث مراحل أساسية هي:
تحديد المشكلة.
توليد الأفكار.
إيجاد الحل.
مراحل حل المشكلة في جلسات العصف الذهني:
هناك عدة مراحل يجب اتباعها في أثناء حل المشكلة المطروحة في جلسات العصف الذهني وهي:
صياغة المشكلة.
بلورة المشكلة.
توليد الأفكار التي تعبر عن حلول للمشكلة .
تقييم الأفكار التي تم التوصل إليها .
أولا: مرحلة صياغة المشكلة:
يقوم المعلم وهو المسئول عن جلسات العصف الذهني بطرح المشكلة على المتعلمين وشرح أبعادها وعرض بعض الحقائق حولها بغرض تقديم المشكلة للمتعلمين.
ثانيا: مرحلة بلورة المشكلة:
وفيها يقوم المعلم بتحديد دقيق للمشكلة وذلك بإعادة صياغتها وتحديدها من خلال مجموعة تساؤلات.
إن إعادة صياغة المشكلة قد تقدم في حد ذاتها حلول مقبولة دون الحاجة إلى إجراء المزيد من عمليات العصف الذهني.
ثالثا: العصف الذهني لواحدة أو أكثر من عبارات المشكلة التي تمت بلورتها:
وتعتبر هذه الخطوة مهمة لجلسة العصف الذهني وتتم هذه الخطوة مع مراعاة الجوانب التالية:
عقد جلسة تنشيطية .
عرض المبادئ الأربعة للعصف الذهني.
استقبال الأفكار المطروحة حتى لو كانت مضحكة .
تدوين جميع الأفكار وعرضها (الحلول المقترحة للمشكلة).
قد يحدث أن يشعر بعض المتعلمين بالإحباط أو الملل، ويجب تجنب ذلك.
رابعا: تقويم الأفكار التي تم التوصل إليها:
تتصف جلسات العصف الذهني بأنها تؤدي إلى توليد عدد كبير من الأفكار المطروحة حول مشكلة معينة، ومن هنا تظهر أهمية تقويم هذه الأفكار وانتقاء القليل منها لوضعه موضع التنفيذ.
إثارة مشكلة تهم المتعلمين وترتبط بالمنهج.
تشجيع المتعلمين على طرح الأفكار والحلول المبتكرة.
تشجيع المتعلمين على طرح أكبر قدر من الإجابات والحلول والمقترحات.
مشاركة ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ تحسين أفكارهم، والتوصل ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺤﻠﻭل النهائية.
الاهتمام بكل إجابة، ﻓﻼ يهمل ﺃﻭ يتجاهل ﺃﻱ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﻭ إجابة.
ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ بإجابة نموذجية.
تقبل جميع ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ وﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ، ما دامت ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺩﺭﺱ.
الإنصات باهتمام ﻟﻜل ﻓﻜﺭﺓ ﺃﻭ إجابة، ﻭﻫﺫﺍ يعد تعزيزا مهما للتلاميذ.
ﺍﻟﺤﺭﺹ على ﺍﻟﺘﺤﺩﺙ بلغة صحيحة.
عناصر نجاح عملية العصف الذهني
لابد من التأكيد على عناصر نجاح عملية العصف الذهني، وتتلخص في الآتي:
وضوح المشكلة مدار البحث لدى المشاركين وقائد النشاط.
وضوح مبادئ وقواعد العمل والتقيد بها من قبل الجميع، بحيث يأخذ كل مشارك دوره في طرح الأفكار دون تعليق أو تجريح من أحد.
خبرة قائد النشاط، أو المعلم، وقناعته بقيمة طريقة العصف الذهني كأحد الاتجاهات المعرفية في حفز الإبداع.
مميزات طريقة العصف الذهني
1- الجاذبية البديهية: يتوفر في هذه الطريقة جو خال من النقد أو التدخل نتيجة اتباع المبادئ والقواعد التي تقوم عليها فيهيئ ذلك مناخا وجوا يتميز بالجاذبية البديهية بدرجة كبيرة تتيح حرية التفكير وانطلاق الأفكار في جو آمن مريح.
2- البساطة: هي طريقة بسيطة لأنه لا توجد قواعد خاصة تقيد إنتاج الفكرة، ولذا لا يوجد أي نوع من أنواع النقد أو التقييم في هذه الطريقة.
3- التسلية والبهجة: هي طريقة تتيح لجميع المشاركين النقاش والاشتراك في توليد الأفكار حول المشكلة المطروحة التي يشعر الجميع بأنها مشكلة الجماعة فيتنافسون في حلها وطرح الأفكار الغريبة وتوليدها.
4- الصفة العلاجية: هي طريقة تتيح لجميع المتعلمين المشاركة والمناقشة للمشكلة المطروحة، وبالتالي تعالج ما لدى بعضهم من خجل أو خوف اجتماعي وتزرع في النفوس احترام آراء الآخرين ونقدها والبناء عليها للوصول إلى الحلول الابتكارية الأصلية للمشكلة.
معوقات العصف الذهني
تتوزع العوائق أمام عملية العصف الذهني، بين عوائق إدراكية ونفسية واجتماعية وفنية، وأخرى تتعلق بالمتعلم، وهكذا... منها:
1- عوائق تتعلق بالخوف من اتهامات الآخرين لأفكارنا بالسخافة.
2- عوائق إدراكية تتمثل بتبني الإنسان لطريقة واحدة بالتفكير والنظر إلى الأشياء.
3- عوائق تتعلق بالتسرع في الحكم على الأشياء.
4- تهتم هذه التقنية بالتفكير الجماعي، لذلك فإنها تقلل من الاهتمام بالمتعلم الفرد.
5- عدم اعتياد المتعلمين والمعلمين على الأسئلة المفتوحة يدفع أحيانا بعض المتعلمين إلى إثارة الفوضى.
6- كثرة عدد المتعلمين في الصف الواحد يقلل من فرصة مشاركة الجميع في النقاش.
7- قد يحتكر الإجابات المتعلمون المنطلقون والأذكياء فيحرمون بقية المتعلمين من المشاركة في اتخاذ القرار وممارسة النشاط الإبداعي.
8- قد تتشعب عملية العصف الذهني وتدخل في تداعي الأفكار فلا تحقق الهدف منها.
9- تسجيل بعض الاستجابات غير المتعلقة بالموضوع.
10- يؤدي أحيانا إلى تشتت الأفكار وفقدان التركيز.
11- تسبب أحيانا سيطرة الفرد على المجموعة.
فوائد العصف الذهني
الفوائد التي تتحقق في عملية العصف الذهني كثيرة ومتنوعة، يمكن إيجازها كالتالي:
1- المرونة في التفكير وتقبل التجديد والتطوير.
2- التعود على احترام الرأي الآخر، وتقبل التنوع والاختلاف.
3- الابتكار والإبداعية في توليد الأفكار وتقبل التنوع والاختلاف.
4- التدريب على مهارة التأني في إصدار الأحكام.
5- طريقة محفزة للمشاركة.
6- استثمار الوقت بكفاءة وفعالية.
7- توليد أكبر قدر ممكن من الخيارات والبدائل والأفكار والمعلومات والتساؤلات.
مما سبق يمكن القول: إن طريقة العصف الذهني من أفضل الطرق لإثارة المتعلمين للمشاركة الفعالة في الدرس واستخلاص نتائجه، وتحقيق أهدافه عن طريق إثارة استعداداتهم وحفز مواهبهم وتعزيز قدراتهم على التصور.
المراجع:
طرق التدريس العامة: محمد عبد القادر أحمد.
طرائق التدريس والتدريب المهني: طارق علي.
التدريس طرائق وإستراتيجيات: مركز نون.
إستراتيجيات التدريس المتقدمة وإستراتيجيات التعلم وأنماط التعلم: عبد الحميد حسن شاهين.
.