كان فضالة -رضي الله عنه- ممن يهتمون برواية السنة العملية مما شهده حال صحابته للنبي الكريم- صلى الله عليه وسلم- وقد حفلت كتب السنة بنماذج سلوكية للتربية العملية في السنة رواها فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- ومن ذلك:
- ما أخرجه مسلم في صحيحه بسنده: أخبرني أبو هانئ الخولاني أنه سمع علي بن رباح اللخمي يقول: سمعت فضالة بن عبيد الأنصاري يقول: أتي رسول الله ﷺ وهو بخيبر بقلادة فيها خرز وذهب، وهي من المغانم تباع، فأمر رسول الله ﷺ بالذهب الذي في القلادة فنزع وحده، ثم قال لهم رسول الله ﷺ : الذهب بالذهب وزنا بوزن
- ما أخرجه مسلم بسنده في صحيحه عن حنش الصنعاني عن فضالة بن عبيـد قال: كنـــا مع رسول الله ﷺ يوم خيبر نبايع اليهود الوقية الذهب بالدينارين والثلاثة، فقال رسول الله: ﷺ لا تبيعوا الذهب بالذهب، إلا وزنا بوزن.
- ما أخرجه الترمذي في سننه بسنده عن أبي هانئ الخولاني أن أبا علي عمرو بن مالك الجنبي أخبره عن فضالة بن عبيد أن رسول الله ﷺ كان إذا صلى بالناس، يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة، وهم أصحاب الصفة، حتى يقول الأعراب: هؤلاء مجانين أو مجانون، فإذا صلى رسول الله ﷺ انصرف إليهم، فقال: لو تعلمون ما لكم عند الله، لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة. قال فضالة وأنا يومئذ مع رسول الله ﷺ .
- ما أخرجه الترمذي في سننه بسنده عن أبي هانئ الخولاني عن أبي علي الجنبي عن فضالة بن عبيد قال بينا رسول الله ﷺ قاعد إذ دخل رجل فصلى، فقال: اللهم اغفر لي وارحمني، فقال رسول الله ﷺ : عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله، وصل علي، ثم ادعه، قال: ثم صلى رجل آخر بعد ذلك، فحمد الله وصلى على النبي ﷺ فقال النبي ﷺ : أيها المصلي ادع تجب.
- ما أخرجه النسائي في سننه عن مكحول عن ابن محيريز قال: سألت فضالة بن عبيد عن تعليق يد السارق في عنقه؟ قال: سنة. قطع رسول الله ﷺ يد سارق، وعلق يده في عنقه.
لقد كان لذلك الصحابي الجليل كثير من التلاميذ الذين رووا عنه، منهم: حنش الصنعاني، وعبد الله ابن محيريز، وعبد الرحمن بن جبير، وعمرو بن مالك الجنبي، وعبد العزيز بن أبي الصعبة، والقاسم أبو عبد الرحمن، وعلي ابن رباح، وميسرة مولى فضالة.
.