حكم تكبيرات العيد ووقتها

أقبل العيد فهيّا            نشدو لليوم السعيد

ما علينا يا أخيا          لو هزجنا بالنشيد

فاقطف الزهر الندي    واهده فاليوم عيد

أقبل العيد ويحمل بين جنباته نسمات رحمة للبشرية بعد محنة عاشتها الإنسانية من جراء انتشار الوباء.

أقبل العيد ويمني كل واحد منا نفسه بأن يسعد قلبه ويزيل همه وتفرج كروبه، ويرفع الله الكرب عن الإنسانية.

نعيش أجواء عيد الأضحى المبارك بتلبياته وتكبيراته وسعي الحجيج بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة، وصيام المسلمين تأكيدا على الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة، وقد تجد من يقابلك في الطرقات مكبرا ومهللا، فما حكم تكبيرات العيد ومتى وقتها؟

 

حكم تكبيرات العيد

التكبير فى العيدين سُنَّة عند جمهور الفقهاء، قال الله تعالى بعد آيات الصيام: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ﴾ [البقرة: 1855]، وحُمِل التكبير فى الآية على تكبير عيد الفطر، وقال سبحانه فى آيات الحج: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِى أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة: 203]، وقال أيضًا: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِى أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 288]، وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [الحج: 377]، وحُمِل الذكر والتكبير فى الآيات السابقة على ما يكون فى عيد الأضحى.

ولم يرد فى صيغة التكبير شيء بخصوصه فى السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي رضى الله عنه على التكبير بصيغة: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد» والأمر فيه على السَّعة؛ لأنه النص الوارد فى ذلك مطلق، وهو قـوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾، ودرج المصريُّون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا».

 

وقته

في عيد الفطر يبتدئ وقته من رؤية هلال شوال أي بغروب شمس آخر يوم من رمضان قال ابن عباس :(حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا) وينتهي التكبير في الفطر بخروج الإمام إلى الصلاة. قال ابن قدامة: قال أبو الخطاب: ( يكبر من غروب الشمس ليلة الفطر إلى خروج الإمام إلى الصلاة في إحدى الروايتين، وهو قول الشافعي ، وفي الأخرى إلى فراغ الإمام من الصلاة) انتهى . وقال مالك: «يكبر عند الغدوِّ إلى الصلاة ولا يكبر بعد ذلك» والراجح هو القول الأول وهو مذهب الجمهور.

وأما الأضحى فالتكبير فيه مطلق ومقيد، فالمقيد يكون دبر الصلوات، من صلاة الصبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، والمطلق في جميع الأوقات ولا يخص بمكان، فيكبر في السوق وفي الطريق ونحو ذلك، وزمنه من أول هلال ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق، لقوله تعالى : (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) [الحج:28] والأيام المعلومات هي أيام العشر، والمعدودات هي أيام التشريق، وأيام التشريق هي ثلاثة أيام بعد يوم الأضحى، وقال القرطبي: (وقد روي عن ابن عباس أن المعلومات العشر، والمعدودات أيام التشريق، وهو قول الجمهور).

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم