Business

دراسة أكاديمية تحذر من أثر العلمانية على التربية والثقافة الإسلامية

بعد خروج الاحتلال من البلاد الإسلامية زرع فيهم بذوراً طويلة المدى لإضعاف وتبعية هذه البلاد له، فاخترع الوسائل، وكثف الجهد، ليطوع العالم الإسلامي وفق رؤيته الخاصة.

 

وفى الدراسة التى أعدتها الباحثة نوره محمد عبد الله العويشز عن "آثار العلمانية على التربية فى العالم الإسلامي" تناولت فيها الآثار التي تعيشها أمتنا الإسلامية اليوم جراء العلمانية أحد وسائل الاحتلال في تغيير ثقافة وهوية الأمة.
 

فالعلمانية تعمل على منازعة الإسلام فى سلطانه الثقافي وتسلب المسلمين حقهم في إقامة نظام حياتهم وفقاً للإسلام بوصفه عقيدة وشريعة ومنهج حياة، وهو أمر يعز على كل مسلم محب لدينه، غيور عليه، يسعى لنصرته، ويجاهد لإعلاء كلمته.
 

آثار العلمانية على التعليم في العالم الإسلامي
 

1. سعت العلمانية إلى قتل روح الابتكار لدى التلاميذ عن طريق تقرير طريقة التعليم بالحفظ والتلقين ليبقى المسلم عالة على الغرب فيما يحتاج إليه من ابتكار.

 

2.قتل روح الانتماء إلى الأمة الإسلامية عن طريق إقصاء التعليم الديني بتقليص الفترة الزمنية للمادة الدينية ووضعها آخر اليوم الدراسي وقد لاتؤثر في تقديرات الطلاب، في بعض دول العالم الإسلامي، ومن الأمثلة الحديثة أيضاً الإعلان الذي ظهر في موقع جامعة الملك عبد الله عن طريقة التعليم في المدارس الدولية التابعة لها من المراحل التمهيدية إلى الثانوية يفيد محتواه عدم وجود مكان للعلوم الشرعية وإنما الاكتفاء ببرنامج موسع للغة العربية، وكذلك تدريس الموسيقى كمادة منهجية.
 

3. ازدراء التعليم الديني بازدراء معلميه وطلابه، وقد عُمد إلى إقفال الوظائف الجيدة أمام خريجي الأقسام الدينية وحصر وظائفهم على التدريس أوالوعظ أو المأذونية، وخفض رواتبهم بما يجعلهم دون خريجي الجامعات غير الدينية بمراحل، ذكر "علي جريشة" في كتابه: [الاتجاهات الفكرية المعاصرة] أنه: (منذ أوائل القرن العشرين إلى ثلثه كان راتب خريج الجامعة غير الإسلامية يزيد على خريج الجامعة الإسلامية أربعة أضعاف، فبينما كان خريج الأزهر يتقاضى ثلاث جنيهات، كان خريج الجامعة المصرية يتقاضى اثنى عشر جنيهاً).

 

 إقصاء التعليم الديني من بلاد العالم الإسلامي

 

• في مصر والسودان كان "كرومر" المعتمد البريطاني يرى: "أن على التعليم الديني في المدارس أن يقتصر على المعلومات الأولية، وأنه لا لزوم لأي زيادة على ذلك لأن الزيادة تشكل خطورة لا مبرر لها".

 

• في شبه القارة الهندية بعد الاحتلال البريطاني أصبحت اللغة الإنجليزية هي لغة التعليم في المراحل العليا من النظام التعليمي الذي أسسه البريطانيون، وترتب على ذلك أن أصبح التعليم إلحادياً في طبيعته، وبالتالي نفرت منه جماهير المسلمين وقاطعوه، ولما كان التعليم هو الوسيلة الوحيدة للحصول على وظيفة مثمرة فقد ظل معظم المسلمين غير مؤهلين للتقدم الاجتماعي مما أدى إلى حرمانهم اقتصادياً.

 

• في ماليزيا لا تعترف الحكومة بأهمية التعليم الديني في البلاد وتراه شيئاً خاصاً بالأفراد.

 

• في تركيا استطاع مصطفى كمال أن ينتزع الإسلام من مناهج التعليم فقد حول المدارس الدينية إلى مدنية واستخدم الأبجدية اللاتينية في كتابة اللغة التركية بدلاً من الأبجدية العربية.
 

4. تدريس النظريات والأفكار في مجال التربية والتعليم وعلم الاجتماع والنفس في جامعات العالم الإسلامي من وجهة نظر غربية ملحدة، وقد يتعصب لها معلموها وكأنها حقائق لا تقبل النقض أو الرد.
 

5. الدعوة إلى الاختلاط في مراحل التعليم المختلفة وتهوين أضراره بالزعم أن العلاقات التي تنشأ بين الجنسين هي علاقات بريئة وأن على أولياء الأمور تقبلها باعتبارها جانباً من جوانب النمو الجسمي والنفسي للشاب والفتاة، وقد ابتليت غالب الدول الإسلامية بالتعليم المختلط في جميع مراحل التعليم.

 

آثار العلمانية في وسائل الإعلام

1. شوهت صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام باظهارهم كمتخلفين ورجعيين ومتزمتين، واتهم الإعلام الإسلام بسبب أخطاء بعض أهله، وبمرور الزمن أخذت هذه الصورة النمطية – التي تتمثل في التشدد والتزمت والغباوة أحياناً - مكانها في ضمير شريحة كبيرة من المجتمع وتسببت بالتالي في تنفير الناس من الدين.

2. تهوين وسائل الإعلام المختلفة للحرام وتجرئة المسلمين عليه كالعلاقات المحرمة وشرب الخمور وعقوق الوالدين باعتبارها حرية شخصية، وعملاً بالمبدأ العلماني: (تمتع بالحياة فأنت تعيش مرة واحدة).

3. تأثر بها الكتاب المسلمين وظهر صنف يدعو إليها ويروج لأفكارها مثل: "تركي الحمد" في كتابه: "العلمانية ليست شراً"، وغيره.

4. قلبت العلمانية المفاهيم، فعلى سبيل المثال: ظهر جماعة من المثقفين العرب المتأثرين بالعلمانية يشجعون الوقوف مع الاحتلال الأمريكي للعراق وأن أمريكا إنما تريد "تحقيق الإصلاح في الدول العربية". بل إنه في أثناء العدوان الأخير على غزة كان هناك جماعة من الكتاب العرب الذين يؤيدون ما يفعله الصهاينة في غزة وينشرون آراءهم عبر صحفنا العربية.

5. صرف المسلمين عن قضايا الأمة واشغالهم بالتوافه من برامج ومسلسلات وأغانٍ هابطة.

 

آثار العلمانية على الدين والقيم

  1. ساوت بين الإسلام وما عداه من الأديان المحرفة والوضعية، كما أن اقتناع العقلية العلمانية بأنه لايوجد في مجال العقائد والشرائع حقائق فكرية ثابتة وإنما آراء قابلة للأخذ والرد أوصل بعض المسلمين إلى الشك في اليقينيات وعدم الاعتقاد بوجود الله، أي الإلحاد.

   وقد حاول العلمانيون رفض الدين بتقسيمه إلى إسلام سلفي وإسلام تجديدي ويقصدون بالسلفية عدم مواكبة العصر أو الجمود، أما التجديدية فهي الملائمة لهذا العصر، المتوافقة مع معطياته، ومعلوم أن الإسلام كلٌ واحدٌ لا يتجزأ ولكن هذه إحدى الطرق لرفض الإسلام والتي لا يجرؤون على القول بها علناً.

  1. همشت الدين  وجعلته مسألة شخصية خاصة بالإنسان، ونتج عن ذلك إقصاء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أغلب دول العالم الإسلامي ومحاربة هذه الفريضة عند إقامتها.
  2. طوعت العلمانية الخطاب الديني وفق رؤيتها فأذابت مفهوم الولاء والبراء، وحرفت النصوص الشرعية عن طريق تقديم شروح مقتضبة أو مبتورة لها، فتبدو كأنها تؤيد الفكر العلماني، أو على الأقل لا تعارضه.

4. عززت التمرد على القيم في نفوس أتباعها ومعتنقيها عن طريق مفهومها الخاطئ لمبدأ الحرية الشخصية وساهم ذلك بانتشار الفساد الأخلاقي في المجتمع المسلم.

5. عززت مبدأ "الميكافيللية" القائل بأن (الغاية تبرر الوسيلة) أي الأنانية والبحث عن المنفعة الشخصية ولو على حساب الآخرين، وهذا يصادم مبادئ الإسلام القائمة على الإيثار والتضحية وأن يحب المرء لأخيه مايحبه لنفسه، كما يساعد هذا المبدأ على انتشار الضغينة والأحقاد.

6. بسبب العلمانية ظهرت الفئة "الأمينة على التراث الاستعماري" والتي عرفها "د.عدنان زرزور" بأنها: ((تطالب بالنموذج الثقافي الغربي وتفرضه على نفسها وتشجع مجتمعها إليه، وربما قاومت هذه الفئة عوامل "الأسلمة" أو "الاستعراب" وهي الحالة التي يمكن وصفها بالأمانة على التراث الاستعماري، والتي تمثل أشد صور الخيانة للأمة والدين والثقافة)).

7. سعت العلمانية إلى إفساد المرأة المسلمة كمدخل لإفساد الأمة، وقد فهم العلمانيون ذلك منذ وقت مبكر فعملوا على إفساد المرأة المسلمة عن طريق تغذية فكرة ظلمها بسبب الإسلام وأنه بخسها حقها بعدم مساواتها مع الرجل في الميراث، وأن المجتمع الإسلامي مجتمع ذكوري يحابي الرجل ويميل معه ويهمش المرأة.

 

أهم توصيات الدراسة

  1. إيجاد هيئات ومؤسسات حكومية وأهلية مهمتها تأهيل المتحدثين باسم الدين علمياً وسلوكياً وثقافياً بإعطائهم دورات في هذا المجال، ويكون منهج هذه الهيئات هو شخصية النبي، ومهمة خريجيها هي عرض الإسلام بصورته الصحيحة بطريقة واضحة محببة ليسهل الاقتناع بها وتطبيقها، مع التأكيد على حصر الخطاب الديني في وسائل الإعلام على هؤلاء.

 

  1. وجوب تجريم من يعتدي على الإسلام بفكره أو وسيلته الإعلامية وفرض عقاب على ذلك باعتبار الدين من المقدسات التي يجب أن تُصان من الابتذال والإهانة.
.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم