من ينظر في التاريخ الإسلامي على تعدد مراحله، يجد آثار المعصية واضحة، سواء في صدر الإسلام أو ما بعده من أحداث، وسنكتفي ببعضها فيما يأتي:
لما حاصر المسلمون بني قريظة ليالي عدة وأعياهم الحصار، طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرسل إليهم أبا لبابة، ليستشيروه "... وقالوا له: يا أبا لبابة! أترى أن ننزل على حكم محمد؟ قال: نعم، وأشار بيده إلى حلقه، إنه الذبح.
قال أبو لبابة: فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني خنت الله ورسوله. ثم انطلق أبو لبابة على وجهه ولم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده".
أما أثر معصية أبي لبابة رضي الله عنه فواضح جدا تمثل في هذا الارتباط ست ليال حتى كانت زوجته هي التي تفكه ليتمكن من الوضوء والصلاة.
كما نستدل بمعصية ذي الخويصرة التميمي الذي أساء الأدب مع الرسول بعد غزوة حنين، فقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: "فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية .." إعلانا لحتمية ردته كأثر لمعصيته. هذا بالإضافة إلى معصية كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع الذين سماهم القرآن بالثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك.
.