من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوقاية من الأمراض

دعا‏ الإسلام إلى النظافة، وجعل الطهارة شرطًا لصحة أهم عباداته من صلاة وطواف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان».

وفي هذه الدراسة، يرصد الباحث عامر بن محمد العثمان، كيف أن الإسلام قدّم نموذجًا فريدًا للزينة والنظافة، والحفاظ على الصحة الخاصة والعامة، وبناء الجسد، ودعا إلى صون البيئة والمجتمع من انتشار الأمراض والأوبئة والملوثات.

 

من أسرار الوضوء

‏قال صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره».

‏ولقد أثبت العلم الحديث أن الذين يتوضؤون باستمرار قد ظهر الأنف عند غالبيتهم نظيفًا طاهرًا خاليًا من الميكروبات؛ في حين أعطت أنوف من لا يتوضؤون مزارع ميكروبية ذات أنواع متعددة وبكميات كبيرة من الميكروبات الكروية العنقودية الشديدة العدوى؛ فلذلك شُرع الاستنشاق بصورة متكررة ثلاث مرات في كل وضوء.

‏أما المضمضة فقد ثبت أنها ‏تحفظ الفم والبلعوم من الالتهابات، ومن تقيح اللثة، وتقي الأسنان من النخر بإزالة الفضلات الطعامية التي قد تبقى فيها.

‏وقد ثبت علميًّا أن تسعين في المائة من الذين يفقدون أسنانهم لو اهتموا بنظافة الفم، لما فقدوا أسنانهم قبل الأوان، وأن المادة الصديدية والعفونة مع اللعاب والطعام تمتصها المعدة وتسري إلى الدم.

 

فوائد غسل اليدين

أخرج الترمذي في جامعه بسنده عن سلمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده»، وذكر أهل العلم أن المقصود بالوضوء للطعام هو غسل اليدين قبله وبعده، وليس الوضوء الشرعي.

وقد أثبت البحث أن جلد اليدين يحمل العديد من الميكروبات التي قد تنتقل إلى الفم أو الأنف عند عدم غسلهما، ولذلك يجب غسل اليدين جيدًا عند البدء في الوضوء، وعند تناول الطعام، وعند الاستيقاظ من النوم، وهذا يفسر لنا ما رواه البخاري في الأدب والترمذي والحاكم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من بات وفي يده ريح غَمَرٍ فأصابه شيء فلا يلومَنَّ إلا نفسه».

‏و(ريح غَمَر) أي: دسم ووسخ وزهومة من اللحم.

صوموا تصحوا

‏روى ابن السني وأبو نعيم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموا تصحوا».

‏يقول العلماء: إن العلاج الآن بدأ بأسلوب جديد من الأساليب الحديثة هو أسلوب العلاج بالصوم؛ لأن المعدة والجهاز الهضمي على مدار العام يحصل لديه تعب من كثرة ما يتناول الإنسان فيه من الأكل، ويحتاج إلى إجازة.

‏والصوم فعلاً يجدد حياة الإنسان بتجدد الخلايا وطرح ما شاخ منها، وإراحة المعدة وجهاز الهضم، وحمية الجسد، والتخلص من الفضلات المترسبة والأطعمة غير المهضومة، والعفونات أو الرطوبات التي تتركها الأطعمة والأشربة.

مراتب الغذاء الثلاثة

‏عن المقداد بن معد يكرب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».

‏إن تناول كمية كبيرة من الطعام تزيد عن طاقة تحمل المعدة تؤدي إلى ما يُسمَّى بالتخمة، وتفضي إلى عسر الهضم وكثرة الغازات واحتقان الكبد والتخمة الشديدة، وإلى توسع المعدة الحاد الذي يسبب ضغطًا شديدًا على القلب مما يعيق العود الوريدي إليه؛ فتحصل عسرة في التنفس واضطراب في ضربات القلب وتسوء حالة المريض وقد تنتهي بالموت.

‏وجاءت الدراسات الطبية لتثبت أن مرضى القلب يستطيعون أن يعيشوا طويلاً بعيدًا عن المضاعفات الخطيرة، إذا هم اعتدلوا في طعامهم وشرابهم.

وصايا علينا العمل بها ونواهٍ لا بد من اجتنابها

‏أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يُغطَّى إناء الطعام وتوكأ قِرَب الشراب فلا يُترك مكشوفًا للذباب والتراب، كما نهى عن ‏الشرب من الإناء أو أن ينفخ في الشراب؛ حرصًا على سلامته من التلوث.

‏روى مسلم عن جابر -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا ينزل عليه الوباء».

كما حرص المشرع على عدم تلويث مياه الشرب، فنهى أن يغمس المستيقظ من النوم يده في الإناء قبل أن يغسلها، «فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده».

ما منع التبرز أو التبول قرب موارد المياه وفي ظل الناس ومكان تجمعاتهم، بل شدد في تحريم هذه الأفعال حتى عدَّها من مسببات اللعن. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل». كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الراكد.

 

إن قرآن الفجر كان مشهودا

روى صخر بن وداعة الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «اللهم بارك لأمتي في بكورها».

‏أما الفوائد الصحية ليقظة الفجر فهي:

1- تكون أعلى نسبة لغاز الأوزون (O3) في الجو عند الفجر وتقل تدريجيًّا حتى تضمحل عند طلوع الشمس، حيث ثبت حديثًا أن غاز الأوزون -وهو أحد نظائر الأوكسجين الموجود في طبقات الجو العليا لحماية الأرض من بعض الإشعاعات الضارة- ينزل إلى الطبقات الدنيا الملامسة لسطح الأرض عند الفجر ثم يرتفع مع شروق الشمس.

وقد دهش الأطباء لآثاره العلاجية العجيبة؛ فهو يشفي من كثير من الأمراض النفسية والجسدية وليس له أية آثار جانبية. ولهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي ومنشط للعمل الفكري والعضلي، بحيث يجعل ذروة نشاط الإنسان الفكرية والعضلية في الصباح الباكر.

2- ‏من الثابت علميًّا أن أعلى نسبة للكورتيزون في الدم هي وقت الصباح، حيث تبلغ (7-22‏) مكرو جرام/100 مل بلاسما، وأخفض نسبة له تكون مساء حيث تصبح أقل من (7‏) مكرو جرام/100 مل بلاسما. ومن المعروف أن الكورتيزون هو المادة الفعالة التي تزيد فعاليات الجسم، وتنشط استقبالاته بشكل عام، وتزيد نسبة السكر في الدم الذي يزود الجسم بالطاقة اللازمة له.

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم