Business

التربية الإسلامية.. بين مفاهيم ثلاثة

يوجد خلط لدى القائمين على التربية الإسلامية بين ثلاثة مفاهيم؛ هي: الفكر التربوي الإسلامي، وتدريس العلوم الشرعية، والتربية الإسلامية. وثمة فرق حقيقي بين المفاهيم الثلاثة.

 فالفكر التربوي الإسلامي هو ما تواتر عن علماء التربية المسلمين؛ من آراء ونظريات؛ من أمثال الإمام أبي حامد الغزالي، والإمام أبي الحسن الماوردي، والقابسي، وغيرهم من قدامى ومحدثين على السواء. فغالبًا ما نجد كثيرًا من المتخصصين في أصول التربية أو تاريخ التربية يسمون هذا الفكر بـ«التربية الإسلامية»، وليس الأمر كذلك كما سيتضح فيما يلي.

  • أما تدريس العلوم الشرعية، فيقصد به تعليم المسلمين القرآن الكريم تلاوة وتفسيرًا، وتدريس الحديث الشريف، والعقيدة، والعبادات، والسيرة، والمعاملات.. وغير ذلك من العلوم الشرعية، وتدريس هذه العلوم الشرعية أحد أساليب التربية الإسلامية وليس التربية الإسلامية ذاتها!
  • أما التربية الإسلامية فهي: «تنمية جميع جوانب الشخصية تنمية شاملة متوازنة، وفق كتاب الله وسنة رسوله r وهذه التنمية (التربية الإسلامية) قد تتحقق بتدريس العلوم الشرعية، وقد تتحقق بأساليب غيرها؛ فقد روى عن الرسول r أن رجلًا من الأنصار جاء يسأله الصدقة برغم قدرته على العمل؛ فخطط له نشاطًا عمليًا، وجهز له قدومًا، وأمره أن يحتطب ويبيع، على أن يأتيه بعد خمسة عشر يومًا؛ ليقوم هذا النشاط، وفي ذلك دليل على أنه r كان يربي بأساليب غير أسلوب العلوم الشرعية».
  • وقدر ورد مفهوم (التربية الإسلامية) في القرآن الكريم؛ وذلك بلفظه (التزكية)؛ أي التطهير والتنقية؛ ومن ذلك قوله تعالى: }قد أفلح من زكاها{؛ ([1]). أي طهر النفس ونقاها.

وبين القرآن الكريم مهمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن بينها التزكية (أي التربية)؛ وذلك في مواضع متعددة من القرآن الكريم؛ منها قوله تعالى: {هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} ([2]).

 

 

([1])       سورة الشمس ـ الآية 9 .

([2])       سورة الجمعة ـ الآية 2 .

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم