يجيب عليها خالد حمدي
لنا ولد صغير وهبنا الله عز وجل إياه، آية في الذكاء رغم أن عمره لا يتجاوز السنوات الثلاث. إلا أننا نقول عند كل تصرف له "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" فهو سابق سنه كما يقول عنه أقاربنا.
هذا الطفل البرئ نكاد نجني عليه أنا وأبوه جناية كبيرة، فنحن تقريباً لا نتوقف عن ضربه لأية حركة يحدثها وما أكثر حركاته، وبالأخص والده، فهو دائم الضرب له والصراخ عليه، حتى أصبح الولد شديد الإضطراب والخوف وخاصة عندما يفعل بعض فعلاته العفوية في وجود أبيه، فهو سرعان ما يختبئ خلفي ويحتمي بي في حالة رهيبة من الفزع تسفر أحياناً عن تبوله على نفسه في ملابسه وهو الذي لم يكن ليفعلها في فراشه قبل ذلك بكثير.
والمشكلة أن زوجي الذي يندم على ضربه عندما يهدأ يعود لطبعه بعد فترة قصيرة فيمارس هوايته في ضربه المبرح الذي أوصل ولدنا إلي ما ذكرت لك.
أما أنا فكثيراً ما أتألم لحال الولد لاسيما عند ضربنا له، لكنني لعصبيتي الشديدة أعود فأضربه علي صغير التصرفات وكبيرها، وأنا الآن أشعر بالقلق الشديد على ولدي، والخوف منا عليه وقد بلغ به الأمر إلي ماذكرته في ثنايا الرسالة، فماذا افعل؟
الرد
يبدو أن الأمر فعلا كما يقول الناس لايعرف قيمة النعمة إلا من يفتقدها، "ولن نعرف قيمة النعمة إلا إذا فقدناها" ويبدو أنك وزوجك حقاً لا تعرفان قيمة هذه النعمة التي أنعم الله عز وجل بها عليكما، وأخاف أن يسلبها الله عز وحل منكما إن لم تعودا إلى رشدكما وتتقيا الله في ولدكما.
أختي الكريمة:
وهل يلعب الأطفال ويمرحون ويكسرون ويقلبون البيت رأسا على عقب ويحدثون الضوضاء ويوقظون النائم ويزعجون المستيقظ إلا في هذه السن؟!
وهل يكون للطفولة طعم وروح إلا بما يفعلون مما ذكرت عن ولدك وأفعاله التي ضاق بها صدراكما؟!
إن علماء التربية يعتبرون الطفل الذي لا يتحرك بمثل هذه الطاقة الطبيعية في مثل هذه المرحلة العمرية طفلاً غير طبيعي يحتاج لمتابعة نفسية وليس العكس.
وابنكما نابغ كما ذكرت، وسابق لأقرانه، حتي أنكما تخافان عليه من الحسد، فماذا تتوقعين منه غير ما يجعلكما تقلبان الدنيا رأسا علي عقب من أجل أفعال طفولية بريئة لطفل لم يتجاوز السنوات الثلاث.
إنني أتوقع أن تكوني أنت وزوجك من الموظفين الذين يعودون من عملهم مرهقين يحملون بمكان النوم قبل بلوغ البيت ولأن مثل هذا الولد المسكين لا علاقة له بظروف عملكما فهو يدفع الثمن باهظاً علي يديكما التي لا أدري كيف تطاوعكما علي ما تفعلان بولدكما وفلذة كبدكما.
إنني أدعوك وزوجك فوراً أن تتوقفا عن هذا القتل البطئ لهذا الطفل البرئ قبل أن تدمراه نفسياً تدميراً لا صلاح معه، وساعتها لن ينفع الندم.
كما أدعوا الطفل وحالته النفسية المضطربة التي وصلت لما ذكرت في رسالتك فأسرعا بإحتضانه وتوفير أجواء نفيسة بديلة وسريعة حتى يعود لطبيعته، وإلا لا مناص من اللجوء إلي الطبيب النفسي، وليتكما تسرعان في ذلك.
.