يحلو لبعض الآباء الشكوى المستمرة من ابنهم أو ابنتهم بعد أن كبرا، ووصلا إلى مرحلة المراهقة، ويعلن الآباء صدمتهم من التغيير السلبي الذي آل إليه سلوك الابن وأدبه بعد أن وصل إلى تلك المرحلة!
وفى الحقيقة.. فمرحلة المراهقة ليست مساحة ملعونة يوقعنا فيها مع أبنائنا حظنا العثر، وإنما هي مآلات لبدايات في التربية وضعناها وزرعناها مع أبنائنا في طفولتهم، فنضجت وآتت ثمارها في مراهقتهم وشبابهم!
وعلى كل أب أو كل أم أن يحاطوا علما بأن إحسان التربية نفسيا وخلقيا ودينيا وعاطفيا ومعاملاتيا لأولادهم في الصغر، يلطف من حدة الأعراض السلبية لتلك المرحلة ومن الصراع الدائر فيها وحولها، وذلك من خلال عشر سلوكيات تربوية كالآتي:
1- اعلم بأن ما تزرعه في الصغر في طفولة ابنك سوف ينعكس يقينا على مرحلة المراهقة وستجنى ثماره خلالها وبعدها، ولذلك احرص على تربية ابنك بشكل سليم منذ نعومة أظفاره، كما أكد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كيفية التعامل مع ابنك: «لاعبه سبعا، وأدبه سبعا، وصاحبه سبعا، ثم اترك له الحبل على الغارب»، فهو بالمراهقة سيكون بمرحلة الصداقة معك والمصارحة المتبادلة.
2- استخدم دوما أسلوب الحوار والنقاش والتفاهم مع ابنك، فهو من أنجح الأساليب ليصل الابن إلى القناعة بخطئه وأهمية تصويب سلوكه وإلا فإنه سيعاندك ويستمر على سلوكاته السيئة!
3- اسمح لابنك بتكوين علاقات اجتماعية، ولكن:
- شجعه على انتقاء أفضل الأصدقاء (الصحبة الصالحة) الذين يحرصون على نصحه نصحا إيجابيا يرضي الله تعالى.
- وأن يبتعد عن أصدقاء السوء الذين يشجعونه على سلوكات خاطئة، كالتدخين أو تعاطي المخدرات أو العلاقات الخاطئة مع الجنس الآخر.
- واعلم أن تدريب الابن على انتقاء خيرة الرفاق يكون منذ الصغر، وبمصارحة الوالدين عن أصدقائه وعما يواجهه معهم، ولا يبدأ بمرحلة المراهقة.
4- خصص وقتا لابنك:
- وتواصل معه تواصلا إيجابيا وبمحبة.
- دون تقديم النقد اللاذع له أو السخرية من أفكاره وكلامه أو التقليل من شأنه أو إشعاره بالذنب بشكل مستمر.
- ودون تقديم الأوامر له باستمرار ودون إقناع، أو بالمقارنة بينه وبين إخوته.
- فكثير من هذه السلوكات تزيد انحراف المراهق وتزيد الفجوة مع والديه، وتؤدي إلى تدنٍ في احترام ذاته، وبالتالي زيادة إهماله لنفسه وللآخرين.
5- اعلم أن النزاعات بين الوالدين والمعاملة السيئة من الأب للأم أو للأبناء تؤدي إلى تفاقم مشاكل المراهق وجنوحه وهروبه من الواقع وإلى رفاق السوء، فعامل أيها الأب زوجتك باحترام أمام أبنائك.
6- قدم الفرص لأبنائك المراهقين والتي تشجعهم على استغلال وقتهم وطاقاتهم وتظهر قدراتهم وإبداعاتهم فيما يفيد، فوفر لهم الأدوات التي يحتاجون والوقت والتشجيع المعنوي.
7- ضع تعليمات وقوانين وحدودا للتعامل في بيتك، واسمح لأبنائك بمناقشتها وفهم أسبابها وفائدتها، ولا تتركه بدون توجيه أو توضيح أو قوانين للبيت.
8- عزز ابنك المراهق بين الحين والآخر بوسائل التعزيز المختلفة المادية والمعنوية كالمدح والاحتضان والابتسام والتقبيل له، وذلك حينما تراه يسلك سلوكات جيدة أو يتخلى عن سلوكات سيئة، فلابد من أن يكون للوالدين دور في تربية أبنائهم المراهقين وتقديم التوجيه والتشجيع لهم.
9- ادع الله تعالى دوما لأبنائك بالهداية والتقوى والصلاح والحفظ والرعاية بعينه التي لا تنام، وأن يرزقهم خير الرفاق والصحبة الصالحة والتوفيق، فلا أحد يملك قلوب البشر غير الله تعالى، روى الطبراني والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا استودع الله شيئاً حفظه». وصلاح الأبناء من صلاح الآباء بداية، لقوله تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} (الكهف: 82).
10- عود أبناءك الصلاة منذ الصغر، فإن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر، وتقربهم من خالقهم عز وجل، فالصلاة أكسجين الحياة، فلا تحرموا أنفسكم من استنشاقها!
.