من آثار التربية في الإنفاق على الدعوة

 

سؤال يلح على كل إنسان ونظام حكم حتى وصل لدرجة الهوس ظانّا أن الإخوان تورد لهم الأموال من أي نظام حاكم آخر، وسيقت حول ذلك التهم والأباطيل الكثيرة، بالرغم من أن الحقيقة جلية أمام الجميع وأن أموال الإخوان هي من جيوب الإخوان أنفسهم واشتراكاتهم الشهرية التي يُخرجونها لدعوتهم وهم محتسبين ذلك الأمر لله، ولديهم ثقة أنها تُنفق في أوجه الحق ونشر دعوته.

والأمثلة التربوية في هذا المضمار كثيرة.. فمنذ تألفت الجماعة عام 1928م حتى هذه اللحظات وستظل كذلك حتى لا تنصرف عقول الناس ويشغلهم أموال الإخوان ونفقاتهم.

ولنا في هذا المثال التربوي خير الشاهد الذي يدل كيف يفكر كل واحد من الإخوان لينفق على دعوته:

[اختصم تاجران من الإخوان المسلمين بالإسماعيلية؛ أوَّلُهما الحاج عبد اللطيف حسن الخباز، والثاني الحاج عبد المقصود عبد الكريم بخيت فاحتكما إلى الأستاذ عبد الله حسين الصولي من إخوان الإسماعيلية وأقرا الرضا بحكمة وتنفيذه ...

واجتمع الإخوان والحكم وشرحا أوجه النزاع فوازن بين أقوالهما وقارن حججهما، واصدر حكمه بعد ذلك؛ وهو يقضي بأن يدفع الثاني للأول مبلغ عشرة جنيهات.

فما كان من التاجر المحكوم لصالحه إلا أن دفع هو الآخر عشرة جنيهات أخرى وطلب من الحاج عبد الله الصولي أن يرسل المبلغ كله وقدره عشرون جنيهًا للإخوان المسلمين تصرفه في أوجه الخير لدعوتها.

وقد تورد المبلغ إلى خزينة المركز العام بإيصال رقم 5513 مجموعة 111 بتاريخ 21 ربيع الأول 1364هـ.]

وهكذا يضرب الإخوان للناس الأمثال على مدى تغلغل الروح الإسلامية في نفوسهم.

 

الحاج عبد الله حسين حسن الصولي من الرعيل الأول للإخوان المسلمين، وأحد أهم رموز إخوان الإسماعيلية. ولد في 1/ 4/ 1911م في محافظة الإسماعيلية، وقد نشأ وتربى في بيت إيمان وتقوى وورع وصلاح، وأحد العمال الستة الذين أسسوا مع البنا جماعة الإخوان المسلمين، وأخته هي لطيفة حسين الصولي زوجة الإمام حسن البنا، شارك الأستاذ البنا رحلة الحج عام 1945م كما كان بصحبته في بورسعيد أثناء هجوم الوفديين على شعبة الإخوان هناك وأحرقوها بغرض قتل الإمام البنا غير أن النظام الخاص استطاع أن يهرب الأستاذ البنا دون صدام.

اعتقل عام 1948م، وكان ذو كلمة مسموعة على الجميع سواء الإخوان أو الشيوعيين الذين اعتقلوا معهم كما اعتقل في محنة 54م و65م ومن كلماته: «بكل تأكيد ستؤيد الجماعة أي حكومة إسلامية تحكم مصر طالما كان هذا الحكم بالكتاب والسنة حتى إن لم يكن فيها جماعة الإخوان، بل وستؤازرها الجماعة وتواليها بالسمع والطاعة طالما كان دستورها بالقرآن والسنة».

ظل الحاج عبد الله الصولي يعمل من أجل دعوته حتى توفاه الله.

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم