قبل أن نتحدث عن مفهوم التقويم لا بد أن نوضح عددا من المفاهيم التي تفيد في استيعابه.
أولا: أدوات القياس:
هي مجموعة من الأسئلة أو المهام المتعلقة بخاصية معينة يُطلب من المتعلم الاستجابة لها وبفحص (تصحيح) هذه الاستجابات نحصل على قياس (قيمة رقمية) لأداء المتعلم لهذه الخاصية وتشمل أدوات القياس: الاختبارات – قوائم الملاحظة – قوائم التقدير.
القياس:
هو العملية التي يقدر بها أداء المتعلم بالنسبة لخاصية معينة باستخدام أداة قياس مناسبة.
ويعبر عن القياس بقيمة رقمية ولكن هذه القيمة لا تكون لها معني (دلالة) فحصول الطالب على 7 من 10 في اختبار ما لا يدل على أن أداء الطالب مقبول أو غير مقبول لدينا (مناسب أو غير مناسب) كما أن هذه الدرجة لا تدل على مدى تقدم أو تأخر الطالب وما موقفه بالنسبة لأقرانه.
التقييم:
هي العملية التي يتم من خلالها تحديد الدرجة التي يحصل عليها الطالب من خلال أداة القياس المستخدمة. أي تحديد مدي ملائمة هذه الدرجة بالنسبة لما هو مطلوب (الأهداف) ومدى التقدم الذي حدث في أداء الطالب أو موقفه بالنسبة لأقرانه، ويتم ذلك بالرجوع للأهداف المرجوة ومقارنة هذه الدرجة بما سبق أن حصل عليه الطالب سابقا من الدرجات لنفس هذه الخاصية أو مقارنة هذه الدرجة بمتوسط درجات أقرانه في نفس هذه الخاصية، وهذا يعني إعطاء حكم على هذه الدرجة بناء على تلك المعايير (الأهداف المرجوة – درجاته السابقة – متوسط درجات أقرانه).
التقويم:
إلا أن الأمر لا يتوقف عند مجرد إصدار الأحكام بالنسبة لهذه الدرجة بل يجب الرجوع إلى استجابات الطالب التي قام بها في أداة القياس وتحليل هذه الاستجابات لتحديد نقاط الضعف والبحث عن الأسباب التي أدت إليها والقيام بعلاج هذا الضعف، كما تشمل هذه العملية أيضا العمل على الارتقاء بأداء الطالب في نقاط القوة وتنميتها.
وهذا يعني أن عملية التقويم تشمل إلى جانب عملية القياس والتقييم عمليات: التشخيص والعلاج والارتقاء.
متى يتم التقويم ؟
يمكن أن يجري التقويم في أوقات مختلفة من حيث زمن التعامل مع المنهج وعلى هذا الأساس صنف التقويم إلى:
أنواع التقويم:
1- تقويم مبدئي.
2- تقويم تكويني.
3- تقويم ختامي.
4- تقويم تتبعي.
التقويم المبدئي
يتم قبل البدء في تطبيق المنهج ويساعد في:
1- تحديد وضع المتعلم من أجل نقطة البداية في التعامل مع المنهج فقد ترتب مستويات مختلفة للبدء في التعامل مع المنهج أو البرنامج حيث يقسم الدارسون إلى: مستوى متقدم ومستوى متوسط ومستوى مبدئي.
2- معرفة الأوضاع التي سيتم تطبيق المنهج من حيث الإمكانات المادية والمعلمين والطلاب وذلك لبدء المنهج أو البرنامج على أساس من معرفة الواقعة معرفة سليمة، والتقويم المبدئي ضرورة عند استخدام المعيار المتدرج.
التقويم التكويني
يتم في فترات مختلفة أثناء تطبيق المنهج بغرض:
الحصول على معلومات تساعد في مراجعة العمل وإعادة توجيه مسار التطوير مما يكون له تأثير على الصورة التي يصل إليها الناتج النهائي، فهو ضروري في توجيه التقويم لما يوفره من تغذية راجعة تجعل عملية تطوير المنهج عملية مفتوحة وممكنة بل ومخططا لها.
التقويم الختامي
يتم من ختام التعامل مع المنهج أو البرنامج.
التقويم التتبعي
لا ينتهي دور المنهج بتخرج المتعلم فيه وإنما تستمر آثاره: الخبرات التي اكتسبها المتعلم من التعامل مع المنهج يفترض أن تكون لها آثار باقية على تعلمه المستقبلي وفعاليته في العمل وتعامله مع نشاطات الحياة ومجابهة مشكلاتها، والتقويم عن طريق مواصلة متابعة المتعلم بعد التخرج يوفر معلومات عن هذا كله وبالتالي يمكن الحكم على فعالية المنهج ويساعد على تطويره على أساس علمي سليم بتوفير تغذية راجعة عن آثاره المستقبلية.
.