3- المواظبة على العبادات المحضة:
يقصد بالعبادات المحضة هنا تلك التي ذكرت في حديث أركان الإسلام: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وهي عبادات مفروضة؛ فقد علمنا الشرع الحنيف أن لهذه العبادات غايات، وأن من ورائها ثمارًا تجني؛ ففي الصلاة يقول سبحانه: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (العنكبوت). وعن الزكاة يقول عز وجل مخاطبًا نبيه ـ صلى الله عليه وسلم: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (التوبة). وعن الصيام يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة). وعن الحج يقول سبحانه: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (البقرة).
وحتى ما يذبح لله في شعيرة الحج أو الأضحية يقول عنه سبحانه: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} (الحج).
ولقد ضرب السلف الصالح وتابعوهم بإحسان أروع الأمثلة في المحافظة على العبادات؛ وأحسنوا التأدب مع الله تعالى. فهذا سعيد بن المسيب ـ وهو من أقرب التابعين إلى الصحابة ـ يقول: «ما أذن المؤذن منذ ثلاثين عامًا إلا وأنا في المسجد»؛ فقد ظل لا يرى خلال ثلاثين سنة قفا أحد في المسجد؛ لأنه كان دائمًا في الصف الأول قبل الأذان. وأمثال سعيد بن المسيب رضي الله عنه كُثُر في تاريخ المسلمين.
تطبيق أسلوب المواظبة على العبادات المحضة:
مثال تطبيقي في البيت:
أن يحرص الوالد على اصطحاب أبنائه إلى المسجد لأداء الصلوات؛ حتى تنشأ بينهم وبين المسجد علاقة حب وارتباط منذ الصغر.
مثال تطبيقي في المدرسة:
حث المعلم تلاميذه على أداء العبادات المحضة، ومتابعة ذلك؛ من خلال مواظبتهم على الصلاة ـ مثلًا ـ في مسجد المدرسة إن وجد، أو من خلال اتصاله بولي الأمر.
.