إن الأسرة والمدرسة مسؤولتان مسؤولية مباشرة عن تربية الأطفال وتنشئتهم، إذ التعاون بينهما ضروري من أجل تحقيق الأهداف التربوية، وتقليل الفاقد التعليمي، والتكيف مع التغير الثقافي وتثبيت الفعاليات التعليمية وحل مشكلات الطلبة.
وتكتمل واجبات هيئة التدريس بتفهم شخصيات الطلبة، وتقيم علاقة جيدة مع الآباء. فتتصل بهم وتدعوهم لزيارة المدرسة، وتعمل على زيادة مشاركة الآباء في العملية التربوية في مجالس الآباء والمجالس الاستشارية واليوم المفتوح، وتنفيذ برامج تثقيفية هدفها توضيح الأساليب الصحيحة للتعامل مع الأبناء، وتفهم خصائص نموهم في المراحل المختلفة.
وفى هذه الدراسة، يطرح الدكتور فيصل محمود الغرايبة، عدة أسئلة محاولًا الاجابة عنها، وهى: ما دور الهيئة التدريسية في زيادة مشاركة الآباء في العملية التربوية، ما المشكلات التي يعاني منها الطلبة ويسهم التعاون بين الأسرة والمدرسة في حلها، ما أسباب امتناع بعض أولياء الأمور عن زيارة المدرسة، ما مدى استفادة الطالب من التعاون بين الأسرة والمدرسة، ما معوقات التعاون بين الأسرة والمدرسة، ما دور الإشراف الاجتماعي في تعزيز التعاون بين الأسرة والمدرسة؟
دور الهيئة التدريسية في زيادة مشاركة الآباء
يتضح دور الهيئة التدريسية في زيادة مشاركة الآباء في العملية التربوية إذ جاء دورها في تنظيم اليوم المفتوح في المرتبة الأولى، وذلك لتخصيص أوقات مناسبة لأولياء الأمور للحضور إلى المدرسة، والسؤال عن مستوى أبنائهم الدراسي والسلوكي. وجاء في المرتبة الثانية تنظيم الاجتماع الشهري للقاء الطلبة بآبائهم ومدرسيهم، واحتلت البرامج التثقيفية المرتبة الأخيرة؛ نتيجة لضيق وقت أولياء الأمور.
مشكلات في نطاق الأسرة والمدرسة
من المشكلات التي يعاني منها الطلبة ويسهم التعاون بين الأسرة والمدرسة في حلها:
- مشكلة التكيف الاجتماعي مع المجتمع المحيط.
- وحاجته لاكتساب المعرفة.
- وحاجته للتقدير والتوافق مع زملائه.
- المشكلات السلوكية.
- مشكلة التأخر الدراسي.
- شكلة الهروب من المدرسة.
مدى استفادة الطالب من التعاون بين الأسرة والمدرسة
أجمع أولياء الأمور على أن التعاون بين الأسرة والمدرسة، يؤدي إلى تمكين الطالب من حلّ مشكلاته التي يعاني منها سواء أكانت في الأسرة أم في المدرسة، يليها التعرف على السلوكيات الخاطئة، والتصرفات غير السوية لدى البعض وتوجيهها وتعديلها، ثم تلتها المساهمة بإعداد البرامج والخطط المشتركة بين الأسرة والمدرسة، لتعزيز دورها لصالح أبنائهم، وفي المرتبة الأخيرة جاء استثمار وقت فراغ الطلبة وإبراز طاقاتهم الإيجابية، وذلك لعدم كفاية هذه الأنشطة.
معوقات التعاون بين الأسرة والمدرسة
- انشغال الوالدين في الأعمال الوظيفية.
- انفصال الوالدين أو النزاع المستمر بينهما.
- انشغال أولياء الأمور عن الاهتمام بأبنائهم.
- عدم إتاحة الفرصة الكافية لولي الأمر للاستفسار عن ابنه في اليوم المفتوح، نظرًا لاستدعاء عدد كبير من أولياء الأمور.
- الخوف من سماع الآباء أخبارًا سيئة عن مستوى تحصيل الابن أو سلوكه، مما يؤدي إلى عدم تلبية الدعوة.
- قلة وعي الوالدين بأهمية التعليم من الأساس.
- قلة وعي الوالدين بفوائد التواصل لحل مشكلات الطلاب.
- عدم إعطاء المدرسة فرصة لأولياء الأمور للاشتراك في أي نشاط يخصها.
- عدم توفر مواصلات تسهل انتقال الوالدين إلى المدرسة.
- شعور أولياء الأمور بعدم احترام المدرسة لهم، اعتقادا منها أنهم لا يفهمون في الأمور التربوية مما يؤدي إلى الامتناع عن الزيارة.
-
لتعزيز العلاقة بين الأسرة والمدرسة
- رفع مستوى التعاون بين البيت والمدرسة، فيما يتعلق بتبادل الرأي معهم في العديد من المشكلات التعليمية والإدارية والتي تواجه العمل المدرسي.
- تشكيل مجالس الآباء والمعلمين والأمهات والمعلمات في مستويات متدرجة بدءًا من المستوى المحلي: المديريات والإدارات ثم المدارس، وتضم ممثلين عن الآباء والمعلمين والمعلمات والأمهات وممثلين عن الطلبة والأهالي من البيئة المحلية.
- التعاون مع القنوات الإعلامية كافة؛ لتحقيق الوعي ونشر أهداف مجلس الآباء والمعلمين واستثمار التعاون بين البيت والمدرسة.
- استخدام نظام الحاسوب الذي يمكن ولي أمر الطالب من الاطلاع على المعلومات الخاصة بابنه، سواء أكانت تحصيلية أم سلوكية، وذلك عن طريق الهاتف.
- زيادة الدراسات والبحوث المتعلقة بالتعاون بين البيت والمدرسة، والعمل على كشف نواحي القصور والضعف، وإيجاد الحلول.
- عمل رحلات جماعية تضم أولياء الأمور والمعلمين والتلاميذ، وذلك لزيادة التواصل والتفاهم بين المدرسة وأولياء الأمور.
- إشراك أولياء الأمور في مجالات عمل المدرسة على نحو أكبر، لا سيما في تنظيم الصفوف بداية العام الدراسي، وتقديم بعض المنتجات الأسرية، وتنظيم الكتب بمكتبة المدرسة، والإشراف على بعض أنشطة الطلبة.
- تشجيع الطلبة على أخذ بعض أعمالهم المدرسية إلى المنزل، وإحضار بعض الأعمال المنزلية إلى المدرسة.
- استقبال أولياء الأمور وترغيبهم وحثهم على زيارة المدرسة، والتعاون معهم في تحسين العملية التربوية والتعليمية، ويكون على مدار العام الدراسي في لقاءات منظمة لأولياء الأمور.
.