Business

فلسطين والقدس.. المعرفة أساس التربية

من باب (اعرف عدوك)، وفي دراسة بحثية كتبها د. صالح الرقـب- أستاذ مشارك، تخصص العقيدة والمذاهب المعاصرة- الجامعة الإسلامية بغزة– حاول فيها إلقاء الضوء على أهمية فلسطين بالنسبة لليهود، والأسباب التي جعلتهم يفضلونها عن غيرها من البلاد لإقامة وطن قومي لهم، حيث تناول فيها المرتكزات التي استندوا لها.

 

أهمية فلسطين بالنسبة لليهود

يؤمن الصهاينة النصارى واليهود بعقيدة توراتية مشتركة، مفادها: أنّ اليهود هم شعب الله المختار، وأنّ الله تعالى أعطاهم الأرض المقدسة (فلسطين) بموجب وعد إلهي مقدس قطعه الربّ على نفسه لإبراهيم وإسحاق ويعقوب ولنسلهم من بعدهم.

وأوجبت شعائرهم على كل يهودي ذكر بالغ أن يحجّ إلى القدس مرتين في العام، وأن يبقى فيها كل مرة أسبوعًا كامًلا، يمارس خلالها الطقوس والشعائر التعبدية، ومن ذلك قراءة التوراة والصلاة أمام حائط المبكى الذي يعتبرونه من حيطان هيكلهم المقدس.

ومن عقائد اليهود في القدس اعتقادهم في الصخرة المشرفة: حيث يزعمون أنّ إبراهيم عليه السلام قدّم ولده إسحاق الذبيح قربانًا لله تعالى، ويزعمون أنّ الصخرة كانت ملكًا لليبوسي أرونا ثم اشتراها داود عليه السلام، وجعل على هذه الصخرة معبدًا لله تعالى.

يعتقد اليهود بأنّ المعبد المقدس (الهيكل) بناه نبي الله سليمان عليه السلام، وجاءت قصة بنائه مطولة في سفر أخبار الأيام: الإصحاح التاسع والعشرين، وفي سفر الملوك الأول: الإصحاح السادس، وزعمت الأسفار اليهودية أن الله اتخذ من الهيكل مسكنًا له بعد أن كان مسكنه الضباب.

 

سيطرة اليهود على صنّاع الرأي فى أمريكا

في أمريكا ألقى اليهود ثقلهم الاقتصادي والسياسي والفكري الديني وتغلغلوا في عقلية المجتمع الأمريكي، مستخدمين كل ما أمكنهم من وسائل الإعلام والتعليم، واستغلوا المجامع الكنسية والمؤتمرات الدينية، ووضعوا التفسيرات والشروحات الدينية للعهد القديم.

ويسيطر اليهود على أغلب دور النشر الأمريكية والإنتاج السينمائي والمكتبات العامة؛ لخدمة مصالحهم، ويبلغ عدد الصحف المستقلة عن سيطرة الإمبراطوريات الإعلامية اليهودية حوالي 25% فقط.

ويمتلك (البيت الجديد) لوحده حوالي 12 قناة تلفزيونية، و87 محطة كيبل، و24 مجلة، و26 صحيفة يومية. وأشار ديوك لسيطرة اليهود على الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية غير اليهودية، من خلال سيطرتهم على شركات الدعاية وتوجيه الإعلان لما تتماشى مع ميولهم، ممّا جعل افتتاحيات تلك الصحف تعبر وتدافع عن مصالح اليهود.

واستطاعت الصهيونية المسيحية أن تغرس في أذهان وعقلية الغرب المسيحي أن ثلاثة أمور يجب أن تتحقق قبل ظهور السيد المسيح في فلسطين وهي:

الأولى: قيام دولة إسرائيل، ولمّا قامت سنة 1948م، وبعد قيام إسرائيل: أصبحت العقيدة الصهيونية المسيحية تقوم على دعائم ومرتكزات أربعة، وهي:

1- إعطاء كلمة إسرائيل معنى دينيًا رمزيًا، وليس مجرد اسم ودولة.

2- اعتبار شرعية الدولة اليهودية مستمدة من التشريع الإلهي، ومن ثمّ اعتبار قيام دولة إسرائيل تحقيقًا للنبوءات الدينية.

3- التشديد على أنّ أرض إسرائيل هي: كلّ الأرض التي وعد الله بها إبراهيم وذريته من النيل إلى الفرات.

4- استمرار العمل بالشعار التوراتي الذي يقول: إنّ الله يبارك إسرائيل ويلعن لاعنيها.

الثانية: جعل مدينة أورشليم- القدس- تحت السيطرة الإسرائيلية.

الثالثة: إعادة بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى المبارك بعد هدمه وإزالته من الوجود.

ولإتمام هذا المخطّط، وُجدت في العالم مئات المنظمات والمؤسسات الصهيونية المسيحية واليهودية التي تعمل من أجل إنفاذ هذا.

وهنالك العديد من الحركات الأخرى التي تهتم بشراء الأراضي والاستيلاء عليها، ومضايقة المسلمين في القدس.

 

مخططات إسرائيل لتهويد القدس

يعمل اليهود اليوم على توسيع دائرة مدينة القدس وتهويدها، وتشييد المستوطنات والقلاع السكنية فيها كي يتمكنوا من توطين مئات الألوف من اليهود.

تعمدّت دولة العدو وبتأييد ودعم أمريكي وأوروبي واضح أن تجعل القدس خارج إطار اتفاقية (كامب ديفيد)، وخارج اتفاقية أوسلو، وأصّرت أن تدرج في مفاوضات الحل النهائي.

والهدف من ذلك: كسب عامل الزمن، فتقوم إسرائيل بتنفيذ مخططاتها الموضوعة التي تتلخص في إنشاء تحولات جغرافية وسكانية في المدينة وما حولها، لتصبح مدينة يهودية صرفة.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم