Business

الغضب وكيفية مواجهته.. معالجة تربوية إسلامية

إن تعاليم الإسلام تدعو إلى تربية الفرد المسلم على الاحتمال والعفو عند المقدرة، والصبر على الشدائد، وكظم الغيظ، وهذه الآداب السامية تربي عليها الجيل الأول من الصحابة علمهم إياها المربي الأول، نبي الأمة محمد ﷺ، بأسلوب تربوي قرآني وجعل منهم سادة للأمم وقادة للبشرية، رضوان الله عليهم.

ومن ثم ترى الباحثة نائلة هاشم على الحجاج - ماجستير في التربية الإسلامية والمقارنة- جامعة أم القرى – مكة المكرمة، أن دراسة الغضب ضرورية وهامة؛ لأنها تسلط الضوء على ظاهرة نفسية واجتماعية تعتبر من أهم مظاهر السلوك الإنساني خطورة؛ حيث تؤدي إلى نهايات قد تكون قاسية الأثر في معظم الأحيان.

 

أنواع الغضب

  1. الغضب الأبيض: وهو الغضب المكتوم، وهو غضب قد يضر الإنسان جسمانيًا إذا طال أو تكرر.
  2. الغضب الأصفر: هو نصف انفجار، فهو لا يضرب بيده أو يجرح بسكين، إنما سلاحه اللسان يطلق به كل فكرة محبوسة أو رأيا في صاحبه لم يكن أعلنه من قبل، فهو غضب الحاقدين.
  3. الغضب الأحمر: هو غضب الثيران عند صراعها، الغضب الملتهب يأتي بغير إنذار.
  4. الغضب الأسود: إنه غضب التكبر، والتجبر، والكراهية المخزونة، الغضب الذي قد يسوق إلى الجريمة.
  5. غضب يصدر عن مرض: يرد الأطباء الغضب المرضى إلى أشياء كثيرة منها السكر، وازدياد إفراز الغدة الدرقية عند النساء في حال اضطراب المبايض وزيادة ضغط الدم وتصلب الشرايين.

 

الآثار السلبية للغضب

  • أثر الغضب في الظاهر: تغير اللون وشدة الرعدة في الأطراف وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام، واضطراب الحركة والكلام حتى يظهر الزبد على الأشداق وتحمر الأحداث، وتنقلب المناخر، وتستحيل الخلقة، ولو رأى الغضبان صورته لسكن غضبه حياء من قبح صورته.
  • من آثاره في الباطن: تغير الظاهر نتيجة تغير الباطن.
  • أثره في اللسان: الشتم والفحش من الكلام، الذي يستحي منه ذو عقل، ويستحي منه قائله عند فتور الغضب.
  • أثره في الأعضاء: الضرب والتهجم، والتمزيق، والقتل، والجرح عند التمكن من غير مبالاة.
  • أثره في القلب: الحقد والحسد وإضمار السوء، والشماتة، والعزم على إفشاء السوء وهتك الستر، والاستهزاء وغير ذلك من القبائح.

 

مضار الغضب على الفرد والأسرة والمجتمع

مضاره على الفرد

  • فقدان كمال التصور والقصد عند الغاضب
  • يجعل الإنسان في مواطن الضلال.
  • يمكن أن يفقد عزيزًا لديه، فلا ينفع بعد ذلك الندم.
  • قال عليه الصلاة والسلام: «إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من نار، وإنما تطفئ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ».
  •  

ضرره على مستوى الأسرة

  • القوة الغضبية لا يقتصر ضررها على صاحبها فقد تتسع دائرة الانتقام متعدية الفرد إلى أسرته.
  • قد يظلم رجل زوجته، ويستبد بحريتها وكرامتها، ويسبب لها أنواعًا من العذاب والشقاء، ومن هنا تبدأ نار العداوة والبغضاء في الأسرة ويؤدي إلى الأسرة وتشتت شملها.
  • يجب على الإنسان أن يتمالك نفسه لحظة الغضب وأن يفكر في النصوص القرآنية التي ورد فيها فضل الحلم والعفو قال تعالي: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [سورة الشورى: الآية 37].

ضرره على مستوى المجتمع

  • توليد الحقد في القلوب
  • يجعل المجتمعات في خصام دائم؛ لأن السيئة قوبلت بالسيئة فهاجت النفوس وقامت القطيعة وتفككت روابطها.
  • يجب أن يعامل الإنسان من بني جنسه في إساءتهم إليه وزلاتهم معه بما يجب أن يعامله الله به، فمن سامح أخاه في إساءته إليه سامحه الله في سيئاته.

 

المواقف التي حث الإسلام على الغضب لأجلها وحدود ذلك

  • لا بد من توطين النفس على الحلم وكظم الغيظ بالمجاهدة لأن الحلم دليل على كمال العقل.
  • لا يستحب الغضب إلا في حالة أن تنتهك حرمات الله سبحانه وتعالى، أو يعتدى على أمر من أوامره أو يعطل حكمًا من أحكامه.
  • روى مالك والبخاري: «ما انتقم رسول الله ﷺ لنفسه، إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله تعالى».

 

علاج الغضب من منظور التربية الإسلامية

  1. الأخذ بمبادئ التربية الإسلامية في تربية الناشئة وتوجيههم؛ حتى يدركوا أن الغضب مرتع وخيم ينبغي الابتعاد عنه.
  2. تربية الناشئة على تفهم الآيات والأحاديث التي تحث على الأخلاق الفاضلة والبعد عن الأخلاق الذميمة.
  3. الاهتمام بتطبيق التوجيه الإسلامي الذي يأمرنا بضرورة ضبط النفس في حال الغضب.
  4. الاهتمام بتطبيق التوجيه الإسلامي الذي يحثنا على التأني والرفق؛ لأنهما يدحضان قوة الغضب واندفاعه.
  5. الالتزام بالتوجيهات الإسلامية الداعية إلى حسن الخلق التي تأمرنا بترك التلفظ لحظة الغضب.
  6. الاهتمام بالتوجيهات الإسلامية التي تدعونا إلى الصبر والصمود أمام المشكلات.
  7. الاهتمام بتطبيق التوجيه الإسلامي الحكيم باللجوء إلى الوضوء، والصلاة، وذكر الله، وتغيير الحال في وقت الغضب.
  8. الاهتمام بتطبيق التوجيه الإسلامي الداعي إلى كظم الغيظ والصبر، والصفح والعفو.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم