Business

ظاهرة الإلحاد وكيفية معالجتها

تتعرض مجتمعات المسلمين اليوم لحملات متتابعة للطعن في ثوابتها ومحاولة شغلها عن بناء مستقبلها وإغراقها في مشاكل الهوية والفكر والصدامات الفلسفية استمرارًا لنظرية هدم الإسلام من الداخل بأيدي أبناءه.

وقد تصدى لتلك الحملات الشرسة المتتابعة من أبناء المسلمين على مرّ التاريخ رجال كثر، وعلماءُ صدق، بذلوا حياتهم لنصرة الإسلام ونذروا أوقاتهم لكشف تلك الغمة الإلحادية عن أبناء المسلمين من خلال الدعوة والحوار والنقد وكشف شبهات الملاحدة.

وفى هذه الدراسة، يتناول الباحث خالد بن محمد الشهري، أسباب الالحاد، وصفات الملاحدة، ومفاسد الإلحاد الاجتماعية، وأسباب ظهور الإلحاد، وكيفية معالجته.

 

أسباب الإلحاد

  1. النشأة في بيت لا يعرف آداب الإسلام ولا يهتدي بهداه، لا يسمع فيه الناشئ ما يدله على دينه.
  2. أن يتصل الفتى بملحد أقوى منه نفسًا، وألحن حجة، وأبرع لسانًا، يأخذه ببراعته إلى الإلحاد.
  3. أن يقرأ كتبا في الإلحاد دُس فيها السم بألفاظ منمقة، فتأخذ الألفاظ المنمقة بمجامعه عن معانيها المنحرفة.
  4. أن تغلب الشهوات على قلب المرء فتريه المصلحة في إباحتها، وأن تحريم الشرع لها خالٍ عن الحكمة؛ فيؤدي به ذلك إلى إباحية وجحود.
  5. مما استجد في هذا العصر: انفتاح العالم الفضائي بشقيه- القنوات والإنترنت- وما يُبث فيهما من شهوات وشبهات تأخذ كل واحدة منهما بنصيبها من شبابنا مع عدم وجود حملة تحصين مضادة لآثارها.
  6. أنظمة الحكم وما سببته للناس من فتن في دينهم، فبعضها يروج الإلحاد ويقيم المؤسسات التعليمية والأنشطة التي تبثه بين الناشئة، وأخرى تدعي أنها تعتني بالدين؛ ومؤسساتها– عن غير قصد- تكون نموذجًا سيئًا للدين مما يتسبب في ردة فعل عكسية من الدين والمتدينين!
  7. عدم قيام مؤسسات التربية من تعليم ومعاهد وجامعات بأنشطة تُذكر للوقوف في وجه موجة الإلحاد الجديدة؛ وبطء استجابتها للمستجدات العالمية والحراك الاجتماعي بشكل مؤسسي.
  8. دور النشر وما تبثه من روايات إلحادية وتجارب منحرفة وكتب فكرية وفلسفية تصادم ثوابت الإسلام؛ تسببت في نشر غثاء الإلحاد وشكوكهم وأثرها واضح على الجيل المعاصر.
  9. المواقع المشبوهة التي يدعمها كبار الملاحدة على الشبكة العنكبوتية والتي تدعي نصرة المظلومين، وتبث ضمن ذلك ما شاءت من أفكار إلحادية
  10. وجود فئات من المجتمع التي خلطت بين الدين والعادات وأساءت للدين من خلال حماسها غير المنضبطة وجهلها العريض ليتحول الدين عندها إلى مظاهر لا يصاحبها عمل حقيقي.
  11. إشكاليات الحضارة وأزمة الهوية السائدة بين الشباب، مع عدم وجود المحاضن التربوية المقنعة التي تحوي الفكر والإيمان إضافة إلى السلوك.

 

صفات الملاحدة (طبائع الإلحاد)

  1. فرحتهم بانتساب عالم كبير للإلحاد؛ لأن ذلك يدعم موقفهم.
  2. استهزاؤهم بالدين في مجالسهم، ما لم يخافوا من وجود رقيب عليهم.
  3. انهماكهم في الفسوق والإغراق في الشهوات ولا يتورعون عن شيء.
  4. تناقض أقوالهم.
  5. إنكارهم المعجزات الكونية.
  6. دسهم في الشريعة ما ينافي حكمتها مثل ترويج الأحاديث الموضوعة.
  7. إنكارهم العمل بالحديث وزعمهم الاكتفاء بالقرآن وحده.
  8. تأويلهم للقرآن على حسب أهوائهم.
  9. صداقتهم للمجاهرين بالجحود.
  10. إلحاحهم في الدعوة إلى حرية الرأي في الدين.
  11. بسط ألسنتهم في أهل الدين من العلماء والدعاة.
  12. دعوتهم إلى الإلحاد بشتى الوسائل الممكنة ونشر الشبه والشكوك.

 

مفاسد الإلحاد الاجتماعية

تخيل مجتمعًا من الملاحدة لا يحل حلالًا ولا يحرم حرامًا، لترى ما شئت من الموبقات التي لا يجتنبها الملحد ما لم يخف من عقوبة توقع به.

 

أسباب ظهور الإلحاد

  1. بعض الحكومات صارت تضع قوانينها في عبارات لا يرى فيها الملحد قيدًا يكفه عن إعلان إلحاده أو الدعوة إليه.
  2. كثيرًا من المنتمين إلى الشريعة فرطوا في واجب الغيرة على الحق، فتراهم يوادّون من يصفهم الناس بالإلحاد ويتملقونهم بالإطراء ويشهدون لهم بالإخلاص في الدين
  3. بعض الحكومات ترفع إلى مناصبها العالية بعض الملحدين مما يجعل لهم تأثيرًا ونفوذًا.
  4. بعض الملاحدة دخلوا في الحركات الوطنية، فأطلق عليهم المنخدعون بهم لقب الزعامة فأخذوا يروجون الإلحاد بين من يتصل بهم من الشباب.

 

كيف نعالج الإلحاد؟

على الدولة أن تمكن علماء الشريعة والدين من القيام بدورهم في تربية الشباب وتوعيتهم بمخاطر تلك الأفكار.

أن تعود المدارس إلى دورها التربوي فتتعهد الشباب والأطفال بالتربية الصالحة.

أن تتفهم الأسر طبيعة التحدي وتعمل بوعي لحماية أبناءها، وأن تتعامل بإيجابية مع مشكلات أبنائها من خلال إشاعة لغة الحوار البناء داخل الأسرة لحماية أبنائها من اللجوء إلى الغرباء.

مقاطعة وسائل الإعلام التي تمهد الأرض للأفكار العلمانية والإلحادية، وتشجيع الإعلام الملتزم بقيم المجتمع الدينية.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم