Business

ماذا أعلم أبنائي في شهر رمضان؟

إن حياة الإنسان تمر في محطات كثيرة، ولا بد أن يقف عند تلك المحطات للتزود بالوقود ليكمل مسيرة حياته بهمة وعزيمة، ورمضان هو إحدى تلك المحطات العظيمة المتجددة التي يتوقف عندها المسلم كل عام للتزود منها بالوقود حيث تجليات شهر رمضان عظيمة تمد المسلم بأفضل الوقود.

وفي هذه الدراسة، تحاول الباحثة د. أندي حجازي، ترصد أفضل ما يزوّد به الأبناء في شهر رمضان.

 

الصيام

إن الأعمال الصالحة التي يمكن التزود بها من محطة رمضان أكثر من أن تعد، وتزويد الأبناء بالطاعة والوقود اللازم يختلف بحسب أعمار أبنائهم؛ فطفل الست سنوات يختلف عن طفل العشر سنوات أو عن طفل الخمسة عشر عاما.

طفل الروضة أو الصف الأول نبدأ بتشجيعه على الصيام في رمضان قدر المستطاع، بمعنى لو أنه استطاع الصوم لمنتصف النهار في كل يوم فهذا كافٍ، حيث من المهم أن يتعلم الطفل فكرة الصوم لأنه مفهوم جديد عليه، وقدرة الطفل في هذا العمر على تحمل الجوع والعطش ما زلت ضعيفة، وهو بحاجة إلى الطعام من أجل نموه الجسدي والعقلي، فليس من المناسب إجبار الطفل على إتمام الصوم للنهار كاملًا في هذا العمر.
وعندما يكبر قليلًا ويصبح في الصف الثالث أو الرابع ويبدأ يطلب بنفسه صيام النهار كاملًا فإنه يكون قد كبر بدرجة كافية لتحمل الصوم طيلة النهار وطيلة الشهر، وإذا ازداد وعيه بدرجة مناسبة وبدأ يدرك معنى الصيام كعبادة لله فبإمكانه إتمام الصوم، ولا يجب منعه في هذه الحالة، بل تشجيعه من خلال الجوائز والهدايا على إكمال صيام شهر رمضان قدر استطاعته.

مع تعليم الأبناء ضرورة صوم رمضان بنية خالصة لله، فإنه لا أجر لمن صامه بلا نية، وتعليمهم ثواب الله العظيم لهم لصوم شهر رمضان.

 

الصلاة

ومن الأمور المهمة التي على الوالدين الاهتمام بها في رمضان هي تشجيع الأبناء على الصلاة واعتبار محطة رمضان نقطة الانطلاق للابن لتعليمه الصلاة والمداومة عليها.

فالطفل الذي لا يصلي أعلمه (كأم وأب) كيفية الصلاة وأشجعه عليها بشتى الطرق المحببة والمحفزة له، ومن الناجح في رمضان أن أصطحب أبنائي بمختلف أعمارهم إلى المسجد من أجل صلاة قيام الليل (صلاة التراويح) مع الإمام، وتعويدهم على هذه الصلاة يوميًا لما تترك من أثر عميق في نفس الكبير والصغير على حد سواء، لما لها من حلاوة خاصة في القلب.
وكثيرًا ما يكون تعود الابن وحتى البنت الذهاب مع والديهما إلى صلاة التراويح في المسجد وعند مقرئ يتمتع بصوت شجي يحب الأبناء سماعه سببًا في بدئهم التفكير بأداء الصلوات الخمس والمحافظة عليها حتى بعد رمضان، فهذه نقطة بداية وتوقيت مناسب لا يجب أن يستهان به لتدريب الأطفال الالتزام بالصلاة.

 

الصدقة

ومما يمكن تزويد الأبناء به من محطة رمضان من الخير والحسنات هو الشعور تجاه الفقراء والمحتاجين من خلال تشجيع الأبناء على الصدقة.

وتكثر أبواب الصدقة في رمضان حيث التبرع للفقراء لكسوتهم أو إطعامهم وتفطير الصائمين، والتبرع لبناء المساجد وصيانتها، والتبرع لأهل المجاعات والمنكوبين في كل البلاد الإسلامية الممتدة.

ومن الجميل أن يشاهد الابن أباه وهو يتصدق، بل ويعطي ابنه أو ابنته المال من أجل أن يتصدقوا هم بأنفسهم لتلك المصارف الشرعية بإشرافه.
ومن المناسب أن يضع الوالدان في البيت حصالة جماعية وعلى الأبناء التبرع بمقدار ما يستطيعون يوميًا، وما تجود به نفوسهم من مصروفهم ويمكن تجهيزها من قبل رمضان، وتقديم هذا المال في نهاية شهر رمضان للجهة التي يجدون أنها محتاجة.

ومن المهم تعويد الأبناء إخراج الزكاة إن كان الوالد يملك المال الذي دار عليه الحول وبلغ نصاب الزكاة، فلا بأس أن يخبر أبناءه بأنه سوف يذهب لإخراج الزكاة عن ماله للجنة الزكاة في بلده؛ من أجل إيصالها لمصارفها الشرعية، وتكون نيته تعليم أبنائه زكاة المال الذي بلغ النصاب.

 

صلة الرحم

وقد يقترب من هذا الجانب زيارة الأقرباء ودعوتهم إلى مائدة الإفطار في رمضان بنية تفطير الصائمين وزيادة صلة الرحم والمحبة بين أبناء العائلة الواحدة.

فالأفضل للوالدين تعويد الأبناء على ذلك الخير وتعليمهم الهدف من دعوة بيت عمهم أو خالهم أو خالتهم.. إلى وجبة الإفطار في بيتهم في شهر رمضان.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم