أكدت نتائج دراسة علمية حديثة أن حفظ القرآن الكريم في الصغر يضمن تفوق الأبناء ونجاحهم في الكبر، وينمي مدارك الأطفال واستيعابهم بدرجة أكبر من غيرهم بالإضافة إلى تمتعهم بقدر كبير من الاتزان النفسي والاجتماعي وقدرة كبيرة على تنظيم الوقت.
وأشارت الدراسة التي أعدها د. عبدالباسط متولي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة الزقازيق، حول "أثر تعلم القرآن على مستوى النمو اللغوي والذهني وتنمية الذكاء لدى الأطفال" إلى أهمية البدء في دفع النشء في سن مبكرة إلى حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، نظراً لسهولة الحفظ في هذا السن والقدرة على الاستيعاب السريع والاسترجاع.
وركزت الدراسة أهمية دور الأسرة في تحفيز أبنائها وبناتها على حفظ القرآن الكريم وتشجيع التنافس بين الأبناء والبنات داخل الأسرة الواحدة على ذلك، حيث أثبتت الدراسة أن أكثر من 80% من حفظة القرآن الكريم من البنين والبنات عرفوا طريقهم إلى حلقات التحفيظ والمدارس القرآنية بتشجيع من الآباء والأمهات وأكثر من 50% منهم لهم أشقاء وشقيقات يحفظون القرآن أو أجزاء منه.
وتوصلت الدراسة إلى أن للبيئة الثقافية دور أساسي في خلق جو من التفاعل اللغوي والإيجابي من خلال إتاحة الفرص المناسبة لتعلم اللغة وممارستها على النحو الذي يناسب مستوى نضج الطفل ويساعده على النمو العقلي والانفعالي، ويتشكل ذلك المناخ الثقافي الفعّال من قدرة الأسرة على التفاعل اللغوي المثمر، وتوجيه الطفل إلى هذا التفاعل كإلحاقه بـ «الكتاتيب» التي تعد الطفل ليكون ذاكرة لأكبر تراث لغوي، ومحافظًا على ذاته من خلال ذلك التذكر الواعي لآياته.
وحول الآثار النفسية لحفظ القرآن الكريم أوضح د.حسين زهدي الشافعي أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بجامعة القاهرة، أن القرآن يصاحب من يصاحبه، وكل يوم تقرأ وتحفظ فيه تنفتح لك أسرار جديدة، وتشعر بأنه صديقك الذي يحلّق بك في عالم مليء بالأسرار ليضع بين يديك منهاجًا دنيويًا وسيناريو أخرويًا لكل إنسان خلقه الله، ومن شأن ذلك أن يولد لدى الإنسان الشعور بالراحة النفسية والاسترخاء بفعل ما يفرز في الجسم من هرمونات «السيرتونين» المنشطة للخلايا العصبية والتي تنشط الموصلات العصبية وتقاوم الاكتئاب وقائمة طويلة من الأمراض المعروفة بالنفس جسمانية.
.