أشارت جماعة الإخوان المسلمين إلى أن الأمة أفرادًا وجماعات في حاجة للاستفادة من دروس فيوضاتِ رمضان التربوية.
وأوضحت الجماعة خلال إفطارها السنوي في إسطنبول- السبت- أن من أهم الدروس التربوية التي يحتاج المؤمن أن يتوقفُ أمامها درسُ الصبرِ واليقينِ في حكمةِ الله وتدبيرِه المحكمِ للكونِ وما يَجرِيَ فيه، وأنَّ ما يتنزلُ عليه من نِعمٍ؛ فمِن اللهِ، وما يصيبُه من ضراءَ فإنما هو اختبارٌ من اللهِ ليعلمَ مدى صدقِه وصبرِه، مصداقًا لقولِه عز وجل: {أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم مَّسَّتهُمُ البَأسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} (البقرة: 214).
كما أن المؤمنُ صاحبُ الرسالةِ لا يعرفُ اليأسَ أو القنوط. بل هو متعلقٌ دائمًا بالأمل؛ لأنَّ ثقتَه بالله لا حدودَ لها، كما أنَّهُ مطالَبٌ في الوقتِ نفسِهِ بالأخذِ بكلِ أسبابِ القوةِ والإنجازِ فكرًا وتخطيطًا وعملًا.
وأضافت أن من دروس شهرَ رمضان التربوية أنه شهرُ الانتصاراتِ والفتوحاتِ الإسلاميةِ الكبرى، شهرُ بدر وفتحِ مكةَ وحطين وعَين جالوت والعاشرِ من رمضان، إلا أنه يأتِي الشهرُ الكريمُ هذا العام وأُمتَنَا تتعرضُ في الذكرى السبعينَ للنكبةِ لهجمةٍ استعماريةٍ صُهيونيةٍ على فلسطين وفي القلب منها القدسُ الشريف والمسجدُ الأقصى.
وثَمَّنت الجماعة انتفاضة الشعبِ الفلسطيني المكافح في داخلِ فلسطينَ وخارجِها في مسيراتِ العودةِ الكبرى نحوَ الأراضي المحتلةِ؛ سعيًا لفكِ الحصارِ وطلبًا للحريةِ وإقامةِ الدولةِ المستقلةِ على الترابِ الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
وألمحت لبعضِ ما قدمته الجماعةُ تربويًا وفكريًا خلال مسيرتها مثل: ترسيخِ الفكرةِ الإسلاميةِ الوسطيةِ والشاملةِ، والإسهامِ في دعوةِ الشعوبِ إلى صحيحِ دينِهم، وقيادةِ صحوةٍ إسلاميةٍ راشدةٍ وإيقاظِ وعيِ الشعوبِ في المطالبةِ بحقوقِها، وإرساءِ مفهومٍ جديدٍ للتغييرِ في المجتمعاتِ على هدي من مَنهَجِها السِلمِيِّ، وتقديمِ صورِ غيرِ مألوفةٍ في التكافلِ الاجتماعيّ، ونَموذَجٍ فريد في تطبيقِ مبادئِ الاقتصادِ والاستثمارِ الإسلامِيّ، وطرح منظومةٍ تعليميةٍ إسلامية هادفة، وتقديمِ رؤيةٍ متكاملةٍ للعملِ الأهلي نابعة من المنهجِ الإسلاميِّ، وتقديمِ مشاريعَ متكاملةً لتطبيقِ الشريعةِ الإسلاميةِ، والإسهامِ في إيقاظِ رُوحِ التَمسكِ بها والمطَالَبةِ بتفعيلِها.
وتصدت الجماعةُ مع المخلصين من أبناءِ الأمةِ لموجاتِ الغزوِ الثقافيِ والإلحادِ والإباحيةّ، وساندت حركاتِ التحررِ الوطنيِّ حولَ العالمِ ضدَّ الاستعمارِ والسيطرةِ الأجنبيةّ... وكانت الجماعةُ دائمًا- وما زالت- صِمامَ أمانٍ لمجتمعاتِها من الانزلاقِ إلى هاويةِ التكفيرِ، أو العنفِ والتطرفِ أو الوقوعِ في كوارثِ الحروبِ الأهليةِ والفوضى.
ومن جهته أكد المفكر العراقي أسامة التكريتي أن الاسلام تتوجه له السهام من كل صوب وحدب، ويُنَكل بأبنائه هنا وهناك، والعجيب أننا نلاحظ أن كل يوم في الغرب يدخل طائفة جديدة من البشر في الإسلام الذي وصل آفاق الدنيا رغم الحرب الشعواء بحقه.
وأعرب التكريتي عن خشيته من أن يدب اليأس في نفوس الناس مؤكدًا أن نصر الله قريب، والأمل في الله كبير، ويكفي ما ورد في سيرة يوسف أن الطفل الذي أُلقِي في الجُبِّ هو من قاد العالم، وآية الله أن يحكم الضعفاء، وأن ينفق الكافرون أموالهم ولكنها تكون عليهم حسرة، ويكفي وعد الله في قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} فلا بد من المقدمات، فالأمة بخير والدعوة تمضي والإخوان رايتهم مرفوعة صفًا واحدًا خلف إمام واحد حتى تمضي إلى النصر.
.