اهتم الإسلام بالأسرة المسلمة اهتماما كبيرا وإنزل الآيات والسور والأحكام التي تساعد في تحقيق التكوين المنضبط للأسرة وفق قواعد الدين والشريعة، وكذلك الحفاظ على هذا التكوين المقدس، وأصبح الحفاظ على الأسرة على رأس أولويات كل داعية يبتغى إصلاح المجتمع.
الانضباط في تكوين البيت المسلم:
- يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [ التحريم: 6 ].
- فعلى المربي أن يهتم بتربية طلابه على عدة أمور:
1- الاهتمام باختيار الزوجة الصالحة: بحيث يدرك الزوج أن زواجه يجب أن يكون لله بهدف حفظ النفس وعفافها وغض البصر وحفظ الفرج وبغرض إنجاب ذرية صالحة تتحمل أمانة حمل الإسلام – وعلى ذلك فلابد أن يهتم الزوج باختيار الزوجة الصالحة المؤمنة ذات الخلق والدين وأن يهتم بإحسان علاقته بزوجه بحيث تتحقق بينهما العلاقة الربانية - لا علاقة الفراش فقط – والتي تقوم على حسن المعاملة والثقة المتبادلة والحب والتراحم.
2- الاهتمام بتربية الأولاد: فيهتم الزوج بتربية أولاده تربية إسلامية. يقول الأستاذ / أبو الأعلى المودودي: (إن أولادكم وأزواجكم الذين تتفكرون دائما في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم، عليكم أن تتفكروا قبل كل شيء في إنقاذهم من النار وأن تبذلوا ما استطعتم من الجهد والسعي لإصلاح عاقبتهم).
3- السعي لأن يكون بيته مجتمعا إسلاميا صغيرا: بأن يسعى الزوج لأن يكون بيته نموذجا مصغرا للمجتمع وذلك:
- بأن تحل كل مشكلة فيه حلا إسلاميا.
- وينشر الوعي الإسلامي فيه والاعتزاز بتاريخ الإسلام وشخصياته.
- وبالتزام الشخصية الإسلامية في المنـزل.
- وبنشر العادات والآداب والأعراف الإسلامية في البيت.
- وبالتزام الحلال والبعد عن الحرام في كل شيء.
- وبأن يضع الزوج كل طاقات منـزله لخدمة الإسلام وبأن يربط أولاده وزوجته بالإسلام.
4- الاهتمام بتأثير البيت المسلم على ما حوله: وذلك بأن يحسن الجوار مع الجيران وأن يحرص على أداء حقوق الجار – وكذلك بنشر الوعي بين الأقارب وأن يهتم بصلة الأرحام وبالتالي تتسع دائرة تأثير البيت المسلم فيما حوله.1
1 أحمد القطان: الأهداف الرئيسية للدعاة إلى الله. ص 166، 167.
.