العمل الصالح هو الترجمة الحقيقية للإيمان بالله سبحانه وتعالى، ودليل الصلاح وبرهانه موافقة العمل للشرع مع الإخلاص لله فيه، والإسلام لا يعرف الإيمان النظري الذي لا يظهر أثره في حركة الحياة وتفاعلات المسلم اليومية، لذلك كان من واجبات المربي الأساسية أن يحقق الالتزام في نفس المتربي وأن يظهر ذلك في سلوكه وحركته، والإيمان هو الدافع الأساسي للسلوك الصالح لذلك كثيرا ما ورد لفظ الإيمان في القرآن الكريم مقترنا بلفظ العمل الصالح أو أحد مظاهره.
أسباب ضعف الايمان؟
ومن أسباب ضعف الإيمان:
أ- الانغماس في الشواغل الحياتية: )شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا( [ الفتح: 11 ].
ب- إهمال أسباب زيادة الإيمان وانتعاشه وقد قال الصحابة رضوان الله عليهم (الإيمان يزيد وينقص فإذا ذكرنا الله عز وجل فهذه زيادته وإذا نسينا وغفلنا فهذا نقصانه).
ج- كثرة الأعمال والتكليفات مع تشابكها وتداخلها بما لا يسمح بالتقاط الأنفاس وإعطاء حق القلب والروح.
د- عدم الاهتمام بمتابعة قضية زيادة الإيمان عند الفرد واستشعار الاستعاضة عن ذلك بجانب الدعوة والحركة وهما فرع من ذاك الأصل.
وسائل إيقاظ الإيمان والتي يجب أن يداوم عليها المربي مع طلابه:
أ- تدريب الطلاب علي التفكر في خلق الله وأحوال العباد: ولأمر ما كان من هدي النبي r في قيام الليل أن يقرأ: )إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ( [آل عمران: 190] وقد قال عنها: ((ويلٌ لِمَن قرَأها ولم يتفكَّرْ فيها))[1].
ب- تدريب الطلاب علي التفكر في كتاب الله تعالى: امتثالا لقوله تعالى: )أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا( [محمد: 24].
ج- التفكر في نعم الله علينا: وأقل هذه النعم هو متاع الدنيا من مال وولد وطعام وشراب وأجلها معرفة الله والتوفيق إلي طاعته.
د- التفكر في سنن الله في الخلق: وتقلب أحوال العباد بين العز والذل والقوة والضعف: )قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ( [آل عمران: 26].
هـ- الاستكثار من العبادات المحضة: والمواظبة عليها وأداؤها بخشوع ومنها الصلاة المكتوبة في المسجد في أول الوقت وقيام الليل وقراءة القرآن والذكر وصوم الهواجر.
و- مصارعة الباطل بالحق: بالقيام بواجب الدعوة وحمل الأمانة رغم كثرة أهل الباطل فإن هذا يزيد الإيمان في قلب العبد يقول تعالى: )الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ( [آل عمران: 173].
علي المربي أن يتعاون مع طلابه في أداء هذه الواجبات:
1- صلاة الفجر يوميا.
2- القيام للصلاة فور النداء.
3- صيام التطوع 3 أيام شهريا.
4- ورد قرآني لا يقل عن جزء يوميا.
5- المحافظة علي أذكار الصباح والمساء وأذكار الأحوال.
6- التدريب علي استحضار النية.
7- قيام الليل مرة أسبوعيا علي الأقل.
8- زيارة المقابر مرة شهريا.[2]
[1] رواه ابن حبان في صحيحه
[2] ماجد عدنان: الإصلاح التربوي بين النظرية والتطبيق، ص 3، 4، 5، 6 بتصرف
.