Business

استعد لرمضان بتعلم سنن وآداب الصيام

الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرًا؛ والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أرسله ربه هاديًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

أما بعد؛ فإن للصوم سننًا، تناولها الباحث صلاح نجيب الدق فى هذه الدراسة ليذكر بها الصائمين الكرام، وهي:

  • السحور

المقصود بالسحور هو تناول الطعام والشراب في آخر الليل بنية الصوم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة».

ويتحقق السحور بشربة ماء، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: «تسحروا ولو بجرعة من ماء».

روى الشيخان عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: تسحرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم – ثم قام إلى الصلاة قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية.

تتجلى بركات تأخير السحور فيما يلي:

  1. الدعاء في الثلث الأخير من الليل. عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له».
  1. إدراك صلاة الفجر جماعة في المسجد.
  2. السحور يقوي المسلم على الصوم.
  3. اتباع سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – وما يترتب على ذلك من عظيم الأجر من الله تعالى يوم القيامة.

 

  • تعجيل الفطر

يُستحب للصائم أن يُعجل بالفطر قبل أن يصلي المغرب.

عن سهل بن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر».

الفطر على رطبات أو تمرات أو شربة ماء: روى أبو داود عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء.

فائدة الفطر على التمر والماء: كان نبينا - صلى الله عليه وسلم – يحض على الفطر بالتمر، فإن لم يجد فعلى الماء، هذا من كمال شفقته على أمته ونصحهم، فإن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة أدعى إلى قبوله وانتفاع القوى به، ولا سيما القوة الباصرة، فإنها تقوى به، وأما الماء فإن الكبد يحصل لها بالصوم نوع يبس، فإذا رطبت بالماء كمل انتفاعها بالغذاء بعده، ولهذا كان الأولى بالظمآن الجائع أن يبدأ قبل الأكل بشرب قليل من الماء، ثم يأكل بعده، هذا مع ما في التمر والماء من الخاصية التي لها تأثير في صلاح القلب لا يعلمها إلا أطباء القلوب.

 

  • الدعاء عند الفطر وأثناء الصيام

عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة المسافر».

عن عبد الله بن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إذا أفطر قال: «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله».

 

  • تلاوة القرآن

رمضان هو شهر نزول القرآن الكريم. قال تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» [البقرة / 185]، يُستحب للصائم أن يكثر من تلاوة القرآن، لأنه كلام الله تعالى، ليرفع رصيده من الحسنات.

 

  • التوبة والاستغفار وذكر الله تعالى

ينبغي للصائم أن يكثر من التوبة والاستغفار، وأن يكون لسانه دائمًا رطبًا بذكر الله تعالى في كل وقت، وليعلم الصائم أن هذه الأذكار هي السبيل إلى مرضاة الله، وجنة عرضها السموات والأرض، أعدت للمتقين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب إنسان، قال سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة / 152].

 

  • الإكثار من الصدقات

يُستحب للصائم أن يكثر من الصدقات، بقدر طاقته، ويتذكر عظيم ثوابها عند الله تعالى يوم القيامة.

وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم – جوادًا كريمًا، يؤثر المحتاجين من الصحابة على نفسه وآل بيته، وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم – حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.

 

  • الصبر على أذى الناس

إذا كان الصائم يصبر على الطعام والشراب لساعات طويلة في شدة الحر، فإنه ينبغي أن يتحلى، أثناء الصوم، بالصبر على أذى الناس، اقتداء بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم».

 

  • التحلي بحسن الخلق

روى الترمذي عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء».

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم