العلامة محمد أبو زهرة ودرس في الصدع بالحق

يعرف العلماء الحق بقوتهم فى الجهر بالحق، والذود عن حياض الإسلام ودعاته، والدفاع عن الشريعة الغراء والمستضعفين، أمام الطغاة المستبدين، متصدين لأصحاب الانحراف الفكرى، والمذاهب المستوردة، وهذا ما كان عليه العلامة الشيخ محمد أبوزهرة –رحمه الله-، فكان يتصف مع هذا، بالعزة وكرامة النفس، والصلابة والصدع بالحق، والذاكرة القوية والبديهة الحاضرة، والقدرة العجيبة على التوليد والابتكار.

 

يحكي الدكتور محمد رجب البيومى فى كتابه "النهضة الإسلامية فى سير أعلامها المعاصرين"، عن العلامة الفقيه محمد أبو زهرة: "إنه دُعى إلى مؤتمر إسلامى مع مجموعة من كبار علماء العالم الإسلامى، وكان رئيس الدولة الداعية ذا صدى مسموع فى الناس، وبطش متعسف فى بلده، فافتتح المؤتمر بكلمة يعلن فيها ما يسميه "اشتراكية الإسلام"، ويدعوا العلماء المجتمعين إلى تأييد ما يذهب إليه على أنه الحق الوحيد الذى لا ثانى له".

 

نظر العلماء الحاضرين إلى بعضهم متحيرين ضائقين، ولكن الشيخ أبو زهرة طلب الكلمة في ثقة، واعتلى المنبر ليقول فى شجاعة: "إننا نحن علماء الإسلام الذين يعرفون حكم الله في قضايا الدولة ومشكلات الناس، وقد جئنا هنا لنصدع بما نعرف، فعلى روؤساء الدول أن يقفوا عند حدودهم، فيدعوا العلم إلى رجاله ليصدعوا بكلمة الحق، وقد تفضلت بدعوة العلماء لتسمع قولهم، لا لتعلن رأياً لا يجدونه صواباً، مهما هتف به رئيس، فلنتق الله فى شرع الله".

 

وقد فزع رئيس الدولة، فطلب عالماً يخالف الشيخ فى منحاه، فلم يجد أحداً يتفق معه، وكان فى المدعوين عزة وإباء، فاحتفوا بأبى زهرة مؤيدين، وفُضّ المؤتمر بعد جلسته الأولى.

 

   

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم