قدّم ابن الجوزي رؤيته التربوية لكل من المعلم والمتعلم، وقدّم العديد من الأساليب والمبادئ والوسـائط التربوية، ولم تتوقف تربيته عند حدود المسجد أو أماكن العلم، بل تعدت ذلك إلى تربية المرأة والحكام، وكانت تربيته تربية خلقية إصلاحية مستمدة مـن الحاجـة إلى إصلاح الآفات الاجتماعية التي كانت موجودة في عصره نتيجة للظروف المختلفة.
وتذكر الدراسة التى أعدتها الباحثة فكرت إبراهيم أحمد عوض، بعنوان "الفكر التربوي عند الإمام ابن الجوزي"، لنيل درجة الماجستير من كلية الدراسات العليا، بالجامعة الأردنية، جوانـب الفكر التربوي لدى هذا العالم، وتبرز الأُسس الفلسفية والثقافـية والاجتماعـية التـي قام عليها فكره التربوي، وذلك للمساهمة في الكشف عن إسـهامات العلمـاء المسلمين في مجال التربية، ومدى الاستفادة من تلك الأفكار في وقتنا الحاضر.
وقـد خلصـت هذه الدراسة إلى التعرف إلى نتائج منها أن فكر الإمام ابن الجوزي مسـتمد من عقيدته، حيث ركز على التربية الدينية الخلقية. وظهر فكره المستمد من الكتاب والسنة من خلال رؤيته للغاية من العلم المتمثلة بمعرفة االله والعمل على طاعته.
التعريف بالإمام ابن الجوزي
هو جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي ابن عبيد االله بن حمـادي بـن أحمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بـن عبد االله بن الفقيه عبد الرحمن بن الفقيه بن محمد بن خليفة رسول االله أبي بكر الصديق. القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي، صاحب التصانيف.
وذَكَر الذهبي، بأنَّ جدَّهم عرف بالجوزي لوجـود شجرة جوز في داره لم يكن غيرها في واسط، وورد في كثير من كتب التراجم أنَّ كُنيَته: (أبو الفرج)، وكان يلقبه وهو صغير بالمبارك. وكان يلقَّب بـِ (جمال الدين).
وعُـرف أيضـاً بالصفار، وقد قال سبط ابن الجوزي فـي ذلك: "وكان له عمَّة صالحة، وكان أهلها تجَّاراً في النحاس، ولهذا رأيت في بعض سماعاته وكتب عبد الرحمن الصفار" وُلد ابن الجوزي في بغداد بدرب حبيب عام ٥١٠ هـ تقريباً، وقد كـان أبو الفرج ابن الجوزي يقول: (لا أتحقَّق مولدي غير أنَّ والدي مات سنة أربع عشرة، وقالت الوالدة: كـان لك مـن العمر نحو ثلاث سنين)، بعد وفاة والده كفلته عمَّته، فلمَّا ترعرع أخذته إلـى مسجد أبي الفضل بن ناصر، فاهتمَّ به وأسمعه الحديـث. وحفـظ القرآن وقرأه على جماعة من أئمة القرَّاء، وتعلَّم الوعظ واشتغل بفنون العِلم المختلفة، وصنَّف كُتباً كثيرة، وحضر مجالسه العلماء والخلفاء والوزراء.
وقد تميَّز ابن الجوزي بعلوم كثيرة حيث وضع تصانيفه فـي مناح مختلفة، ومـن هذه العلوم: علم التفسير، والحديث، وتواريخ السِيَر، وعلم العربيَّة، وعِلم الأصول، وفي الطَّب، وفي الأشعار، * وعِلـم الفقـه، وفي المناقب، وفي الرقائق، وفي الرياضيَّات وفي الوعظ.
وقد قال ابن الجوزي فـي ذلك: "إنِّي رجلٌ حُبِّب إليَّ العِلم زمـن الطفولة فتشاغلت بـه، ثمَّ لم يحبب إليَّ فنٌ واحد منه، بل فنونه كلَّها، ثم لا تقتصر همَّتي في فن على بعضه، بـل أروم استقصـاءه، والـزمان لا يتَّسع، والعمـر أضيـق، والشـوق يقوى، والعجـز يظهر، فيبقـى وقوف بعض المطلوبـات حسرات).
وقد تعرَّض ابن الجوزي في أواخر حياته لمحنة شديدة، حيث وشى البعض به إلى الخليفة الناصر، فأرسل إليه من شتمه، وأهانه، وختم علـى داره، وشتَّت عياله، ثمَّ أُرسِل في سفينة إلى مدينة واسط، حيث حُبِس فيها، في بيت حرج، وكان يقوم ابن الجوزي بغسل ثيابه، وطبخ طعامـه، وبقي على هذه الحالة مدَّة خمس سنوات، ثمَّ أُطلق سراحه، وعاد إلى بغداد، وقد كان السبب فـي خلاصه ولده يوسف الذي نشأ واشتغل فـي الوعـظ وهـو صبي، حيث توصَّل إلى أم الخليفة التي قامت بدورها بالشفاعة لابن الجـوزي وأطلقت سراحه، وكان ابن الجوزي حينها في نحو الثمانين من عمره.
وتوفِّي ابن الجوزي في الثالث عشر مـن رمضان سنة سبـع وتسعين وخمس مئة، بعـد أن مرض مدَّة خمسة أيَّام، وحضر تشييع جثمانـه خلقٌ كثير، وقد دفن عند أبيه بالقرب من الإمام أحمد.
ظروف نشأته
عـاش ابـن الجوزي في القـرن السادس الهجري، فـي مدينة بغداد، في العصر العبَّاسـي، حيـث عاصر ستَّة من الخلفاء الذين تولُّوا السلطة في ذلك القرن، فقد بلغ سن الرشـد فـي عهد الخليفة المسترشد (٥٢٩ – ٥١٢ هـ ١١٣٤م). بدأ الوعظ في عهده، ولـم يتجاوز التاسعة من عمره أي سنة (٥٢٠هـ - ١١٢٦م)، كما عاصر الخليفة الراشد إلى أن قُتل عام (٥٣٢ هـ - ١١٣٧م)، ثمَّ الخليفة المقتضي باالله الذي تولَّى الخلافة حتَّى سنة (٥٥٥ هـ - ١١٦٠م)، ثمَّ ابنـه الخليفة المستنجد، ثمَّ الخليفة المستضاء الذي توفِّي عـام (٥٧٥هـ - ١١٩٧م)، ثمَّ الخليفة الناصـر الذي توفِّـي ابن الجوزي في عهـده، وقد عاش ابن الجوزي فـي عصر السلاجقة وهو العصر الرابـع للدولة العبَّاسيَّة.
لـم يكـن ابن الجوزي بعيداً عن ظروف عصره، حيث كان مؤرخاً، يرصـد تلك الأحداث ويسجلها في كتابه المنتظم، فابن الجوزي لم يكن سياسياً يلعب دوراً فـي السياسـة أو فـي نظام الحكم، ولكنه كان عالماً موسوعياً، لديه القدرة التي تمنحه النظرة الثاقبة التي من خلالها يستطيع ادراك تلك الظروف السياسية الخطرة.
وقد تأثر ابن الجوزي بتلك الظروف السياسية، حيث استفزت لديه تلك الظروف رغـبة ملحـة في محاولة إصلاحها، فاتجه نحو التربية السياسية. فقد أراد ابن الجوزي تربية السلاطين والخلفاء والحكام لإصلاح هذا الوضع السياسي.
وقـد اتبع ابن الجوزي أساليب متعددة لإصلاح الحاكم حيث استغل دوره كمرب، وكواعظ ومعلم للوصول إلى غايته فاتجه نحو مجالسه الوعظية التي كانت تضم الالاف من العامة، كما كانت تضم كبار الخاصة، ومنهم الخلفاء الذين كانوا يستمعون إليه من وراء حجاب، وكان يتبع الأُسلوب المباشر وغير المباشر في النصح والوعظ معتمداً على نفسية الخليفة الذي يعظه.
كمـا لم يكتفِ ابن الجوزي بالكلمة المسموعة، بل اتجه نحو الكلمة المكتوبة، ايمانـا مـنه بقـوة تأثـيرها عبر العصور، فألف كتاباً اسماه الشفاء في مواعظ الملوك والخلفـاء حيـث أوضـح فيه الآداب التي على الحاكم أن يتأدب بها، والأمور التي ينبغي للحـاكم فعلهـا، والأمـور التـي عليه تجنبها. موضحاً انه على الحاكم أن يكون واجبه الأساسي إعلاء كلمة االله. كما أن عليه تفقد أحوال الرعية، وأن يكون عادلاً، وأن يكون له مجلس شورى من العلماء المخلصين الله ورسوله، وأن يعمل بشريعة االله.
أفكاره التربوية
تهذيـب النفس ورياضتها
يرى ابن الجوزي أن هناك طرقاً عديدة لتربية النفس وتهذيبها:
٠١ التلطف والتنقل من حال لآخر.
٠٢ عدم البدء باستخدام العنف وإنما يجب البدء بالتلطف ثم مزج الرغبة بالرهبة.
٠٣ صحبة الأخيار والابتعاد عن رفقاء السوء.
٠٤ دراسة القرآن وأخبار السابقين.
٠٥ التفكر في الجنة والنار.
٠٦ مطالعة سير الحكماء والزهاد.
٠٧ محاسبة النفس على كل فعل تفعله أو قول تقوله.
أولاً: أساليب التربية عند ابن الجوزي
تنقسم الأساليب التربوية عند ابن الجوزي إلى قسمين:
٠١ الأسـاليب العامة: وتشمل سن التعليم، ورأيه في الأجرة علـى التعليم ورأيه في الثواب والعقاب، كما تشمل رأيه في تربية الحكام، وتربية المرأة.
٠٢ الأسـاليب التعليمية: وتشمل المجالس الوعظية، والتعليم بالقصة واستخدام الأمثلة، والتعليم عن طريق القدوة، والتعليم عن طريق إعداد التصانيف.
٠١ الأساليب العامة:
أ: سن التعليم: يرى ابن الجوزي أن السن المناسب للبدء بالتعليم هو سن الخامسة وقد أوضح ذلك بقوله: "فأما تدبير العلم فينبغي أن يحمل الصبي من حين يبلغ خمس سنين على التشاغل بالقرآن والفقه وسماع الحديث".
ب: رأيه في الأجرة على التعليم: رأى ابـن الجـوزي أنه على المعلم أن لا يطلب أجراً مقابل تعليمه للمتعلم، وعلـيه أن يطلب الأجر من االله سبحانه وتعالى.
ج: الثواب والعقاب: يظهر لنا أن ابن الجوزي يرى أنه على المربي التغافل عن إساءة التلميذ في بادئ الأمر، كما عليه أن يبقي حاجزاً بينه وبين المتعلم. وإذا لم ينفع الـتغافل عن الإساءة، يقوم المعلم بتوبيخه سراً، وتلاحظ الباحثة أن ابن الجوزي ربما أراد التوبيخ سراً للمتعلم منعاً من إحراجه أمام الآخرين، وكذلك حتى لا يهون عليه الأمر ويعتاد على التوبيخ أمام الآخرين مما يؤدي إلى عدم تأثره بذلك، كذلك يركز ابن الجوزي على تقويم أخطاء المتعلم في المراحل المبكرة، وذلك لأن الصـفات القبـيحة التي يكتسبها الفرد يصعب التخلي عنها فيما بعد، وقد دعا إلـى تأديـب المـتعلم عن طريق النهي، وإذا لم ينفع هذا الأُسلوب فلا بأس من استخدام الضرب كعلاج أخير وبعد فشل الأساليب الأخرى.
هـ: تربية المرأة في فكر ابن الجوزي: وقـد رأى ابن الجوزي أن العلم واجب على المرأة كما هو واجب على الرجل وقد أوضح ذلك بقوله:"المرأة شخص مكلف كالرجل، فيجب عليها طلب علم الواجبات عليها، لتكون من أدائها على يقين. فإن كان لها أب، أو أخ أو زوج أو محرم يعلمها الفرائض، ويعـرّفها كـيف تؤدي الواجبات كفاها ذلك، وإن لم تكن سألت وتعلمت، فإن قدرت على إمـرأة تعلم ذلك تعرفت منها، وإلاّ تعلمت من الأشياخ وذوي الأسنان من غير خلوة بها وتقتصر على قدر اللازم، ومتى حدثت لها حادثة في دينها سألت عنها، ولم تستح، فإن االله لا يستحيي من الحق".
٢. الأساليب التعليمية
هناك أساليب متعددة اتبعها ابن الجوزي في التعليم ومن هذه الأساليب:
أ: المجالس الوعظية:
وقد وصف ابن جبير مجالس وعظه قائلاً: "ومـن أبهـر آياته، وأكبر معجزاته، أنه يصعد المنبر ويبتدئ القّراء بالقرآن، وعددهم نيّف على العشرين قارئاً، فينتزع الاثنان منهم أو الثلاثة آية من القراءة يـتلونها علـى نسق بتطريب وتشويق، فإذا فرغوا تلت طائفة أُخرى على عددهم آيـة ثانية، ولا يزالون يتناوبون آيات من سور مختلفات إلى أن يتكاملوا قراءة، وقد أتوا بأيات مشتبهات، لا يكاد المتقد الخاطر يحصّلها عدداً، أو يسميّها نسقاً، فـإذا فرغوا اخذ هذا الأمام الغريب الشأن في إيراد خطبته، عجلاً مبتدراً، وأفرغ فـي أصداف الأسماع من ألفاظه درراً، وانتظم أوائل الآيات المقروءات في أثناء خطبـته فِقَـراً، وأتى بها على نسق القراءة لها، لا مقدماً ولا مؤخراً. ثم أكمل الخطبة على قافية آخر آية منها. فلو أن ابدع مَنْ في مجلسه تكلّف تسمية ما قرأ القـرّاء آية آية على الترتيب لعجز عن ذلك، فكيف بمن ينتظمها مرتجلاً، ويورد الخطـبة الغـراء بها عجلاً، ثم إنه أتى بعد أن فرغ من خطبته برقائق الوعظ وآيات بينات من الذكر، طارت لها القلوب اشتياقاً، وذابت بها الأنفس احتراماً إلى أن عـلا الضجيج، وتردد بشهقاته النشيح، وأعلن التائبون بالصياح، وفي أثناء مجلسه ذلك يبتدرون المسائل، وتطير إليه الرقاع، فيجاوب أسرع من طرفة عيـن. وربما كان أكثر مجلسه الرائق من نتائج تلك المسائل".
ب: التعليم بالقصة واستخدام الأمثلة:
مـن خـلال الاطـلاع على الكتب المختلفة لابن الجوزي نستطيع التوصل إلى أنه اسـتخدم أسلوب التعليم بالقصة، فعلى سبيل المثال، في كتابه الأذكياء يبدأ بالحديث عن العقل والذكاء ثم يعود إلى الإعتماد على القصص المنقولة لإعطاء الأمثلة على قوة الفطنة والذكاء عند أصحاب تلك القصص. فمثلاً يبدأ بقصص الأنبياء كسيدنا إبراهيم وسليمان، ولقمان عليهم السلام، وكذلك عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ثم ينتقل إلى فئات مختلفة من الناس والحيوانات، لإظهار الفطنة والذكاء عند أؤلئك. وكذلـك في كتاب أخبار الحمقى والمغفلين، تم إعطاء الكثير من الأمثلة والقصص عن الحمقى.
ج: التعليم عن طريق القدوة:
التعلـيم بالقدوة من الأساليب التي ركز عليها ابن الجوزي في تعليمه، حيث طلب من المعلم أن يعمل بعلمه، وذلك لكي يكون قدوة لتلاميذه، وقد استشهد ابن الجوزي بقوله تعـالى: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب "وقد ذكر في كتابه أهمية عمل الواعظ بعلمه قائلاً " ومتى لم يعمل الواعظ بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل الماء عن الحجر "، كما طلب من ابنه النظر في أخلاق السلف.
د: التعليم عن طريق إعداد التصانيف:
دعـا ابـن الجـوزي المعلمين إلى كتابة التصانيف واستخدامها كأسلوب تربويٍ معـتمدٍ إلـى جانـب التعليم بالمشافهة حيث عقد مقارنة بين الأسلوبين موضحاً بأن التعلـيم بالمشـافهة يفيد عدداً محدوداً من المتعلمين يرتبط هذا العدد بالمعلم وقدرته علـى العطـاء وعمـره، أما التعليم عبر التصانيف فيستفيد منه عدد لا يحصى من المتعلمين، وغير مرتبط هذا العدد بمكان أو زمان.
ثانياً: المبادئ التربوية
مـن خـلال دراسة كتبه المتعلقة بالجوانب التربوية تستخلص الباحثة العديد من المبادئ ومنها: مراعاة الفروق الفردية، واستخدام أسلوب الحفظ، والربط بين العلم والعمل، وعدم الجمع بين أكثر من علم في آن واحد، والدعوة إلى عدم التقليد، والاهتمام بقيمة الزمن واستغلاله، والثقافة والمطالعة، والتربية المستمرة، والتعلم الذاتي، والاهتمام بالعقل وتدريبه، والعزلة والاختلاط، والربط بين الحفظ والفهم، والدعوة إلى علو الهمة، ومراعاة الفروق الفردية.
المعلم في فكر ابن الجوزي
يرى ابن الجوزي أنه على المعلم القيام بالوظائف التالية:
١. الشفقة على المتعلمين وأن يعاملهم كأبنائه.
٢. أن لا يطلـب أجـراً مقـابل تعليمه، كما لا يطلب شكراً أو زاداً بل يجعل عمله ابتغاء مرضاة االله عز وجل.
٣. أن لا يتمنـن علـى المتعلميـن، بل عليه أن يرى بأن المتعلمين هم أصحاب الفضل وذلك لأنهم هيأوا قلوبهم للتقرب الله بزراعة العلم فيها.
٤. عدم قبول الهدايا حيث قال "وقد كان السلف يمتنعون عن قبول هدية المتعلم".
٥. أن يكون ناصحاً للمتعلم.
٦. أن يقوم بزجره عن سوء الأخلاق مستخدماً طريق التعريض مبتعداً عن التوبيخ ما أمكن، لأن التوبيخ يمزق حجاب الهيبة.
٧. أن يعلم المتعلم حسب قدرته، فلا يعلمه ما لا يستطيع إدراكه وفهمه.
٨. أن يعمـل المعلـم بعلمه، أي أن يكون قدوة لتلاميذه بحيث يطبق الأمور التي يعلمهـا لـتلامذته ويطلـب مـنهم تطبيقها.
آداب طالب العلم
ينبغي لطالب العلم مراعاة الأمور التالية:
- تصحيح قصده، إذ إن الإخلاص يقود إلى قبول الأعمال.
- الاجـتهاد فـي مجالسة العلماء، ودراسة الأقوال المختلفة والنظر فيها، ودراسة الكتب وتحصيلها، وذلك لأن الكتب لا تخلو من الفائدة.
- أن يركز على الحفظ، وأن لا يكتب إلاّ وقت التعب من الحفظ.
- الحذر من صحبة السلطان.
- النظر في منهاج الرسول صلى االله عليه وسلم والصحابة والتابعين.
- الاجتهاد في رياضة النفس.
- العمل بالعلم.
المبادئ والأفكار في مؤلفاته
- ركز ابن الجوزي على قيمة العلم والعلماء مستشهداً بالآيات والأحاديث النبوية.
- أوضح أن طلب العلم فريضة على كل مسلم.
- الغاية من العلم عند ابن الجوزي معرفة الخالق والعمل على خدمته.
- الهـدف من العلم هدف ديني وخلقي يقود الإنسان إلى الاقتداء بأخلاق الرسول وصحابته، مما يؤدي إلى نفع الإنسان في دينه ودنياه.
- قسم العلم إلى علوم محمودة تتمثل في الأصول والفروع والمقدمات والمتممات، والعلوم المذمومة كعلم السحر والطلسمات والتلبيسات.
- اهتم ابن الجوزي بالمعلم، وأعطاه منزلة كبيرة، كما ركز على الوظائف التي على المعلم القيام بها.
- قسـم العلمـاء إلى قسمين، علماء السوء الذين يقصدون من العلم الاستمتاع بالدنيا والتوصل إلى مكانة رفيعة عند أهلها، وعلماء الآخرة الذين يفعلون ما يأمرهم االله ويبتعدون عن نواهيه، ويطابقون بين العلم والعمل، ويميلون إلى العلوم النافعة، وينقبضون عن السلاطين، ولا يتسرعون في الإفتاء.
- ركز على الآداب التي على المعلم أن يتحلى بها.
- أكد على أهمية التصنيف التي يقوم بها المعلم.
- ركز على التربية المستمرة في المراحل المختلفة التي يمر بها العالم.
- ركز على الأنواع المختلفة للطلبة والفروقات الفردية بينهم.
- اهتم بالآداب التي على المتعلم التحلي بها.
- ركـز على التربية المستمرة للمتعلم وذلك من خلال المراحل العمرية التي يمر بها المتعلم.
الأساليب العامة في التعليم
- ركـز علـى تعليم المرأة الأمور التي تقتصر على الأمور الدينية واعتبر العلم واجباً عليها.
- اعتبر السن المناسب للبدء بالتعليم هو سن الخامسة.
- طلب من المعلم عدم أخذ الأجرة على التعليم، وطلب الأجر من االله تعالى.
- اهتم بتربية الحكام وركز على الأساليب المناسبة لوعظهم.
الأساليب في تحصيل العلوم
- اسـتخدم ابن الجوزي الطريقة الوعظية التي كان يقدمها في مجالسه الوعظية فـي سـاحات المساجد وكانت تتمثل بالبدء بشيء من القرآن، ومن ثم إنشاد بعـض الشعر، وبعد ذلك كان يأتي بالخطبة، وبعد الإنتهاء من الخطبة، كانت تأتـيه الأسـئلة عـن طـريق الـرقاع المتطايرة إليه، فيقوم بدوره بقراءتها والإجابـة عنها.
- اتبع ابن الجوزي أسلوب القدوة في التعليم حيث كان نموذجاً لطلبته، كما ركز على ضرورة ربط المعلم بين علمه وعمله ليكون قدوة للمتعلمين.
- اسـتخدم أسـلوب القصة في تعليمه ويظهر ذلك من خلال كتابه التبصره حيث تعـرض لقصـص بعـض الأنبياء، كما ذكر الكثير من القصص - في كتابيه كنماذج للشخصيات الذكية والشخصيات وأخبار الحمقى والمغفلين - الحمقاء. الأذكياء، حيث تمكّن هذه الطريقة دعـا المعلـم إلى استخدام أسلوب إعداد التصانيف، دون التقيد بزمان أو مكان. مما يؤدي إلى التعلم الذاتي. المـتعلم من العودة إلى التصانيف ودراستها في العصور المختلفة.
توصيات
- التركيز على التربية المستمرة وإتاحة الفرصة للجميع للحصول على المعرفة، للمعلـم أثناء قيامه بالعملية التعليمية، ولكبير السن الذي فاتته فرصة التعليم في الصغر، وللشاب الذي تسرب من مقاعد الدراسة لظروف معينة.
- التركـيز على التربية العقلية من خلال استخدام الأُسلوب الناقد، وأسلوب حل المشكلات.
- التركـيز علـى مـبدأ التعلم بالعمل، والموازنة بين التعليم النظري الأكاديمي والتعليم المهني.
- الاهتمام بإثارة دافعية المتعلم.
- الاهتمام بمرحلة الطفولة والمراهقة في حياة الطالب.
- العمل على مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة.
- الاهتمام بالتربية الخلقية من خلال توظيفها وخاصة في مادة التربية الإسلامية، واللغة العربية.
- العمل على تنمية شخصية الطالب وقدراته الإبداعية، ودعوته إلى عدم التقليد.
- التركيز على التعلم الذاتي والاستفادة من مصادر المعلومات المتنوعة في عصر الانفتاح المعرفي.
- العمل على احترام المعلم والاهتمام به عن طريق الترقيات والحوافز.
- الاهتمام بتعليم المرأة، وتوفير الفرص لتحقيق ذلك على أرض الواقع.
.