Business

الأثر التربوي والتعليمى لمواقع التواصل الاجتماعى على الطلاب

في ظل الانفجار المعلوماتي، توسّعت مجالات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح استخدامها من أكثر الأنشطة شيوعا بين الأطفال والمراهقين والشباب، لذا يجدر بالتربويين معرفة الآثار التعليمية والتربوية المترتبة على استخدام الطلاب لهذه المواقع، وهل من الممكن استخدمها لإشراك الطلاب في العملية التعليمية داخل وخارج الفصول الدراسية؟

مؤخراً، ظهرت العديد من التساؤلات والتكهنات بين المعلمين والتربويين حول كيفية استخدام هذه المواقع في عملية التربية وتعزيز التعلم لدى الطلاب، وقد أظهرت بعض الدراسات أن استخدام مواقع التواصل يصاحبه العديد من الاثار السلبية والايجابية على مستخدميها.

ففي دراسة أعدّتها: أمل صالح وأروى حسين بعنوان: "الأثر التعليمي والتربوي لمواقع التواصل الاجتماعي " على طلاب المرحلة الاعدادية فى العام 2016، لكشف الأثر التعليمي والتربوي لمواقع التواصل الاجتماعي على الطلاب، أثبتت النتائج أن هناك توجه للطلاب لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في ظل وجود قصور من قبل الجهة المدرسية، بالإضافة إلى أن طلاب المرحلة المتوسطة عرضة لاكتساب السلوكيات المختلفة والتي إما أن تكون إيجابية أو سلبية وهذا ما يحدده طريقة الاستخدام، موصية بضرورة توعية الطلاب بمواقع التواصل الاجتماعي وكيفية الاستفادة منها بشكل إيجابي.
وهذا الموضوع ذو أهمية كبيرة لدى التربويين بشكل عام ومن يعملون في تعليم الطلاب بشكل خاص، وما سيكون لذلك من دور كبير في تطوير العملية التعليمية من حيث تدعيم الإيجابيات وتلافي السلبيات والسير بها في مسارها الصحيح نحو تعليم أفضل.

التحذير من الآثار السلبية

ولأن لهذه المواقع أثر بالغ على الحياة بشكل عام، توجّه لها العديد من الباحثين بالبحث والدراسة متناولين جوانب عدة منها، فعلى سبيل المثال شرحت دراسة: (التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي: الواتس آب والفيس بوك على الشباب) الأثار السلبية لبعض هذه المواقع، حيث توصّلت الدراسة إلى أن استخدام الواتس اب والفيس بوك يسبب مشاكل ومواقف سلبية مع الأخرين، كما أنها تشغل الفرد عن أداء الفرائض والتقصير فيها في حالة الإفراط في الاستخدام، وتساعد على تكوين صداقات مع الجنس الأخر. أما من ناحية الثقافة والقيم فقد أدى استخدام الواتس اب والفيس بوك الى تقليل التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة وعدم استثمار أوقات الفراغ بما ينفع وتدني المستوى الدراسي وتكوين علاقات وصداقات وهمية مع الجنسين.
تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على التحصيل الاكاديمي للطلاب، حيث تلعب إدارة الوقت دورا هاما في نوعية تأثير هذه المواقع على الطلاب، و توصّلت نتائج الدراسة إلى إيجاد وسائل من شأنها رفع التحصيل الاكاديمي للطلاب في ظل وجود توازن و إدارة جيدة للوقت.

تعظيم الآثار الايجابية

ومن ناحية أخرى أشار د. تميم العودات فى دراسة له عام 2014، إلى الأهمية التربوية التي تلعبها مواقع التواصل الاجتماعي حيث أصبحت من المؤسسات الالكترونية والتربوية الاجتماعية المهمة. كما أن لها دورا تربويا فاعلاً من خلال حسن الإدارة والاستخدام الايجابي لتلك المواقع من أجل توعية الطلاب وإكسابهم المهارات اللازمة والمعارف العلمية السليمة.

كما قام د. حسني عوض، بدراسة "أثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية الاجتماعية لدى الشباب"، حيث قام بتنفيذ برنامج تدريبي وإعداد صفحات على موقع الفيس بوك لمجموعة من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين (5-20) عاماً بهدف تنمية المسؤولية الاجتماعية لديهم، وفي نهاية البرنامج التدريبي لاحظ الباحث نتائج ايجابية على أفراد العينة وأشار إلى مساهمة موقع الفيس بوك كانت مساهمة إيجابية تحفيزية.

 رأي الطلاب

أما عن وجهة نظر الطلاب حول استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فقد عبرت طالبة بالمرحلة الثانوية دراسة (youn 2015) عن رأيها حول هذا الموضوع قائلة: عندما يفكر الكبار باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للطلبة يتبادر إلى أذهانهم بعض المخاوف والقلق جراء الاستخدام السلبي، وللتغلب على هذه المخاوف يجب على البالغين توعية الطلاب بمواقع التواصل الاجتماعي وحثهم على الانخراط الإيجابي في تلك المواقع.

أيضا ينبغي على الكبار أن ينمّو المسؤولية لدى الطلاب وأن يعملوا على تعزيز الاستخدام الايجابي لدى الطلاب، كما يتوجب على المعلمين توضيح كيفية استخدام هذه الموقع لأغراض تعليمية، ويجب أن يكون هناك تعاون بين كل من المعلمين و أولياء الأمور والطلاب من أجل مساعدة الطلاب على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أمثل.

أهميته للتعليم
يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر تعلم، فقد أجرى "يومي لي" في جامعة هيوستن، دراسة على طلاب الجامعة من أجل معرفة مدى استخدام الطلاب لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والتعرف على وجهات نظرهم ومواقفهم تجاه هذه الأدوات، وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى ميل الطلاب لاستخدام كل من: الفيس بوك , ويكيبديا , واليوتيوب بشكل كبير.

ومن الدوافع التي تحفّز الطلاب لاستخدام أدوات التواصل الاجتماعي: سهولة التواصل وتكوين العلاقات، وسرعة الحصول على المعلومات، كما أشار الباحث إلى ضرورة الاستفادة من هذه المواقع كمصادر للتعلم لجعل عملية التعليم أكثر سهولة ومتعة بالنسبة لكل من الطلاب والمعلمين، ويقع على عاتق المعلمين توفير بيئة تعليمية آمنة للطلاب وتدريبهم على الاستخدام الإيجابي لتلك الأدوات.

ضرورة الوعي

خرجت الدراسة بضرورة أن يتمّ نشر الوعي بين الطلاب بماهيه وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية التعامل معها، وتفعيل دور المدرسة في استخدامها كحلقة وصل مع الطلاب، وتوجيه الطلاب إلى الاستخدام الأمثل لتلك المواقع وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة والتفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمدرسة.

وأيضاّ، تفعيل دور القنوات التعليمية ومواقع التواصل الاجتماعي في العملية التعليمية، وتفعيل دور الأسرة في مراقبة الأبناء وتوعيتهم بإيجابيات سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم