ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال عملية التربية المجتمعية

ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال عملية التربية المجتمعية

وسائل التواصل الاجتماعي

ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال عملية التربية المجتمعية

د. محمد رأفت محمد صابر الجارحي

مدرس التربية المقارنة والإدارة التعليمية

                                                                                      كلية التربية- جامعة الزقازيق

                                                                                 2024

المقدمة:     

تعد وسائل التواصل الاجتماعي من أبرز ما يشغل الناس على ظهر الكوكب الآن، على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم، وظروفهم ومستوياتهم الاجتماعية، وفي شتى مجالات الحياة، فهي لصيقة بالفرد على اختلاف الزمان والمكان، لكونها وسيلة التعامل معه كمخلوق اجتماعي لا حياة له بدون الاجتماع بغيره. ولقد صارت من خلال أدواتها المتعددة: هواتف وحواسيب مسيطرة علي اهتماماته، إلى درجة الهوس بها أو الإدمان لها.

وكلما ارتقت هذا الأدوات تقنياً، غلب على ظن الإنسان امتثالها لكل ما يرغب فيه، حتى في إقامة صلات افتراضية، بعيدا عن أية ضوابط أخلاقية أو رادع من دين، أو ضمير، أو قيم اجتماعية. 

فالإنترنت تقنية العصر، وهو تقنية عابرة للقاّرات، لا تعرف حدودا، ولا توقفها الحواجز الثّقافيّة، ولا العرقيّة، ولا الدينيّة. والعالم العربي صار منفتحا على الثّقافات الغربية والشرقيّة، ولم يعد بالإمكان السيطرة على الغزو الثقافي والحضاري، أو منع تأثيره، أو حجبه عن عيون وعقول وأفئدة أبنائنا، فيغزوها ويحتلّها، ويستبدل بعلومنا وثقافتنا وحضارتنا الأصيلة غيرها.([1]) وذلك بالطبع عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها الحالية.

فقد صارت ذات دور كبير أيضا في تقويم المجتمع  مما به من مظاهر الفساد،  كما هو على سبيل المثال مع الصحفیین الكویتیین، من خلال تطبيق (تویتر) وأنه كان مصدرا مهما للمعلومات  حول قضایا الفساد، نظرا لسهولة استخدامه عبر مختلف الأجهزة الإلكترونیة والذكیة([2]). وهكذا قامت تلك الوسائل بدور إبجابي كبير في تقديم النفع للمجتمع وأبنائه، من خلال دورها الإعلامي بجانب مجالات أخرى يتناولها البحث لاحقا.

ولقد فاق هذا الدور الإعلامي الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام التقليدي، وامتلك نصيبا كبيرا من اهتمام الناس بالوسائل الإعلامية التقليدية كالتليفيزيون أو الصحف المقروءة أوالراديو، والمثال الحي بين أيدينا (حرب غزة الآن 2023). فقد قام أفراد ومؤسسات فلسطينية بتوثيق انتهاكات اليهود في غزة ضد الاعتداءات على الفلسطينيين مثل مركز (صدى سوشيال) تحت اسم (الإبادة الرقمية)، والذي يعرض لمحتوى الحرب منذ السابع من أكتوبر وسماه (الإبادة الرقمية)، لمواجهة شبكات التواصل التي وقفت بجانب اليهود بحذف المحتوى الفلسطيني أو حظره. ونشر المحتوى الذي يؤيد قتل الفلسطينيين وإبادتهم ([3]). وهذا دور إيجابي لا يُنكر لتلك الوسائل، أسهم في إبراز الحقيقة للناس.

ومع التقدم التكنولوجي، والانتشار السريع للمعلومات عبر الإنترنت، وشعبية منصات التواصل الاجتماعي مثل Instagram وSnapchat وFacebook وTwitter صارت حياتنا اليومية تعتمد بشكل متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالرغم من فوائدها إلا إنها تعرض الناس للخطر. إذ أصبحت ملاذًا للمجرمين، مما يؤدي إلى وقوع المزيد من الجرائم في الفضاء الإلكتروني، وذلك لتمكُّن الأفراد من إنشاء عالم افتراضي لا يعرف أحد هويتهم فيه، فأسيء استخدام المعلومات الشخصية وصار العنف عبر الإنترنت قضية عالمية. وصارت سلامة الأفراد وخصوصيتهم وكرامتهم معرضة للخطر بسبب المخاطر التي توفرها تلك الوسائل)[4](. بل كثرت حتى شملت الجرائم الثقافية، والاقتصادية، والجنائية، والأخلاقية، والجنسية، والسياسية، والإلكترونية([5])، ومن هنا بدأ ظهور السلبيات وتعاظمها، في كل مجالات الحياة في المجتمع وبين مختلف شرائحه.

ولقد كان لاستخدامها تأثير كبير على الشعوب عامة، والوطن العربي بخاصة، مما تسبب في تغيير القيم والعلاقات الاجتماعية، إذ فرضت شبكات التواصل الاجتماعي ثقافة خاصة، ذات تأثير قوي على إضعاف القيم الاجتماعية وتغييرها، وانتشار قيم اجتماعية سلبية مثل: الكذب والخداع، وانتحال الشخصيات لخداع المتعاملين عن طريق التكنولوجيا، مما انعكس على قيمهم المكتسبة واعتقادات مجتمعاتهم وعاداتهم الاجتماعية، وتبع ذلك تغييرات سلوكية كبيرة لديهم([6]). فأضر بها وشكل تهديدًا كبيرًا للمجتمع في قيمه، وسلوكيات أبنائه.

فلقد تسبب الإفراط في استخدامها في انحدار الكثير من القيم والتشوه السلوكي لدى أفراد المجتمع، ومنه قضاؤهم ساعات طويلة على أجهزتهم الذكية حتى أوصلتهم إلى إدمانه، واختراق الخصوصية، وإضعاف الشخصية، والرغبة في الهروب من الواقع نتيجة وجود التواصل عبر الشبكات الاجتماعية بدلاً من وجود حوار حقيقي. ومنه أيضًا إضعاف دور الأسرة في تربية الأبناء، لضعف العلاقات بين الشريكين، ورضاهما عن العلاقة، وإثارة الشكوك بينهما، ونشوء الخلافات والخيانات الزوجية، واكتساب سلوكيات اجتماعية سيئة مثل إدمان المخدرات([7]). حتى ضج المجتمع بذلك.

ومن ثَمَّ تراجع دور الأسرة، ثُمَّ المدرسة في تربية الأبناء، وحلت محلهما أجهزة التكنولوجيا، فتربيتهم وثقافتهم يتلقونها من التلفزيون وفضائياته، والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر واليوتيوب([8]). وبذلك فقدت الأسرة مكانتها في غرس القيم في الأبناء، وتقويم سلوكياتهم وكذلك المدرسة. 

وقد أكدت ذلك نتائج دراسة)[9]( على بعض الأسر  في بعض الدول العربية، وأن  من أبرز التحديات التي تواجه مؤسسة الأسرة  نتيجة الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة (فيس بوك) تحقيق العزلة بين أفراد الأسرة الواحدة، وتُعِّرض أبنائهم إلى الابتزاز الالكتروني من مواقع غير أخلاقية، والوقوع ضحايا لعمليتي النصب والاحتيال، كما أنها صعبت عليهم مهمة غرس القيم والأخلاق الفاضلة فيهم.

 ومن مساوئ الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي أنها صارت تهدد الأسرة وبخاصة العربية والمسلمة، حتى أقرت إحدى الدراسات أن موقع Facebook سبب رئيسي في حالات الطلاق ، فضلا عن إتاحة تلك الوسائل الاتصال بالعشاق السابقين، مما قد يؤدي إلى الخيانة العاطفية والجسدية)[10](

وقد نبه الدعاة الحريصون والمراقبون للحالة الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية إلى خطورة ما تحدثه تلك الوسائل وعلى رأسها (فيسبوك)، إذ يؤدي الإفراط في استخدامها إلى الشعور بعدم الاكتفاء الزوجي، ونشوء ما يسمى بـ(الخيانة الرقمية) لأن أحد الزوجين استسهل الحديث والمزاح مع الغرباء في الفضاء الإلكتروني المجهول)[11](. مما يهدد كيان الأسرة، ويعرض الأبناء لأن يكونوا ضحايا الإهمال للتربية في جو صحي.

وبتتبع الجانب المظلم للاستخدام المفرط  للإنترنت بين المراهقين، فقد كشف عما  يسببه لهم من أعراض الاكتئاب، والإرهاق المدرسي، وتأثير ذلك على مشاركتهم العاطفية في المدرسة. باستخدامهم المفرط للإنترنت بطرق متعددة. والذي يصيبهم بأعراض الاكتئاب، مما يؤثر على تراجع مستوياتهم الأكاديمية فيما بعد)[12](. 

وببحث الأطباء والمتخصصين للاتجاه المتزايد لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل شبه مستمر بين المراهقين في كاليفورنيا وأمريكا -على سبيل المثال- بين عامي 2019 و2021 ، يعترفون بارتباطه بمشكلات نفسية خطيرة كالضيق النفسي، وزيادة المخاطر المحتملة في مجال الصحة العقلية لديهم.)[13](. وهكذا يطال الخطر أبناءنا الطلاب ومن هم في مرحلة المراهقة.

     وهذا التأثير البالغ على الطلاب في مرحلة المراهقة، والمرحلة الجامعية، قد يصل إلى حد الإدمان، بل تعداها إلى درجة تهدد القيم الاجتماعية، واتجاهات الطلاب، وبخاصة البنات. تجلى ذلك في تشويه منظومة الأخلاق لدى طلاب المرحلة الثانوية، وصلت إلى حد الإهمال في الشعائر الدينية، وعمل العلاقات الزائفة مع الآخرين، وعزلة الأفراد، وتعطيل الحياة الاجتماعية عن مسارها الصحيح، وتقويض مفهوم الأسرة واعتبار أمورها ثانوية، والانخراط مع الأصدقاء الافتراضيين بدلا من الحقيقيين. ثم تمييع الهوية الإسلامية، وتسهيل التواصل مع الجنس الآخر، والدخول في علاقات قد تخالف الشرع الإسلامي، والعادات المجتمعية السائدة([14]).

ولقد تطور ذلك الأمر وازدادت خطورته بارتياد المواقع الإباحية، فالأطباء يؤكدون ضرر مشاهدة المرئيات الجنسية على الشبان اليافعين، ومعاناتهم من مشكلات ّصحية حادّة، وأن أعدادا غير مسبوقة منهم صاروا يعانون من ضعف الانتصاب.. والتصريح بمعاناتهم من تغيرات مفاجئة في أذواقهم الجنسية، ولكنها تتلاشى بعد أن يقلعوا عن مشاهدة المرئيات الإباحية. كما يؤكد الباحثون وجود ارتباط تلازميّ بين مرئيات الإباحية الجنسية في سن المراهقة والاكتئاب، والحصر النّفسي، والقلق الاجتماعي، وعدم الاكتفاء في العلاقات الزوجيّة، وتغير الأذواق الجنسية، وزيادة العزلة الاجتماعية، والمشكلات الّسلوكية، وإمكانية اقتراف فعل خارج على القانون، والاكتئاب، وعدم القدرة على تكوين رابطة تآلف عاطفّي مع المربّين. كما أن الإباحية الجنسية تعد عاملا رئيسيا في قضايا الطلاق([15]). وهذه المخاطر مدمرة للأبناء في سنهم الحرج وللأسرة نواة المجتمع. 

ومع ذلك فقد أنكر القائمون على تصميم تطبيقات التواصل الاجتماعي-( مارك زوكربيرج) المالك لفيس بوك- طلبا للمنافع المادية، بالرغم أن الدراسات في السنوات الأخيرة كشفت عن أن استخدام فيسبوك من قبل المراهقين الذين بين 13 و17 عامًا والمنتشرين في كل مكان هو المسبب الأول لأعراض اضطرابات المزاج لديهم، وتدهور الصحة العقلية لدى الشباب وخاصة الاكتئاب والقلق، والذي يزيد بين الفتيات.)[16]( وهي أعراض خطيرة للأبناء في هذا السن لها مخاطرها عليهم في المراحل التالية. 

وحديثا صرح اليونسكو بالتأثير السلبي للهواتف الذكية وتكنولوجيا المعلومات في تقريره لعام 2023 محذرا من التأثير الضار متى قُّدمَت بإفراط، لأن بيانات برنامج (التقييم الدولي للطلاب) تشير إلى وجود علاقة سلبية بين الاستخدام المفرط لها وبين أداء الطلاب. وأن مجرد القرب من جهاز محمول يشتت انتباه الطلاب ويترك أثراً سلبياً على التعلّم في 14 بلداً، ومع ذلك لم يُحظر استخدامه في المدارس سوى في بلد واحد منها([17]). مما يشير إلى استفحال تلك السلبيات وبعدها عن دائرة اهتمام الجهات القائمة على تربية الأبناء في المجتمع.

كما حذر في تقريره بتاريخ 25 من إبريل 2024 من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي  على رفاه الفتيات وتعلمهن، فرغم إسهامها في تحسين عمليَّتي التعليم والتعلم، إلا إنها تنطوي على مخاطر منها: انتهاك خصوصية المستخدمين، وتشتيت الانتباه عن التعلم، والتنمر الإلكتروني. ويحذر التقرير من أن المحتوى خلالها يعرض الفتيات إلى المحتوى الجنسي ومقاطع الفيديو التي تمجد السلوكيات غير الصحية أو معايير الجسم الوهمية، والتي لا يرغبن في رؤيتها)[18](. مما يؤكد الضرر الواقع على الفتيات المستخدمات لوسائل التواصل الاجتماعي.

ومن ثم فإن فوضى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والأضرار التي تلحقها بالأسرة وبأبنائنا الطلاب والشباب من البنين والبنات، والمجتمع عموما ومؤسساته، فإن مواجهتها كانت محل اهتمام كثير من المؤسسات الحكومية والهيئات العلمية والبحثية، حتى بلغت مستوى رؤساء الدول، والمجالس البرلمانية لها، بعد أن صار من المتوقع بلوغ مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ما يقدر بنحو 4.9 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، والمناداة بضرورة اتخاذ موقف جاد لتجنب مخاطر الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حرصا على الأسرة والأطفال والمراهقين من الأبناء وقيم المجتمع الإنسانية الأصيلة)[19](. وهذا النداءات تتداعي وتتخذ أشكالا متنوعة بين توصيات جمعيات علمية، ولوائح وقوانين تصدرها الجهات الرسمية.

 وهكذا تتضح ضرورة البحث عن كيفية للقيام بعملية ترشيد لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، كي نتخلص من حالة الفوضى والإفراط في الاستخدام، الذي قد يصل إلى إدمانه بأشكال مختلفة، وما ينتج عنه من مشكلات معقدة وغريبة في المجتمعات بعامة، ومجتمعاتنا الإسلامية العربية بخاصة، تهدد حياتنا وحياة أبنائنا عقليا، وبدنيا، واجتماعيا، وثقافيا. على أن يشارك في عملية الترشيد المجتمع بكل مؤسساته وأفراده، من أجل تجنب الكثير من المخاطر التي يشكو منها كثير من المعلمين والآباء والمراهقين من أبنائنا، وكذلك الأزواج والزوجات في بيوتهم، والقائمون على الأمر في المجتمع، والعقلاء من الباحثين من خلال عملية التربية المجتمعية. ومن ثم يمكن صياغة مشكلة البحث في التساؤل التالي: 

مشكلة البحث: 

كيف يمكن ترشيد الاستخدام لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال عملية التربية المجتمعية؟ 

ويمكن تفصل هذا السؤال الرئيسي بالأسئلة الفرعية التالية:

  1. ما حقيقة وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بعملية التربية المجتمعية؟
  2. ما واقع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إيجابياتها، وسلبياتها، ومخاطرها؟
  3. ما متطلبات ترشيد عملية التربية المجتمعية للاستخدام الصحيح لوسائل التواصل الاجتماعي؟

أهداف البحث: وتتخلص فيما يلي:

  1. التعرف على حقيقة وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالتربية المجتمعية.
  2. التعرف على أبرز إيجابيات وسلبيات استخدام وسائل التواصل، والمخاطر المتوقعة منها.
  3. التوصل إلى مقترحات لترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال عملية التربية المجتمعية.

أهمية البحث: وتتمثل في عدة أمور أهمها ما يلي:

  1. تلبية مطلب الكثير من المهتمين والباحثين والآباء والمعلمين، والحريصين على كيان الأسرة. 
  2. الإلمام بإيجابيات وسلبيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والأضرار المترتبة عليها.
  3. التعامل الصحيح مع إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي، والوقاية من سلبياتها ومتطلبات ذلك.
  4. تقديم العون لمؤسسات التربية المجتمعية تجاه ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والقيام بمسئوليتها تجاه بناء أبناء المجتمع. 

الحدود المكانية للبحث: مجتمعات العالم العربي، وغيره من المجتمعات العالمية.

الحدود البشرية: عموم الإنسان، في مراحله العمرية المختلفة، وبخاصة الآباء والأطفال والشباب والمراهقين، فضلا عن خصوصية الفرد المسلم لخصوصية الرسالة التي يحملها.

المنهج المستخدام: الوصفي: الذي يقوم بوصف الظاهرة، وتحليلها، ثم تفسيرها. والذي يهتم بوصف الواقع الخاص بموضوع البحث وتحليله وتفسيره في ضوء العوامل المؤثرة فيه. 

خطوات البحث: والتي سيقوم البحث بها، للوصول للأهداف المتقدمة الذكر، وتتخلص فيما يلي:

(الخطوة الأولى) الترشيد ووسائل التواصل الاجتماعي والتربية المجتمعية.

(الخطوة الثانية) وسائل التواصل الاجتماعي: الإيجابيات والسلبيات والمخاطر. 

(الخطوة الثالثة) مقترحات ترشيد التربية المجتمعية لوسائل التواصل الاجتماعي.

(الخطوة الأولى) الترشيد ووسائل التواصل الاجتماعي والتربية المجتمعية

من المهم في البداية التعرض بالتعريف لأبرز المصطلحات التي ستستخدم ضمن موضوع البحث وأبرزها: 

  • الترشيد: وهو من الفعل (رشد) وهو اسم من أسماء الله الحسنى (الرشيد) ويعني الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم أي هداهم ودلهم عليها. و(الرُشد) بضم الراء وفتحها هو نقيض الغيّ والضلال إذا أصاب وجه الأمر والطريقو(أرشده) إلى الأمر يعني هداه، (واسترشد) طلب منه الرشد، و(إرشاد) الضال أي هدايته الطريق وتعريفه، و(يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد) سورة غافر-38 أي أهدكم سبيل القصد، سبيل الله([20])، و(الرشد) يأتي بمعنى الصلاح، وهو إصابة الصواب، و(رشًّدَه) أي جعله رشيدا، واسترشدته فأرشدني إلى الشيء([21])، ويعنى (الرشد) هو الذي يعقب البلوغ ويجعل المتمتع به أهلا للتصرف في أمواله([22]). أي الإرشاد إلى التصرف الحسن فيما لدى المرء.

و(الترشيد) rationalizationيقصد به في الإدارة "مزيد من التقنين والاتساق والتنسيق داخل التنظيم أو هو ذلك السلوك الموجه نحو تحقيق أهداف محددة في الإطار المفروض عليه.([23])و(الرُّشد) هو الصلاح وهو خلاف الغي والضلال، وهو إصابة الصواب. و(رَشَّدَهُ) القاضي (ترشيدا) جعله (رشيدا) و(استرشدته) (فأرشدني) إلى الشيء وعليه وله([24]). وتعنى (ترشيد)"السلوك الرشيد: (Behaviour Rational) السلوك الذي يستند إلى التفكير والاستدلال المنطقي لا إلى الانفعال"([25]).

ومن ثم فإن المقصود بالترشيد في البحث: يعني الهداية والإدلال إلى الصواب من الأمر قولا أو عملا، أو إلى تقنينات وتنسيقات هادية للتنظيم الإداري، وهو التوفيق في فعل الصواب من الأمر، وكل ذلك يكون معتمدا على التفكير المنطقى بعيدا عن الانفعال أو الغضب. بغرض صيانة النعمة من المورد الطبيعي، وحسن إدارة الذات، والإسهام في حل المشكلات المختلفة المرتبطة بما لدى المسلم من نعم، والارتقاء في ذات الوقت بمجتمعه وأمته في كل الميادين العلمية والاقتصادية والاجتماعية.

  • التواصل لغةً: من (اتصل) الشيء بالشيء يعني لم ينقطع، و(توصَّل) إليه: أي انتهى إليه وبلغه، و(وصلّه) إليه تعنى أنهاه إليه وأبلغه إياه، و(وصل) بمعنى اتّصل أي ارتبط، و(اتَّصل) بمعنى انتمى، والوصل ضد الهجران([26]). ووصلت الشيء بغيره وصلا فاتصل به، ووصلته وصلا وصِلةً ضد هجرته، وواصلته مواصلة ووصالا، وبينهما وُصْلة أي اتصال([27]). وأيضا (وَصَلَ) يصل إليه وصولا، (توصّل إليه) أي تلطف في الوصول إليه، و(التواصل) ضد التصارم أي الهجر والانفصال ([28]). فهو يعنى التقارب والارتباط بكل وسيلة تؤدي إلى ذلك معنويا وماديا وبشكل مستمر.

كما يقصد بالتواصل (Communication): عملية تبادل الأفكار والآراء والمشاعر بين الأفراد من خلال نظام مشترك ومتعارف عليه من العادات والتقاليد والرموز اللغوية، وهو علاقة اجتماعية بين الأفراد تستخدام فيها اللغة القومية في إطار مجموعة من المعايير والقواعد لإنجاز أهداف وأنشطة مقصودة([29]). أما التواصل الاجتماعي: (Social Transmission) فهو "العملية التي تنتقل بموجبها السمات الثقافية من جيل إلى جيل آخر فتحقق بذلك الاستمرار. ووسائلها التقليد والتعليم والتنشئة ومختلف أشكال الرقابة الاجتماعية"([30]).

أما التواصل في القرآن الكريم (وهو المصطلح اختيار البحث): فمعناه أشمل وأكمل، وهو يعني "الصلة التي تربط العبد بربه والعباد بعضهم ببعض وبباقي المخلوقات على أساس شرعي وليس وفقا للهوى، لإعمار الأرض إعمارا قائما على منهج التعاون والتكافل والتعامل المتبادل الذي يقوم على الحق والحرية والخير والإحسان"([31]). والبعد عن كل ألوان العنصرية أو أي عائق عن التواصل ومعانيه المنافية للتواصل الإنساني، مثل التنمر الإلكتروني والعزلة والتمييز والكراهية والاحتيال والتي هي من سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي.

أما وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا- (Social Media: أو الشبكة الاجتماعية: فتُعرَّف بأنها "مواقـع إلكترونيـة ذات طـابع إجتماعـي تقـدم واقعـا افتراضيا لالتقاء الأصدقاء والمعارف والأهل، يحاكي الواقع الطبيعي على الأرض بعد أن أصبح صعب المنال، من خلال تكوين شبكة من الأصدقاء من مختلـف الأعـمار والأجنـاس ومـن كافة أنحاء العالم، تجمعهم اهتمامات ونشاطات مشتركة بالرغم من اختلاف وعـيهم وتفكـيرهم وثقافاتهم، وهي عبارة عن منافذ صـغيرة للتعبـير عـما تعتمـر بـه النفـوس مـن أفـراح وأحـزان، يتبادل من خلالها المشتركون التجارب والمعارف والمعلومات والملفات والصور ومقـاطع الفيـديو، إضافة إلى تقديم العديد من الخدمات الأخـرى لمـستخدميها، مثـل: البريـد الإلكـتروني والرسـائل الخاصة والمحادثة الفورية وغيرها"وأهمهـــا هـــي شـــبكة (الفــيس بــوك) ([32]) . ما جعلها تنال اهتماما وانتشارا واسعا، وانشغال الناس بمختلف شرائحهم بها.

ومواقع التواصل الاجتماعي-أو وسائل التواصل- إنما تستمد تأثيرها في السلوك البشري من خلال (مصداقيتها) التي تفوق الإعلام الرسمي، إذ يعرف المُتلقِّي منها ما لا يمكن معرفته من الرسمي فضلا عن انتشارها. والأثر الإعلامي لتلك المواقع قد يكون نفسيا أو اجتماعيا أو معرفيا أو ترفيهيا، ولكنه يكبر ويشمل الفرد والمجتمع بأسره، وبزيادة الإقبال عليه وتكوين الآراء من خلاله يتم توجيه السلوك بأسلوب غير تقليدي، فهي تخاطب عقل الجمهور بالحجج والشواهد المنطقية وغير المنطقية، وتواجه الآراء المضادة بالاستشهاد بالمواقف والأحداث والوقائع والأرقام، وتطرح حوافز تدفع الفرد نحو السعي للبحث وإشباع حاجاته([33]). وهذا مما يدفع المستخدمين إلى التعلق بتلك الوسائل التواصلية الاجتماعية، تعلقا يصل إلى درجة الإدمان.

  • التربية: ويدور معناها حول معاني الإصلاح، والقيام بأمر المتربي، وتعهده ورعايته بما ينميه، ولأن المفهوم التربوي مرتبط بكل ما تتطلبه العملية التربوية من أنشطة تتمثل في: الإصلاح، والنماء والزيادة، والنشأة والترعرع، والسياسة وتولى الأمر، والتعليم، ومنها معنى الرباني، وهو الراسخ في العلم، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله تعالى. لذلك كان تعريفها "بأنها تنشئة الإنسان شيئا فشيئا في جميع جوانبه، ابتغاء سعادة الدارين، وفق المنهج الإسلامي"([34]) ، ونظرا لأنها عملية مقصودة فلابد لها من أهداف وإلا سارت بغير وعي ولا إرشاد، وهذه الأهداف تشتمل على الأغراض والمقاصد النهائية على المستويات الفردية والاجتماعية والعالمية، ثم الوسائل والأدوات الفعالة لتحقيقها([35]). فهي عملية شاملة تتم مع الإنسان بشكل متكامل.

ومن ثم اختار البحث تعريف التربية بأنها "هي الأسلوب الأمثل في التعامل مع الفطرة البشرية توجيها مباشرا بالكلمة وغير مباشر بالقدوة، وفق منهج خاص ووسائل خاصة، لإحداث تغيير في الإنسان نحو الأحسن" ومن الباطل إلى الحق ومن نُظُم العباد ومناهجهم إلى نظام الله في كل حال. ومن ثم فالتربية الإسلامية تقصد إلى إعداد الإنسان الصالح، كما تُعنى بأن يكون متوازنا في طاقاته وأهدافه ووسائله وأقواله وأعماله، متوازنا في كل شيء([36]). فهي عملية تغيير للإنسان في الاتجاه الأحسن له ولمجتمعه، على أساس متين وثيق الصلة بنظام الخالق سبحانه. وعليه فينبغي أن يكون لها دورها معه عندما يتعرض لمخاطر مثل الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وتزداد الحاجة إلى التربية في ظل الآثار السلبية التي تسببت في هزة كبيرة لقيم المجتمعات الإسلامية وغيرها، والتي باتت تهدد الإنسان كإنسان وقيمه، وحاجاته، واتجاهاته بسبب ما تلفظه وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها، وسدت على الناس كل جوانب حياتهم، حتى غيرت سلوكياتهم وقيمهم. ومن ثم ينبغي أن يستقر ذلك في حسبان القائمين على عملية التربية في المجتمعات وبخاصة الإسلامية، وهم يقومون بعملية تنمية القيم الصحيحة والإيجابية([37]). ومنها تلك المرتبطة بسلوكيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل كل الشرائح الإنسانية داخل المجتمع. 

فالتربية دينية أو علمانية غرضها الأساسي هو ألا نهدم في نفس الطفل الشعور بالمقدس من القيم، بل من الواجب علينا أن نطهره ونسمو به، كتعليمه احترام حقوق الآخرين، والجماعة، وحقوق الإنسان فالتربية تعلم التمسك بما يبقى مقدسا رغم كل التباينات الثقافية والدينية([38]). وهو ما تهدمه فوضى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتي صارت تشكل خطرا على الإنسان ووسطه الاجتماعي.

ولأهمية الخصيصة الاجتماعية في عملية التربية نجد أنها من أبرز خصائص الإسلام، في نظرته للإنسان ولحاجاته الاجتماعية، فهي معيار هام لصلاحية أية عقيدة أو نظرية يمكن أن نستهدي بها في العمل التربوي، فالأفراد لا يكسبون هويتهم إلا بالمعيشة في المجتمع، ومن ثم كانت الصفة الاجتماعية هي الموضوع الرئيسي الذي ترتكز عليه العملية التربوية. ويؤكد الإسلام حقيقة أن فوارق العناصر الإنسانية إنما هي فوارق أسماء وعنوانين، وأن الإنسان أسرة واحدة مهما تعدد أفرادها واختلفت ألقابهم([39]) يؤكده قوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)([40]).

  • وهي محور التربية المجتمعية إذ تعرف بأنها "(Community education) تربية المحليات: الخطط والبرامج التعليمية التي تضم الآباء، والمعلمين والأطفال وغيرهم من أفراد الإقليم في عملية التعليم"([41]). وقد تسمى التربية المجتمعية بالتربية خارج المدرسة (outdoor education) وتتمثل في أمرين: (الأول): أسلوب تعليمي تُلقن بمقتضاه الخبرات التعليمية في مجالات المنهج التعليمي، وتستخدم فيه الموارد الطبيعية والمجتمعية والبشرية خارج الفصول الدراسية التقليدية كحافز للتعلم وكوسيلة لإثراء المنهج وبعث الحيوية فيه، ويتحقق ذلك بدراسة البيئة المباشرة لتنمية المعرفة والفهم والاتجاهات والسلوك والمهارات. (الثاني): التعليم الذي تقوم به أية مؤسسة خارج المدرسة، والذي يهدف إلى تنمية معارف وخبرات الأفراد([42]). في بيئة التعلم، والتي تمكنهم من الوقوف في وجه المغريات، ومنها مواجهة سلبيات الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

ويمتد نطاق التربية المجتمعية من مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم الأسري، والتواصل الاجتماعي، والتوجيه، وبناء التعاون بين المجتمعات، وبين الممارسين والمنفذين لعملية التربية لتحقيق عملية المشاركة في تحديد السياسات العامة لعملية التربية، وتنمية أساليبها المختلفة)[43](. فتتمكن عملية التربية في المجتمع من قيادته بمؤسساتها، وأنشطتها وأساليبها المختلفة.

وإذا كان المجتمع يعطي دوراً كبيراً في بناء التعليم وتطويره، فإن التربية المجتمعية تهدف إلى بناء قوة الوعي الاجتماعي الذي يجعلنا يعلِّم بعضنا البعض، وهذا الوعي إنما تشكله القوة العملية للحياة الاجتماعية والفكرية التي يدعم بعضها بعضا، والتي تسهم في  تكوين شخصية الفرد. فهي عبارة عن سلسلة من عمليات التعلم التي تتم بناء على احتياجات المجتمع بهدف إعداد وتنمية قدراته لكي ترتقي به، ثم المشاركة في كامل سلسلة التطوير للأفراد، سواء لأنفسهم أو للمجتمع المحيط بهم)[44](. فمن خلال التربية المجتمعية تتم عملية "التربية الاجتماعية: وهي العملية التي يكتسب بمقتضاها الأطفال الشعور بالاندماج في مجتمعهم، وتنمية المشاركة في الأنشطة التي تدعو الحاجة إليها لحل المشاكل الاجتماعية"([45]). وهكذا تتم عملية التربية المجتمعية.

فالتربية المجتمعية إذن حصيلة ما يجنيه الفرد من تعلم بمجرد عيشه في بيئة معينة، ومجتمع معين، وزمن معين بالاكتساب المباشر لألوان التفكير، والسلوك، وتبني المعايير، واتخاذ المواقف، واعتناق القيم.إنها التربية الطبيعية التي لا تحار في كيفية دخولها إلى النفس دون استئذان، وبناء آثارها فيها إلى ما شاء الله، لدرجة يتعذر معها على أقوى البرامج التربوية أن تقتلعها وتحلّ تربية أخرى محلّها، إنها الموئل الكبير للتنشئة الاجتماعية والأخلاقية([46]).وهكذا يتضح أثرها في عملية التغيير داخل المجتمع ولأفراده ومؤسساته.

وعليه فالمقصود بعملية التربية المجتمعية موضوع البحث: هو تلك العملية التي تقوم بها مؤسسات اجتماعية عن قصد أو غير قصد للتعامل مع الفطرة الإنسانية وفق منهج محدد، لنقل ذلك الإنسان وتغييره إلى الأحسن، ويتعاون في ذلك الأسرة، والمدرسة، والمؤسسة الدينية، والمؤسسة الاجتماعية ذات الصلة، والقائمون عليها جزء منها. ويدخل في ذلك القيم والمبادئ التي تعود إليها مرجعية الأسرة، وتقاليدها وعاداتها المنبثقة من اعتقادتها التي تعيش بها، وأعرافها الواعية، والنظم واللوائح والقوانين المنظمة لتلك المؤسسات، التي تتعامل بها مع أفراد المجتمتع ومتغيراته، بطريقة صحيحة تفيد أبناءه في الحاضر والمستقبل ولا تسبب له الضرر، فالمجتمع هو الجهة التي ستقوم بعملية التربية لأبنائه، وهو البيئة التي ستتم فيها تلك العملية.

 (الخطوة الثانية) وسائل التواصل الاجتماعي: الإيجابيات والسلبيات والمخاطر

تم تناول معنى التواصل آنفا، ووسائله المتمثلة في المواقع الإلكترونية والمنصات وشبكاتها والموجودة على الشبكة الدولية والتي نطلق عليها الإنترنت، وسيتناول البحث -في هذه الخطوة- الحديث عما يرتبط بتلك المواقع وأنواعها وأنشطتها ومستخدميها، من خلال نبذة بسيطة عن أبرز وسائل التواصل الاجتماعي، وتطورها منذ النشأة وطبيعة عملها، وذلك من خلال ثلاثة أبعاد: أبرز إيجابياتها، وسلبياتها، ومخاطرها.

فقد بدأ تأسيسها منذ عام1997 في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تركز على المراسلة الفورية والإعلانات والصور والفيديو، والتواصل المباشر، أو المهني والبحث عن الوظائف مثل (لينكيد إن- 2003)، إلا إن أشهرها كان يهتم بالمدونات الشخصية، واليوميات وطلبات الصداقة مثل (فيس بوك-2004)، والتدوين المصغر والتغريدات والهاشتاج مثل (تويتر- 2006) أو المكالمات الصوتية والمحادثات الجماعية مثل (واتس آب- 2009)، ومشاركة الصور والفيديو والموسيقا والقصص مثل (إنستجرام- 2010)، والبرامج عبر الهاتف ومقاطع الفيديو القصيرة والثنائيات ومزامنة الشفاه والاتجاهات مثل (تيك توك- 2016) وقد تأسس في الصين، وبالرغم من انفراد بعض الدول ببرامج تخصها مثل الهند وروسيا والفلبين، وكوريا الشمالية، إلا أن غالبية هذه المواقع المشهورة قد تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية، وأشهرها الآن منصة (فيس بوك))[47](. ولم تكن لتنتشر تلك الوسائل وتتنوع إلا لأنها قدمت الكثير من الإيجابيات للمستخدمين في كافة مجالات حياتهم. 

(البعد الأول) إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي:

إن الإيجابيات الداعية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جمهور المستخدمين متعددة ومختلفة، فقد لخصتها نتائج استطلاع([48])عالمي نشر في 8 مايو 2024، على الترتيب أولا: البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة. ثانيا: ملء أوقات الفراغ. ثالثا: قراءة القصص الإخبارية. رابعا: متابعة المشاهير والمؤثرين. كما أن الشبكة الأكثر شعبية في العالم: الفيسبوك، ففي يناير2024 بعد عشرين عاما من تأسيسها بلغ مستخدموها أكثر من ثلاثة مليارات، يتبعهاYouTube ثم WhatsApp ثم Instagram. 

وهناك إيجابيات أخرى مرتبطة بطبيعة وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن بلورتها في ثلاث نقاط كالتالي: 

(أ) الخدمات الإيجابية التي تقدمها للمستخدم. 

(ب) الخصائص الجاذبة للمستخدم. 

(جـ) أعداد المستخدمين ومدد الاستخدام.

(أ) الخدمات الإيجابية التي تقدمها للمستخدم: وهي متعددة ومتنوعة، وأبرزها ما يلي([49]):

  1. الملفات الشخصية أو الصفحة الشخصية profile page: للتعرف عليه وعلى أنشطته لكل أصدقائه.
  2. المجتمع community: بتشكيل كل مجتمع خاص، ليتواصل بفعالية حول اهتماماته المختلفة.
  3. الأصدقاء والعلاقات friends/connections: التي في الواقع، للتعارف وتبادل الاهتمامات.
  4. إرسال الرسائل send messages، وسرية المعلومات: للشخص سواء من قائمة الأصدقاء أو من غيرها. 
  5. ألبومات الصورalbums: بإنشاء عدد لا نهائي من ألبومات الصور، للمشاركة والتعليق عليها.
  6. خاصية الفيديو video: بتحميل المشترك الفيديوهات الخاصة به ومشاركتها وإرسالها كرسالة مرئية.
  7. الصفحات الإعلامية advertising pages: وتخص شبكة الفيس بوك، وللغرض التجاري أيضا.
  8. آلية فهرسة المعلومات indexing information: بجمع وتنظيم وفهرسة المعلومات.
  9. إزالة القيود المفروضة في العالم الحقيقي: في اللغة والموقع الجغرافي والثقافية وقيود الزمان والمكان.
  10. توفير مستودعات للمخزون المعرفي للمجتمع: حول مختلف المجالات كمكتبة افتراضية حول العالم.
  11. التسلية والترفيه : توفر شبكة الإنترنت آلافا من الألعاب الإلكترونية البسيطة المجانية([50]).
  12. التسوق من خلال شـبكة الإنترنت: بطلـب مختلـف أنـواع البـضائع دون مغادرة البيـت.
  13. تعزيز الرضا الوظيفي: للموظفين بالتركيز والشعور بالسعادة في العمل، لأنها أزالت أعمالا تثقل كاهلهم.
  14. تطوير الأعمال المصرفية والماليةأصبح من السهل إتمام الخدمات المصرفية  بأنواعها المختلفة عبر الإنترنت عن طريق جهاز كمبيوتر محمول أو جهاز لوحي أو تطبيق هاتف)[51](.
  15. استفادة قطاع التعليم من التكنولوجيا الرقمية:إذ زاد الاعتماد على الأدوات والمنصات التكنولوجية في دعم العملية التعليمية، وتطوير التعليم، من خلال: (أ) تصميم برامج التعلم التفاعلي. (ب) نظم إدارة التعلم، التي تمكن المعلمين من تنظيم الدورات والتواصل مع الطلاب. (جـ) الفصول الدراسية الذكية: والتي تعتمد على استخدام أجهزة رقمية تفاعلية (د) التطبيقات التعليمية: للطلاب على كل الأجهزة الإلكترونية اللوحية. (هـ) الكتب المدرسية الرقمية: ذات المحتوى بصيغة PDF. كل تلك الإيجابيات مما زاد ارتباط المستخدمين على مختلف مراحلهم العمرية بوسائل التواصل الاجتماعي، وفي مختلف مجالات الحياة الشخصية والعملية.
  16. استفادة أصحاب الدعوة إلى الله منها: فتعاملهم مع المستحدثات التقنية قائم دائما على القيم والمبادئ المنبثقة من عقيدتهم، فترسم لهم حياتهم، وهم يهتمون باستخدام إيجابيات تلك التقنيات باعتبارها (أ) جسراً للتواصل بين بني البشر-كما دعا إلى ذلك القرآن الكريمفسهلت التعرف إلى ثقافات الشعوب، والتعاون بينهم. (ب) وسيلة دعوة إلى الله: ينشغل بها صاحب الدعوة للإسلام بنشرها بوسائل وطرق مختلفة، والدفاع عن العقيدة الإسلامية من هجمات خصومها. (جـ) وسيلة إعلامية: إذ هي أفضل الطرق لحفظ الملفات وأسرعها إرسالا لها، وتقديمها لألوان المعرفة بين يدي المستخدم. (د) وسيلة تعليمية: للطلاب العاملين في حقل الدعوة إلى الله والأئمة والدعاة([52]). بحيث يسهل مهمتهم في نشر رسالة الإسلام مستفيدين من كل جديد.

(ب) الخصائص الجاذبة للمستخدم:

إن مما أعطى وسائل التواصل الاجتماعي القدرة على الهيمنة على كيان الإنسان عدة خصائص أبرزها([53]):

  1. العالمية: إذ ألغت الحواجز الجغرافية والحدود الدولية، بين الأفراد، فسهلت تلقي الأخبار المحلية والعالمية.
  2. التفاعلية والانفتاحية: فهي تسعى لذلك منذ نشأتها وتطورها لضمان الاستمرارية والانفتاح على الجميع.
  3. سهولة الاستخدام : من خلال حروف اللغة والترجمة والصور والرموز في نقل فكرة المتفاعلين.
  4. الاهتمام، والمحادثة: بتبني الاهتمامات المشتركة للمستخدمين كالألعاب، وسوق المال، والسياسة وغيره.
  5. اقتصادية الوقت والجهد والمال: فبمجانية الاشتراك والتسجيل، صارت ملكا للجميع.
  6. الخصوصية: فأداة الاتصال خاصة بالمستخدم لا يشاركه فيها أحد، وبريد خاص، وكلمة سر خاصة([54]).
  7. القدرة على القفز إلى عالم الممنوع: والأهم حيث داخل المنازل، فخصوصيات الأسرة، فالشخص نفسه.
  8. تعدي حدود المنع: فلو تم حجب المواقع المسيئة أخلاقيا ودينيا، فالمنع صعب عبر البريد الإلكتروني.
  9. انتفاء رقابة الأسرة: لأن الأداة خاصة بالفرد، واستعماله للإنترنت بعيد عن أعين الأسرة أو خارج البيت.
  10. القدرة على شغل التفكير: "إنها وسیلة تفاعل ذات كفاءة عالیة وتأثیرات شدیدة تشغل تفكیر المرء، وهي بیئة ینغمس فیها المرء ذهنیًا إلى درجة كبیرة، وتجذب البشر عمومًا بحیث تجعلهم ینسون الواقع."([55]) ولعل هذا من أسباب الإدمان للإنترنت، وقدرتها على أن تسلب الفرد ذاته.

(جـ) أعداد المستخدمين ومدة الاستخدام: 

وأما عن انتشار تلك الوسائل فيتضح من ضخامة عدد المستخدمين لها، والمدد الزمنية لاستخدامهم، للشبكات الاجتماعية، والأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم اعتبارًا من أبريل 2024، وهي مرتبة حسب النشطين شهريًا: فيس بوك 3.065 مليار، يوتيوب 2.504 مليار، إنستجرام 2.000 مليار، واتس آب 2.000 مليار، تيك توك 1.582 مليار، ويتشات 1.343 مليار، فيس بوك ماسنجر1.010مليار، تليجرام 900 مليون، سنابشات 800 مليون، دوين 755 مليون([56]). فضخامة الأعداد دلالة مهمة على استفحال المخاطر المترتبة على سلبيات الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة على الفرد والمجتمع. 

وإذا إضيف إلى ذلك الوقت الذي يقضيه الناس في بعض دول العالم المختلفة مع تلك الوسائل اتضح مقدار الخطورة التي تشكلها على الناس، إذ يصل متوسطه العام إلى 151 دقيقة يومياً في عام 2023، ومن بين تلك الدول مصر والسعودية، وبعض الدول الإسلامية الأخرى في العالم، إذ بلغ متوسط ساعات الاستخدام في مصر 2.40 ساعة، وفي السعودية 2.50، وفي الإمارات العربية 2.52، وفي أندونيسيا 3.14، وفي ماليزيا 2.52، وفي تركيا 2.56، ساعة([57])، والأرقام تعكس مقدار انشغال أبناء مجتمعات المسلمين، كما تفصح عن أسباب تخلفهم عن اللحاق بالدول المتقدمة في العالم بسبب إفراطهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بعيدا عن إيجابياتها، لأنه فاق المتوسط العالمي كما هو مبين.

وتتجلي الخطورة أكبر عندما نجد انتشار الاستخدام المفرط بين الشرائح العمرية للسكان، فبينما بلغ مقدار التعداد البشري لسكان الأرض وفق تعداد 2023 عدد 8.045 مليار نسمة، نجد أن الشريحة العمرية من 0-14 سنة تبلغ نسبتها من هذا العدد 25%، والشريحة العمرية من 10-19 سنة تبلغ نسبتها 16%، والشريحة العمرية من 10-24 سنة تبلغ نسبتها 24%، والشريحة العمرية من 15-64 سنة تبلغة نسبتها 65%([58]). وهذا مما يظهر تغلغل تأثير ما تلقي به وسائل التواصل في عموم كل مجتمع مهما كانت ثقافته.

ومن الملفت للانتباه أن المخاطر المترتبة على الإفراط في الاستخدام قد لحقت مجتمعاتنا العربية والإسلامية، يظهر ذلك أعداد المستخدمين للإنترنت ففي (مصر) مثلا في عام 2023 حيث بلغ 90 مليون مستخدم بعد أن كانت 84.50 مليون عام 2022، وهو في ازدياد بشكل شهري([59]). مما يعنى كبر حجم المشكلات المرتبطة بسوء الاستخدام له بين أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم.

 كما يظهر ذلك تعداد الشرائح العمرية المستخدمة في كثير من دول العالم الإسلامي والعربي، فالشريحة العمرية من 10-24 سنة (وهي القوة الحيوية في أي مجتمع) في مصر تبلغ 27% من 112.7 مليون أي ما يقترب من ثلث السكان، وبالمثل في العراق 32% من 45.5 مليون، وباكستان 32% من 240.5 مليون، والسودان 31% من 48.1 مليون، واليمن 32% من 34.4 مليون، وفلسطين 32% من 5.4 مليون، ونيجيريا 33% من 223,8 مليون، وموريتانيا 33% من 4.9 مليون، والأردن 29% من 11.3 مليون، هذا في الوقت الذي نجد أن دولا غير إسلامية قد حرمت من تلك النسب الكبيرة من الشباب كما في ألمانيا، إذ تمثل تلك الشريحة المذكورة 14% من 83.3 مليون، والاتحاد الروسي تمثل 16% من 144.4 مليون، وتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية 19% من 340.0 مليون([60]). والملاحظ هنا هو كبر حجم تلك الشريحة المهمة في المجتمعات العربية والإسلامية عن غيرها من المجتمعات الأخرى، وبالتالي تتضح خطورة الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بغير وعي، دون الاهتمام بإيجابياتها وتأثيرها على تقدم مجتمعاتنا العربية والإسلامية. 

وفي اليابان أيضا على سبيل المثال، وفقا لتقرير الحكومة اليابانية في أغسطس من عام 2022 حول مستويات أعمار اليابانيين واستخداماتهم لعدة خدمات بالإنترنت، فإنه يبين أن الأعمار من 6-12 عاما أكثر ما يشغلها هو مواقع الفيديو وتحميلها، يليه استخدام وسائل التواصل. وأما المراحل العمرية من (13-19) عاما ومن (20-29) ومن (30-39) عاما، فكان على رأس اهتماماتها الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي([61]). ومن ثم فبجانب ما تدل عليه هذه النسب من خطورة المرحلة العمرية المستخدمة للإنترنت، فإن جُلّ ما تنشغل به تلك المراحل العمرية هو ألعاب الفيديو واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على غيرها من الاهتمامات الأخرى المرتبطة بالأسرة أو العمل، أو البحث العلمي، مما يؤكد خطورة انتشار سلبياتها بين أفراد المجتمع.

(البعد الثاني) سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي: 

والمترتبة على الإفراط في استخدامها، وهي تشكل في ذات الوقت جملة من المخاطر من المهم النظر إليها بعين الاعتبار، ويمكن تناولها على النحو التالي

 (أولا) السلبيات المتعلقة بالأسرة: 

وبالتواصل بين الشريكين، وهي عديدة ولكن من أبرزها ما يلي:

  1. تفاقم الخلل الوظيفي في العلاقة بين الزوجين: بالفشل في إقامتها أو الحفاظ عليها بينهما، والمعاناة من القلق الاجتماعي، كشعورهما بعدم الراحة، أو عدم قدرتهما على التفاعل والانسجام الحقيقي وجها لوجه. 
  2. التقليل من جودة الوقت، ورضا الشريكين عن العلاقة بينهما: ونقص شعورهما بالرضا عن العلاقة، وزيادة الخلافات، والتي قد تؤدي إلى إدمان استخدام الإنترنت. والشعور بتجاهل الشريك بسبب استخدامه الهاتف المحمول كتصرف وقح، وقد يؤدي إلى زيادة الغيرة بين الشريكين، ويضعف الترابط بينهما[62])). 
  3. اضطراب الحياة الأسرية للمستخدم: فيقل الوقت الذي يقضيه مع أسرته، وقيامه بواجباته الأسرية، مما يثير أفراد أسرته عليه، فيؤدي إلى الانسحاب من التفاعل الاجتماعي إلى العزلة الاجتماعية.
  4. تسهيل عمل علاقات غير شرعية عبر الإنترنت: فتؤثر على إحساس الطرف الآخر بالخيانة وعدم الرضا عن العلاقة الزوجية، فتؤدي إلى الانفصال والطلاق([63]).ومن ثم تقطُّع أواصر الأسر داخل المجتمع.
  5. ازدياد معدلات الطلاق: بفعل الانشغال ووهم الاكتفاء بالأصدقاء عبر الشبكات، وكلمات المعجبين والمعجبات، والاعتقاد الخاطئ بالاستغناء عن الشريك الزوجي، فأفرز مصطلح (أرامل الإنترنت)([64]).

(ثانيا) السلبيات المتعلقة بالأطفال:

وهي تظهر عند استخدامهم للمواقع والتطبيقات الالكترونية أو الإفراط فيه، والذي قد يصل إلى حد الإدمان، كما أن تأثير تلك السلبيات له ارتباط  بالمراحل الطفل العمرية التالية: 

 (أ) مرحلة ما قبل المدرسة.        (ب) مرحلة المدرسة.         (جـ) مرحلة المراهقة

 (أ) مرحلة ما قبل المدرسة: ومن أبرز سلبيات الاستخدام المرتبطة بها ما يلي([65]):

  1. خسران الطفل لمهارات وقدرات إدراكية وحركية واجتماعية مرتبطة بتلك المرحلة: إذ إنه بقضائه الكثیر من الوقت –ببساطة- لمحفزات سیبرانیة([66]) دون تواصل مع العالم الواقعي: الناس الحقیقیین، وحیوانات ألیفة حقیقیة، ولعب ودمى حقیقیة وغيره، فهو مُعرَّض لخسارة مهارات مثل التعاطف مع الآخرین، والقدرات الاجتماعیة، وقدرات حل المشكلات، وكلها یتعلمها من خلال استكشاف البیئة الطبیعیة، واستخدام خياله في اللعب والابتكار بعیدًا عن التعقیدات. فحركته عنصر أساسی لتحفیز حواسه للتعامل مع البيئة المادية من حوله. أما المهارات البصریة -الحركیة فمهمة لنجاحه لاحقًا في دروس الریاضیات والعلوم الأخرى. 
  2. مشاهدة الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي لا تعزز المعرفة، والفهم، أو المهارات الإدراكیة: فحدیثو الولادة والصغار لا یفهمون ما الذي یشاهدونه على الشاشات حتى یبلغوا السنة الثانیة تقریبًا من عمرهم. 
  3. تشغیل شاشة الجهاز للطفل لا تتيح له مجالا للتعلم الحقیقي: من الواقع لأنها لا تترك للطفل المجال لكي یلعب مع أشیاء واقعیة أو یلهو وحده أو مع أقرانه أي یستكشف العالم المادي، أي يتعلم. 
  4. انقطاع التواصل البصري وقراءة تعبیرات الوجه: فأثناء تشغيل الشاشة للطفل وزيادة استعمالها، لا یتكلم الآباء والأمهات مع أطفالهم إلا قلیلا، وهذا من الأمور المهمة جدًا لاكتساب اللغة بالنسبة للأطفال. 
  5. تأخر النمو الذهني لدى أطفال الروضة: فانتشار التابلت بينهم في تلك المرحلة یؤثر سلبیًا في قدرتهم على تعلم القراءة والكتابة عند دخول المدرسة وإحراز إنجازات فيالدراسة. ومن ذلك تأخُر في وقت الانتباه والتركیز، والمهارات الحركیة، والذكاء، والكلام، والاندماج مع الآخرین، فضلا عن زیادة السلوك العدواني وعدم الرغبة في الاختلاط، والسمنة. كما أن انشغالهم بألعاب الكومبیوتر لفترات طویلة قبل النوم يسبب لهم في الیوم التالي في الصف أعراض ما یسمى بـ(الصداع الرقمي) ([67]).

(ب) مرحلة المدرسة: ومن أبرز سلبيات الاستخدام المرتبطة  بتلك المرحلة على الطفل ما يلي)[68](: 

  1. الإصابة بالسرطان نتيجة كثرة التعرض للإشعاعات الصادرة من تلك الأجهزة. 
  2. تأخر النطق، وضعف مستوى السمع وخاصةً عند استخدام سماعات الهاتف.
  3. ضعف في قوة النظر، وصحته، لكثرة قضاء ساعات طويلة في تصفحها.
  4. قلة حظه من النوم لتعرضه لإشعاعات الهاتف، والشعور بالكسل، مايؤثر سلبيا على تحصيله الدراسي.
  5. التسبب في حدوث آلام متكررة بالرقبة والظهر نتيجة كثرة النظر للأسفل عند استخدام الهاتف.
  6. التأثير السلبي على العموم الفقري، وعلى قوة الأعصاب، والشعور بالصداع والهذيان.
  7. حدوث التهابات في أوتار اليد، تتسبب فيها كثرة استخدام الأصابع في إرسال رسائل نصية.
  8. الإصابة بأمراض التشنجات والعدوى البكيترية، والتي تتسبب في حدوث العديد من المشكلات الصحية.
  9. إهمال تناول الوجبات بسبب الالتهاء في استخدام تلك الهواتف، فيؤثر على التغذية، ويحدث السمنة.
  10. جعل الأطفال أكثر عدوانية وعنفاً في التعامل مع المواقف الأخري بسبب الألعاب الإلكترونية.
  11. تعرضهم لخطر التنمر الإلكتروني، بسبب كثرة تواصل الأطفال عبر الإنترنت.
  12. الدخول على المواقع الإباحية أو مشاهدة محتوى غير لائق في حالة عدم وجود رقابة من الآباء. 
  13.  تأثيرات نفسية:، مثل انعزالهم عن المجتمع وانغماسهم في عالمهم الافتراضي الخالي من المصداقية الحياتية، اللازمة لصقل وبناء شخصية الطفل، مما يؤدي إلى أمراض نفسية كثيرة منها: الانطواء الاجتماعي وعقدة الاختلاط بالآخرين، وعدم الثقة بالنفس وسهولة الانخداع بالمظاهر، والخجل من التعبير عن الذات([69]). وكلها مشكلات تعطل النمو السوي للأطفال فيما بعد، وتضر بمستقبلهم.
  14. انسلاخ الطفل عن والديه، ونقص مفرط في الحنان وتعزيز الذات، وهو في المرحلة العمرية التي يحتاج الطفل فيها لحب وعاطفة الوالدين، واهتمامهم وإنشاء صداقات على أرض الواقع. 
  15. تأثُّر تربية الطفل بالمفاهيم والمصطلحات: التي يتلقاها من الشبكات الالكترونية بدلا من أن يكتسبها من قيم محيطه الأسري ومجتمعه. 
  16. تراجع دور مؤسسات التربية الاجتماعية: كالأسرة والمدرسة وغيرها، وتولى الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بأنواعه مكانها تربية وتثقيفا. 

كل تلك السلبيات المتقدمة تعمل كجرس إنذار للآباء كي ينتبهوا وليقفوا موقفا جادة منها لصالح أطفالهم.

 (جـ) مرحلة المراهقة: ومن أبرز سلبيات الاستخدام المرتبطة بها ما يلي:

  1. الإضرار بالصحة العقلية للمراهقين: إذ يقرر علماء الاجتماع، ونتائج الدراسات أنه نتيجة استخدام معظم المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا لوسائل التواصل الاجتماعي لساعات متواصلة توجد علاقة سببية بينه وبين انخفاض الصحة أو اضطرابات المزاج، وزيادة أعراض الاكتئاب والقلق. فالفتيات في المتوسط يخصصن ما يقرب من3.4 ساعة يوميًا لـ TikTok وInstagram وFacebook، مقارنة بحوالي2.1 ساعة بين الأولاد. مما أدى إلى انخفاض درجات الرفاهية في الأعمار من11 إلى 13 عامًا للفتيات ومن 14 إلى 15 عامًا للأولاد، وامتد الأمر للشباب في سن 19 عامًا)[70](. وهذا بدوره يقود الشباب إلى نتائج كارثية على مستواهم في التحصيل العلمي ومستقبلهم الصحي.
  2. تغيير التفكير لدى المتعلمين ونظرتهم وممارستهم للقيم الاجتماعية: بتقطيع وتشتيت قدرة المتعلمين في المرحلة الثانوية على التركيز والتأمل. وفقد الاستيعاب وتغيير العادات العقلية. فتبعد المتعلمين عن المجتمع وتضعف التواصل الحقيقي معهم، ومن ثم تتسبب في القضاء على التفاعلات الاجتماعية الحقيقية، بتفضيل التواصل الافتراضي على الفعلي، وإقامة علاقات زائفة مع الآخرين، مما يتسبب في تغيير نظرتهم وممارستهم تجاه العديد من القيم الاجتماعية([71]). بل وإهمالها والحط منها.
  3. إصابة الطلاب بالأعراض النفسية المرضية نتيجة سلبيات استخدامهم: فقد أظهرت الدراسات وجود ارتباط تلازمي بين الإدمان على استخدام الإنترنت وتفشّي ظاهرة الانتحار بين الشبان أو مجرد التفكير فيه. كما أن الأعراض التي تظهر على المفرطين في استخدام الإنترنت وتدل على الاكتئاب: مثل فقدان الاهتمام، والسلوك العدائي، والمزاج المكتئب، وعقدة الإحساس بالذنب، فإن منشأها هذا الإفراط، وليس مرضا كامنا سابق الوجود. كما أن مجموعة كبيرة من تلاميذ الصف السابع المدمنين منذ البداية الذين تعافوا بدا عليهم التحسن من تلك الأعراض، مقارنة بالذين ظلوا مدمنين منذ البداية على إدمانهم حتّى نّهاية عام التجربة. كما بين التقييم الأكاديمي للفتيان في بلجيكا في سن الرابعة عشرة، أن الزيادة في معدل مشاهدة المرئيات الجنسية على الإنترنت أدت إلى تراجع أدائهم الأكاديمي في غضون ستّة أشهر.
  4. الانخراط في سلوكيات غير آمنة عبر التعرض لمثلها عبر الإنترنت: بواسطة طلاب المدارس الثانوية، مثل تعاطي المخدرات، أو شرب الكحول أو إيذاء النفس، فتجعلهم أكثر عرضة لخطر الانخراط في سلوكيات مماثلة لها في الواقع.
  5. ظهور مشكلات نقص الانتباه وفرط الحركة: مثل المشكلات المرتبطة بالقدرة على التركيز، والسيطرة على الانفعالات، وتغييرات دماغية متزامنة مع ظهور هذه المشكلات. كما أقر الباحثون بأن حدة اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة تتناسب طرديا مع حدة الإدمان على الإنترنت.
  6. تشابه التغيرات الدماغية لدى المدنين على استخدام الإنترنت مع التغيرات الدماغية للمدمنين على المخدرات:. ومن ثم فإن ارتياد المواقع الإباحية على الإنترنت بشكل متكرر يعرض مشاهديها لخطر الإدمان بدرجة عالية جدا،. فتكون هي الجذور الحقيقية لكثير مما يعاني منه الشباب من اضطرابات.
  7. التنمر عبر الإنترنت: مصدر آخر للقلق للشباب أو مقدمي الرعاية لهم، فهو يمكن أن يكون ضارًا بالصحة النفسية للشباب، أكثر من التعرض له خارجه، ويزيد من خطر مشكلات الصحة العقلية لديهم([72]).
  8. تعريض المراهقين لأنواع أخرى من الكراهية السيبرانية بما فيها العنصرية: ويؤكد الباحثون إن العنصرية عبر الإنترنت تشبه الاعتداءات الصغيرة في الحياة خارج الإنترنت، وهي تؤثر سلبًا على الصحة العقلية. فالمراهقون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالاكتئاب وأعراض القلق، نيتجية هذه العنصرية السيبرانية([73]). وخير شاهد: ما أعلنت عنه الصحف- الجزيرة نت- في 6/8/2024 عن مقتل 3 فتيات صغيرات طعنا وإصابة 10 أشخاص آخرين على يد مراهق يبلغ من العمر 17 سنة، لم تحدد الشرطة البريطانية هويته، فأدى ذلك إلى اندلاع موجة عنف غير مسبوقة في مدينة ليفربول بوسط بريطانيا ضد المسلمين والمهاجرين، بعد انتشار معلومات مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن المهاجم لاجئ مسلم)[74](، فكانت تلك الاعتداءات التي وقعت على المسلمين ومساجدهم وممتلكاتهم بسبب وسائل التواصل.
  9. تسهيل عمل الإرهاب الإلكتروني: لجمهور المستخدمين، ولإرهاب الشعوب نفسها، وهو يترتبط بالبعد السياسي، أو الاقتصادي حيث يطال البنوك وأسواق المال، والمصالح الاقتصادية لجهة ما([75]).

  (ثالثا): السلبيات المتعلقة بالمجال التعليمي:

إنه بالرغم مما لشبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من إيجابيات في المجال التعليمي إلا إنها لم تخل من سلبيات مهمة، على المستوى الثقافي والقيمي في ذات الوقت وأبرزها ما يلي([76]): 

  1. إضعاف الذاكرة اللغوية العربية: بكثرة استخدام الكتابات النصية والأوامر الإلكترونية.
  2. نشر الأفكار والمعتقدات المتطرفة: مما يجعل المستخدم فريسة سهلة لتلك الأفكار المنافية للدين والأخلاق والعادات والتقاليد المجتمعية الأصلية والقيم الوطنية.
  3. إضعاف المهارات التحليلية: لاعتياد التلقي وعدم البحث وإنتاج المعرفة ، واستنساخ آراء الآخرين.
  4. إضعاف المهارات الجسدية والتواصلية: لاقتصاره على مهارتين أو ثلاث، فيحرم الطالب من تنمية المهارات الأخرى لديه، ونجاحه في حياته المستقبلية والاندماج في المجتمع.
  5. انعدام السرية والثقة والمصداقية: لضعف أمن المعلومات وإمكانية اختراق، الصفحات والتجسس عليها.
  6. التزوير الإلكتروني: وسرقة صور الأفراد وتزييفها ببرامج معالجة الصور المنتشرة على الإنترنت.
  7. الاختلاط الإلكتروني بين الجنسين: بطريقة منافية للضوابط الدينية ، فينجم عنه انحلال للقيم الروحية.
  8. انتشار الشائعات: فلا يمكن التأكد من مصادر المعلومات، بينما يمكن الأخذ بها دون التأكد من صحتها.
  9. الغزو الثقافي للدول: وتزداد فعاليته طرديا مع قوة ومكانة الدول الذي تمارسه، حيث تركز على نشر ثقافتها داخل الدول الأضعف، فتضعف الثقافة المحلية واللغة والقيم الأصلية لكثير من دول العالم، بغرض السيطرة السياسية والثقافية والعسكرية عليها.
  10. تدني مستوى الأداء الدراسي: فجموهر المعلمين يقرون بأن استخدام الأطفال للإنترنت لا يحسن أداءهم الدراسي، لانعدام النظام في المعلومات خلاله، وعدم وجود علاقة مباشر بين معلوماته ومناهج المدارس. فضلا عن استخدامهم له في البحث عن أشياء لا تمت لدراستهم بصلة([77]). فيتراجع مستواهم الأكاديمي.
  11. الوقوع في شرك الخدمات الترفهية الجذابة: لأنها تشغل الطلاب عن واجباتهم التعليمية، بقضاء ساعات طوال أمام الحاسوب، فيسبب لهم مشكلات نفسية واجتماعية كثيرة، لإدمانهم التعامل مع المواقع الترفيهية.
  12. عرض المواد الإباحية: عبر مواقع تدعو إلى الرذيلة وتهدم الأخلاق والقيم الدينية، فتدخل المستخدمين في متاهات تتنافى والمبادئ والأخلاق العامة للمجتمع([78]). وكل هذا مما يأتي على الحال التعليمي لأبناء المجتمع، ومكانته بين الدول المتقدمة تعليميا، فضلا عن حرمانه من المبتكرين والمبدعين من أبنائه.

(رابعا) السلبيات المتعلقة بالقيم الدينية والسلوك الديني

نتيجة الأفراط في استخدام وسائل التواصل داخل المجتمعات الإسلامية وعلى أبنائها وأبرزها ما يلي([79]):

  1. تعلم أبناء المسلمين وبناتهم الممارسات الأخلاقية المنحطة، وتناقلهم للكلام الفاحش، والبذيء، واستمراء مشاهدة الصور الفاضحة والمقاطع الفاحشة، والتباهي بانتهاك الحرمات والمجاهرة بالسوء، ولو كان كذبا.
  2. تحريض الفسّاق على الشرع الحكيم بالخوض فيه بلا علم، ورد النصوص الثابتة أو إساءة تأويلها، وبث الشبهات لإسقاط بعض الأحكام. وتضييع الوقت والتفنن في ذلك.
  3. ممارسة سلوكيات سيئة وعادات قبيحة لا تتفق مع واجب العبادات، كمطالعة صفحات الفيسبوك لساعات طويلة من الليل، والتكاسل عن صلاة الفجر، أو والتلهف على النظر في المحمول عقب صلاة الفريضة. وقد ينشغل قارئ القرآن بمحادثة ومصحفه في يده، أو المكوث على المواقع لإقامة علاقات مع الجنس الآخر، والتي تتسبب في الكثير من مشكلات داخل الأسر.

(البعد الثالث) المخاطر المترتبة على سلبيات الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: 

مما تقدم يتضح أن المخاطر الناجمة عن سلبيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن بلورتها وبشكل عام في عدة أمور، وكلها تدمر كيان الإنسان والمجتمع عن قصد، وهي كما يلي: 

  1.  إفقاد الفرد القدرة عل  السيطرة على ذاته: وهويته وشخصيته فلم تعد له ذاتية تميزه، ولا خصوصية، ولا ينتبه لما يصدر عنه، غارق في جهازه الذكي، قد سلبه إرادته، بما يُعرض فيه.
  2. تشويه السلوك الإنساني: بالممارسات الشاذة التي تم الحديث عنها مسبقا، ولم يعد هناك إنسان سويّ يتعامل مع آلة تكنولوجية بسيطة في يده وصنعت لخدمته، بل استدرجته بعيدا عن الحياة والمحطين به.
  3. تفكيك الرابطة الحقيقية: بينه وبين المحيطين به في الأسرة، والمدرسة، والمجتمع عموما، واستبدال الأشخاص الافتراضيين بهم، حتى أدمن التعامل مع الإنترنت وكل ما يأتي منه.
  4. الانسياق وراء الجهل والقعود عن تحري الحقيقة: وهو ما يسمى بالاستجابة لعلم التجهيل، ويعني علم الإنتاج الثّقافي للجهل، وهو يدرس طرق تعمُد غرس المعلومات الخاطئة، وزرع الشك في مجال علمي معين وإثارته وتثبيته في أذهان النّاس، من أجل تأمين الحماية القانونية للشركات المنتفعة من ذلك –شركات التبغ-  واستمرار تدفّق الأرباح الماديّة عليها. وينسحب ذلك على  الإباحيّة الجنسية على الإنترنت، فكل الشبان اليافعين تقريبا ونسبة النّساء المستخدمين للإنترنت يرتادون المواقع الإباحيّة بدرجة ما في ازدياد مضطرد، وبإشاعة سلوك معين حتى يصبح اعتياديا يتولد لديهم افتراض تلقائي بأنّه عديم الضرر أو"طبيعي"، ولا يسبّب تأثيرا سيّئا على أجهزة الجسم الحيويّة، رغم أنه عادة ما يكون غير مبني على أي أساس علمي([80])، وللأسف صارت الاستجابة لتلك الفرضية أمرا اعتياديا وبخاصة لدى كثير من المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي. بانسياقهم وراء ما ينشر عبرها دون تحرٍ عن أهدافه.
  5. ضعف التكيف مع التقدم التقني للاتصالات: والتعامل مع وسائله التي تحمل الإنترنت وشبكات التواصل، بعد أن وصلت إلى كل فرد في مدارسنا وجامعاتنا، وأصبح لا سلطان عليه في استخدامها كيفما يشاء.
  6. افتقاد القدوة في البيت والمدرسة والمجتمع: نتيجة تفشي المحاكاة الاجتماعية للسلوكيات السلبية المرتبطة بالاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وغياب المرشد الناصح. 
  7. التراجع الأخلاقي وتردي القيم:فوسائل التواصل الاجتماعي بما لها من خصائص جاذبة للاهتمام، تسببت في غياب الضمير الداخلي للفرد، وتراجع إرادته وقدرته على الضبط الداخلي، وظهور المشكلات النفسية والصحية والاجتماعية لديه، والتي هُدمت بسببها القيم الاخلاقية والاجتماعية.
  8. التخلف المجتمعي عموما: في العديد من مجالات الحياة بسبب حالة التبعية والافتتان بمستحدثات المجتمعات المتقدمة ماديا والدوران في فلكها، دون بذل مجهود من أجل النهوض لمنافستها.

هذه مخاطر جلبتها سلبيات الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي -جوهر مشكلة البحث الحالي- حتى صارت تشكل تحديات كبيرة أمام الأسرة والأبناء في مراحلهم العمرية المختلفة، وفي المجال التعليمي، والدعوة إلى الله، كما وضعت مؤسسات المجتمع أمام التحدي الذي يعوق عملها في التربية المجتمعية، والتي ينبغي أن تتصدى له بوعي واقتدار من أجل ترشيده

(الخطوة الثالثة) مقترحات ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي 

من خلال عملية التربية المجتمية

     بعد هذا العرض واتضاح الخطورة التي تشكلها وسائل التواصل الاجتاعي، رغم تحركها عبر التكنولوجيا وتطورها، لكن للأسف فإن البرامج التي تقوم على توجيه ونصح الآباء والمستخدمين لها -على اختلاف أعمارهم- إلى الكيفية الصحيحة لاستخدامها بأدواتها المتعددة من تليفون محمول أو حاسب آلي بأشكاله المختلفة، تبقى عاجزة عن ذلك. هذا فضلا عن التقصير والسلوك الخاطئ على المستوى الشخصي، وصعوبة تعديله، حتى وإن كان يشكل نوعا من الإدمان في الاستخدام . فجدية التعامل من المعنيين مفتقدة، وضعف التوجيه للمستخدمين واضح جلي. ومن ثم لزم تضافر الجهود وبشكل مؤسسي من قبل المجتمع نفسه والأجهزة القائمة على رعاية مصالحه، واتخاذ الخطوات العملية المناسبة، وسن القوانين واللوائح المنظمة للطرق الصحيحة للاستخدام بما لا يفسد على الإنسان صحته البدنية أو النفسية، ويعرض خصوصيته وحياته للانتهاك والابتزاز من قبل المتربصين. وعليه فإن مقترح البحث بترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال عملية التربية المجتمعية في مجتمعاتنا يمكن أن يتم تناوله من خلال عدة مسارات:

(الأول) البناء الداخلي للفرد.               (الثاني) الأسرة وبخاصة الزوجان. 

(الثالث) وقاية الآباء للأبناء في المراحل العمرية (أ- قبل المدرسة، ب- المدرسة، جـ- المراهقة والشباب).

(الرابع) بعض المؤسسات المجتمعية.

(أخيرا) برنامج مقترح للتوعية بكيفية ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

(المسار الأول): البناء الداخلي للفرد: ويمكن أن يكون من خلال ما يلي:

غرس بعض المعاني وإكساب الفرد بعض القدرات المعينة على التعامل بشكل صحيح متعقل مع وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، وتهدف إلى تقوية الإرداة الذاتية، والمراقبة الداخلية الضابطة له ولكل رغباته، على أن تتعاون كل مؤسسات المجتمع في ذلك، فلابد للفرد من اعتياد ممارسة وسائل تقوية الإرادة والضبط الداخلي لديه، والمراقبة الذاتية، ومراقبة الله تعالى، بترسيخ المعاني المستمدة من الآيات التالية:

  1. (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) آل عمران-175. بتنمية الرقابة لله تعالى ومن ثم الخوف منه، وتحري ما جعله مفيدا للإنسان، وتجنب ما يضره.
  2. (ولقد عهدنا إلى أدام من قبل فنسي ولم نجد له عزما) طه-115. بتقوية العزيمة، والإرادة الداخلية.
  3. (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي) يوسف-53. بتحري مواطن ضعف النفس.
  4. (لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة) القيامة- 1، 2. بتحري بناء النفس اللوامة بقدرتها على مراقبة النفس والمحاسبة، وتعديل سلوك صاحبها، لنيل شرف مدحها في قوله تعالى.
  5. (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) الشمس- 9، 10. بالارتقاء بتدعيم النفس بكل ما يسمو بها، وتتبع وسائله، والحذر من كل ما يسيء إليها فيهوي بها إلى القاع.

ومن جملة السلوكيات المعينة على البناء الداخلي المتقدم ذكره للمستخدم البالغ، ولوقايته من الوقوع في إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، اتباعه للتعليمات التالية:

  1. لا تنم والحاسوب جوارك في السرير، ولا تستعمله في السرير.
  2. نم مبكرا، واستيقظ مبكرا، ومارس تمارينك الرياضية، والتعرض للشمس، وتزود بالميلاتونين الطبيعي.
  3. استمع لموسيقا هادئة قبل النوم يساعدك على ذلك، وإن كانت الخلفية الصوتية للقرآن فأكمل وأفضل.
  4. اقرأ كتابا قبل النوم يساعدك على الخلود إليه. واستخدم غطاء للعين يساعدك على الاستغراق فيه.
  5. استلق على ظهرك وعدِّد الأشياء الجميلة التي تستحق الشكر منك للمُنعم سبحانه.
  6. ردد أدعية النوم تجعلك في جو نفسي مريح (آية الكرسي، والمعوذتين)، تبعدك عن القلق والكوابيس.
  7. لا تبق في المنزل بمفردك ما لم يكن لديك ما يشغلك، فهو مفتاح للشيطان، واخرج للمكتبة أو الرياضة.
  8. احرص على الامتناع والبعد عن الإيحاءات المحفزة لمشاهدة الإباحية، مثل برامج التليفزيون والأفلام السينمائية، ولقطات الإغراء فيها. واستعن بسلوك غض البصر كما وضحه القرآن الكريم.
  9. ابتعد عن الخمور والمخدرات وأشباهها: وإن كان على سبيل أنه دواء مسكن أو غيره.
  10. احرص على سلامة صحتك النفسية: بالابتعداد عن أسباب الملل، والحصر النفسي، والاكتئاب، والوحدة والشعور بالنبذ، والإجهاد، والإحباط، والغضب، والإحساس بالفشل، والشعور بالأسى لأحوال الآخرين، بأن تجعل بجانبك قائمة بأنشطة وأشياء ترغب في إنجازها حتى تذكرك بأهدافك القيّمة في أوقاتك العصيبة.

 (المسار الثاني): الأسرة (وبخاصة الزوجان):

 ويتطلب من الشريكين في الأسرة الحرص على الاهتمام بكيفية إدارة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تحقيق العلاقات الأسرية الجيدة أثناء الحياة اليومية بينهما، باتباع عدة أمور أهمها ما يلي)[81](: 

  1. ليضع الأزواج هواتفهم الذكية جانبًا أثناء قضائهم الوقت معًا، أوخارج غرفة النوم.
  2. نقل تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي بعيدًا عن الشاشة الرئيسية أو إلى المجلدات.
  3. الحرص على ألا يكون المحمول أداة لإهمال شريكك، أوتجاهل رغبته في القرب منك، أو للتجسس عليه.
  4.  ليبتعد الشريك عن التعامل مع العلاقات الرومانسية القديمة عبر وسائل التواصل، وليوقف تشغيل إشعاراتها.
  5. التخطيط لأنشطة لا تترك للشركاء مساحة أو وقتًا للتصفح. من أجل مزيد من التقارب الزوجي.
  6. تحديد وقت استخدام تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي على الهواتف الذكية بمثل ميزة Screen     Time في آيفون أو Digital Wellbeing في أندرويد.
  7. إلمام الأسرة الجيد بالمحتوى الذي تستهلكه عبر الإنترنت: حرصا على الترابط الأسري الذي يضيف إلى الحياة قيمةً ومعنى، ويعزز الالتزامات والمسؤوليات المتبادلة واهتمام أفراد الأسرة ببعضهم بعضًا.
  8. الحذر من أن تكون الحياة الشخصية للأسرة مطروحة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت أية إغراءات.
  9. الاستفادة من توجيهات (جمعية المحامين الأمريكية) بأنه إذا كانت هناك بالفعل أشياء على الإنترنت تفضل عدم طرحها فيجب عليك إزالتها على الفور، أو اطلب من معارفك إزالة المنشور المسيء بلطف. وأفضل مسار للعمل عند مواجهة نزاع الطلاق أو حضانة الطفل هو الاتصال بمحامٍ([82]).

 (المسار الثالث) وقاية الآباء للأبناء في المراحل العمرية:

(أ) مرحلة ما قبل المدرسة:

لإنزال هذه المرحلة منزلتها من الاهتمام لابد من محو أمية الاستخدام للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لدى الأبوين، من خلال عمل دورات وندوات للتوعية بكيفية الاستخدام الصحيح له، وبما يمكن طرحه فيها، والتزامهما مع الأبناء في المنزل، قبل ذهابهم إلى المدرسة باتباع الواجبات التالية: 

  1. تواصل بصريا مع الطفل: بالنظر في عينيه فهو في غاية الأهمية، وبخاصة الأم منذ لحظات الرضاعة الأولى، وحتى بعد بلوغه العامين، وإلى أن يدرك سن المدرسة ففيها سبر لأغواره، كما أن الطفل يقرأ الحياة في عيني أمه، ويقرأ الأحاسيس والإدراك العقلي، و يتعلم اللغة وغيره، وغيابه يعرض نموه للخطر([83]). 
  2. احذر استخدام جلیسة أطفال رقمیة (روبوت في المستقبل)، لحاجة الصغار إلى أشخاص حقیقیین یربونهم، يكلمونهم بحنان، لا رفيق عبارة عن شاشة، فهو لا يغني عن الوجود البشري الحقیقي.
  3. اعلم بأن دماغ الطفل شيء صغیر جدًا ینمو بسرعة ویتطور من خلال محفزات حسیة، وعليك التفكیر في كل الحواس: اللمس، الشم، البصر، الصوت، التفاعلات، فالتجارب المبكرة للطفل تتحول إلى شیفرات في الدماغ وسوف تترتب علیها تأثیرات دائمة.
  4. ضع قواعد لاستعمال الشاشات من قبل الأطفال (قبل سن المدرسة) مع الاعتبار بتأثيرها السلبي على نموه: (أ) ساعة واحدة فقط في اليوم یسمح خلالها للأطفال بعمر الثالثة إلى الخامسة بمشاهدة التلفزیون. (ب) لا یسمح باستعمال وسائل تحمل بالید أو ألعاب الفیدیو قبل سن الثالثة عشرة، وتقیید ممارسة ألعاب الفیدیو إلى ثلاثین دقیقة یومیًا لمن في عمر الثالثة عشرة حتى الثامنة عشرة، حتى لا يكون عرضة للإصابة بالأورام نتيجة تعرضه للإشعاع.
  5. تفهّم أن الأطفال من الناحیة الطبیعیة یتأثرون عاطفیًا، وحساسون جدًا للأشیاء المؤثرة عاطفیًا، أو المزعجة أو العنیفة، ولهم إدراك مختلف عن الواقع والخیال عما لدى الكبار، فالمشاهدة المتكررة للأفلام المرعبة أو العنیفة ستترك أشیاء تختزن في ذاكرتهم، فتتكون لدیهم ذكریات مفزعة دائمة.
  6. لا تخدعك ادعاءات التسویق، فالعلم يظهر لنا أن تطبیقات التابلت ربما لا تكون تعلیمیة كما تدعي، وبالتالي فإن الوقت الذي یمضیه الطفل مع الشاشة في الواقع ربما یسبب تأخر نموه، أو خللا في انتباهه وتركيزه، وتأخر في تعلم اللغة للذين یمضون أكثر من ساعتین في الیوم مع الوسائل التفاعلیة.
  7. قم بعمل استطلاع سیبراني عن عالم طفلك، بزیارة روضة الأطفال، وغرفة النوم، وغرفة المعیشة التي یلعب فیها، وقم باستبعاد أي شيء فیه شریحة رقمیة أو مصدر للضوء الوهاج، أعطه لعبة القطع المتراكبة التي یبني بها ویبتكر التشكیلات، والقطارات الخشبیة والدمى، وحین تلعب مع طفلك اجلس على الأرض وانظر إلى عیونهم، واستمتع ببعض الوقت دون قیود معهم، لتنشيء رابطة معهم فتستفيد وتفيدهم كثيرا([84]). 
  8. ليحذر الأبوان كثيرا من إدمان الإنترنت لخطورته  في ارتكاب الجريمة للأبناء: فالتكنولوجيا قد تؤدي إلى أعمال العنف دون سابق تخطيط، ويكون لها نتائج مأساوية كما يقرر علماء نفس الجريمة، كما حدث مع (أليكسندرا توبياس) عام 2010، أم في الثانية والعشرين تعيش في فلوريدا، عندما اتصلت بالإسعاف ليساعدها في إنقاذ ابنها ذي الثلاثة أشهر، وادعت أنه سقط من على الأريكة بعد أن دفعه كلب العائلة وارتطم رأسه بالأرض، ثم اعترفت منهارة من الحزن والندم، بأنها كانت منشغلة بلعبة المزرعة Farmville على الكومبيوتر، وفقدت أعصابها عندما بدأ الصغير يبكي ولا يسمح لها بالتركيز على الفيس بوك، فأخذت تهزه بعصبية حتى ارتطم رأسه بالكومبيوتر، وقد أعلن في المستشفى وفاته بسبب جروح في الرأس وساق مكسورة، فالأم تعتني بجودة قطيعها من الماشية لكن حياتها في الواقع تحطمت، ونالت عقوبتها بعد إدانتها في المحكمة بأقسى عقوبة في فلوريدا لجريمة من الدرجة الثانية خمسون سنة.
  9. الاستعانة باستراتيجيات الوقاية من الإدمان للإنترنت من قبل الأسرة مع أبنائها: أولا: تأكد من مرات تشغیلك للهاتف، وتوقف عن فتحه فورًا. ثانيا: ضع توقیتات زمنیة، وتحكم بتصرفاتك على الهواء، فالأطفال یقلدون الكبار. ثالثا: اقطع اتصال الهاتف بین فترة وأخرى، وأوقف تشغیل الأجهزة أثناء تناول الوجبات([85]).

وهكذا فإن تربية الأسرة في البيت هي جزء من التربية المجتمعية الصحيحة، قديماً وحديثاً، كما أن المكتسبات الاجتماعية والوجدانية والمعرفية إنما يستقيها الطفل من البيت والمجتمع، ويدخل بها ساحة التعلم، فتسهله عليه أو تعيقه، كما أن التأثير الذي يتركه تصرفات الأهل على أداء أولادهم في المدارس وخارجها يوفر لهم الدعم الأكاديمي والمعنوي، ورعاية سائر شؤونهم المدرسية، واستثارة دافعيتهم للتعلم مدى الحياة، فمشاركة الأسرة -والأم بخاصة- له تأثيره على التحصيل الدراسي للطفل في المدرسة كما تظهر الأبحاث.

(ب) مرحلة المدرسة: 

ومن أهم الإرشادات التي ينبغي الالتزام بها من قبل الأبوين لوقاية أبنائهما من الأضرار الناجمة عن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وسلبياته ومخاطره في تلك المرحلة ما يلي:

  1. التثقيف الجنسي للآباء ومن ثم الأبناء: فهو أمر هام وحيوي لكل الأجيال، وبالذات للنّاشئين. فأغلب الآباء يتحرجون من الحديث مع أبنائهم في موضوع الجنس، بل ويخجلون من التّطرق له بأي حال، وقد يفتقرون إلى القدرة على التّعبير عن هذه المواضيع بسبب نقص الخبرة فيما ينبغي أن يقال. وهكذا ينشأ الأبناء دون توجيه أو علم بأمور الجنس، ويصبح الأقران هم المعلّمون، وعندما يقودهم الفضول وحب الاستكشاف إلى مشاهدة الأفلام الإباحية على الإنترنت تصبح هي المعلم الأكبر([86]). لذا ينبغي أن يكون للأبوين دور واعٍ تجاه التثقيف الجنسي، ورصيد الإسلام في ذلك خير معين بأسلوبه الصريح والوقور. 
  2. الاجتماع عند استخدام الإنترنت مع الأبناء: فيمكن للبالغين مساعدة الأطفال على تحقيق أقصى استفادة منه بالتشجيع على استخدام المنصات للتعامل مع الآخرين بطرق إيجابية، فالاجتماعات العائلية مكانً رائع لمناقشة مشكلات التواصل الاجتماعي مع العائلة بأكملها والحصول على دعم للحلول
  3. مساعدة الأطفال على البقاء على اتصال بشبكات الدعم الخاصة بهم. وبخاصة للأطفال من الفئات المهمشة، مثل المراهقين الذين قد يكونون مترددين أو غير قادرين على مناقشة هويتهم مع مقدمي الرعاية في مثل هذه الحالات، ومن ثم يكون الدعم عبر الإنترنت بمثابة شريان الحياة لهم. 
  4. المراقبة الواعية للسلوكيات المثيرة للأبناء، مثل الرغبة الشديدة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم القدرة على التوقف، والكذب أو التسلل لاستخدام الأجهزة عندما لا يُسمح لهم بذلك([87](. 
  5. حافظ على النقاش المثمر مع طفلك كل يوم، وعن المدرسة وما يحدث فيها، وكن مستمعاً جيداً، وتعامل مع مشاعره بجدية، فقد يخبرك عن تنمر إلكتروني تعرض له، أو أمور غير منضبطة تحدث مع زملائه.
  6. لا تدع طفلك يأخذ هاتفه معه إلى المدرسة، وتأكد أنه لا يعطي رقمه لأي صديق يتعرف عليه، حتى لا يكون ضحية للسرقة أو التحرش أو التنمر. ودعه يحتفظ بالأرقام التي يريدها ساعة الطوارئ.
  7. تأكد أن طفلك لا يتعرض لمحتوى غير ملائم، باستخدامك التطبيقات التي تمنع المحتويات الجنسية أو العنف أو المحتوى المخصص للبالغين.
  8. حافظ على هاتفك المحمول وحاسوبك الشخصي معك بأمان وبعيداً عن أطفالك في الليل،  فقد يحاول الأطفال بهدوء الحصول عليه واستخدامه دون معرفتك.
  9. شجع أطفالك على ممارسة الرياضة بدلاً من الانشغال بالهواتف المحمولة ووجودهم على مواقع التواصل الاجتماعي طوال اليوم)[88](. وشغلهم بكل ما يساعد على نموهم العقلي والمهاري.

(جـ) مرحلة المراهقة والشباب: 

ولمراعاة المراهقين للوقاية من سلبيات ومخاطر استخدام وسائل التواصل، يلزم اتباع الإرشادات التالية:

  1. الحذر من تكلفة جواذب التكنولوجيا لنا: فالميزات مثل أزرار(أعجبني)، والإشعارات ومقاطع الفيديو التي تبدأ التشغيل تلقائيًا تجعل من الصعب للغاية الابتعاد عنه. والأخطر أن يتداخل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مع النوم، والنشاط البدني، والعمل المدرسي، والتفاعلات الاجتماعية الشخصية. وهكذا تقف التقنيات التي تجذبنا معوقا لكل الأسباب المهمة لنمو المراهقين.
  2.  توعية المراهقين بالمخاطر الحقيقية الكامنة في البيئة السبرانية: مثل الابتزاز الجنسي، والاعتداء، والتحرش السيبراني، والملاحقة، وتوعيتهم بشأن المنصات التي تنشأ من أجل إرسال المزيد من الصور الفاضحة ومشاهدتها وخزنها، والتي تشجع السلوكيات السرية أو غير القانونية.
  3. تحاشي مشاهدة الأفلام الإباحيّة على إلإنترت لما تشكله من خطر على الصحة العامة: وتأثيرها السلبّي على الدماغ أثبتته الأدلة العلمية، وكذلك التّجربة الإنسانية الواقعية، ومنها تأّخر الّطالب في تحصيله العلمي، وأمراض الضعف الجنسي بمختلف أنواعها، وتدهور العلاقات الزوجيّة، والتّعرض لخطر الإدمان.
  4. الإقلاع عن ارتياد المواقع إلإباحيّة كفيل بإصلاح الحال: ويمكنه أن يوقف هذه الأخطار الجسيمة، بل ويساعد على التّخلص من تأثيراتها الضارة إن وجدت، فمهما تكن طبيعة المرحلة التي وصل إليها الشخص في عادة استهلاك المواد  الإباحيّة من حين لآخر، أو أنّها أصبحت نشاطا يوميّا روتينيّا، أو أنّه وصل إلى مرحلة الإدمان، فإن الإقلاع عنها كفيل بإصلاح حاله. ومهما كانت سنّه، طفلا أو مراهقا، أو شابا في مقتبل العمر، أو حتّى في سن أكبر، فإنّه بالتّأكيد سوف يلاحظ تحسنا واضحا في جميع مناحي حياته بعد الإقلاع([89]). ويتحقق له بذلك امتلاك زمام نفسه وإرادته.
  5. محو أمية المراهقين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل استخدامهم لها، لضمان اكتشافهم لمعلومات جديدة، وتطويرهم لكفاءات ومهارات مستنيرة نفسياً، تزيد من فرص استخدامهم لها بشكل متوازن وآمن وهادف، واستكشاف هوياتهم، والتعرف على الأحداث الجارية، والتفاعل مع القضايا.
  6.  تحذيرهم من المحتوى الذي يعرض لإلحاق الضرر بالنفس، وغيره من الأعمال الأجرامية كالانتحار أو الإضرار بالآخرين، والحذر من أن تكون التكنولوجيا وسيلة لعرض محتوى السلوكيات المضطربة، والعادات المعيشية السيئة المرتبطة بالطعام، والتطهير، والتمارين المفرطة، أو مقارنات المظهر والجمال، وكيفية الإبلاغ عنها والتقليل منها وإزالتها.
  7. الاحتراس من المحتوى الذي يتعرض فيه المراهقون لـ(الكراهية الإلكترونية) والتمييز عبر الإنترنت، أو التحيز، أو التسلط الموجه نحو مجموعة مهمشة مثل: العنصرية، أو العرقية، أو النوع الاجتماعي، أو الجنسي، أو الديني، أو اتجاه مجموعة من الأشخاص بسبب هويتهم، أو تحالفهم مع مجموعة مهمشة.
  8. تعريف الأسرة (الوالدين) بالعناصر الأربعة، لوصف السلوك بالإدمان على الإنترنت، كي يمكن التعامل معه بشكل صحيح: أ- الاستخدام المفرط له- ب- النكوص نفسيا عند عدم توفر الكومبيوتر-جـ- درجة التحمل في الأداة الأفضل للاتصال والتطبيق- د- نتائج عكسية نفسية وعصبية ودراسية)[90](.

(المسار الرابع): بعض المؤسسات المجتمعية: 

يلاحظ مما تقدم أن بناء الإنسان وإعداده للحياة، غاية كبرى، ولا يقتصر على الأسرة والمدرسة وحسب، كما لا يجوز أن ينفرد التربويون به، بل يسعى إليه المجتمع كله. ومن ثم كانت ضرورة إسهام المؤسسات المختلفة في المجتمع للقيام بعملية الترشيد لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لكل شرائحه. وسيكتفي البحث بنوعين من المؤسسات: الحكومية العامة، والدينية، والاستفادة منهما كما يلي:

النوع الأول: الأجهزة الحكومية وتجاربها في بعض دول العالم. 

النوع الثاني: المؤسسة الدينية وإرشاداتها

(النوع الأول) الأجهزة الحكومية وتجاربها في بعض دول العالم

يمكن الاستفادة من تجارب بعض الدول، من قبل حكوماتها في مجال مواجهة إفراط المراهقين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، ومخاطره بأشكالها المختلفة، وذلك على النحو التالي: 

  1. في الصین، وهي من أولى البلدان في العالم الذي حدد الاستعمال المفرط باعتباره حالة مرضية متمثلا في مشكلة اللعب القسري باعتبارها أكثر خطورة وانتشارًا، وقامت بإجراءات لعلاجها، فقامت الحكومة بإنشاء مراكز لرعایة وعلاج المراهقین من (المدمنین على الإنترنت).
  2.  وفي كوریا الجنوبیة، لاحظت الحكومة كثرة أعداد المراهقین المدمنین الذین یتهربون من النوم، ومن واجباتهم المدرسیة، ومن أصدقائهم في العالم الواقعي لغرض ممارسة الألعاب الإلكترونیة على الهواء. ففي سنة 2011جرى تفعیل »قانون الإغلاق«، الذي یمنع الشباب في السادسة عشر والأصغر منهم من الاتصال بالإنترنت بین منتصف اللیل والساعة السادسة صباحًا، وفي السنة اللاحقة، صدر تعدیل له یمنع الأفراد تحت الثامنة عشر من اللعب على الهواء بین منتصف اللیل والسادسة صباحًا إلا إذا سمح لهم آباؤهم أو أولیاء أمورهم بذلك. في سنة 2015أُنشأت خمسمائة وحدة صحیة في المستشفیات لمعالجة إدمان الإنترنت، فضلا عن البرامج المخصصة للوقایة من الإدمان والتي تنتشر في كل منطقة تعلیمیة. 
  3. في تایوان: تم إصدار تشریع سنة 2015یفرض على الآباء دفع غرامة تصل إلى 50,000دولار تایواني أي  1,595دولارًا أمریكیًا إذا استعمل ابنهم وسائل إلكترونیة قبل الثانية من العمر، والحد من استخدامها تحت سن الثامنة عشر(خارج الوقت المعقول)، ويتحمل الآباء مسئولية ذلك.
  4. أما في الولایات المتحدة الأمريكية، فالأمر مختلف تماما، فهو يدور حول جعلالریاضة الإلكترونیة، أو الألعاب مادة تُدّرس رسمیًا في كلیات التربیة الریاضیة، بينما يرى البعض أنه عمل غير مسئول لأنه مرتبط بالكثیر من المتاعب والمخاطر، إذ حدث سنة 2004 أن شابا بالصين في الثالثة عشرة یدعى (زانغ زیاوي) ظل یمارس لعبة )الطائرات الحربیة) لمدة ست وثلاثین ساعة بلا انقطاع - ضمن ماراثون اللعب- وبعد ذلك قفز من نافذة عالیة، وترك رسالة یقول فیها إنه یرید الانضمام إلى أبطال اللعبة، فالاستمرار لست وثلاثین ساعة متواصلة، في أي لعبة كانت، يجعلك تتعرض للإجهاد الذهني والبدني إلى درجة أنك تشعر بالضیاع. ليس هذا فحسب، بل هناك مدمنون یعانون من حالة (زیادة النشاط الحركي) ینهمكون في شجارات بدنیة، ویعانون من مشاكل صحیة سببها الساعات الطویلة التي یقضونها في اللعب مثل ألم في الید والرسغ، إهمال النظافة، عادات أكل غیر منتظمة([91]).
  5. في فرنسا، قامت الحكومة بدور ریادي في هذا المجال إذ منعت في  سنة 2008البرامج الموجهة للصغار لغرض حمایتهم من التأثیرات السلبیة للتلفزیون. وهناك الآن عام 2024 تحذیرات من البرامج الأجنبیة للصغار التي تبثها قنوات التلفزیون الفرنسیة الأرضیة بالإنجليزية، تتضمن أن مشاهدة التلفزیون یمكن أن يبطئ نمو الأطفال تحت سن الثالثة. كما تقوم المدارس الفرنسیة بحملات توعیة تقدم فیها الإرشادات الصحیحة وتقترح العمر المثالي للتفاعل مع التكنولوجیا.
  6. أما كندا واسترالیا، فلدیهما إجراءات مماثلة، ولكنهما لا تمارسان المنع.
  7. وفي تركيا، أعدت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية (دليل حماية الأطفال من المخاطر الرقمية) للعائلات يشرح المشكلات التي قد يواجهها الأطفال من النواحي الاجتماعية والأكاديمية والنفسية والأمنية في العالم الرقمي، ويتضمن المعلومات اللازمة للآباء والأمهات لحماية أبنائهم من مخاطر العالم الرقمي)[92](.
  8. وضع دليل إرشادي مرجعي يوضح أوجه الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي، وكيفية تجنب مخاطرها، والتكيف الصحيح مع تطورات العصر، وتقوم عليه المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية.
  9. تكثيف حملات التوعية الإعلامية  بمخاطر شبكات التواصل الاجتماعي، عبر أجهزة الإعلام المختصة([93])

(النوع الثاني) المؤسسة الدينية وإرشاداتها: 

بالاستفادة من الإرشادات التي يقدمها الدعاة من علماء الدين العاملين للوالدين، تخص أبناءهم وتعاملهم مع الجوال والأجهزة اللوحية، كي يجنبوهم الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي من منطلق إرشادي ديني، وذلك نظرا لما تمثله المؤسسة الدينية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية من مكانة في المجتمع، وما يمثله الدين من منزلة في نفوس المؤمنين به، وأهم تلك الإرشادات ما يلي: 

(أ) لمرحلة الطفولة: انطلاقا من كون الأبوان راعيين لأبنائهما ووقايتهما من عقاب الآخرة:

  1. راقب اهتمامات طفلك وقدم له الأنشطة الفنية أو الحركية المناسبة لسنه، وشاركه ألعابه المحببة، وشجعه على ممارسة الرياضة المناسبة لسنه، واجعله يلمس ويجرب كل شيء بنفسه بدلا من تركه للحاسوب.
  2. اصطحبي ابنك معك كأم إلى المطبخ ودعيه يشاركك عند إعداد الطعام بدلا من تركه مع الجهاز اللوحي.
  3. نمِّ لديه عادة القراءة في الكتب، فتقرأ له أولا، ثم يقرأ هو، ثم يقوم بحكاية ما قرأ، فلا يبقى أسيرا للحاسوب.
  4. شاهد مع طفلك الأفلام المفضلة لديه، وتحدث معه وأرشده لما يراه جديدا فيها. وكن مرنا متفهما فتعديل السلوك يحتاج إلى وقت، وتقديم الدعم والمساعدة لهم أمر مهم.
  5. تحدث مع طفلك، وحاوره ببساطة عن التأثير السلبي للاستخدام المفرط للجوال على الصحة والعقل، وكافئه عند اعتياده ضبط نفسه في استعمالها في أوقات محددة.
  6. استمع لطفلك جيدا وأجب عن أسئلته بما يتناسب مع سنه ومعرفته وبيئته، حتى لا يلجأ لغيرك.
  7. نمِّ لديه روح الفريق داخل العائلة، ومع أخوته وأقاربه، فيعرف التعاون والإيثار، ويبعد عن الأنانية.
  8. كن قدوة حسنة لأطفالك فلا تجعل الهاتف والحاسب يسلبك وقتك وأطفالك أمامه.

(ب) لمرحلة المراهقة والشباب، فأبرز الإرشادات التي يجدر بالدعاة توجيهها إلى كل مراهق وشاب: 

  1. أخلص النية في نفع الآخرين عند استخدامك وسائل التواصل الاجتماعي. وترقيق قلوبهم وإحياء نفوسهم.
  2. لا تجعل مواقع التواصل تشغلك عن الصلوات والواجبات من الأمور كالوالدين والأبناء..إلخ.
  3. تجنب الرياء والسمعة وخاصة في العبادات. ولا تجعل همك عدد الإعجابات والمتابعين.
  4. تثبت عند نقل أي خبر أو معلومة، ونسبتها إلى صاحبها. وكن حكيما في النشر والإرسال، ولا تروج الأكاذيب، ولا تكن سببا في نشر الهلع والخوف بين الناس.
  5. تجنب السخرية من الأشخاص بأي شكل كان بغرض لفت النظر وإضحاك الآخرين، والثرثرة الفارغة.
  6. لا تنتحل صفات أو أسماء أوظائف أو تتقمص شخصيات غير حقيقية. وكن إيجابيا  في تفاعلك مع الأهل والأصحاب بالكلمات لا بالرموز وإشارات الإعجاب.
  7. احذر من نشر صور شخصية لك أو أفراد أسرتك مما قد يفضح الأسرار. ولا تنشر صور النساء، فتحمل من الإثم الكثير بترويجها دون أن تدري.
  8. احذر ذنوب الخلوات مع الإنترنت خلال جهازك، أوتتبع العورات. واحرص على غض بصرك.
  9. لا تغفل عن الآثار الصحية السلبية بالاستعمال المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، وتضييع الساعات.
  10. لاتسترسل في الحوارات غير المجدية، وابتعد عن الألفاظ الجارحة أو المخلة وما لا يرضي الله.
  11. عامل من يخالفك الرأي باللين وجادله بالتي هي أحسن، وبلباقة وأدب وحكمة وعقل.
  12. حدد لأبنائك أوقات الدخول والخروج على هذه الوسائل قدر المستطاع ولا تترك نصحهم وإرشادهم.
  13. حافظ على اللغة العربية نطقا وكتابة، وعاون غيرك، واضبط الآيات وتأكد من صحة الأحاديث النبوية.
  14. احذر اختراق أجهزتك الذكية لسهولته، ولخطورته على أسرارك وأهل بيتك، باتباع بعض الاحتياطات:

(ضع شريطا لاصقا سميكا على كاميراتها- أغلقها واجعلها على مسافة آمنة عند التحدث في خصوصيات- لا تترك ملفات مهمة أو صورا عليها- تجنب دخول مواقع مشبوهة أو التحميل منها أو الرفع إليها- لا تفتح الرسائل المشكوك في مصدرها وتحاش الرد على مكالمات لا تعرف مصدرها بوضوح- استخدم لحمايتها كلمة مرور قوية– لا تترك برامج الاتصال في وضع التشغيل عند عدم الحاجة إليها).

 

(أخيرا) خلاصة البحث:  

برنامج مقترح

للتوعية بكيفية ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال عملية التربية المجتمعية

يشتمل على عدة إجراءات، ويقوم عليه مجموعات متنوعة ممن يعنيهم الأمر، يقومون من خلاله بعدة أعمال وأنشطة، بهدف وقاية المستخدمين من الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدامها بشكل معتدل وآمن، وهو يتضمن عدة إجراءات على النحو التالي: 

الإجراء الأول: ويتضمن وضع الأهداف، وأهمها:

1- التوعية بحقيقة وسائل التواصل الاجتماعي، وآثارها الإيجابية والسلبية.

2- التدرب على ممارسة الكيفية الصحيحة لاستخدامها ومتطلبات ذلك.

3- التحقق من الاستفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها والمخاطر المترتبة عليها.

الإجراء الثاني: تحديد الأركان الأساسية لعمل البرنامج، وتتمثل في الفئة المستهدفة له:

(أولا) الأسرة.          (ثانيا) المدرسة.      (ثالثا) المراهقون والشباب.

(أولا) الأسرة: وبخاصة الأبوان، بالتوعية والتدريب على القيام بالآتي:

  1. توعية الآباء بخصائص المراحل السنية للأبناء ومتطلباتها منهم، وكيف يمكنهم التعامل الصحيح معها.
  2. التثقيف حول حقيقة وسائل التواصل الاجتماعي علميا: وإيجابياتها، وتأثير استخدامها المفرط على الصحة النفسية والجسدية، والمخاطر المترتبة عليها مثل القلق والاكتئاب، وقضايا الخصوصية والأمان.
  3. تقديم وثائق للمربين: للتعرف على علامات الإدمان أو المشاكل النفسية المرتبطة بالاستخدام المفرط.
  4. التدرّب على مهارات التواصل الاجتماعي والحوار المفتوح: مع الأبناء، حول مخاطر الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعن استخدامها باعتدال، والحرص على الاستماع إلى مشاعرهم  وتجاربهم.
  5. التدرُّب على مهارات إدارة الوقت: لتمكين الآباء من تحديد الوقت المسموح به لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في اليوم ووضع قواعد واضحة لذلك. وتعليم الأبناء كيفية تنظيم وقتهم بشكل فعال واستخدام أدوات مثل جداول المهام أو التطبيقات التي تساعدهم في إدارته.
  6. اكتساب مهارة تشجيع الأنشطة البديلة: والانخراط فيها مثل الرياضة، القراءة، أو الهوايات التي يحبونها.
  7. تمثُّل النموذج الشخصي: للقدوة الحسنة من الوالدين لأبنائهما في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أمامهم، وممارسة الطريقة الصحيحة في التعامل مع التكنولوجيا.
  8. استخدام أدوات الرقابة الأبوية: المتاحة على الأجهزة الذكية لتحديد الوقت الذي يمكن للأبناء قضاءه على التطبيقات المختلفة أو لحظر بعض المحتويات. ومراقبة نشاطاتهم الرقمية على الإنترنت والتفاعل معهم بشأن ما يشاهدونه أو يشاركونه، لتنمية الاستخدام المسؤول لديهم.

(ثانيا): المدرسة: حيث تقوم باستهداف المعلم، والمشرف التربوي، للقيام بالآتي

  1. التوعية والتثقيف:  بتنظيم ورش عمل ومحاضرات للطلاب وأولياء الأمور حول الاستخدام الآمن والمسؤول لوسائل التواصل. والتوعية بمخاطر الإفراط فيه على الصحة النفسية، والاجتماعية، والأداء الأكاديمي.
  2. تطوير برامج تعليمية: بإدماج دروس في المناهج الدراسية تركز على مهارات إدارة الوقت، والتفكير النقدي، وأهمية التوازن بين الحياة الرقمية والحياة الواقعية، بدلا من الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.
  3. تشجيع الأنشطة البديلة:  بتوفير مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الترفيهية والتعليمية والاجتماعية التي تشجع الطلاب على المشاركة الفعالة بعيدًا عن شاشات الهواتف. وعلى التواصل المباشر بينهم لتعزيز العلاقات الاجتاعية الواقعية.
  4. إقامة شراكات مع أولياء الأمور: لتبادل المعلومات والنصائح حول كيفية مراقبة استخدام أبنائهم لوسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز الاستخدام المسؤول في المنزل.
  5. تنمية القدرة على تحفيز النقاشات المفتوحة: بتوفير مناخ يسمح للطلاب بمناقشة تجاربهم وآرائهم حول وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز الوعي الذاتي ويوفر بيئة داعمة...
  6. إكسابهم التفاعل بممارسة الأنشطة العملية: بتنظيم ورش عمل تفاعلية لتعزيز المهارات العملية في إدارة الوقت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. واستخدام الألعاب التعليمية التي تتيح لهم تجربة كيفية إدارة الوقت والتوازن بين الأنشطة المختلفة.
  7. توفير دعم الصحة النفسية والإرشاد: بتوفير مصادر لتقديم الاستشارات للطلاب المراهقين الذين يواجهون مشكلات مرتبطة بالاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، تساعدهم على إدارة التوتر والقلق.

(ثالثا) المراهقون والشباب: وما يلزم القيام به معهم من قبل الآباء والمعلمين، والمشرفين ما يلي:

  1. التثقيف حول المخاطر النفسية، والاجتماعية: بتقديم معلومات حول تأثير الإفراط في استخدام تلك الوسائل على الصحة النفسية، مثل القلق والاكتئاب، وعلى العلاقات الشخصية والدراسية.
  2. التدريب على إدارة الوقت، واستراتيجيات تقليله: بمساعدتهم على تحديد أهدافهم الشخصية والأكاديمية وكيفية تخصيص وقت لمهامهم ذات الأولوية. وتقديم نصائح والتدريب على بعض أساليب الحد من الوقت الذي يقضونه على وسائل التواصل مثل استخدام أدوات تتبع الوقت.
  3. التدريب على المهارات الاجتماعية كالتواصل الواقعي وجهاً لوجه وتنمية مهارات التفاعل الاجتماعي الفعّال.
  4. تشجيعهم وتطوير مهاراتهم: للمشاركة في أنشطة وهوايات جديدة تسهم في بناء علاقات اجتماعية قوية خارج الفضاء الرقمي.
  5. التربية الرقمية والإعداد لمواجهة التحديات: بتعليم المراهقين كيفية استخدام وسائل التواصل بشكل مسؤول وآمن، وبتدريبهم على استراتيجيات للتعامل مع المواقف السلبية عبر الإنترنت، مثل التنمر الرقمي.
  6. إكسابهم التفاعل بممارسة الأنشطة العملية: بتنظيم ورش عمل تفاعلية لتعزيز المهارات العملية في إدارة الوقت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. واستخدام الألعاب التعليمية التي تتيح لهم تجربة كيفية إدارة الوقت والتوازن بين الأنشطة المختلفة.
  7. الدعم النفسي والإرشادي: بتوفير مصادر للدعم النفسي والإرشاد، مثل مشرفين أو مستشارين نفسيين، لمساعدة المراهقين في حال مواجهتهم لتحديات في إدارة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

الإجراء الثالث: الجهات القائمة على البرنامج، والعمل المنوط بها:

(أولا) المشرف التربوي: وينبغي له للقيام بمهمته الآتي:  

  1. يشترط فيه: (أولا) الكفاءة المهنية. (ثانيا) الخبرة العملية في التعامل مع المراحل السنية المختلفة.
  2. قيامه بتقديم -علاوة على ما تقدم- محتوى للتوعية بخصائص المراحل السنية المختلفة للأبناء ومتطلباتها من الآباء والمعلمين.
  3. تنميته لطريقة التكيف الصحيح لدى الأبناء مع مستحدثات التكنولوجيا في البيت وخارجه، مع البراعة في تفادي سلبياتها ومخاطرها المتوقعة.

 (ثانيا) الطبيب المختص: وينبغي له للقيام بمهمته الآتي: 

  1. يشترط فيه: (أولا) الكفاءة في تخصصه (مخ وأعصاب). (ثانيا) جودة العرض للمادة العلمية.
  2. تقديم محتوى للتوعية بمكونات الدماغ وكيف تعمل.
  3. تأثير الإنترنت على الدماغ، وبخاصة الواقع الافتراضي، والألعاب والمرئيات الجنسية.
  4. أعراض الإدمان، ومؤشراته، مخاطره.
  5. استراتيجيات العلاج لمن أصيب بشيء من الإدمان للإنترنت عموما، والمرئيات الجنسية بخاصة.

(ثالثا) المتخصص النفسي: وينبغي له للقيام بمهمته الآتي:

  1. يشترط فيه: (أولا) الكفاءة في تخصصه (صحة نفسية- علم نفس). (ثانيا) خبرة في الممارسة.
  2. التوعية بخصائص المراحل السنية للأبناء ومتطلباتها من الناحية النفسية.
  3. التوعية بالبيئة المحفزة على الأفراط في استخدام وسائل التواصل، أو إدمانه، وكيفية التخلص منها.
  4. التدريب على استراتيجيات العلاج النفسي لمن أصيب بالإدمان للإنترنت والمرئيات الجنسية (الريبوت).

(رابعا) التوعية والإرشاد الديني: 

من خلال دعامتين: (الأولى) رجل الدين. (الثانية) المؤسسة الدينية الرسمية، وعلى النحو التالي

(الدعامة الأولى) رجل الدين: وينبغي له للقيام بمهمته الآتي:

  1. يشترط له: (أ) العلم بالفقه الشرعي.   (ب) الخبرة العملية في حقل الدعوة.    (جـ) كونه قدوة.
  2. التعليم والتدريب: بتقديم محاضرات أو ورش عمل حول: فطرة الجنس، خصائص النمو الإنساني وكيف تعامل الإسلام معها- الزواج معناه، وفوائده، ومتطلباته من الجنسين.
  3. التوعية بتعاليم الشرع: للاستخدام الصحي والآمن لوسائل التواصل الاجتماعي، ووسائله في كيفية تجنب الإفراط فيه، ووقاية وحماية الأبناء من سلبياته.
  4. التشجيع للأفراد: على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية:  والعائلية الواقعية، مما يقلل من الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للتسلية والتواصل.
  5. التواصل المباشر: بتقديم الاستشارات الشخصية للمحتاجين، ومساعدتهم في وضع حدود لاستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، ودعم ومساعدة الذين يعانون من مشكلات تتعلق بالإفراط في استخدامها.
  6. التأكيد على القيم الأخلاقية: والتحفيز على التخلق بها بالوسائل المعينة، مثل الصدق الأمانة والتواضع وحسن الخلق، لمواجهة سلبيات  استخدام وسائل التواصل على هذه القيم، وعلى حياة الفرد المسلم.

(الدعامة الثانية) المؤسسة الدينية الرسمية: يمكنها القيام بالآتي: 

1- التوجيه والإرشاد الديني: باستخدام منابرها لتوعية الناس بأهمية الاعتدال في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية  تحقيق التوازن بين الحياة الرقمية والحياة الواقعية. بالأدلة الشرعية المحفزة على ذلك.

2- التعاون مع الجهات الأخرى:  مثل المؤسسات التعليمية والصحية ومنظمات المجتمع المدني لتطوير برامج توعية شاملة تسهم في تعزيز استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل معتدل وآمن.

(خامسا) المؤسسات الحكومية: ويمكنها أن تقوم بالآتي:

  1. القيام بسن القوانين والتشريعات الجادة: لحماية الأفراد من الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي.
  2. استثمار أجهزة الإعلام التقليدية: في دعم حملات التوعية حول الاستخدام الصحيح لتكنولوجيا الاتصالات.

 

(سادسا) مؤسسات المجتمع المدني (غير الحكومية): ومما يمكنها القيام به:

  1. توعية الأفراد بشأن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي: فيمكن أن تشمل أنشطتها حملات توعية، وبرامج تعليمية، وتقديم استشارات نفسية لدعم الأفراد.
  2. التعاون المجتمعي: بعمل ورش عمل للأسر لتعريفهم بكيفية دعم أبنائهم في إدارة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيع المدارس والمجتمعات المحلية على دعم البرامج وتوفير الموارد اللازمة.
  3. إسهام الشركات التقنية: التي تطور وتدير وسائل التواصل الاجتماعي في تحسين أدوات التحكم في الوقت، وتقديم خيارات لتقليل الاعتماد عليه، وتوفير ميزات تساعد المستخدمين على مراقبة استخدامهم.

كل هؤلاء الأفراد والمؤسسات من شأنهم أن يوجدوا بتعاونهم بيئة تكون أكثر وعيا، يمكنها أن تكون واقية من الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وآثاره المدمرة.

الإجراء الرابع: الجدول الزمني وإجراءات التنفيذ:

  1. تقسم الموضوعات، وتفصيلاتها في جدول زمني مناسب، وفترات تلقي الجمهور المستهدف لها.
  2. يركز على التدريبات العملية لإكساب المهارات المتضمنة في البرنامج والمتقدم ذكرها.
  3. إجراء اختبارات للجمهور المستهدف للتأكد من استيعابه لما قُدِم من معلومات ولما اكتسب من خبرات.
  4. منح مكافآت تشجيعية للمجتازين لهذا البرنامج، لحفزهم على تنفيذ أهدافه، والارتقاء بمستواهم فيما بعد.
  5. متابعة المجتازين لذلك البرنامج والتواصل معهم لمشاركتهم حل ما يواجهونه من مشكلات حول الموضوع.
  6. مكان تنفيذ البرنامج، يكون بالمدارس المتطوعة للقيام بهذه المهمة، ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى.
  7. ميزانية الإنفاق اللازمة يمكن أن تكون موزعة بين أعمال التطوع الشخصية والمالية، واشتراكات الجمهور المستهدف، وما يمكن أن ترصده المؤسسات الرسمية الراغبة في التنفيذ، ومؤسسات المجتمع المدني أيضا.

الإجراء الخامس: التقويم لبرنامج التوعية المقترح، من خلال ما يلي: 

1- تقويم فعالية البرنامج: بشكل مستمر بمتابعة نقاط القوة والضعف والسلبيات والإيجابيات ومعرفة التغذية الراجعة من الممارسة الجادة له.

2- إجراءا التعديلات: اللازمة والتغيير لما تظهر الحاجة إليه من خلال الممارسات السابقة.

4- رصد نتائج العمل: من خلال درجة وعي وممارسات الآباء والمعلمين ورجال الدين، وكذلك نتائج استجابات الأبناء محل الوقوع في سلبية الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

5- نقل الخبرة للآخرين: عبر اللقاءات التجميعية، ونشرها بالدعاية داخل المجتمع، لكي تكون نموجا يحتذى.

 

مقترحات البحث: 

في نهاية البحث، وبجانب ما تقدم من شأنها أن تسهل في تحقيق أهدافه وأهمها ما يلي: 

  1. الاستفادة بوسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها في عملية التوعية ولقاءات المجموعات والأفراد ذوي الحيثية، مثال تطبيق زووم، وغيره.
  2. عمل كتيب تعريفي بفوائد وسائل التواصل الاجتماعي، وسلبياته، والجهات التي يمكن الاتصال بها للاستعانة بها عند التعرض لما يهدد خصوصية أو حياة الفرد المستخدم لها، وهذا لعموم المستخدمين.
  3. عمل محتوى ضمن المقررات المدرسية للطلاب لتوعيتهم بكيفية الاستخدام الآمن، والتصرف عند الضرورة.
  4. تدريس محتوى عن التربية الجنسية الصحيحة، وأهمية غض البصر وفوائده، وعلاقته بصحة الجسم، وتقوية الإرادة الشخصية، والقرب من طاعة الله، وأهميته في التمسك بالخلق القويم، والقيم الإيجابية.
  5. استخدام المجموعات الاجتماعية بإرشاد الأئمة وعلماء الدين، لمحاربة الرذائل والسلبيات التي تنتشر في المجتمع، والتقليل من الأزمات الاجتماعيات والمشكلات وخاصة الأسرية بين الزوجين ومع الأبناء.
  6. الاستفادة الجيدة من وسائل الإعلام الرسمية التقليدية، تحريا لصحة الخبر والمصدر، وتدعيم الموثوقية في المجتمع، بدلا من الاستغراق فقط في الإبحار في وسائل التواصل الاجتماعي والاكتفاء بما يرد عنها.
  7. من الضروري التعرف بشكل جيد على البرامج الناجحة في علاج أبرز سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي وإدمانها مثل (ريبوت)، وغيره، وكيفية تطبيقها والاستفادة منها.

خاتمة البحث: 

بعد العرض المتقدم، والبرنامج المقترح، وبما أن الإنسان هو محور عمل التربية، فإن التربية المجتمعية يمكنها بعد ذلك السمو به والقيام بترسيخ عدة قواعد أساسية لديه: (أولها) تصحيح المفاهيم وتنوير العقول بها. (ثانيها) تصفية وتنقية النفس من أمراضها. (ثالثها) ضبط  السلوك والارتقاء به عن الانحراف والشذود. (رابعها) التلاحم الاجتماعي وتحقيق اجتماعية الإنسان، بربطه بمجتمعه أخذا وعطاء.

إن أخذ الناس بالترشيد وبالسير نحو الاستخدام الأفضل لوسائل التواصل الاجتماعي، لاستنقاذ أنفسهم عبر برامج التوعية الصحيحة والعملية، فيه ضمان لاسترداد ذواتهم التي فقدوها مع إدمان الإنترنت ووسائل تواصله والغرق في بحر عالمه المجهول، كما أن فيه عودة إلى السلوك الرشيد وامتلاك إرادتهم، التي فقدوها بالاستخدام غير العاقل لتلك الوسائل، وكل ما جرتهم إليه من عالم ضاعت فيه إرادتهم من قبل. وأيا كان العناء من أجل ذلك، فإن العودة إلى الذات وامتلاك الإرادة تستحق العناء وبذل الكثير.

المراجــــــــــــع

أولا: المراجع العربية

  1. القرآن الكريم.
  2. إبراهيم حسن أبو حسنية: التواصل في القرآن الكريم، ط1، دار كنوز المعرفة العلمية، عمان، 2014.
  3. ابن منظور المصري: لسان العرب، مجلد 3، دار المعارف، د.ت.
  4. أحمد بن محمد بن على المقري الفيومي: المصاح المنير في غريب الشرح الكبير، تحقيق عبد العظيم الشناوي، ط2،  دار المعارف، القاهرة، 1977.
  5. أحمد حمود مفضي الشمري: اعتماد الصحفیین الكویتیین على تویتر كمصدر للمعلومات حول قضایا الفساد دراسة میدانیة، دراسة ماجستير غير منشورة، كلية الإعلام، قسم الصحافة، جامعة اليرموك، الأردن، 2017.
  6. أحمد زكي بدوي: معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، بيروت، ط1، 1978.
  7. أحمد كاظم حنتوش: واقع التواصل الاجتماعي ودورها في قطاع التعليم الجامعي كلية الطب البيطري (جامعة القاسم الخضراء انموذجا)، جامعة القاسم، مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية، المجلد 7، العدد 4، العراق، 2017.
  8. أليفي ربول: فلسفة التربية: ترجمة عبد الكبير معروفي، ط1، دار توبقال، الدار البيضاء، 1994.
  9. بشرى حسين الحمداني: القرصنة الإلكترونية، أسلحة الحرب الحديثة، ط1، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2014
  10. الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء: وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، مصر في أرقام 2024، الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، 2024.
  11. حسام منصور: شبكات التواصل الاجتماعي: مدخل نظري لفهم الإيجابيات والسلبيات، المؤتمر العلمي الدولي الافقتراضي الموسوم بـ الإعلام الرقمي: المتطلبات وآفاق التغيير المنعقد يومي 25، 26 أكتوبر 2022، جامعة مصراته، ليبيا، 2022.
  12. حسان شمسي باشا، وماجد حسان شمسي باشا: وسائل التواصل الاجتماعي، رحلة في الأعماق، ط1، دار القلم، دمشق، 2020.
  13. حسن السوداني، ومحمد المنصور: شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على جمهور المتلقين، ط1، مركز الكتاب الأكاديمي، عمان، 2016.
  14. حسن شحاتة، وزينب لنجار: معجم المصطلحات التربوية والنفسية، الدار المصرية اللبنانية، ط1، القاهرة، 2003.
  15. خالد بن حامد الحازمي: أصول التربية الإسلامية، سلسلة المنظومة التربوية (5)، ط1، دار عالم الكتب، المدينة المنورة، 2000.
  16. خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدةمرسوم بقانون اتحادي رقم (34) لسنة 2021 في شأن مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية، القصر الرئاسي بأبي ظبي، أبو ظبي، 2022.
  17. رشيد بكاري ومحمد كروم: تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والاجتماعية للطفل، مجلة التمكين، العدد الأول، مارس 2019، جامعة عمار ثليجي، الأغواط، الجزائر.
  18. رولا الحمصي:، إدمان الإنترنت عند الشباب وعلاقته بمهارات الاتصال الاجتماعي، جامعة دمشق، 2008 ، ص 199.
  19. سعيد اسماعيل علي: القرآن الكريم رؤية تربوية، ط1،دار الفكر العربي، 2000.
  20. شوقي السيد الشريفي: معجم مصطلحات العلوم التربوية، مكتبة العبيكان، الرياض، 2000.
  21. صالح حسن أحمد الداهري: الإدمان على الإنترنت كثقافة تواصل اجتماعي وأبعاده النفسية والاجتماعية على الأسرة العربية، مجلة كلية التربية الأساسية، مجلد 21، العدد 87، عمان، 2015.
  22. صندوق الأمم المتحدة للسكان: تقرير حالة سكان العالم 2023 (8 مليارات نسمة وإمكانات لا متناهية: قضية الحقوق والخيارات)، صندوق الأمم المتحدة للسكان، 2023.
  23. طارق عبد الرؤوف عامر: أصول التربية الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية،www.pdffactory.com ،2008، ص 58.
  24. عبد الرحمن بن إبراهيم الشاعر: مواقع التواصل الاجتماعي والسلوك الإنساني، ط1، دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، 2015.
  25. على عبد الحليم محمود: وسائل التربية عند الإخوان المسلمين، دراسة تحليلية تاريخية، ط الرابعة، دار الوفاء للطباعة والنشر، المنصورة، 1990.
  26. غاري ويلسون، ترجمة مي بدر: دماغك تحت تأثير الإباحية، أضرار المرئيات الجنسية على الإنترنت في ضوء علم الإدمان الحديث، كومون ويلث للطباعة والنشر، المملكة المتحدة، 214.
  27. ماجد عرسان الكيلاني: أهداف التربية الإسلامية، دراة مقارنة بين أهداف التربية الإسلامية والأهداف التربوية المعاصرة، ط2، مكتبة دار التراث، المدينة المنورة، 1988.
  28. ماري آيكن، ترجمة مصطفى ناصر: التأثير السيبراني، كيف يغير الإنترنت سلوك البشر، ط1، الدار العربية للعلوم، ناشرون، بيروت، 2017.
  29. محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي: مختار الصحاح، مكتبة لبنان، وبيروت، 1986.
  30. محمد حمدان: معجم مصطلحات التربية والتعليم، ج 2، ط1، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع، عمان، 2007.
  31. محمد حمدان: معجم مصطلحات التربية والتعليم، ط1، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع، عمان، 2007.
  32. محمد رأفت محمد صابر الجارحي: تنمية القيم التربوية لتلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي في مصر في ضوء خبرة اليابان، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة الزقازيق، 2007.
  33. محمد سعيد عبد المجيد، ووجدي شفيق عبد المطلب: الآثار الاجتماعية للإنترنت على الشباب، دراسة ميدانية على عينة من مقاهي الإنترنت، دار المصطفى للنشر والتوزيع، طنطا،2003.
  34. محمود محمد عمر عساف، ومصطفى رياض الفركاحي: إدمان الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيره في تغيير القيم الاجتماعية لدى طلبةالمرحلة الثانوية، المرتمر العلمي السنوي الثاني والعشرون لقسما الحاسبات والعلوم، كلية التربية الأساسية، الجامعة المستنصرية (البحث العلمي ركيزة التنمية المستدامة)، 2022.
  35. مركز الجزيرة للدراسات: طوفان الأقصى والحرب على غزة، تداعيات متعددة الأبعاد، التقرير الاستراتيجي 2023-2024 (الجزيرة نت)، مركز الجزيرة للدراسات، عدد مارس 2024، الدوحة، قطر.
  36. نزيه حماد: معجم الألفاظ المالية والاقتصادية في لغة الفقهاء، ط1، دار القلم، دمشق، 2008.
  37. اليونسكو: التقرير العالمي لرصد التعليم 2023، التكنولوجيا في مجال التعليم، اليونسكو، 2023.

ثانيا: المراجع الأجنبية

  1. https://ar.islamway.net/article/-1/7/2024.
  2. https://bakkah.com/ar/knowledge-center/- 1/7/2024.
  3. https://tridenstechnology.com/- 1/7/2024, بتصرف.
  4. https://www.aile.gov.tr/haberler/aileler-icin-cocuklari-dijital-tehlikelerden-koruma-rehberi -15/7/2024.
  5. https://www.aljazeera.net/lifestyle/2021/2/27/ -  1/7/2024.
  6. https://www.aljazeera.net/politics/2024/8/6.
  7. https://www.hg.org/legal-articles/facebook-has-become-a-leading-cause-in-divorce-cases-27803- 1/7/2024
  8. https://www.hg.org/legal-articles/facebook-has-become-a-leading-cause-in-divorce-cases -27803 -1/7/2024.
  9. https://www.ibelieveinsci.com- 25/6/2024.
  10. https://www.manhal.net/art/s/17127 - 25/6/2024
  11. https://www.mosoah.com/career-and-education/education/- 25/6/2024
  12. https://www.reuters.com/world/europe/france-must-curb-child-teen-use-smartphones-social-media-says-panel-2024-04-30/--- 30/6/2024.
  13. https://www.rootsofaction.com/disadvantages-of-social-networking- 15/7/2024
  14. https://www.sciencenews.org/article/social-media-teens-mental-health-25/6/2024.
  15. https://www.statista.com/statistics/272014/global-social-networks-ranked-by-number-of-users/ - 1/7/2024
  16. https://www.unesco.org/gem-report/ar/articles/tqryr-jdyd-llywnskw-yhdhr-mn-athar-wsayl-altwasl-alajtmay-ly-rfah-alftyat-wtlmhn-wkhyarathn-alwzyfyt-1/7/2024
  17. Jajat S. Ardiwinata, Dinno Mulyono: COMMUNITY EDUCATION IN COMMUNITY DEVELOPMENT, Jurnal Empowerment, Volume 7 Nomor 1, Februari 2018, Universitas Pendidikan Indonesia, 2IKIP Siliwangi , 2018, P.P.27,31.
  18. Katariina Salmela-Aro and others: The Dark Side of Internet Use: Two Longitudinal Studies
    of Excessive Internet Use, Depressive Symptoms, School Burnout and Engagement Among Finnish Early and Late Adolescents, J Youth Adolescence (2017) 46:343–357, Springer Science+Business Media New York 2016.
  19. Kirsten WeirSocial media brings benefits and risks to teens, Amerikan psychological association,Vol. 54 No. 6, 2023, p. 46. https://www.apa.org/monitor/2023/09/protecting-teens-on-social-media-  25/6/2024.
  20. Ministry of Internal Affairs and Communications: JAPAN STATISTICAL YEARBOOK, Statistics Bureau Ministry of Internal Affairs and mmunicationsJapan, 2024, p.334.
  21. Pankhuri Thukral & Vanshika Kainya: HOW SOCIAL MEDIA INFLUENCE CRIMES, Indian Journal of Law and Legal Research, Volume IV Issue II | ISSN: 2582-8878, P.1.
  22. Shimkhada & Ponce: Social Media Use and Serious Psychological Distress Among Adolescents, Center for Health Policy Research, University of California, Los Angeles, CA, United States,  JMIR Pediatr Parent, 2024.
  23. Yusriya Ali Aman Al Jamil: Challenges of using modern social media on the institution of the family in The Twenty-first century – Descriptive study –, Journal of Human and Social Sciences (JHSS) • Vol 7, Issue 9 (2023) • P: 95 – 77.

 

ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال عملية التربية المجتمعية

الملخص العربي:

وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت شغل الناس الشاغل على ظهر الكوكب، حتى تجاوزت إيجابياتها الجيدة سلبيات خطيرة، نتج عنها كثير من المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، وكل ذلك بسبب تجاوز حد الاعتدال في استخدامها إلى الإفراط. ولقد ضجّ الجميع بالشكوى، الآباء، والمعلمون، والأبناء صغارا وكبارا، بين وبنات، حتى الأزواج في البيوت، وحتى المسئولين في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في المجتمع، وصار مطلبا اجتماعيا ضرورة ترشيد الاستخدام لوسائل التواصل الاجتماعي، على أن يتشارك فيه المجتمع كله، بأفراده ومؤسساته وعلى رأسها الأسرة والمدرسة. فتناول البحث وسائل التواصل الاجتماعي وتطورها، والحال الذي عليه الآن من حيث الإيجابيات والسلبيات، والمخاطر التي ترتبت عليها ويعاني منها الناس في كل مجتمعات العالم، ثم خرج البحث بملامح الترشيد اللازمة حاليا بناء على الواقع الذي تم عرضه، ودور عملية التربية المجتمعية فيه. وتوصل إلى مقترح للتوعية بترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال عملية التربية المجتمعية.

الكلمات المفتاحية: الترشيد، وسائل التواصل الاجتماعي، التربية المجتمعية.

Rationalizing the use of social media  through the process of community education

Abstract:

Keywords: Rationalization, social media, community education.


 


([1]) غاري ويلسون، ترجمة مي بدر: دماغك تحت تأثير الإباحية، أضرار المرئيات الجنسية على الإنترنت في ضوء علم الإدمان الحديث، كومون ويلث للطباعة والنشر، المملكة المتحدة، 214، ص 14.

([2]) أحمد حمود مفضي الشمري: اعتماد الصحفیین الكویتیین على تویتر كمصدر للمعلومات حول قضایا الفساددراسة میدانیة، دراسة ماجستير غير منشورة، كلية الإعلام، قسم الصحافة، جامعة اليرموك، الأردن، 2017، ص. م. 

([3]) مركز الجزيرة للدراسات: طوفان الأقصى والحرب على غزة، تداعيات متعددة الأبعاد، التقرير الاستراتيجي 2023-2024 (الجزيرة نت)، مركز الجزيرة للدراسات، عدد مارس 2024، الدوحة، قطر، ص ص 76-79. 

)[4]( Pankhuri Thukral & Vanshika Kainya: HOW SOCIAL MEDIA INFLUENCE CRIMES, Indian Journal of Law and Legal Research, Volume IV Issue II | ISSN: 2582-8878, P.1.

([5]) بشرى حسين الحمداني: القرصنة الإلكترونية، أسلحة الحرب الحديثة، ط1، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2014، ص ص 71-89.

([6]) محمود محمد عمر عساف، ومصطفى رياض الفركاحي: إدمان الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيره في تغيير القيم الاجتماعية لدى طلبة المرحلة الثانوية، المرتمر العلمي السنوي الثاني والعشرون لقسما الحاسبات والعلوم، كلية التربية الأساسية،  الجامعة المستنصرية (البحث العلمي ركيزة التنمية المستدامة)، 2022، ص 296.

 ([7])انظر:

([8]) رولا الحمصي:، إدمان الإنترنت عند الشباب وعلاقته بمهارات الاتصال الاجتماعي، جامعة دمشق، 2008 ، ص 199.

([9]) Yusriya Ali Aman Al Jamil: Challenges of using modern social media on the institution of the family in The Twenty-first century – Descriptive study –, Journal of Human and Social Sciences (JHSS) • Vol 7, Issue 9 (2023) • P: 95 – 77.

)[10]) https://www.hg.org/legal-articles/facebook-has-become-a-leading-cause-in-divorce-cases-27803- 1/7/2024

)[11]( https://ar.islamway.net/article/-1/7/2024.

([12]) Katariina Salmela-Aro and others: The Dark Side of Internet Use: Two Longitudinal Studies
of Excessive Internet Use, Depressive Symptoms, School Burnout and Engagement Among Finnish Early and Late Adolescents, J Youth Adolescence (2017) 46:343–357, Springer Science+Business Media New York 2016.

([13]) Shimkhada & Ponce: Social Media Use and Serious Psychological Distress Among Adolescents, Center for Health Policy Research, University of California, Los Angeles, CA, United States,  JMIR Pediatr Parent, 2024.

([14]) محمود محمد عمر عساف، ومصطفى رياض الفركاحي: مرجع سابق، ص ص 298-310.

([15]) غاري ويلسون، ترجمة مي بدر: دماغك تحت تأثير الإباحية ، مرجع سابق، ص 187.

([16] ) https://www.sciencenews.org/article/social-media-teens-mental-health-25/6/2024.

([17]) اليونسكو: التقرير العالمي لرصد التعليم 2023، التكنولوجيا في مجال التعليم، اليونسكو، 2023، ص 4.

)[18]( https://www.unesco.org/gem-report/ar/articles/tqryr-jdyd-llywnskw-yhdhr-mn-athar-wsayl-altwasl-alajtmay-ly-rfah-alftyat-wtlmhn-wkhyarathn-alwzyfyt-1/7/2024

([19])   انظر: 

 -Kirsten Weir Social media brings benefits and risks to teens, Amerikan psychological association,Vol. 54 No. 6, 2023, p. 46. https://www.apa.org/monitor/2023/09/protecting-teens-on-social-media-  25/6/2024.

 - https://www.reuters.com/world/europe/france-must-curb-child-teen-use-smartphones-social-media-says-panel-2024-04-30/--- 30/6/2024.

([20]) ابن منظور المصري: لسان العرب، مجلد 3، دار المعارف، د.ت، ص 1649.

([21]) أحمد بن محمد بن على المقري الفيومي: المصاح المنير في غريب الشرح الكبير، تحقيق عبد العظيم الشناوي، ط2،  دار المعارف، القاهرة، 1977، ص 277.

([22]) نزيه حماد: معجم الألفاظ المالية والاقتصادية في لغة الفقهاء، ط1، دار القلم، دمشق، 2008 ، ص230.

([23]) أحمد زكي بدوي: معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، بيروت، ط1، 1978، ص 346.

([24]) أحمد بن محمد بن علي المُقْري الفيومي: المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، مرجع سابق، ص 227.

([25]) محمد حمدان: معجم مصطلحات التربية والتعليم، ط1، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع، عمان، 2007، ص 11. 

([26]) ابن منظور المصري: لسان العرب، مرجع سابق، ص 4850.

([27]) أحمد بن محمد بن على المقري الفيومي: المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، مرجع سابق، ص 254.

([28]) محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي: مختار الصحاح، مكتبة لبنان، وبيروت، 1986، ص 302.

([29]) حسن شحاتة، وزينب النجار: معجم المصطلحات التربوية والنفسية، الدار المصرية اللبنانية، ط1، القاهرة، 2003، ص 159.

([30]) أحمد زكي بدوي: معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مرجع سابق، ص 398.

([31]) إبراهيم حسن أبو حسنية: التواصل في القرآن الكريم، ط1، دار كنوز المعرفة العلمية، عمان، 2014، ص 107.

([32]) حسن السوداني، ومحمد المنصور: شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على جمهور المتلقين، ط1، مركز الكتاب الأكاديمي، عمان، 2016، ص 29.

([33]) عبد الرحمن بن إبراهيم الشاعر: مواقع التواصل الاجتماعي والسلوك الإنساني، ط1، دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، 2015، ص ص 239-240.

([34]) انظر المصدر: 

  • خالد بن حامد الحازمي: أصول التربية الإسلامية، سلسلة المنظومة التربوية (5)، ط1، دار عالم الكتب، المدينة المنورة، 2000،  ص ص 18-19.
  • ابن منظور: لسان العربي جـ 1، مرجع سابق، ص ص 400-401.

([35]) ماجد عرسان الكيلاني: أهداف التربية الإسلامية، دراة مقارنة بين أهداف التربية الإسلامية والأهداف التربوية المعاصرة، ط2، مكتبة دار التراث، المدينة المنورة، 1988، ص 15.

([36]) على عبد الحليم محمود: وسائل التربية عند الإخوان المسلمين، دراسة تحليلية تاريخية، ط الرابعة، دار الوفاء للطباعة والنشر، المنصورة، 1990، ، ص ص 15-19.

([37]) محمد رأفت محمد صابر الجارحي: تنمية القيم التربوية لتلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي في مصر في ضوء خبرة اليابان، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة الزقازيق، 2007، ص ص 51-52.

([38]) أليفي ربول: فلسفة التربية: ترجمة عبد الكبير معروفي، ط1، دار توبقال، الدار البيضاء، 1994، ص 80.

([39]) سعيد اسماعيل علي: القرآن الكريم رؤية تربوية، ط1، دار الفكر العربي، 2000، ص 229.

([40]) سورة الحجرات:  آية 13.

([41]) شوقي السيد الشريفي: معجم مصطلحات العلوم التربوية، مكتبة العبيكان، الرياض، 2000.  ص 40.

([42]) محمد حمدان: معجم مصطلحات التربية والتعليم، ج 2، مرجع سابق، ص 132.

([43]) Jajat S. Ardiwinata, Dinno Mulyono: Op. Cit. P. 33-34.

([44]) Jajat S. Ardiwinata, Dinno Mulyono: COMMUNITY EDUCATION IN COMMUNITY DEVELOPMENT, Jurnal Empowerment, Volume 7 Nomor 1, Februari 2018, Universitas Pendidikan Indonesia, 2IKIP Siliwangi , 2018, P.P.27,31. 

([45]) محمد حمدان: معجم مصطلحات التربية والتعليم، ج 2، ط1، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع، عمان، 2007، ص 188.

([46])  https://www.manhal.net/art/s/17127 - 25/6/2024

([47]) انظر:

  • عبد الرحمن بن إبراهيم الشاعر: مواقع التواصل الاجتماعي والسلوك الإنساني، ط1، مرجع سابق، ص 63-67.
  • https://tridenstechnology.com/- 1/7/2024.

([48]) https://www.statista.com/statistics/272014/global-social-networks-ranked-by-number-of-users/-1/7/2024

([49]) حسام منصور: شبكات التواصل الاجتماعي: مدخل نظري لفهم الإيجابيات والسلبيات، المؤتمر العلمي الدولي الافقتراضي الموسوم بـ الإعلام الرقمي: المتطلبات وآفاق التغيير المنعقد يومي 25، 26 أكتوبر 2022، جامعة مصراته، ليبيا، 2022، ص ص 10،11.

([50]) فاطمة أحمد الخزاعلة: الاتصال وتكنولوجيا التعليم، مرجع سابق، ص ص 127-131. 

)[51] (https://bakkah.com/ar/knowledge-center/-1/7/2024.

([52]) حسان شمسي باشا، وماجد حسان شمسي باشا: وسائل التواصل الاجتماعي رحلة في الأعماق، ط1، دار القلم، دمشق، 2020، ص ص 35 -41.

([53]) انظر: 

  • عبد الرحمن بن إبراهيم الشاعر: مواقع التواصل الاجتماعي والسلوك الإنساني، ط1، مرجع سابق، ص 67.
  • حسام منصور: شبكات التواصل الاجتماعي: مدخل نظري لفهم الإيجابيات والسلبيات، مرجع سابق، ص ص 11،12.

([54]) محمد سعيد عبد المجيد، ووجدي شفيق عبد المطلب: الآثار الاجتماعية للإنترنت على الشباب، دراسة ميدانية على عينة من مقاهي الإنترنت، دار المصطفى للنشر والتوزيع، طنطا،2003،  ص 26-27.

[55])) ماري آيكن، ترجمة مصطفى ناصر: ماري آيكن، ترجمة مصطفى ناصر: التأثير السيبراني، كيف يغير الإنترنت سلوك البشر، ط1، الدار العربية للعلوم، ناشرون، بيروت، 2017، ص 19.

)[56]  (https://www.statista.com/statistics/272014/global-social-networks-ranked-by-number-of-users/ - 1/7/2024. Op.Cit.

)[57](  https://tridenstechnology.com/- 1/7/2024. Op.Cit.

([58]) صندوق الأمم المتحدة للسكان: تقرير حالة سكان العالم 2023 (8 مليارات نسمة وإمكانات لا متناهية: قضية الحقوق والخيارات)، صندوق الأمم المتحدة للسكان، 2023، ص ص 164-167.

([59]) الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء: وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، مصر في أرقام 2024، الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، 2024، ص 104.

([60]) صندوق الأمم المتحدة للسكان: تقرير حال سكان العالم 2023، المرجع السابق، ص 164.

([61]) Ministry of Internal Affairs and Communications: JAPAN STATISTICAL YEARBOOK, Statistics Bureau Ministry of Internal Affairs and mmunicationsJapan, 2024, p.334.

([62]) https://www.ibelieveinsci.com-25/6/2024Op.Cit.

([63]) صالح حسن أحمد الداهري: الإدمان على الإنترنت كثقافة تواصل اجتماعي وأبعاده النفسية والاجتماعية على الأسرة العربية، مجلة كلية التربية الأساسية، مجلد 21، العدد 87، عمان، 2015، ص ص 642-644.

([64])  أحمد كاظم حنتوش: واقع التواصل الاجتماعي ودورها في قطاع التعليم الجامعي كلية الطب البيطري (جامعة القاسم الخضراء انموذجا)، جامعة القاسم، مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية، المجلد 7، العدد 4، العراق، 2017، ص 207.

([65]) ماري آيكن: التأثير السيبراني على السلوك البشري، مرجع سابق، ص ص 105- 106.

([66]) سيبرانية: ويقصد بها كل ما يتعلق بالشبكات المعلوماتية الحاسوبية، وشبكة الإنترنت، والبرامج المعلوماتية المختلفة وكل الخدمات التي تقوم  بتنفيذها. (خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدةمرسوم بقانون اتحادي رقم (34) لسنة 2021 في شأن مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية، القصر الرئاسي، أبو ظبي، 2022، ص 2)

([67]) ماري آيكن: التأثير السيبراني على السلوك البشري، مرجع سابق ، ص ص 112-113.

([68]) https://www.mosoah.com/career-and-education/education/- 25/6/2024. Op.Cit.

([69]) رشيد بكاري ومحمد كروم: تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والاجتماعية للطفل، مجلة التمكين، العدد الأول، مارس 2019، جامعة عمار ثليجي، الأغواط، الجزائر، ص 47.

([70]) https://www.sciencenews.org/article/social-media-teens-mental-health-25/6/2024. Op.Cit.

([71]) محمود محمد عمر عساف، ومصطفى رياض الفركاحي: إدمان الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيره في تغيير القيم الاجتماعية لدى طلبةالمرحلة الثانوية، المرتمر العلمي السنوي الثاني والعشرون لقسمي الحاسبات والعلوم، كلية التربية الأساسية،  الجامعة المستنصرية (البحث العلمي ركيزة التنمية المستدامة)، 2022، ص ص 295-296.

([72]) غاري ويلسون، ترجمة مي بدر: دماغك تحت تأثير الإباحية، مرجع سابق، ص- ص 96- 113.

([73]) Kirsten WeirSocial media brings benefits and risks to teens, Op. Cit. p.46. https://www.apa.org/monitor/2023/09/protecting-teens-on-social-media-  25/6/2024.

([74]) https://www.aljazeera.net/politics/6/8/2024.

([75]) بشرى حسين الحمداني: القرصنة الإلكترونية، أسلحة الحرب الحديثة، ط1، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2014، ص ص 46-47.

([76]) حسام منصور: شبكات التواصل الاجتماعي، مدخل نظري لفهم الإيجابيات والسلبيات، مرجع سابق، ص ص 12، 13.

([77]) صالح حسن أحمد الداهري: الإدمان على الإنترنت كثقافة تواصل اجتماعي وأبعاده، مرجع سابق، ص ص643-644.

([78]) أحمد كاظم حنتوش: واقع التواصل الاجتماعي ودورها في قطاع التعليم الجامعي..، مرجع سابق، ص 207.

([79]) حسان شمسي باشا وماجد حسان شمسي باشا: مرجع سابق، 2020، ص 42.

([80]) غاري ويلسون، ترجمة مي بدر: دماغك تحت تأثير إباحية الإنترنت، ص ص 183-185.

([81]) انظر:

)[82]( https://www.hg.org/legal-articles/facebook-has-become-a-leading-cause-in-divorce-cases -27803 -1/7/2024.

([83]) ماري آيكن، ترجمة مصطفى ناصر: تأثير السيبرانية على السلوك البشري، مرجع سابق، ص 101.

([84]) ماري آيكن، ترجمة مصطفى ناصر: التأثير السيبراني، كيف يغير الإنترنت ..، مرجع سابق، ص ص 112-123.

([85]) ماري آيكن، ترجمة مصطفى ناصر: التأثير السيبراني، كيف يغير الإنترنت سلوك البشر، مرجع سابق، ص ص 55، 69.

([86]) غاري ويلسون، ترجمة مي بدر: دماغك تحت تأثير الإباحية، مرجع سابق،  ص 15.

([87]) Kirsten Weir Social media brings benefits and risks to teens, Op. Cit. p. 46. https://www.apa.org/monitor/2023/09/protecting-teens-on-social-media-25/6/2024.Op.Cit.

([88]) https://www.rootsofaction.com/disadvantages-of-social-networking- 15/7/2024.

([89]) غاري ويلسون، ترجمة مي بدر: دماغك تحت تأثير الإباحية، مرجع سابق، ص، ص 13، 16.

([90]) Kirsten Weir:Social media brings benefits and risks to teens,Op.Cit. p.46. https://www.apa.org/monitor/2023/09/protecting-teens-on-social-media-  25/6/2024. Op.Cit.

([91]) ماري آيكن، ترجمة مصطفى ناصر: التأثير السيبراني، كيف يغير الإنترنت سلوك البشر، ص ص 77، 78.

([92]) https://www.aile.gov.tr/haberler/aileler-icin-cocuklari-dijital-tehlikelerden-koruma-rehberi- 15/7/2024.

([93]) حسام منصور: شبكات التواصل الاجتماعي: مدخل نظري لفهم الإيجابيات والسلبيات، مرجع سابق ص 14.

.

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ

قراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم