مخاطر التيك توك على سلوكيات أطفالنا

 

يموج العالم وسط صراع محموم ليس لحماية البشرية من المخاطر التي تهددها فحسب، لكن أصبح الصراع بين برامج ومواقع التواصل الاجتماعي أشد، وهى ما سرقت أطفالنا من عالم العلم الحقيقي إلى عالم خيالي افتراضي جعل الأجيال الجديدة تغيب عن الواقع الحقيقي.

ومن هذه المواقع موقع التيك توك، وهو التطبيق الصيني الذي انطلق في شهر أبريل/ نيسان من عام 2014 تحت اسم Musicly، ولكن بعد ذلك تحول اسمه إلى تيك توك TikTok ابتداء من شهر سبتمبر/أيلول 2016 حيث من المفروض أن يقوم المستخدم بتمثيل حركات أغنية معينة وإعادة نشرها على التطبيق نفسه أو تقديم محتوى كوميدي أو تعليمي وغيرها.

ومع مرور الوقت تجلت مساوئ هذا التطبيق، حيث دفع بأبنائنا وبناتنا إلى عالم من المجون والتعري والبعد عن أساسيات الأخلاق الإسلامية، بل أصبح في كثير من الأحيان باب للتجارة بخصوصيات أبنائنا وبناتنا.

خاصة أن تيك توك ليس مُخصّصًا للأطفال فقط، لذلك فهو يشمل الكثير من مقاطع الأغاني أو الرقص وقد يصادف طفلك شتائم، أو آخرين يرتدون ملابس خادشة أو يرقصون بشكل غير لائق.

والأخطر أن تيك توك يسمح لكافة المستخدمين ترك أي تعليقٍ يرغبون به على المحتوى الذي يقوم الأطفال بمشاركته على التطبيق، ما يجعل الأطفال عرضةً للتعرض إلى آراء وتعليقات سلبية أو جارحة.

 

ماذا حدث لأطفالنا جراء التيك توك؟

ذكر محمود خلوف أن بعد سنوات من معايشة التيك توك وأثره على أطفالنا اتضح أن الطفل:

  • في تطبيق تيك توك سيتعلم كل الشتائم الرائجة في المجتمع بشكل سريع جداً ودون الحاجة لأن يسمعها مباشرة بنفسه في الشارع أو المدرسة أو البيئة المحيطة، وستصله مع تمثيل كامل وصوت واضح عبر تطبيق تيك توك.
  • سيبدأ بتعلم الكلام البذيء السيئ وخصوصاً من أولئك المرضى الذي يعبرون دون حياء أو ضوابط مجتمعية عن مشاعرهم وضيقهم باللغة العامية بمرادفات خادشة للحياء، ويسمع الطفل كلمات جديدة بمحتويات قذرة وتشكيلة وتنويعة كبيرة تفيده في مشاكله القادمة.
  • سيشاهد الطفل تفاصيل جسم المرأة كما لم يشاهده سابقاً، حيث إن بعض الناشرات يقمن بعملية تجميل كاملة وارتداء ثياب فاضحة قبل تصوير الفيديو ليحصلن على مشاهدات أكبر وأكبر.
  • التعرف على طبقة مهمَّشة من المجتمع من المتحولين والراقصين والراقصات والفنانين والفنانات الذين لم يسبق لهم الظهور على شاشة التلفاز، حيث سيعيش الطفل هموم مجتمع المتحولين، وما ينشرونه من قصصهم ونكاتهم ورقصاتهم وحركاتهم، وكأنه نداء خفي للبعض ليكون مثلهم.
  • اقتداء الأطفال بالعارضين والعارضات من حيث الموضة والشكل والمكياج والحركات والنكات وغيرها الكثير.

لكن مع ذلك يحاول بعض من الغيورين على دينهم وثقافتهم والمثقفين والمعلمين وغيرهم نشر محتوى مفيد ومميز من دروس تعليمية وخصوصاً للغات، ومعلومات مفيدة وقيمة، إلا أنه وسط سيل البذاءة الكبير لا يلفت نظر الأطفال خاصة الذين لا يستطيعون التمييز بين الضر والنافع حيث أقرت بعض التقارير أن تطبيق التيك توك غير آمن.

 

كيف السبيل لحمايتهم؟

في ظل الانتشار الكبير للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وامتلاك حتى الأطفال لهواتف ذكية، وضعف التربية المجتمعية – خاصة في السنوات الأخيرة التي يُحارب فيها الدعاة والمربين – أصبح العبء كبير على الوالدين في مراقبة أطفالهما وفتح قنوات حوارية وجلسات تربوية منزلية لتوعية إدراكهم بمعاني الأخلاق الحميدة والمخاطر التي تحيط بهم.

ولذا فبرنامج التيك توك مثله مثل غيره من التطبيقات التي يتعامل معها الكبير والصغير، ولذا وجب على الآباء:

  • ضبط الحساب على الوضع الخاص، لتحديد الذين يمكنهم رؤية المنشورات وإرسال الرسائل للطفل.
  • ربط حسابات أبنائهم على التيك توك بحساباتهم الشخصية وتفعيل خاصية الترابط العائلي لمراقبة ومتابعة محتوى ابنائهم.
  • مشاركة الأبناء فيما يشاهدونه وتوجيههم للصالح والنافع على هذه التطبيقات.
  • الاتفاق مع أطفالهم على قواعد استخدام واضحة، مثل الامتناع عن الشراء عبر التطبيق، أو التنزيلات دون الرجوع إليهم. 
  • المتابعة الدورية بين الحين والآخر لما يتابعه أو يشاهده الأطفال حتى لا يقدموا على أعمال خطيرة أو مشاهدة تصرفات سيئة.
  • توعية الأطفال بمخاطر التطبيق ومحتوياته والعمل على توجيههم التوجيه السليم في اختيار ما يشاهدونه.

للأسف الشديد من خلال البحث الطويل والمدقق بين جنبات من سطر حول مخاطر هذا التطبيق لم نجد كثيرًا من وسائل حماية الأطفال تحدث عنها التربويون إلا فقط التشديد على مراقبة الأطفال، من خلال الخواص التي أتاحها التطبيق لمراقبة وحماية الأطفال، ولربما ذلك بسبب تشابه الوسائل التربوية بين هذه التطبيق وغيره من الوسائل التي تحدث عنها التربويين حول مخاطر استخدام الإنترنت عموما.​

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم