الندوة التربوية.. من التخطيط إلى التنفيذ

 

تعد الندوة وسيلة تربوية ثقافية فكرية، تزيد الرصيد الثقافي عند السامع وتعمق فكره حول موضوع بعينه، وتمكنه من الإلمام بأطراف مشكلة من المشكلات، والتعرف على أنسب الحلول لها.

أولاً: أهداف الندوة:

يكاد يكون الهدف الفكري الثقافي للندوة هو هدف الأهداف؛ لأن المتغيرات في الحياة الإنسانية مستمرة؛ ولأن مواكبة هذه المتغيرات والقدرة على مواجهتها أمر ضروري بل بالغ الأهمية.

ولكن مع وضوح هذا الهدف فإن هناك أهدافاً أخرى تحققها الندوة نشير منها إلى ما يلي:

  1. تكوين وعي ثقافي مستنير عند الحاضرين حول قضية مهمة من القضايا التي تهم المجتمع في حاضره أو في مستقبله.

  2. تيسير التعرف على أساليب مناسبة لعلاج مشكلة من المشكلات، ومن وجهات نظر متعددة، للوصول إلى علاج هذه المشكلة أو المشكلات.

  3. تعرف الحاضرين على طائفة من العلماء والمتخصصين في مجالات متعددة، واستثمار هذه المعرفة وتوظيفها عند الحاجة إليها.

  4. تيسير التقاء عدد كبير من السامعين والمشاهدين في مكان بعينه، لما في ذلك من إحداث تعارف وتفاهم وبناء روابط وعلاقات بينهم.

 

ثانياً: مهمة الإعداد:

  1. تحديد مواصفات جمهور الندوة.

  2. أن يكون للندوة موضوع محدد واضح ويحقق غرضاً من أغراض الجهة المنظمة لها وللجمهور الحاضر لها.

  3. اختيار المتخصصين في زوايا الموضوع المختلفة.

  4. إعداد مكان مناسب لإقامة الندوة حيث يمكن استيعاب الجمهور وإعداد التجهيزات اللازمة والصوتيات والإضاءة والتسجيل والتصوير ... الخ.

  5. دعوة المتخصصين والاتفاق معهم.

  6. إعداد لجنة سكرتارية لتسجيل الندوة.

  7. التخطيط الإعلامي للندوة والإعلان عن موضوعها ومكانها وتوقيتها.


ثالثاً: مرحلة التنفيذ:

وتتم بطريقتين:

  1. طريقة الندوات ذات العرض الأولي:

وفيها يبدأ المنظم في عرض موضوع الندوة المحدد سابقاً وذلك بأن يمهد للموضوع بكلمة مختصرة ثم يقدم المتخصصين للجمهور حيث يقوم كل واحد منهم بإلقاء كلمة من الجانب الذي يدور حوله الموضوع فيتحدث المتخصصون أولاً ثم يسمح للجمهور بالمناقشات.

  1. طريقة الندوات ذات المناقشة الأولية وفيها يتناقش ثلاثة أو أكثر من المتخصصين في الموضوع أمام الحاضرين لمدة قرابة عشرين دقيقة ثم يسمح منظم الندوة للجمهور بالمشاركة ويعرض الجمهور استفساراته ويقدم الأسئلة ثم يطلب من المتخصصين الرد على التساؤلات كل في مجال تخصصه.

 

رابعاً: دور منظم الندوة:

  1. أن يجتمع مع متحدثي الندوة قبلها بوقت كاف ويحصل على موافقتهم على تقسيم منطقي للموضوع المطروح.

  2. تحديد النقاط العامة التي يتناولها كل عضو.

  3. ترتيب الكلمات والوقت المسموح به لكل عضو.

  4. يجتمع مرة ثانية مع متحدثي الندوة قبلها مباشرة لمراجعة النقاط السابقة وما يتم الاتفاق عليه.

  5. في مستهل الندوة يعرض الفكرة العامة للموضوع في شكل عناصر جزئية يناقشها كل متحدث.

  6. يقدم متحدثي الندوة في إيجاز.

  7. يتفق مع إخوانه على الإجراءات التي ستتبع بما في ذلك أدوار المتحدثين والمشاركين.

  8. أثناء التنفيذ يعطي لكل متحدث وقت لبيان توضيحي موجز أو لدفع ما أو لنقد ما أو تعليق ويتيح لكل متحدث أن يوجه سؤالاً لأي متحدث آخر.

  9. عليه أن يحول الجو العام إلى مناقشة موضوعية بين الجمهور والمتخصصين مع امتصاص وتوجيه أي انفعال والإصرار دائماً على عدم الخروج عن الموضوع.

 

خامساً: مرحلة التقويم:

تتم دراسة مدى نجاح هذه الوسيلة في تحقيق ما كانت تهدف إليه بأي وسيلة من الوسائل مثل:

الملاحظة: وذلك بملاحظة سلوك الجمهور ومدى ما حدث من تعديل فيه.

الاستبيان: فيتم عمل استبيان حول الموضوع يوزع على الجمهور قبل الندوة ثم يوزع بعدها لمعرفة مدى التغير الذي أحدثته الندوة في الجمهور.

وربما كان اقتصار الندوة في التربية على الجانب الثقافي الفكري مما يقلل من شأنها إذا قورنت بوسائل التربية الأخرى التي تتعامل مع جوانب أكثر شمولا في شخصية المتربي ، لكنها على الرغم من ذلك تشتد الحاجة إليها غالبا لأن العصر الذي نعيشه عصر الثقافة والفكر والتطور والتغير المستمر، والثقافة هي التي تمكن الإنسان أكثر من غيرها من التوجيه والقيادة والتأثير.

وإذا أضفنا إلى ذلك أنها أكثر مناسبة لشريحة الشباب بشكل خاص وضح لنا أهمية الندوة بالنسبة لهذا القطاع العريض.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم