Business

كيف نربي أبناءنا على التعلق بالسيرة النبوية؟

 

الأولاد هبة من الله -جل وعلا- وهم زينة الحياة الدنيا، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: 46].

والولد الصالح يكون قرة عين للمرء في هذه الحياة، وذخرًا له بعد الممات، ثم يكون له يوم القيامة رفعا في الدرجات.

والمجتمع الإسلامي يواجه مشكلات عظيمة في هذا العصر ومنها: التقصير والتفريط والإهمال في تربية الأولاد، وقد نتج عن ذلك الانحراف الشديد في الشباب والفتيات، وعقوق الوالدين، وقطع الأرحام، وغيرها من المفاسد، بسبب الانهماك في تلقينهم العلوم الحديثة واللغات على حساب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وبطولات أصحابه الكرام، ولم نغرس فيهم التوازن بين تلك وذاك، فأهملنا السيرة وتعاليم القرآن، فنتج عن ذلك أجيال مشوهة لا تعرف عن دينها إلا الاسم فقط، وتعرف أسماء اللاعبين والفنانين أكثر من معرفتها بأسماء الأنبياء أو الصحابة الكرام أو علماء هذه الأمة الذين صنعوا مجدها.


 

أهداف تربية الأولاد على حب السيرة

1- إن من أهداف تربية الأطفال هو أن يفتح الطفل عينه منذ نشأته على امتثال أوامر الله وعلى اجتناب ما نهى الله عنه ويُدرب على الابتعاد عنها.

2- أن يحترم الطفل القيم والخلاق.

3- أن يكون الطفل سعيداً بحبه لمنهج الله وسيرة نبيه والاقتداء بهما.

4- أن يتعاطف الطفل مع الآخرين انطلاقا مما تعلمه في السيرة.

5- أن يكون ذكياً اجتماعياً.

7- أن يكون الطفل شجاعاً وجريئاً في الحق فلا يخاف في الله لومة لائم.

وإهمال الطفل وعدم تربيته تربيةً صالحةً مستمدةً من الكتاب والسنة منذ نعومة أظفاره لها أثر سيئ على سلوكه، حيث إن الطفل الذي لم يتلق تربية صالحة فإنه في الغالب عندما يكبر ويشب، يقع في المحرمات والموبقات.

 

صفات الآباء وقت تعليمهم حب السيرة

إن التربية الإسلامية الصالحة في زماننا المعاصر تواجه الكثير من الصعوبات والعراقيل، في ظل الحرب الضروس على الإسلام وأهله، وفي ظل حملات التشوية التي توجه إلى قيم الإسلام الحنيف، ولذا لابد للآباء والأمهات التحلي ببعض الصفات حتى يستطيعوا غرس حب النبي وسيرته – صلى الله عليه وسلم – في نفوس أبنائهم ومنها:

  1. الحلم والأناة: وهما من الصفات التي يحبهما ﷲ ولهما تأثير تربوي كبير.

  2. الرحمة: صفة من صفات المربي الناجح وهي من الوالدين لأبنائهما أخص ورحمة الأولاد.

  3. الأخذ بأيسر الأمرين ما لم يكن إثما لما ورد في الحديث المتفق عليه: (ما خُير رسول ﷲ صلىاﷲ عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا).

  4. الاعتدال والتوسط في التوجيه والتربية والتعامل.

  5. القدوة الحسنة وعدم مخالفة الفعل للقول.

 

كيف نغرس حب السيرة لدى الأبناء؟

وجب على الوالدين أن يسلكا الطريق القويم في تعريف معالم السيرة لدى أبنائهم بالوسائل المختلفة والتي يحبها الأطفال سواء عن طريق المجالسة أو القصص أو الفيديو أو الألعاب، ولابد من:

  1. القدوة الصالحة: ففاقد الشيء لا يعطيه، فإذا كان الوالدان لا يعرفان سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فكيف سيغرسان حبها والاطلاع عليها والعمل بما جاء بين سطورها؟

  2. الحديث الدائم عن النبي وسيرته بما يتناسب مع أعمارهم المختلفة؛ حتى يتعرفوا على الرسول صلى الله عليه وسلم، وتتهيأ نفوسهم لمحبته والتعلق به.

  3. يمكن تحفيظهم كل أسبوع أحد الأحاديث الشريفة القصيرة، مع توضيح معناها ببساطة.

  4. نُربيهم على السلوكيات التي كان يتمثل بها صلى الله عليه وسلم، كطَلاقَة الوجه والسماحة والتبسم، وتعويدهم إلقاء السلام عند الدخول.

  5. تعليمهم كيف كانت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواقفه بطريقة محببة لنفوسهم.

  6. كثرة ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، والصلاة عليه أمام الأبناء، وتمثل أقواله في المواقف المختلفة أو فعل لسنة من السنن ثم نذكر الثواب المترتب عليها فيتشجع الطفل على فعلها.

  7. تخصيص الأب جلسة أسبوعية يجمع فيها أفراد الأسرة ويحدثهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بحب، وأن تتسم تلك الجلسة بالمرح فهذا مما يقرب بينهم وبين رسولنا الكريم ويسهل عليهم اتباع السنة.

  8. تحبيب الأبناء في القراءة المفيدة في الكتب التي تتحدث عن سيرة المصطفى وسنته صلى الله عليه وسلم بالنسبة لصغار السن.

  9. المكافآت المادية والمعنوية عند حفظ الأحاديث النبوية ومواقف النبي وغزواته مثلما نعمل في حفظ القرآن.

  10. عمل مجلة أو لوحة يشارك الأولاد فيها بأنفسهم عن طريق الكتابة والتلوين عن حب الرسول وسيرته – في حدود الإمكان.

  11. حكاية معجزاته صلى الله عليه وسلم، وربط ذلك بقدرة الله وتأييده، وخاصة أن الأطفال يبهرهم أي شيء فيه الخروج على المألوف فنحكي لهم مثلا: معجزة انشقاق القمر، والإسراء والمعراج، والهجرة، وتكثير الطعام، وفوران الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، كل هذا بأسلوب مشوق مناسب لعقلية الأطفال.

  12. حكاية أخلاقه العظيمة ونصرته للمظلومين وعطفه على الفقراء ووصيته باليتيم.

  13. مشاهدة كرتون إسلامي عن الرسول وسيرته وأخلاقه وصفاته.

إن تعميق محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وسيرته في نفوس الأطفال ضرورة واجبة؛ لأنه كلما تمكنت المحبة في القلب تكوّن الدافع الإيماني القوي الذي يؤثر في السلوك فيدفع لفعل الطاعات واجتناب المنكرات.


 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم