صناعة البيئة التربوية

 

كل فرد مسئول عن صناعة البيئة التربوية ولكن النقيب هو صاحب الدور الأكبر والأخطر، فإن من أخَصّ مهام النقيب إعادة تشكيل البيئة التربوية والارتقاء بها وحمايتها – وتحصينها – ومعالجة الخلل الذي ينشأ فيها:

** فوصول المعلومة من أعلى إلى أسفل والعكس لابد أن تكون دقيقة ومحددة وواضحة حتى تتحقق الثقة.

** طريقة قبول المسئول للنصيحة، أو ممارسته للشورى (والنتيجة على غير رغبته)، معاني تؤثر في البيئة التربوية.

** الأوامر الجافة التي تتحول إلى سلوك متبادل لا شك تحول البيئة التربوية إلى عكس اتجاهها المطلوب، والعكس حين يكون التوجيه واضحا إيمانيا ربانيا ممتلئا بإحساس الجهاد فإنه يولد الرغبة والحماسة لدى الطلاب ويرقى بالبيئة التربوية المرجوة.

** المحاسبة الشديدة والقاسية التي يظهر فيها حظ النفس تنافيها بشكل واضح.

** إحساس الفرد أن النقيب حريصٌ عليه، تمنع الجدال وتشيع معاني العطف والأخوة وهذا مناخ مطلوب.

** حفظ السر عند المتابعة وقد لا يفطن إليها النقيب فتؤثر على العلاقة.

** الشفافية في الملاحظات بوضوح للأفراد، فلا أقول عنهم شيء قلتُ عكسه أمامهم.

** إظهار التقدير والثناء والتحفيز وإسناد الإحسان إلى أصحابه، فنصيحة الحباب بن المنذر قال فيها الرسول صلي الله عليه وسلم انزلوا حيث أشار الحباب فيعلم الأخ أن القيادة تقدره.

** حل المشكلات: مشكلات الأفراد يجب أن يكون المسئول قريبا منها ومعايشاً لها، وأن تحل بالأسلوب المناسب وفى التوقيت المناسب وبالكيفية المناسبة.

** في البيئة التربوية الصحيحة: الخلل لا يفَوَّت، وفي نفس الوقت لا يتحول إلى قضية قاصمة (إنك امرؤ فيك جاهلية).

** التجاوز في الحديث مع الأخ المسئول وعلو الصوت عليه وخاصة من المستويات التربوية البادئة لابد من علاجه وإلا تحول إلى أسلوب وسلوك يبقى معه طوال عمره في الدعوة.

** النظر في المؤثرات الأخرى التي يتعرض لها الأخ وبالتالي لابد من ضبطها كلها في وقت واحد (المسئول الإداري – مسئول فريق العمل – النقيب) الكل يتعاون في صناعة البيئة التربوية، فالمسئول التربوي له دور وأداء إذا لم يؤده فإنه يصنع خللاً في البيئة التربوية، كذلك المسئول الإداري ومسئول اللجنة، عليه واجب لابد أن يؤدى بشكلٍ صحيح حتى يصنع معنا البيئة التربوية السليمة، أو يُعاد تأهيله من جديد.


 

نصائح ومهارات للنقيب والمسئول

1 – كل الأفراد ليسوا على مستوى واحد وبالتالي يجب إمهال البطيء والصبر عليه.

2 – إشباع طموحات الأفراد، وإلا أدى ذلك إلى الفتور.

3 – القدرة على التوصيل والتوجيه وسهولة نقل خبرته إلى من بعده، وهذا مُشاهد في الإخوان الكرام الذين بدأوا الدعوة وهم عمال وفلاحين وحرفيين، ولكنهم بفضل ربهم وإخلاصهم له وفهمهم أنهم في أي حال أصحاب رسالة، استطاعوا نقل ما عندهم إلى عشرات فتحوا بدورهم قرى ومحافظات.

4 – واجبات المربى أكثر من أوقاته، ولكي يؤدي المعايشة لابد أن يخطط لذلك وضرورة الاستفادة بالوسائل التربوية التي يحضرها - في الرحلة والكتيبة ... - وكان صلي الله عليه وسلم ينتقل بين الجنود في المقدمة وفى الوسط وفى مؤخرة الجيش وكان يستثمر فترات التواجد هذه في معايشة أصحابه الكرام (جابر بن عبد الله... زواجه.. ناقته).

5 – المعايشة في الأجواء المفتوحة هي المثمرة، والأجواء الرسمية غالبا ما تكون محكومة بأوضاع نفسية يمكن أن تقلل من الأثر.

6 – يجب ألا يحجب الجماعة عن الأفراد أو يحجب الأفراد عن الجماعة حتى لو كان سيأخذ مكانه في الموقع.

7 – يستشير وينقل خبرات ويستفيد من بركة الرأي الأخر.

** في السيرة نموذج حل المشاكل لابد من المشاركة مثل الرجل الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يسأل المعونة( صاحب القدوم)

س كيف تتم الصحبة والمعايشة في ظل انشغال المربى وأعباءه؟

ج :** استثمار الوسائل التربوية وتخصيص وقت لعدد واحد أو اثنين في كل وسيلة.

** تحديد وقت وتخصيصه لأحد الإخوان كالصلاة معه في مسجده.

** الزيارات الاجتماعية.

** التركيز كل شهر على واحد.

** وضع أولويات النجاح في الأسرة معايشة الأسرة – توظيف الأسرة.

** الفرد المنغلق... مع الصدق سيأتي حدث ولو صغير يفتح به قلبه، وبالدعاء واللجوء إلي الله يتغير الحال فاعمل واغرس حتى يأذن الله بالفتح.

** افتح قلب الأخ أولا: مثل نموذج سيدنا معاوية كانت له مزرعة فاعتدى عماله على مزرعة عبد الله بن الزبير فأرسل سيدنا عبد الله خطابا لسيدنا معاوية رضي الله عنهم أنه إن لم يؤدب عماله فسيقوم هو بذلك فأرسل سيدنا معاوية له كتابا ذكر فيه فضله وفضل أبيه وقال له عمالي ومزرعتي هبة لك، فيقول له الزبير ما زلت سيد قريش بهذا الحلم.

** لفت النظر إلى الجانب المضيء وتحويل الذكرى الأليمة إلى معنى إيجابي جزء من البيئة التربوية السليمة ومعين من معيناتها (أحد جبل يحبنا ونحبه).

** لابد أن يشعر المتأخر عند حضوره بفرحتنا بقدومه (تفقُد الغائب – وتعهد المنقطع)، ثم المحاسبة بعد ذلك.

** لابد من إعداد المسئول وفق هذا المناخ التربوي، وقد يكون من مهامنا إعداد منهج أو برنامج أو أي وسيلة، وتوزيع أدوار على المواقع في صناعة هذا المناخ التربوي، دور للمسئول الإداري و....................

** المناخ التربوي الجيد هو أحد المعينات للطلاب الجدد.

* حصر المعوقات التي تضعف البيئة التربوية وعلاجها، وحصر نقاط الاحتكاك أو أسباب التنافر وتقليلها بأجمل السبل المتاحة في الأسرة أو اللجنة أو المجلس، وربما كانت علاقات الزوجات بعضهن ببعض أحد أسباب ضعف البيئة في بعض الجغرافيات فلنحدد بدقة.

** مراعاة حال الأفراد المتوجسين فمنهم من لا يفتح قلبه للحديث معه إلا بأن تخبره بأنك تريد أن تعايشه .

وأخيرا فإنه لابد من المشاركة بين التربية والتنمية في وضع أبعاد ومفردات المناخ التربوي المطلوب مثل (المعايشة – التفقد – الشفافية – الأخوة – الحب– الشورى ....).

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم