لم يخف على أحد الحالة الصحية المتردية التي كان يعيشها الشعب المصري في عهد الاحتلال الإنجليزي لمصر؛ حيث كان ثالوث الفقر والجهل والمرض يحيط بالإنسان المصري من كل مكان، ولذا اهتم الإخوان المسلمون منذ قيام جماعتهم بالصحة العامة، حيث اعتبرها الإمام البنا جزءًا من الإصلاح الاجتماعي.
وأشار البنا في رسالة «نحو النور» في بداية الثلاثينيات قائلًا: «إن الأمم الناهضة في حاجة إلى الجندية الفاضلة، وقوام هذه الجندية صحة الأبدان وقوة الأجسام، ودلل الإمام على ذلك من القرآن بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ [البقرة: 247]، ومن السنة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف».
وكان من أهداف التربية الجسمية عند الاخوان أن يكون الجسم صحيحًا خاليًا من الأمراض، ولذلك أوجبت الجماعة على كل عضو من أعضائها أن يبادر بالكشف الصحي العام، وأن يأخذ علاج ما يكون فيه من أمراض، وأن يهتم بأسباب القوة الجسمانية، وأن يبتعد عن أسباب الضعف الصحي فيمتنع بتاتًا عن التدخين، وأن يتجنب كل خمر ومسكر ومفتر كل الاجتناب، وألا يشرب البن والشاي إلا لضرورة، وأن يهتم بالنظافة في كل شيء.
رابط الدراسة: التربية الصحية في تاريخ الإخوان المسملين.. الجزء الأول
.