يسعد الوالدان حينما يروا أبناءهم يشبون ويكبرون أمامهم، ويحرصان على تسهيل وتذليل جميع السبل في سبيل راحة أولادهم، ولما لا وهم زينة الحياة الدنيا.
غير أن اعوجاج السلوك التربوي والذي ينتج عن التدليل المفرط يؤدي لاكتساب الأولاد صفات الاتكالية أو الاعتماد على الغير أو عدم تحمل المسئولية.
فعدد كبير من الأطفال يفضلون الاعتماد على الغير في قضاء حوائجهم رغم استطاعتهم فعل ذلك! بينما يرفض آخرون تقديم أي مساعدة لأحد؛ لأنهم أنانيون يحبون أنفسهم فقط! والسلوكان مرفوضان ولكل منهما مظاهر وعلامات تبدو على سلوك الطفل.
فمن الطبيعي أن يعتمد الأطفال على ذويهم في تلبية احتياجاتهم والاهتمام بشؤونهم ولكن من الطبيعي أيضاً أن يتناقص هذا الاعتماد مع تقدم الطفل بالعمر لصالح اعتماده على نفسه بدءًا من طعامه وشرابه مرورًا بحفاظه على صحته ونظافته، ثم الاهتمام بشؤونه ووظائفه مثل" دراسته، وواجباته؛ حتى يصل في النهاية لمرحلة يصبح فيها لا يعتمد على نفسه فقط بل أيضًا يوجد من يعتمد عليه ومن واجبه العناية به.
مظاهر الاتكالية
ومثل هذه الأمراض منتشرة في بيوتنا جميعا، ومن مظاهرها مثلا:
-
يطلب أن يحضَر الماء له ليشرب.
-
لا يحل واجباته ولا يذاكر دروسه إلا مع المعلم، أو أن يطلب من الأم الجلوس بجانبه ومشاركته البحث عن الإجابة.
-
ينهى لعبه أو وجباته ويترك ألعابه مبعثرة هنا وهناك، كما يترك ملابسه في أي مكان.. منتظرًا أن يضعها أحد غيره في مكانها.
-
يعتمد تمامًا على تفكير غيره؛ والده، أمه، أخيه الأكبر، ولا يتخذ قرارًا في أي من شئون حياته.
-
الكسل واللامبالاة فبعض الأطفال لأسباب وظروف خاصة لديهم نشاط محدود ولا يحبون العمل أو القيام بأي شيء.
-
عدم الثقة بالنفس فالطفل الاتكالي يرى أنه غير قادر على مواجهة مصاعب ومتطلبات الحياة لوحده.
أسباب الاتكالية
وعن أسباب هذه الاتكالية تقول فوزية هنداوي:
وهنا دور الأسرة كبير؛ أوله وآخره بسبب التدليل الزائد على حده الذي يحظى به الطفل لسبب من الأسباب، مع الحماية المفرطة وإظهار الخوف والفزع عليه دائمًا.
- كل فعل يقوم به الطفل يقابل بانتقادات مستمرة، والنتيجة أنه يتوقف عن الاعتماد على نفسه؛ حتى لا ينتقد.
- قيام أهل البيت- الوالدان، الأخوة، العاملون بالمنزل- بما ينبغي على الطفل أن يقوم به، وخدمته الخدمة المبالغ فيها؛ مثل إحضار الطعام والماء، تنظيم الألعاب.
- ربما كانت اتكالية الطفل تقليدًا لما يراه على أبيه؛ فهو الزوج السيد الذي يأمر فيطاع؛ مما يجعله يقتدي به.
سلبيات الاتكالية
تعتبر الاتكالية صفة سلبية ومرفوضة بشكل عام فأثرها لا يتوقف على إزعاج الآخرين ونظرتهم للطفل بطريقة سلبية، وإنما قد تتسبب الاتكالية بنتائج وآثار سلبية على شخصية الطفل نفسه وقد يستمر هذا التأثير حتى عندما يكبر ويصبح فردًا كامل العضوية والحضور في المجتمع، ومنها:
-
بروز صفة الكسل: وهذه الصفة تنتج عادةً عن خاصية الاتكالية كونها تجعل الطفل لا يبالي بأي من واجباته ولا يرغب بالقيام بأي نشاط جدي.
-
عدم تحمل المسؤولية: فالطفل الاتكالي لم يتعلم أصلاً تحمل المسؤولية ولم يعتد على اعتماد الآخرين عليه ولا حتى اعتماده هو على نفسه.
-
الاتصاف بضعف الشخصية: فهو غير قادر على مواجهة الحياة وما فيها من مواقف وغير قادر على الدفاع عن نفسه وتلبية حاجاته بنفسه.
-
التعرض دائما للعراقيل والعثرات بسبب قلة تجاربه وخبرته في مواجهة المشاكل.
-
الإحباط وخيبات الأمل: حياة الطفل الاتكالي مليئة بمواقف الإحباط وخيبة الأمل فهو عندما يضطر للقيام ببعض الأشياء وحده غالباً ما سوف يفشل كونه لم يعتد على هذا ولم يكون خبرات سابقة وبالتالي سوف ينتج عن شعوره بالفشل شعور بالإحباط وخيبة الأمل.
علاج الاتكالية
-
تنمية الشخصية القوية لدى الطفل.
-
الجمع بين القسوة والتدليل في المعاملة والتربية.
-
عدم الإسراف في إظهار الحرص والدلال للطفل، وأيضا عدم إهماله لدرجة الإضرار بنفسه.
-
عدم السخرية أو الانتقاد اللاذع المباشر حينما يخطئ في أداء مهمة خاصة به.
-
عدم الإكثار من توجيه الأوامر المباشرة الصارمة للطفل؛ فلا نقول: افعل ولا تفعل، ولنقول له: ما رأيك لو فعلت كذا، أو أفضل أن تفعل ذلك.. أحسن لك.
-
يجب أن نغرس فيه منذ الصغر أن يتخذ قراره بنفسه، وأن يعمل ما عليه دون أن يُطلب منه، ولكن هذا لا يمنع من طلب الاستشارة.
-
مكافأته ماديا أو بالكلمة الطيبة أذا أجاد فعل الشيء كتنظيم وترتيب غرفته، أو قام بأداء المهام المكلف بها في البيت.
-
يجب أن يعرف أن المهام في البيت موزعة بينكم، "وأنت يا طفلي عليك كذا وكذا"، مع متابعته لفترة حتى تنتظم الأمور.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Text-to-speech function is limited to 200 characters
|
|
Options : History : Feedback : Donate |
Close |
.