مواقف من حياة المربية آمال عشماوي

 

اعتنت جماعة الإخوان منذ نشأتها بالمرأة لاعتبارها القوام الرئيس لبناء مجتمع صالح إذا صلحت، ولعناية الإسلام بها.

ولذا تكون قسم الأخوات المسلمات تحت رئاسة السيدة لبيبة أحمد عام 1933م، وقد ضم هذا القسم العديد من النماذج التي سارت على درب الصحابيات وانتهجن نهجهن ومنهن السيدة أمال عشماوي خريجة الحقوق، زوجة المستشار منير الدلة.

ومن نماذج الفداء التي تحلت بها السيدة أمال ما حكاه الأستاذ محمد فريد عبد الخالق أنه في إحدى السنوات حدثت أزمة في الورق، وكادت جريدة الإخوان المسلمين أن تتوقف، فاتصل الإمام البنا بمنزل الأستاذ منير الدلة فردت عليه السيدة أمال فقال لها: «أين الأستاذ منير، فقالت له: إنه في عمله بمجلس الدولة، فقال لها: كنت أريده بخصوص ظرف طارئ، فالجريدة معرضة للتوقف، وأريد التناقش معه في حل لهذه المشكلة»، ففهمت ما يريده الأستاذ البنا، فوضعت السماعة، وخرجت للصاغة، وهي تحمل كل مصاغها وباعته على الفور، ثم ذهبت للإمام البنا، وقالت له: «هذه النقود أرسلها منير الدلة لحضرتك لإنقاذ الموقف، فشكرها».

فلما جاء زوجها منير من العمل، قالت له بكل عفوية وبساطة وبإيمان: «لا تؤاخذني إني أنا اضطريت أتصرف من غير إذنك وعملت كذا وكذا، لأن فيه أزمة، قال لها: نعم الذي عملت وشكر لها».

وليس ذلك فحسب بل استطاعت أن تحصل على ترخيص مدرسة الفتيات من وزارة المعارف التي رأسها والدها، واقترحت عمل مشغل بالمدرسة يعود بالربح على الأطفال اليتامى، وبعد حل الجماعة في 8 ديسمبر 1948، اقترحت أمال العشماوي أن تلتحق المدرسة بدار الإصلاح الاجتماعي التابعة لوزارة المعارف حتى لا تستولي عليها الحكومة، خاصة بعد رفع اللافتة من عليها.

أمال محمد العشماوي هي ابنه الوزير محمد العشماوي (وكان مشهودا له بغيرته على الإسلام واعتقله عبد الناصر عام 1954م دون سبب رغم تجاوزه الستين) وأخت الأستاذ حسن العشماوي (عضو مكتب الإرشاد أثناء ثورة 1952م).

ولدت بالمنيا وحفظت القرآن في الصغر وتزوجت من منير الدلة حيث كان صديقا لأخيها بكلية الحقوق وبعد تخرجه عمل وكيلا للنائب العام ثم المحاماة وعمل بمجلس الدولة وانتخب عضوا بمكتب الإرشاد حتى تم اعتقاله، وفي عام 1940م تعرف منير الدلة على الأستاذ البنا فالتحقت مع زوجها بركب الدعوة، وكان لها دور مهم نحو المعتقلين وأسرهم عام 1948م.

وحينما اعتقل زوجها عام 1954م كانت مثالا للصبر ورعاية أسر المعتقلين وظلت كذلك حتى اعتقلت وأصبحت أول نزيلة في سجن القناطر عام 1965م وبقيت بالسجن ما يقرب من ستة أشهر حتى أفرج عنها، وحينما أفرج عن زوجها بعد وفاة عبد الناصر ظلت صابرة محتسبة تخدم الدعوة بقدر جهدها حتى توفيت عام 1995م.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم