يرى الإمام علي بن أبي طالب أن طبيعة المتعلم خيرة والشر عارض عليها، قال تعالى: {فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِ} قال الإمام علي كرم الله وجهه: «إلهي خلقت لي جسمًا، وجعلت فيه آلات أطيعك بها وأعصيك وأغضبك بها وأرضيك». فلا الوسط البيئي والاجتماعي والعوامل الوراثية لوحدها كذلك تستطيع أن توجه سلوك المتعلم.
فطبيعة المتعلم عند الإمام علي هي نتاج عوامل الوراثة والبيئة والوسط الاجتماعي وهذا ما أكدته الدراسة الحديثة في علم النفس وأصبح البحث يجري الآن في بيان مقدار أثر كل منهما في طبيعة الإنسان، قال الإمام علي كرم الله وجهه في وصيته لابنه الحسن: «فإنك أول ما خلقت جاهلا ثم علمت، وما أكثر ما تجهل من الأمر، ويتحير فيه رأيك، ويضل ثم تبصره بعد ذلك».
بهذا يتبين أن الإمام علي يقر بمرونة الطبيعة الإنسانية وقابليتها للتشكيل قال تعالى: {وَٱللَّهُ أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ شَيۡٔٗا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفِۡٔدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ}.
ويذهب الإمام علي إلى ضرورة إعطاء المتعلم الثقة بنفسه حتى يتمكن من استغلال طاقاته الذاتية إلى ما فيه فائدته، وأن يعامل غيره بحسب ما يتوقعه من الآخرين من معاملة.
.