تبدأ هذه الحركة من الميلاد حتى سن الثانية من العمر تقريبًا كما وجد بياجيه، وفي هذه المرحلة يستخدم الطفل حواسه وحركاته وأفعاله والتجريب من أجل تعرف العالم واكتشاف الأشياء من حوله فيستخدم حاسة البصر وحاسة السمع واللمس والشم والتذوق من أجل فهم العالم من حوله واكتشافه، كأن يحدق في أمه واشتمام رائحتها لتعرفها وهو يلتفت إلى مصدر صوتها.
ويحاول الطفل في بدايات هذه المرحلة أن يتابع الأشياء بصريًا وأن يمسك الأشياء بيديه ويتحسسها ويقلبها ليتعرف ما هي، كما يفعل عندما تقدم له لعبة فيتأملها ويضعها في فمه ليتذوقها ويضعها قرب أنفه ليشتم رائحتها، أو عندما تقدم له قطعة حلوى مغلفة فيحاول الإمساك بها وتحسسها وفتحها، أو عند إخفاء لعبة أمامه فإنه يحاول البحث عنها وخاصة عند الشهر الثامن، وعندما يصل الشهر العاشر أو يبلغ العام فإنه يذهب إلى المطبخ ويفتح أدراجه لاكتشاف ما بها، وهذا أمر طبيعي في هذه المرحلة لرغبة الاكتشاف لديه وعلى الأم السماح له بذلك مع مراقبته، وعلى أسرة الطفل خلال هذين العامين تقديم الكثير من المثيرات الحسية المناسبة للطفل كألعاب متنوعة وبألوان وأحجام وأشكال مختلفة ووضع بعضها على سريره وفي غرفته.
وفي هذه المرحلة أيضًا وبعد الشهر السادس يبدأ الطفل في التفاعل في اللعب مع الآخرين والابتسام لهم دون الاهتمام لجنسهم ذكرًا كان أم أنثى، وعلى الوالدين إيلاء الطفل اهتماما خاصًا من خلال اللعب معه لأنه يتعلم التفاعل الاجتماعي من خلال اللعب، ومن الضروري في هذه المرحلة تحدث الوالدين مع الطفل وتكرار الكلمة أمامه من أجل تعلمها وخاصة بعد الشهر الثامن مثل كلمة "خذ، هات، تعال، ماء، بابا، ماما، سيارة..." حيث يبدأ الطفل ما بين الشهر الثامن وحتى السنة الأولى من عمره بتعلم بعض الكلمات ونطقها وخاصة من والديه، ويتوقع في نهاية العامين أن يصبح الطفل قادرًا على لفظ كلمتين معًا قاصدًا بهما جملة كاملة مثل "بابا سيارة" أي بابا ذهب بالسيارة، أو أريد الذهاب بالسيارة فهذان العامان مهمان للطفل لتعزيز الثقة بنفسه وبقدرته على التجريب والاكتشاف والكلام ولابد من تشجيعه من خلال الابتسامة له أو التصفيق أو تقبيله عند نجاحه في كل مهمة جديدة .
.