أولادنا

القرآن الكريم وأثره في تربية الطفل

المجتمع الإسلامي في شتى أقطار الأرض بحاجة إلى تعاليم القرآن الكريم وخاصة منهم الأطفال، ليتربوا ممتثلين لخالقهم مطبقين توجيهاته، والرسول عليه الصلاة والسلام أبرز محاسن التربية القرآنية، وأقنعنا بشموليتها، ونفعها لنا في الدنيا والآخرة، فقد روى عثمان بن عفان، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقرآن وَعَلَّمَهُ»، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي هَذَا الْمَقْعَدَ .قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَضْلُ الْقرآن عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ الرَّبِّ عَلَى خَلْقِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ مِنْهُ. وروى أنس، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّ للَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ: «أَهْلُ الْقرآن هُمْ مِنْ أَهْلِ اللَّهِ وَخَاصَّتِه».

وفي هذه الدراسة، تقول دنسيسة فاطمة الزهراء، أننا لو تدبرنا القرآن حق تدبره لوجدنا فيه حل هذه المشكلة، لأن القرآن كلام رب العالمين، والله يعلم كيف يربي مخلوقه، إذن ما هي الأساليب والطرق المناسبة لتربية أطفالنا على القرآن الكريم؟

 

الجوانب التي يؤثر فيها القرآن الكريم على الطفل

  • الجانب الديني التعبدي:
    وإذا علمنا الطفل الصغير منذ نعومة أظافره على حفظ القرآن الكريم وقراءته، فإنه يكبر على تعاليمه السديدة، فعن أبي هريرة أن النبي قال: «سبعةٌ يظلُّهم الله -تعالى- في ظلِّه، يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عَدْلٌ؛ وشابٌّ نَشَأَ في عبادة الله؛ ورجلٌ معلَّقٌ قلبُه في المساجد؛ ورجلان تحابَّا في الله، اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه؛ ورجلٌ دَعَتْهُ امرأةٌ ذات منصبٍ وجمال فقال: إني أخاف الله؛ ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شِماله ما تُنفِقَ يمينُه؛ ورجلٌ ذَكَرَ الله خاليًا ففاضَتْ عيناه».
  • الجانب التربوي:

إن مقاصد نزول القرآن الكريم، هي تربية الأمة الإسلامية، ولهذا نجده ركز تركيزا كبيرا على الجانب التربوي، ولذا يستطيع المربي تربية الأطفال على أخلاق القرآن الكريم، وغرس عقيدة الإيمان في قلوبهم من خلال الآيات القرآنية التي أكدت ذلك.

  • الجانب الأخلاقي:

الطفل عندما يتعلم القرآن يتعلم آداب الحديث ومكارم الأخلاق من المربي الذي يعلمه.

  • الجانب النفسي:

للتربية النفسية أهمية بالغة، لكونها من العوامل المهمة في تكوين شخصية الطفل، فهو بحاجة إلى رعاية نفسية عند حفظه أو تعلمه القرآن الكريم من المربي، والرعاية النفسية تساعد الطفل على بناء اتجاهات سليمة نحو نفسه والآخرين والمجتمع الذي يعيش فيه، كما أن لمن يتعلم القرآن الكريم في المساجد حاجة إلى الرعاية النفسية، وينبغي على الذين يعلمونه القرآن الكريم مراعاتها، والعمل على إشباعها، وعدم إهمالها، لما لها من أثر ايجابي على الحفظ والمراجعة والاستماع.

 

أهمية تعليم القرآن للطفل

تمر حياة الإنسان بعدة مراحل، من بينها مرحلة الطفولة، التي تعد أهم وأخطر مرحلة في حياته، لهذا يجب على المربين الاهتمام بتربية الأطفال وتعليمهم القرآن الكريم، لأن به يعرفون وحدانية ربهم ووجوب عبادته، ويأنسون بكلامه، وينشؤون نشأة صحيحة، وفق تعاليم ومبادئ ديننا الحنيف. فقد روى أبو الدرداء قال: قال رسول الله: «مثل الذي يتعلم في صغره كالنقش على الصخر، والذي يتعلم في كبره كالذي يكتب على الماء»، وعَنِ ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ الْقرآن قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ؛ فَهُوَ مِمَّنْ أُوتِيَ الْحُكْمَ صَبِيًّا».

وقال ابن خلدون في مقدمته: «اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار الدين، أخذ به أهل الملة، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم، لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده من آيات القرآن، وبعض متون الأحاديث. وصار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل بعد من الملكات. وسبب ذلك أن التعليم في الصغر أشد رسوخا، وهو أصل لما بعده. لأن السابق الأول للقلوب كالأساس للملكات. وعلى حسب الأساس وأساليبه يكون حال من ينبني عليه».

وجاء التوجيه النبوي للآباء والمربين، لتأديب الأولاد على تعلم القرآن الكريم، فعن علي كرم الله وجهه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن؛ فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه».

وحسب التجربة والمشاهدة فإن الحفظ في سن الصبا هو الأكثر دقة، والأسرع تذكرا، والأعمق انطباعا، والأدوم ثباتا واستمرارية. ولقد توصل الصحابة إلى أهمية حفظ القرآن الكريم، وأثره في نفوس الأبناء، فانطلقوا رضوان الله عليهم يعلمون أبناءهم القرآن الكريم، استجابة لتوجيهات النبي عليه الصلاة والسلام، فعَنْ عثمان قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقرآن وَعَلَّمَهُ».

لهذا نقول إن القرآن الكريم يقوم ببناء شخصية الطفل، والقرآن يحدد أسلوب تربيته، ويظهر هذا في تصرفاته وأخلاقه، فالمجتمع المسلم لابد أن ينقل مبادئ دينه وتعاليمه لأطفاله لينشا على تعاليم دينية صحيحة.

 

الخاتمة

إن حفظ القرآن الكريم يؤثر على الصحة الجسدية للأطفال، فيرفع النظام المناعي لديه ويساعده على الوقاية من الأمراض وهذا ما أثبتته الدراسات والأبحاث العلمية المعاصرة.

ومن فوائد وإيجابيات حفظ القرآن الكريم للأطفال نجد:

  1. صفاء الذهن وقوة الذاكرة.
  2. الطمأنينة والاستقرار النفسي.
  3. السعادة التي تغمر القلوب.
  4. التخلص من الخوف والحزن والقلق والاكتئاب.
  5. قوة اللغة العربية والتمكن من الحديث بفصاحة.
  6. القدرة على بناء علاقات اجتماعية وكسب ثقة الناس.
  7. القدرة على الاستيعاب والفهم.
  8. الإحساس بالهدوء النفسي والثبات.
  9. بناء شخصية طفل مسلم قوي ومتزن.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم