طالب الدكتور أسامة عرابي، استشاري التخطيط وإدارة الذات، الطلاب المقدمين على اختيار تخصصهم الجامعي بضرورة اختيار التخصص الذي يحقق الاستمتاع للدراس وأن يتجنب اختيار دراسة المواد التي تضعه تحت ضغط، مع ضرورة التخطيط لعملية التعلم والاهتمام بتحقيق إنجازات صغيرة متكررة.
وأضاف عرابي في محاضرة ألقاها الأربعاء 19/8/2020 في ندوة بعنوان (فن التعلم ومتعة العلم) وذلك في مقر وقف طالب العلم في إسطنبول بتركيا قائلا: «على الطالب أن يجلس مع نفسه بين الحين والحين للتأمل وتقييم الذات ويسعى لتلقي العلم من مصادره الصحيحة والتلقي عن خبير، مع ضرورة تحديد أهدافه من عملية التعلم، ومساعدته على صناعة القرار الجيد والمناسب في اختيار التخصص الجامعي.
وحول أهداف التعلم أكد عرابي أن هذه الأهداف تتعدد وتتغير وفقا لاختيارات الناس، فمنهم من يتعلم من أجل العمل ومنهم من يتعلم لكسب المال، بينما هناك من يستهدف من العملية التعليمية البحث عن التميز أو الرغبة في العلم أو البحث عن الوجاهة الاجتماعية.
واستعرض عرابي مدرج ماسلو للاحتياجات الإنسانية واعتبره وسيلة جيدة لتحديد هدف الطالب من عملية التعلم، والتي تتراوح- وفقا لماسلوا- بين الاحتياجات الفسيولوجية والحاجة إلى الأمان والحاجات الاجتماعية والحاجة إلى التقدير والحاجة إلى تحقيق الذات، مؤكدا أن الإنسان لا ينتقل إلى مستوى إلا بعد اكتمال المستوى الذي يسبقه.
وطالب عرابي الشباب بضرورة الجمع بين أكثر من مجال دراسي مع الدراسة الجامعية التي لا ينبغي للطالب أن يقف عند حدودها، وهو ما يجعل الشاب يفكر في بناء سيرته الذاتية منذ اليوم الأول من التحاقه بالدراسة الجامعية.
وفرق عرابي بين المهارات الصلبة والمهارات الناعمة مؤكدا أن الأولى هي كل مهارة تستطيع أن تؤدي بها وظيفة، وهو ما يتوجب على الشاب أن يختاره منذ البداية، أما المهارات الناعمة فهي التي يستطيع الشاب أن يطورها مع الوقت مثل مهارة التفاوض والقدرة على الإنصات ومهارات الحوار.
واستطرد عرابي التعريف بكيفية اختيار التخصص مؤكدا على ضرورة اختيار الأشخاص الناجحين لاستشارتهم في اختيار التخصص، مع الوضع في الاعتبار أن ما هو مناسب لشخص ليس بالضرورة أن يكون مناسبا لآخر.
وطرح عرابي عددا من المراحل التي يمر بها اتخاذ قرار التخصص منها التخطيط لتحديد البدائل والتي يجب أن تبدأ بجمع المعلومات وإعطاء أوزان نسبية لكل بديل، على أن يكون الترجيح للوسيلة ذات الوزن النسبي الأعلى، وبالتالي اختيار البديل الأمثل وهو ما يتم من خلال التأكد من صحة ودقة المعلومات التي اتخذت القرار بناء عليها، مع التأكيد على ضرورة العزم دون تردد بعد اتخاذ القرار، مستشهدا بقوله تعالى: {... فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ}.
.