غدت رياض الأطفال ذات أهمية خاصة في منظومة التعليم، وفى واقعنا الاجتماعي من خلال دورها في التنشئة الاجتماعية للأطفال، ومن خلال منظور واقعي يعالج البحث واقع رياض الطفل ويتبنى الدعوة إلى تفعيل دورها في إطار أهدافها والإمكانيات التي يتطلبها ذلك ويتبنى الدعوة إلى إيجاد قاعدة للبيانات من خلال الرؤية المستقبلية ترتكز على خطة استراتيجية.
وفى دراسة بعنوان: «رؤية مستقبلية نحو تفعيل دور رياض الأطفال» -2009-، للدكتورة أماني إبراهيم الدسوقي، مدرس علم نفس الطفل، بكلية رياض الأطفال ببورسعيد فى مصر، تطلعت إلى الإسهام الجاد والفعال بخدمات رياض الأطفال في بناء إنسان الغد الذي يتأكد يومًا بعد يوم ازدياد الحاجة إلى أن يكون إنسانًا قادرًا على المشاركة الفعالة في تنمية مجتمعه والارتقاء به.
أهمية دور رياض الأطفال
- إسهام الروضة بقدر تربوي في إعداد وتربية الأطفال التربية السليمة في هذه السن المبكرة.
- الاستثمار الأمثل لإمكانات الطفولة وصقلها بما يتفق مع التوجهات التربوية السليمة.
- وقاية الطفل في هذه المرحلة المبكرة من التعرض لتيارات الانحراف أو الخروج عن السلوك القويم، وبالتالي حمايته من الوقوع في براثن الانحراف بجميع صوره وأشكاله.
- تعد سنوات الروضة الفترة الذهبية في حياة الفرد لتربيته اجتماعيا، حيث يعمل على إعداده وتكوينه وتشكيله بالصورة التي يتطلبها المجتمع.
إن أي قصور في تربية الطفل في هذه المرحلة يصعب تعويضه وعلاجه في المراحل التالية ويتطلب ذلك جهودًا مضاعفة وتكلفة متزايدة وقد يعجز عن تحقيق الآمال المعقودة عليها.
معوقات على الطريق
أولًا: عدم تواجد قاعدة بيانات أساسية لواقع رياض الأطفال وتشمل ما يأتي:
- عدد دور رياض الأطفال القائمة وتبعيتها للجهات المختلفة وعدد الأطفال الملتحقين بها.
- عدد الأطفال المستفيدين.
- عدد دور رياض الأطفال المطلوبة لمواجهة الاحتياجات المستقبلية.
ثانيًا: بنية التعليم ومحتواه:
سبق أن أوضحنا ما تضمنته اللائحة التنفيذية للقانون بشأن طبيعة التعليم في إطار رياض الأطفال أن المحور الأساسي للتعليم يتمثل في الأنشطة الخاصة بها، وتم رصد الملاحظات الآتية:
يغلب على العديد من رياض الأطفال قيام تلك الدور بتدريب الأطفال على الكتابة رغم مخالفة ذلك للدراسات والتوجهات العلمية في هذا الصدد وكذا مخالفة ذلك كما تضمنته اللائحة التنفيذية للقانون. ومما يثير الدهشة هو تشجيع أولياء الأمور لهذا التوجه الخاطئ ويظن الآباء أن هذا التوجه سوف يكون له مردود إيجابي على العملية التعليمية والمستقبلية للطفل وأن ذلك سوف يؤدي إلى التفوق المستقبلي لأبنائهم وقد تبع ذلك التوجه بدء ظهور ظاهرة الدروس الخصوصية في رياض الأطفال وأن كانت هذه الظاهرة مازالت محدودة إلى حد ما.
ومن منظور آخر: فقد أدى ذلك إلى غياب دور الأنشطة في التعليم أو قصورها كأثر سلبي لهذا التوجه أضف إلى ذلك عدم تواجد الأدوات والأجهزة (الألعاب اللازمة لممارسة هذه الأنشطة) والتي تعد الركيزة الأساسية لصقل مهارات الطفل في طفولته المبكرة.. حيث يعد اللعب هو وسيلة الطفل للنمو والتعلم الذاتي.
فضلا عن أنه في حالة تواجد هذه المعدات والأدوات فهي إنما مستهلكة أو في حاجة إلى تحديث وتطوير وإصلاحات.
ثالثًا: معلمة الروضة:
يعد العنصر البشري في رياض الأطفال في غاية الأهمية لذا فإن الراصد لأوضاع تلك الدور يرصد ما يأتي:
غياب المعلمة المعدة لتأدية رسالتها في هذا المجال بل قد يصل الأمر إلى إسناد هذا الأمر إلى غير المختصين الذين لا يتوافر فيهم المؤهلات التربوية اللازمة في هذا الصدد وينعكس ذلك سلبًا على أداء المعلم داخل الروضة ومسار العملية التعليمية وبالتالي اللجوء إلى أساليب غير تربوية في إعداد الطفل.
وحتى في حالة توافر العمالة المتخصصة فإننا نرصد غياب الدورات التدريبية التنشيطية التي تحصل عليها المعلمات في رياض الأطفال لصقل المهارات ونقل الخبرات.
رابعًا: ازدواجية الإشراف والتبعية:
أناط القانون 12 لسنة 1996 والخاص بالطفل الإشراف على رياض الأطفال بوزارة التربية والتعليم. غير أن الراصد للمؤسسات القائمة على تربية وتعليم الطفل حتى تلك المرحلة السنية يلحظ ما يأتي:
- تبعية العديد من المؤسسات القائمة برعاية الأطفال حتى هذه المرحلة العمرية (4- 6) سنوات لجهات ووزارات أخرى تأخذ مسميات أخرى (مراكز- فصول- استضافة- أندية أطفال) وغيرها من هذه المسميات.
- تقوم وزارة التربية والتعليم ومديرياتها الإقليمية بالإشراف معًا على هذه الدور. وهذا الإشراف قد يكون (شكلي) أو على فترات متباعدة.
- تفتقر تلك الدور إلى المقومات الأساسية لرعاية الأطفال وهي: عدم توافر الإمكانيات المكانية المناسبة؛ عدم توافر العنصر البشري المتخصص؛ عدم توافر المعدات والآليات الخاصة بممارسة الأطفال للأنشطة.
- تكمن الخطورة في تلك المؤسسات في التوجهات الخاصة لها حيث تشجع الأطفال على التعليم المباشر (تعليم القراءة والكتابة) مما يتعارض مع التوجهات العلمية التربوية في هذا المضمار.
- وتسعى تلك الدور إلى إرضاء أولياء الأمور الذين يشجعون هذا التوجه الخاطئ اعتقادا منهم بأن ذلك يؤدي إلى تفوق أبنائهم في المراحل التالية، ولاعتمادها في المقام الأول على اشتراكات أولياء الأمور.
- وجود التضارب بين الإشراف الفني والتبعية الإدارية والمالية لوزارات أخرى مما يلقي بآثاره السلبية على العملية التعليمية بهذه المؤسسات.
خامسًا: غياب المواصفات القانونية:
- والراصد لمدى توافر تلك المواصفات يرصد ما يأتي:
- غياب المواصفات التي حددتها اللائحة التنفيذية للقانون رقم 12 لسنة 1996 والتي لم يتم توافرها في معظم رياض الأطفال وإن كانت تتوافر في العدد القليل منها. وينعكس ذلك سلبًا على أداء رياض الأطفال لدورها.
- عدم ملائمة المعدات والأثاث والتجهيزات الخاصة برياض الأطفال مع الاحتياجات الخاصة بتلك الشريحة العمرية في تلك الدور مما يفقد تلك الدور أهم الدعائم والوسائل لتحقيق أهدافها.
سادسًا: العوائق المالية:
يعد المال هو المحرك الرئيسي لنشاط مختلف المؤسسات سواء كانت خدمية أو إنتاجية؛ وبالتالي ينعكس غياب أو ندرة أو قلة التمويل على قدرة أي مؤسسة على تحقيق أهدافها.
تعتبر المعوقات المالية أحد أهم التحديات التي تواجه رياض الأطفال في أداء عملها. ويرجع النقص في مصادر تمويل رياض الأطفال إلى العوامل الآتية:
- قلة الاعتمادات المالية المدرجة بموازنة الدولة:
تؤدي قلة الاعتمادات المالية المدرجة بالموازنة العامة للدولة والمخصصة لرياض الأطفال إلى التأثير على قدرتها على مواءمة الاحتياجات الخاصة بالأنشطة لاسيما وأن معظم رياض الأطفال ملحقة بمدارس الحلقة الأولى للتعليم الأساسي، وبالتالي قد يحدث أن يتم تخصيص معظم الاعتمادات إلى تلك المدارس.
تعد الاشتراكات أحد أهم مصادر تمويل رياض الأطفال ونلاحظ أن تلك الاشتراكات تحصل وفقًا لما تم تحصيله من طلاب الصف الأول الابتدائي.
كما أن تحديد تكلفة الخدمات الإضافية الأخرى مثل (النشاط العام وتنظيم التعليم والتغذية يحدد بمعرفة السيد مدير مديرية التعليم بكل محافظة على ضوء الظروف الإضافية لها).
نلاحظ ضعف إسهامات المجتمع المدني ولاسيما في مجال التبرع المالي وذلك نظرًا لضعف (الحافزية) للتطوع لتلك النوعية من الخدمات مما ينعكس سلبًا على قدره تلك الدور على تقديم خدماتها.
نحو رؤية مستقبلية لرياض الأطفال
أولًا: توافر المعلومات:
تعد البيانات والمعلومات ركيزة أساسية للتخطيط المستقبلي ولجمع البيانات أهداف رئيسية تتمثل فيما يأتي: الوصف، التفسير، الاستقراء والتنبؤ.
ذلك أن إنشاء بنية أساسية معلوماتية شاملة لها الأهمية نفسها للأساس التكنولوجي الذي يدعمها والقدرة على تصنيف المعلومات والبحث عنها وتخصيصها بطريقة مرنه هي عنصر حيوي ومهم لأي مؤسسة كما ينبغي أن نفرق في هذا الصدد بين البيانات والمعلومات حيث أن البيانات تعد المادة الخام التي يتم تحويلها إلى معلومات بتشغيلها وتلخيصها وعرضها بالشكل الذي يتطلبه المستخدم النهائي والذي أعدت من أجلها هذه المعلومات.
وسائل جمع البيانات:
الإحصاءات الخاصة بالطفولة والتي تصدرها كافة الجهات الرسمية في هذا المجال (التعداد العام للسكان. دراسات المجلس القومي للطفولة والأمومة- البحوث والدراسات التي تناولت رياض الأطفال).
التقييم الشامل لخدمات رياض الأطفال أيا كانت الجهة التي تتبعها من خلال:
- المؤشرات الكمية، وتشمل: حصر رياض الأطفال وأنواعها وتوزيعها الجغرافي. وحصر الاحتياجات المتجددة من خدمات رياض الأطفال. ومدى كفاية عدد دور رياض الأطفال لمواجه هذه الاحتياجات. عدد المستفيدين من رياض الأطفال. الإمكانيات المالية المتاحة. البيانات الخاصة بالجهاز الوظيفي. حصر كامل ببيان المعدات وأدوات الأنشطة المختلفة.
- المؤشرات الكبيبة وتشمل: متوسط تكلفة الفرد في كل دار. تقييم الأنشطة المقدمة للأطفال. مدى كفاءة الجهاز الوظيفي. مدى تحقيق الدور لأهدافها. مدى تعاون أولياء الأمور مع رياض الأطفال وأشكال هذا التعاون ومجالاته. مدى كفاءة الألعاب والمعدات وإسهاماتها في تحقيق أهداف رياض الأطفال.
- السلبيات والمعوقات التي تحد من قدرة رياض الأطفال على أداء رسالتها وتفعيل دورها. كما يستهدف هذا المسح التعرف على الرؤى الخاصة بأولياء الأمور والجهاز الوظيفي نحو الوسائل والآليات المقترحة لتفعيل دور رياض الأطفال.
ثانيًا: تبني خطة استراتيجية:
على ضوء البيانات والمعلومات ونتائج المسح الشامل لرياض الأطفال يمكن تبني خطة تربوية استراتيجية لرياض الأطفال وذلك على النحو التالي:
المشاركون في إعداد الخطة: بداية نؤكد على أهمية تواجد مشاركة مجتمعية واسعة لإعداد الخطة الاستراتيجية لا أن تنفرد بوضعها جهة ما وتشمل المشاركة في إعداد الخطة الجهات الآتية:
- الهيئات التنفيذية: وتشمل كل الوزارات والجهات التنفيذية المهتمة بشئون الطفولة من تلك الشريحة العمرية.
- المجلس القومي للطفولة والأمومة.
- الجامعات (وتتمثل في الكليات المتخصصة في مجال رياض الأطفال).
- كافة مؤسسات المجتمع المدني.
- شرائح من أولياء الأمور.
ثالثًا: مكونات الخطة الاستراتيجية:
تفعيل أهداف رياض الأطفال:
سبق أن أوضحنا أهداف رياض الأطفال من خلال توجهات القانون 12 لسنه 1996 ولائحته التنفيذية وهي أهداف لو تحققت سوف تسهم في رعاية أفضل للأطفال... وذلك من خلال: تحديد الوسائل التي تمكّن من بلوغ الأهداف. حصر الإمكانيات المالية والمادة والبشرية. التوظيف الأمثل للإمكانيات. وضع مواصفات الناتج التربوي المستهدف. من رياض الأطفال ووضع مؤشرات رقمية ووصفية لقياس مدى تحققه.
المحتوى التعليمي:
بداية تؤكد على أنه لابد من الالتزام بالتوجهات العلمية بأن يكون التعليم في رياض الأطفال من خلال اللعب والأنشطة وأن تكون تنمية مهارات الأطفال اللغوية والعددية والرياضية من خلال العمل الفردي والجماعي وإنماء القدرة على التفكير والابتكار والتميز.
ومن ثم تعد التوجهات التي تتبناها بعض رياض الأطفال في التعليم المباشر للأطفال عن طريق الكتابة أمر يتعارض مع التوجهات العلمية وكذا أحكام القانون. ونؤكد في هذا الصدد على أهمية أن يشمل المحتوى التعليمي ما يأتي:
- الاهتمام بالتوظيف الأمثل للوسائط التعليمية مما يتناسب وروح العصر وبما يواكب المتغيرات المتسارعة في المجتمع.
- توافر الخرائط البحثية التي تناسب طبيعة التعليم في هذه المرحلة المبكرة من العمر والتي تتبنى نموذجًا للتعليم والمعلم عند تصميم وإنتاج برامج تليفزيونية موجهة للمعلمين والمتعلمين.
وفي هذا الصدد نشير إلى أهمية الاستثمار الأمثل والتوظيف المتكامل للتراث الإسلامي في تعليم الأطفال في تلك المرحلة وذلك من خلال التوجهات الآتية:
- التوظيف الأمثل للتعريف الصحيح بالدين وتنمية الخلق القويم.
- القيم والسلوكيات.
- دعم قيم الانتماء للدين والأسرة والوطن.
- دعم قيم الحق والعدل والتقوى والتعاون والصدق والعمل النافع.
معلمة الروضة:
مكون هام من مكونات الخطة الاستراتيجية وهو الإعداد الجيد لمعلمة الروضة بحيث تكون قادرة على الإسهام بإيجابية وفاعلية وكفاءة في تحقيق أهدافها.
ويتطلب ذلك التطوير المتكامل لمناهج التدريس في كليات رياض الأطفال من خلال:
- الاختيار الجيد للطالبات وعلى أسس علمية سليمة تتوافر فيها الاستعداد الشخصي مع صقل مهاراتها للعمل في هذا المجال من خلال الدروس النظرية والتطبيقات العملية.
- الإعداد العلمي المتميز والتربوي والنفسي والفني والأدبي.
- تنمية القدرات الخاصة بالإقناع والاقتناع والاتصال والتواصل والتعامل مع أولياء الأمور.
- الاهتمام بالجانب التطبيقي العملي من خلال متابعة جيدة وإشراف حازم وقياس مدى النمو المهني لقدرات الطالبات.
البيئة التعليمية:
وتشمل إعداد المناخ التعليمي المناسب لعملية التعليم والتعلم في إطار روضة الأطفال من حيث:
- توفير كافة الأدوات والمعدات اللازمة والأساسية الخاصة برياض الأطفال.
- أن تتناسب تلك الأدوات والمعدات والتجهيزات والاحتياجات الخاصة بالطفل.
- أن تكون تلك التجهيزات مناسبة لإعداد الفصول المختلفة داخل الروضة.
- أن تراعي الخطة في إعداد هذه التجهيزات (محلية الظروف) واختلاف بعض المجتمعات عن بعضها بحيث لا تكون تلك التجهيزات نمطية وتقليدية ولا تتناسب مع بعض المجتمعات.
- أن تشمل الخطة التوسع في إنشاء مباني رياض الأطفال بشكل متميز يتناسب مع طبيعة الأطفال في تلك المرحلة ويكون ذلك حافزا لتواجد الأطفال بها.
على ألا تكون تلك الروضة (مجرد فصول ملحقة بالمدرسة الابتدائية لا يتوافر فيها العناصر الأساسية والمواصفات الخاصة بالروضة.
التوصيف الأمثل للتقنية الحديثة:
من أهم مكونات الخطة الاستراتيجية العمل على التوظيف الأمثل للتقنية الحديثة في تعليم الأطفال في تلك المرحلة.
ومن هذا المنطلق فإننا ندعو إلى العمل على وضع برامج تتناسب مع الطفل المصري والطفل العربي وليس شرطًا أن تكون تلك تقنية متقدمة ولكن في رؤيتنا لقدرة الإنسان المصري المبدع والذي يملك إرادة التحدي والذي تتلاحم فوق أرضه عبقرية الزمان وعبقرية المكان كما يرى ذلك الأستاذ الدكتور جمال حمدان العالم المصري الجليل.
من هنا فإن تبني تقنية مناسبة لواقعنا الاجتماعي يسهم في تفعيل دور رياض الأطفال وتحقيق أهدافها المنشودة. بدلًا من تبني تقنية غربية قد تشمل برامج ورؤى ثقافية لا تتوافق مع توجهاتنا القيمة والأخلاقية وتراثنا الثقافي ومن ثم فإنه يمكن توظيف هذه التقنية بوسائل تتناسب مع واقعنا الاجتماعي.
من هنا فإن تبني تقنية مناسبة لواقعنا الاجتماعي يسهم في تحقيق رياض الأطفال لأهدافها المنشودة بدلًا من تبني تقنية غريبة ربما لا تتوافق مع توجهاتنا الإسلامية وتراثنا الثقافي بوسائل تتناسب ووضعنا الاجتماعي.
رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة:
أن تكون أحد التوجهات الأساسية للخطة الاستراتيجية رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في إطار حقوقهم الدينية والإنسانية من خلال:
- إنشاء رياض أطفال متخصصة في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
- الإعداد الجيد للجهاز الوظيفي الخاص بهذه الدور واستخدام الوسائل التعليمية والتكنولوجيا الحديثة والتي أدت إلى تطوير الأجهزة التعويضية والمعينات البصرية والسمعية وأجهزة الحاسب الآلي وهي طريقة تتبناها اليونسكو في مجالات التعليم والتعلم.
الدعم المالي:
من الأهمية بمكان أن تتضمن الخطة الاستراتيجية كفالة ضمان التدفقات المالية اللازمة للوفاء بمتطلبات رياض الأطفال والتي تشمل:
- زيادة الاعتمادات المالية المدرجة لرياض الأطفال في موازنة الدولة.
- البحث عن مصادر تمويل غير تقليدية لزيادة الموارد الخاصة برياض الأطفال وتنميتها بما يتيح تحقيق الأهداف الخاصة بها.
- تحفيز مؤسسات المجتمع المدني (جماعات رجال الأعمال) على الإسهام الفعال في تمويل أنشطة رياض الأطفال تحقيقًا لأهدافها.
الآليات الخاصة بتحقيق الخطة الاستراتيجية
تعتبر الأساليب الخاصة بإدارة التغيير أدوات مهمة لإنجاح برامج التحديث والتطوير وفي حالة إذا ما تم استخدامها وتوجيهها على نحو صحيح فإن ذلك سيؤدي إلى ما يأتي:
- زيادة الإقبال على الخدمات المقدمة.
- إدراك الهدف من الخطة.
- إدراك الهدف من التغييرات التي ستحقق النهوض برياض الأطفال.
- وبعد وضع خطة استراتيجية لإدارة التغيير نقطة الانطلاق لهذه العملية.
ومن خلال ذلك نقترح بعض الآليات التي يمكن أن تسهم في تحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية وذلك على النحو التالي:
الآلية الأولى: تشكيل مجلس أعلى للطفولة بكل محافظة:
ويسهم هذا المجلس من خلال تشكيله والذي يضم (الهيئات التنفيذية المهتمة بخدمات الطفولة- ممثلي المجتمع المدني بكل شرائحه: أحزاب- منظمات غير حكومية- ورجال أعمال). أضف إلى ذلك العمداء والخبراء التربويون في نطاق كل محافظة. ويكون هذا المجلس برئاسة السيد/محافظ الإقليم ويختص بما يأتي:
- متابعة تنفيذ الخطة الاستراتيجية في مجال رياض الأطفال.
- إعداد قاعدة بيانات أساسية عن واقع الطفولة بالمحافظة.
- تذليل الصعوبات الخاصة بتوفير الموارد المالية والمادية والبشرية لرياض الأطفال.
- التنسيق بين الجهات القائمة برعاية الأطفال ولاسيما الشريحة العمرية 4 -6 سنوات.
- وضع معايير تقييم الأداء بمؤسسات رعاية الأطفال ومن بينها رياض الأطفال واستهداف تحقيق معايير الجودة والتميز.
الآلية الثانية: المراكز المتخصصة لخدمات الطفولة والأمومة:
يتم إنشاء هذه المراكز بداية بكل إقليم تخطيطي على مستوى الجمهورية وفي هذا الصدد يمكن الاستفادة من تجربة (مراكز الخدمة العامة للطفولة) بكلية رياض الأطفال ببورسعيد والذي تمت الموافقة على إقامته ليكون مركزًا للإشعاع التربوي في إقليم قناة السويس والذي تم موافقة مجلس الجامعة على إقامته كوحدة ذات طابع خاص. ويضم المركز الوحدات الآتية:
- وحدة الروضة النموذجية للأطفال العاديين والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
- وحدة العيادة النفسية والإرشاد النفسي.
- وحدة حقوق الطفل.
- وحدة تنمية المواهب والقدرات.
- وحدة البحوث والتأليف والترجمة.
- وحدة الجودة والتدريب والتقويم.
ختامًا
إن الطفل جوهرة علينا أن نعتني بها في سبيل صنع إنسان المستقبل القادر على مواجه تحديات ومتطلبات العصر، وهي محاولة جادة لتفعيل دور رياض الأطفال والتي تعد الركيزة الأساسية لتهيئة الطفل لمراحل التعليم التالية.
ونؤكد أن هذا الموضوع الهام والحيوي يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والكثير من الدراسات والبحوث الميدانية.
ونحن نتطلع إلى غد قريب تصبح روضة الطفل اسمًا على مسمًى فتصبح جنة للطفل يسعد بتواجده بها وتنمي معارفه وقدراته وتوفر له التنمية الشاملة ليكون عنصرًا صالحًا ومنتجًا ومبدعًا ومتميزًا في مجتمع المستقبل.
.