شهر رمضان محطة مهمة للداعية ليرتقي فيها بإيمانه، ويتزود روحيًا ونفسيًا بما يجعله مهيأ ليفيض على من حوله من الناس؛ ذلك أنه لا تستقيم حياة الداعية دون أن يكون له أوراده الإيمانية من القيام والذكر والتسبيح والتهليل؛ فالله عز وجل في بدء بعثته نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم قال له: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} (المزمل: 1-8).
فالقرآن وقيام الليل وذكر الله تعالى مقومات أساسية للداعية وزاد له على طريق الدعوة لا ينبغي له التفريط فيها في أي وقت من الأوقات، وحتى يستقيم له ذلك طوال العام لا بد له من التركيز والتكثيف فيها في شهر رمضان بصورة عامة، وفي العشر الأواخر بصورة خاصة، وذلك من خلال ما يلي:
- الاستعداد مبكرا لهذه الليالي المباركة، من خلال إعداد برنامج إيماني ينفذه خلالها، يتناسب مع ظروفه وبيئته.
- القراءة والاطلاع في فضائل هذه الأيام، وما أعده الله تعالى للمجتهدين فيها؛ حتى يسهل عليه مجاهدة نفسه في الاجتهاد فيها التماسا للأجر.
- الجد والاجتهاد مقتديا بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان يجتهد في هذه العشر ما لم يجتهد في غيره؛ فيجتهد في الصلاة ليلا ونهارا، وفي تلاوة القرآن، والذكر والدعاء. فليحرص على اعتكاف العشر كلها، فإن لم يتيسر له ذلك فليعتكف ما شاء الله له حسب ظروفه، وإن كان الأولى للداعية الاعتكاف الكامل ليكون قدوة لغيره، ويجمع الناس حوله.
- تحريه ليلة القدر لما فيها من الخير الوفير الذي أخبر الله تعالى عنها أنها خير من ألف شهر؛ فما أحوج الداعية إلى أجر هذه الليلة المباركة.
- حرصه على إخراج زكاة الفطر، والإكثار من التصدق.
- الإكثار من فعل جميع أنواع الخير.
- إذا كان الداعية ممن حال الحظر دون اعتكافهم وصلاتهم في المساجد فليعد برنامجا مع أهل بيته، يؤدي فيه ما كان يؤديه في الأعوام السابقة.
.