شهدت الثلاثون عاما الأخيرة في عمر الدولة المصرية والشعب المصري تراجعا للمجتمع، حتى كاد يصل إلى مرحلة التقوقع على الذات، بعد أن كان هو الحامل لرايات النضال العربي.
ولقد تناولت دراسة «الثقافة ومنظومات القيم في مصر خلال ثلاثين عاما» وباستفاضة سلبيات الواقع المصري المعاصر، ووضعت هذه السلبيات تحت (زووم) التكبير؛ حتى نستنفر قدرتنا على النقد، بحثا عن الأمل وعن الإصلاح، فنقد ما هو قائم وناقص يساعد دائما على ولادة ما هو جديد ومكتمل. وذلك لقناعة لها ما يؤيدها من الواقع والتاريخ، أن صلاح مصر هو صلاح للعالم العربي بكامله، وانهيارها سوف يعني حتما انهياره، فهي رمانة ميزان عالمها العربي، ليس هذا تعبيرا عن شوفينية مصرية، ولكنه تقرير لحقيقة يجب الإقرار بها كمصريين وعرب على السواء، حتى نستطيع الحركة، وحتى يمكن أن نعبئ قدراتنا باتجاه الهدف.
وإذا كان السياق الثقافي والسياسي في المجتمع المصري يتيح قدرا من حرية النقد، فإنه يصبح على المثقفين تحمل هذه الأمانة لتوسيع مساحة النقد، والكشف عن العلل، دون وجل أو خوف، بحثا عن الأمل وعن المستقبل. فإصلاح مصر يعني -كما قلت- إصلاح عالمها العربي، وهي مهمة تستحق الجهد وتستحق المخاطرة.
رابط الدراسة: الثقافة ومنظومات القيم في مصر خلال ثلاثين عاما
.