Business

ما يجب معرفته عن مرحلة المراهقة

أجمع علماء النفس على أن مرحلة المراهقة من أهم مراحل النمو التي يمر بها الفرد وأن لها تأثيراً بالغاً في تشكيل شخصيته بعد ذلك، ونعني بالمراهقة: الفترة التي تبدأ بالبلوغ وتنتهي باكتمال الرشد، كما توصف بأنها مرحلة انتقالية تجمع بين خصائص الطفولة وصفات الرجولة.

يهدف هذا البحث الذي أعده د. أبو عبيدة محمد عثمان محي الدين، إلى معرفة التغيرات الجسمية والانفعالية والعقلية والنفسية والاجتماعية التي يجب على الآباء والمربين تفهمها حتى يعرفوا حقيقة المراهقة، وإلى معرفة الجو العائلي الأسري الذي تسوده روح المحبة والتفاهم والتعاون من جميع الأفراد يعطي المراهق شعوراً بالأمن، والثقة بالنفس، وتحميه من القلق، ويغرس في نفسه الإحساس بالانتماء إلى الأسرة.

 

الخصائص والسمات التي تتميز بها مرحلة المراهقة

1- تحدث كثيرا من التغيرات أثناء هذه الفترة:

- وأولها: هو حدة الانفعال.

- ثانيها: المراهقون يكونون غير واثقين في مقدراتهم واهتماماتهم.

- أما التغير الثالث فيتمثل في أن التغيرات في جسم المراهق واهتماماته، والدور الذي تتوقعه منه مجموعته الاجتماعية يخلق لديه مشاكل جديدة حيث يكون مطلوباً منه أن يواكب ما يفترضونه فيه من رزانة واتزان في سلوكه قبل أن يتمكن من أدوات المرحلة الجديدة مما يصيبه بنوع من الارتباك.

- أما التغير الرابع فينجم عن تغير القيم نتيجة لتغير الاهتمامات والأنماط السلوكية.

2- تعتبر هذه المرحلة مرحلة مشاكل بالنسبة للمراهقين يصعب التكيف معها وهناك سببان يؤكدان هذا الأمر:

- ففي كل المراحل السابقة كانت معظم مشاكلهم تواجه وتحل بواسطة الوالدين والمدرسين نتيجة لذلك تقل خبراتهم المتعلقة بمواجهة المشاكل وحلها.

- السبب الثاني يتمثل في أن رغبة المراهقين في الاستقلالية تجعلهم أقل رغبة في طلب المساعدة ممن يكبرونهم.

3- تمثل هذه المرحلة فترة البحث عن الهوية، ففي الوقت الذي كانوا يلتزمون فيه بمعايير الجماعة من حيث اللبس وطريقة الحياة نجدهم في فترة البلوغ يبدؤون في الانحراف رويداً رويداً عن هذه المبادئ. حيث يعملون بصورة جادة لإبداء الاستقلالية في التفكير وطريقة الحياة.

4- من أبرز المخاطر التي قد يتعرض لها المراهق عدم تناسق جسمه -كجحوظ عينيه أو كبر أنفه مثلا-أو عدم مناسبته لجنسه -كبروز الثدي عند الذكور أو نمو الشعر عند الإناث-الأمر الذي يعرضهم لسخرية الأقران، ولأن تركيبة المراهق النفسية هشة، ولأن اعتماده على مظهره وشكله في سباق نيل الحظوة عند الآخرين كبير، قد يؤدي ذلك الخلل إلى محاولته الانتحار خاصة عند المجتمعات غير المسلمة لضعف الوازع الديني.

5- إزعاج الآخرين والتمرد على أوامر الوالدين ورغباتهم والحدة في ردود الفعل تجاه المواقف التي لا تتماشى مع إرادتهم.

6- التمرد على معظم الأشياء بما في ذلك الأبوين والمعلمين والقانون أحيانا والمغالاة في المظهر واللباس والسعي وراء قبول الأقران والانضمام إليهم ومرافقتهم وتكوين المجموعات الخاصة معهم، والحساسية الزائدة لنقد الآخرين وتوجيههم، والشعور المؤلم بتأنيب الضمير أو النفس والميل لإبداء السلوك غير الاجتماعي الرافض النابع عادة من الملل والشعور بالفراغ وخيبة الأمل والعداء، أو عدم الرضا عما يجري.

7- يميل المراهق إلى التردد على الأصدقاء للاندماج مع جماعة الأقران هذه ويتمثل لآرائه فيستبدل إخلاصه وانتماءه لأهل بيته بإخلاصه وانتمائه لأقرانه وأصدقائه.

8- عندما تكون مشكلات المراهق مرتبطة بالحياة على وجه العموم نجده يتوجه إلى والديه أما إذا كانت المشكلات مرتبطة بالمواقف الخاصة فيلجأ إلى جماعة الأقران، ويزداد أثر هذه الجماعة مع زيادة رغبة المراهق في أن يصبح عضواً مقبولاً في جماعة.

 

تعرض المراهق إلى العديد من التوترات في هذه المرحلة

  1. الصراع بين تحقيق الدوافع وإشباع الحاجات ومطالب الواقع الخارجي، وضرورة التوافق الاجتماعي.
  2. الصراع بين السعي للحرية الشخصية وتحقيق الذات والضغوط الاجتماعية المتمثلة في المعايير والقيم الاجتماعية.
  3. الصراع بين ضبط الأنا الأعلى و(المثيرات) والضغوط الخارجية.
  4. الصراع بين السعي لأن يكبر ويتحمل المسئولية أو يظل طفلاً ينعم بالأمن.
  5. الصراع بين الضغوط الجنسية والضغوط الدينية والقيمية.
  6. الاختيارات والقرارات فعلى المراهق القيام بالاختيارات؛ واتخاذ القرارات التي تحدد مستقبل حياته.

 

سن البلوغ وأهم ما يميزها

  1. المراهق يسعى جاهدا للتخلص من اعتماده المالي على أبويه أو الآخرين من الكبار.
  2. يسعى إلى تحمل مسؤولياته لكنه رغم ذلك محتاج إلى أن يظل طفلاً ينعم بالأمن والطمأنينة.
  3. يسعى إلى الاستقلالية بالرغم من حاجته الملحة إلى المساعدة.
  4. عليه أن يحقق ذاته، يفكر لنفسه ويحقق ميوله ويشبع حاجاته ولكن لابد أن يطابق تفكيره وسلوكه مع المعايير الاجتماعية والتوافق مع الآخرين.
  5. عليه اتخاذ قرارات حيوية تحدد مستقبل حياته خاصة ما يتعلق منها بالتعليم، واختيار مهنته أو ما يتعلق بالزواج وتكوين أسرة أو ممارسته بعض الهوايات أو تكوين بعض الصداقات.
  6. يسعى لتحقيق الحرية وأن يصبح صاحب سلطة لكنه مع ذلك يجد نفسه متورطاً في صراعات انفعالية مع الأطفال الأصغر منه سناً داخل أسرته وكذلك الوالدين والمدرسين وأعضاء المجتمع.
  7. يريد أن يكون راشداً لكنه لا (يعطي المسئولية الكافية بأعماله الخاصة).

 

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم